101 لطائف التفسير والمعاني
جمع عبدلله البلوشي أبو عيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ الدكتور سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——-‘——-‘
——‘——-‘——-‘
”””””””””'””””””””””””””
*لطيفة: طلب شرف الآخرة يَحصُل معه شرف الدنيا، وإن لم يُرِده صاحبه ولم يطلبه، وطلب شرف الدنيا يمنع شرف الآخرة ولا يجتمع معه*
قال الله تعالى في سورة مريم:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)
*قال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله- في شرح حديث “ما ذئبان جائعان”:*
قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”
أي: في قلوب عباده.
وفي حديث: “إن الله إذا أحب عبدًا نادى: يا جبريل، إني أحب فلانًا. فيحبه جبريل، ثم يحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.
والحديث معروف، وهو مخرج في “الصحيح”.
وبكل حال؛ *فطلب شرف الآخرة يحصل معه شرف الدنيا، وإن لم يرده صاحبه ولم يطلبه، وطلب شرف الدنيا يمنع شرف الآخرة ولا يجتمع معه*،
والسعيد من آثر الباقي على الفاني،
كما في حديث أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى».
________
*وقال السعدي -رحمه الله- في تفسيره:*
هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن وعدهم أنه يجعل لهم ودا،
أي: محبة وودادا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض،
*وإذا كان لهم في القلوب ود تيسر لهم كثير من أمورهم وحصل لهم من الخيرات والدعوات والإرشاد والقبول والإمامة ما حصل*،
ولهذا ورد في الحديث الصحيح: ” إن الله إذا أحب عبدا، نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض ”
وإنما جعل الله لهم وداً، لأنهم ودوه، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه.