1006 التعليق على الصحيح المسند
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
جمع سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————
مسند عمرو بن العاص رضي الله عنه
1006 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عبد الرحمن حدثنا موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فأتيته وهـو يتوضأ فصعد في النظر ثم طأطأه فقال إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة قال قلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح.
حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا موسى سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول: … فذكره وقال صعد في النظر.
هـذا حديث صحيح.
———–
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله – تعالى – عنه قَالَ: (بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم). (حم) (17789)، (خد) (299)، (عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ) (حم) (17845)، (خ) (3662)، (م) 8 – (2384)، -وهي موقعة كانت بين المسلمين والكفار سميت بذات السلاسل- (فَقَالَ: “خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ ثُمَّ ائْتِنِي”، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ)، -يعني ركز في النظر من رأسي إلى أسفل قدمي- (ثُمَّ طَأطَأَهُ). (حم) (17789)، (خد) (299) (ثُمَّ قَالَ: “يَا عَمْرُو! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ”). (خد) (299)، (حب) (3211)، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد (229) -أن يكون أميرا ومسئولا على جيش- (“فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ”)، -ستسلم ولن تكون هزيمة وستنتصر وتأتيك غنيمة- (“وَأَرْغَبُ لَكَ مِنْ الْمَالِ”) -المال الذي تأتي به من الغنائم مال عظيم- (“رَغْبَةً صَالِحَةً”) -أَيْ: أعطيك من المال شيئا لا بأس به.
فقلت – (إِنِّي مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم). فَقَالَ: “يَا عَمْرُو! نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ”). (حم) (17789)، (خد) (299)، – (نِعْمَ) هذا يدل على المدح، المال الصالح للرجل الصالح، لأنه لن ينفقه إلا في ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
ومنه النفقة على النفس عَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: (كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَىنِي رَثَّ الثِّيَابِ فَقَالَ: “أَلَكَ مَالٌ؟! ” قُلْتُ: (نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ! مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ أَعْطَانِيَ اللهُ مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ قَالَ: “إِذَا آتَاكَ اللهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ”)
والنفقة على الأهل قال رجل: يا رسول. عندي درهم. قال انفقه على نفسك. قال: عند آخر؟ قال: انفقه على أهلك ….
إنفاق المال في وجوه الخير:
وفي صَحِيحِ مُسْلِمٍ إِنَّ هَذا المالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ ووَضَعَهُ في حَقِّهِ فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ ومَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كانَ كَالَّذِي يَاكُلُ ولا يَشْبَعُ اه
ولَنا في رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وصَحابَتِهِ رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في بَذْلِ المالِ في وُجُوهِ الخَيْرِ والبِرِّ وكانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِثالاً في البَذْلِ والعَطاءِ. وكذلك عثمان بن عفان جهز جيشا كاملا بمال. وكان الليث ينفق على الإمام مالك.
خير المال:
وأحد الصحابة قال: (أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: “هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ”، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الْمَالُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ طَالِبٍ وَلَا مِنْ ضَيْفٍ؟) -يعني ليس المال المقدار الذي أنا أقتنيه ولا تكون علي فيه تبعة، يعني أتحمل المشاق الكثيرة فيه إذا جاء طالب أو جاء ضيف- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “نِعْمَ الْمَالُ أَرْبَعُونَ”، -أي أربعون من الإبل، أربعون ألف دينار- “وَالْأَكْثَرُ سِتُّونَ، وَوَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ”، -المئات من الإبل، الذي عنده المئات هذا صعب عليه أن يخرِج منها، وصعب عليه التفريط في شيء منها، فكلما كثر المال زاد حرص الإنسان عليه إلا من رحم الله، ويستثني النبي صلى الله عليه وسلم من أصحاب المئين، وويل لأصحاب المئين، والويل معناها الهلاك والعذاب، وويل لأصحاب المئين- “إِلَّا مَنْ أَعْطَى الْكَرِيمَةَ، وَمَنَحَ الْغَزِيرَةَ، وَنَحَرَ السَّمِينَةَ، فَأَكَلَ وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ”.
فتنة المال؛
لقد بين نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لأمته كل ما ينفعها، وحذرها من كل فتنة تضرها وتجعلها تنشغل بالعاجل الفاني عن الآجل الباقي، ومن ذلك فتنة عظيمة تميل إليها القلوب، وتحبها النفوس، كان الانشغال الزائد بها من أسباب التفريق بين الأرحام وقطع المحبة بين كثير من الناس والوئام، فتنة أوقعت بين الكثير العداوة والبغضاء، وجعلت أصحابها في محنة وشقاء بعد أن كانوا في طمأنينة وسعادة وهناء، ألا وهي فتنة المال، يقول صلى الله عليه وسلم:”إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ”. رواه الترمذي (2336) من حديث كعب بن عياض –رضي الله عنه-وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
قال المناوي –رحمه الله-:”أي: الالتهاء به لأنه يشغل البال عن القيام بالطاعة ويُنسي الآخرة”.فيض القدير (2/ 507)
قال صلى الله عليه وسلم:”فَوَ اللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ”. رواه البخاري (2988) واللفظ له ومسلم (2961) من حديث عمرو بن عوف –رضي الله عنه-.
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-:”لما كان الناس إلى الفقر أقرب، كانوا لله أتقى وأخشع وأخشى، ولما كَثُر المال؛ كثُر الإعراض عن سبيل الله، وحصل الطغيان، وصار الإنسان الآن يتشوف لزهرة الدنيا وزينتها … سيارة، بيت، فرش، لباس، يباهي الناس بهذا كله، ويعرض عما ينفعه في الآخرة، وصارت الجرائد والصحف وما أشبهها لا تتكلم إلا بالرفاهية وما يتعلق بالدنيا، وأعرضوا عن الآخرة، وفسد الناس إلا من شاء الله، فالحاصل أن الدنيا إذا فتحت- نسأل الله أن يقينا وإياكم شرها – أنها تجلب شرًّاً وتُطغي الإنسان”.شرح رياض الصالحين (3/ 361)
نعم المال الصالح للرجل الصالح:
قال صلى الله عليه وسلم:”نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ-وفي رواية (العبد) -الصَّالِحِ “.رواه الإمام أحمد في المسند (4/ 197) من حديث عمرو بن العاص –رضي الله عنه-،وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في مشكاة المصابيح (3756)
قال الملا علي قاري –رحمه الله-:” (المرء الصالح) وهو من يراعي حق الله وحق عباده “.مرقاة المفاتيح (7/ 296)
يقول ابن الجوزي –رحمه الله-:” وأما من قصد جمعه والاستكثار منه من الحلال نظرنا في مقصوده، فإن قصد نفس المفاخرة والمباهاة فبئس المقصود، وإن قصد إعفاف نفسه وعائلته وادخر لحوادث زمانه وزمانهم وقصد التوسعة على الإخوان و إغناء الفقراء وفعل المصالح أثيب على قصده”.تلبيس إبليس (ص 221)
قال الإمام النووي -رحمه الله-:”وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام، فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل الناس فيها هم الزهاد”.رياض الصالحين (ص3)
وقال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:”فأخبر أنه لم يخلق الجن والإنس لحاجة منه إليهم، ولا ليربح عليهم، لكن خلقهم جودا وإحسانا ليعبدوه فيربحوا هم عليه كل الأرباح”.طريق الهجرتين (ص222)
فلنحذر إذا أشد الحذر من أن يكون همنا وغايتنا اللهث وراء تحصيل المال الزائل، فإن هذا الحرص مذموم، وهذا السعي منبوذ، قال صلى الله عليه وسلم:”لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يَمْلَأُ جَوْفَ ابن آدَمَ إلا التراب وَيَتُوبُ الله على من تاب “.رواه البخاري (6075) ومسلم (1048) واللفظ له من حديث أنس –رضي الله عنه-
قال الإمام النووي–رحمه الله-:”فيه ذم الحرص على الدنيا وحب المكاثرة بها والرغبة فيها، ومعنى (لا يملأ جوفه إلا التراب): أنه لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره”. الشرح على صحيح مسلم (7/ 139).
القناعة:
على المسلم أن يلزم القناعة إذا أراد نيل السعادة، ويرضى بما كتب الله تعالى له، ويُسلم بما قُسم له، ويشكر الله جل جلاله على ما رزقه ويسأله المزيد من فضله، قال صلى الله عليه وسلم “كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس … “. رواه ابن ماجة (4217) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- وصححه الشيخ الألباني-رحمه الله-
قال المناوي-رحمه الله-:”لأن العبد إذا قنع بما أعطاه الله رضي بما قسم له وإذا رضي شكر فزاده الله من فضله جزاء لشكره وكلما زاد شكرا ازداد فضلا”.فيض القدير (5/ 52)
وعليه أن يتحرى الحلال في كسبه ويبتعد عن المحرمات ويتقي الشبهات
قلت سيف: ذكر الدارقطني الخلاف في العلل 1339: ….. والحديث غير ثابت.
ونقل الشيخ الألباني عن تخريج الأحياء أن الدارقطني قال: والحديث ثابت.
لكن الذي في العلل كما سبق نقله: والحديث غير ثابت.
قال أبوحاتم الرازي: سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أنس بن مالك. قلت: واثلة؟ فأنكره.
قال أبوحاتم: مكحول لم يسمع من واثلة، دخل عليه.
وله طريق أخرى عن أبي هريرة لكن قال الترمذي: حديث غريب والحسن لما يسمع من أبي هريرة
وراجع تخريجنا لنضرة النعيم.
تنبيه: نِعْمَ الْمَالُ أَرْبَعُونَ”، -أي أربعون من الإبل،
قال باحث وايده صاحبنا ابوصالح:
ـ وهذا خبر ضعيف، انفرد به الحسن عن قيس، إسناده ((منقطع)) قال علي بن المديني: لم يسمع الحسن من قيس بن عاصم شيئا. «المراسيل» (143).
وفيه القاسم بن المطيب العجلي وهو ضعيف الحديث قال الهيثمي متروك
وفيه زياد بن أبي زياد الجصاص وهو ضعيف الحديث قال ابو حاتم منكر الحديث والمتابعة واهية كما بينته في التخريج
سبق لكن اتضح أن هناك حديثا ضعيفا لم ننبه عليه
فنبهنا هنا عليه