: 1004 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة فيصل الشامسي وفيصل البلوشي ومجموعة عبدالحميد البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–
الصحيح المسند
1004 عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله. قيل: وما استعمله؟ قال: يفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله.
وفي رواية عبد حميد (عسله) قيل (وما عسله) قال: يفتح له عملا بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله
———-‘———-‘———
الحديث في الصحيحة 1114، وصححه محققو المسند 36/ 280 … والحديث له تخريج موسع لبعض الباحثين في الشبكة
تنبيه:
قَالَ البُخَارِيُّ فِي “التَّارِيخِ الكَبِيرِ” (6/ 313/2499) فِي تَرْجَمَةِ عَمْرِو بِنِ الحَمِقِ الخُزَاعِيِّ -رَضِي اللهُ عَنْهُ-، بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ الحَدِيثَ الَّذِي قَالَ فِيهِ بَقِيَّةُ (عُمَرَ الحُمَقِيَّ): “وَ لاَ يَصِحُّ عُمَرُ”.
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي “تَعْجِيلِ المَنْفَعَةِ” (1/ 318/809):
“قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَ غَيْرُهُ: صَحَّفَهُ بَقِيَّةُ، وَ إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بْنُ الحَمِقِ.
قُلْتُ (الحَافِظَ): وَ قَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ الحَدِيثَ المَذْكُورَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَمِقِ عَلَى الصَّوَابِ ….. “.
وورد عن عائشة بإسناد منقطع
وورد عن أنس بإسناد صحيح
قال العسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 200): ومما يروى على وجهين قوله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا عسله بالعين غير المعجمة ويروى غسله بالغين المعجمة فحدثني إسماعيل بن يعقوب الصفار ثم ساق الحديث بسنده وقال قرأته عليه بالعين غير المعجمة فمن رواه هكذا قال عسله مخفف مأخوذ من العسل شبَّه العمل الذي يفتح للعبد حتى يرضى عنه ويطيب ذكره بالعسل يقال عسلت الطعام جعلت فيه عسلا وقندته كان جعلت فيه قندا ومن روى غسله بالغين المعجمة قال أراد يوفقه لعمل يغسل به ما قبله
وقال ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 302): قوله عسله أراه مأخوذا من العسل شبه العمل الصالح الذي يفتح للعبد حتى يرضى الناس عنه ويطيب ذكره فيهم بالعسل يقال عسلت الطعام أعسله وأعسله عسلا إذا جعلت فيه السمن وزت الطعام أزيته إذا لتته بالزيت أو جعلته فيه فهو طعام معسول ومسمون ومزيت وكذلك عسلت القوم وسمنتهم وزتهم إذا جعلت أدمهم العسل والسمن والزيت فإن أردت أنك زودتهم ذلك قلت عسلتهم وسمنتهم وزيتهم بالتشديد فالمعنى والله أعلم في قوله عسله جعل فيه كالعسل من العمل الصالح كما يعسل الطعام إذا جعل فيه العسل
وزعم ابن العربي أن لفظة (عسله) مصحفه:
قال ابن العربى رحمه الله
و قوله إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قيل و ما استعمله قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ. صحيح. و هو الأعمال بالخواتيم لا بالابتداء فى الظاهر إلينا. و هى على الابتداء فى علم الله و كتابه. و رواه من لم ير الصحة إذا أراد الله بعبد خيرا عَسَلَه و هو تصحيف غير صحيح فلما صحَّفوا فسروا فأعرضنا عنه و هو عند العامة معلوم و هو محتمل لما يقال فيه. و أنتم فى غنى عن النَّصَب بما هو أصح منه.
تنبيه: سيأتي في الآخر البحث الكلام على ما قرره ابن العربي
وفي رواية
(إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته قالوا وما طهور العبد قال عمل صالح يلهمه إياه) حتى يقبضه عليه) (طب عن أبي أمامة) (ومن مات على شيء بعثه الله عليه انتهى مختصرا من التيسير بشرح الجامع الصغير
(من حوله) من أهله وجيرانه ومعارفه فيبرؤن ذمّته ويثنون عليه خيرا فيجيز الرب بشهادتهم
………..
وفي فتاوى اللجنة الدائمة:
سؤال الثاني من الفتوى رقم (14535)
هذا الحديث يدل على أن الأعمال بالخواتيم، وأنه يجب على المسلم أن يلزم طاعة الله تعالى في فعل ما أوجب عليه وترك ما حرم عليه، ويحرص على التزود من عمل الخير ما أمكنه، رجاء أن يختم له به.
الفوائد:
– فيه ضرب المثل
-فيه الأعمال بالخواتيم.
– فيه أن أفعال الخلق كلها بمشيئة الله ((القضاء والقدر للبيهقي)
-المسلم ذو همة عالية من التكليف حتى الممات
– من عبارات الثناء: «عسلك الله}» واعتادت العرب أن تسمي ما تستحليه: “بالعسل”.
-العمل الصالح إن كان تعدى ينفع النفس إلى ما ينفع الآخرين كان أجره أعظم لأنه دال على الخير. ويبقي الله له لسان صدق في الآخرين.
– إن من نعمة الله عليك حاجة الناس إليك.
– أن يكون المسلم دائم السعي للخاتمة الطيبة، لأنه لا يعرف متى تقبض روحه.
– على المسلم التوبة والإنابة قبل غلق الإجابة
– لا تؤجل ولا تسوِّف إن أردت الفلاح
– يا حسرة من كان كالحنظلة مرة المذاق كريهة الرائحة
تنبيه: حسن الخاتمة …
سبق الكلام عليها تحت حديث 1313 من الصحيح المسند:
وذكرنا علامات حسن الخاتمة فراجعه.
بالنسبة لتقرير ابن العربي:
الاعمال بالخواتيم وليست الاعمال بالبدايات فيما يظهر إلينا لأن العبد في بداية الامر قد يفعل الذنوب والمعاصي.
والأعمال بالابتداء في علم الله وما قدره.
وهذا الكلام يحتمل أمرين:
1 – أن عمله ابتداء وإن كانت معاصي لكنه محبوب ومختوم له بالخير حيث يعلم الله أنه سيموت على الخير فهي بالابتداء كالانتهاء
وهذا على عقيدة ابن العربي.
2 – يحتمل أن الأعمال بالابتداء في علم الله لأنه يعلم ما له من الخير في السر أو ما يكون منه من التوبة في وقته.
3 – أن عمله بالابتداء في علم الله لعلم الله بحاله ومآله
وهذا ايضا خطأ لان العمل المعتبر هو المتأخر وأما العمل المتقدم فمذموم وصاحبه مذموم
…
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ” إن حديث ابن مسعود: (حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) أي: بين الجنة، ليس المراد أن عمله أوصله إلى هذا المكان حتى لم يبق إلا ذراع، *لأنه لو كان عمله عمل أهل الجنة حقيقة من أول الأمر ما خذله الله عز وجل*؛ لأن الله أكرم من عبده، عبد مقبل على الله، ما بقي عليه والجنة إلا ذراع، يصده الله؟! هذا مستحيل، لكن المعنى: يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، حتى إذا لم يبق على أجله إلا القليل زاغ قلبه والعياذ بالله -نسأل الله العافية- هذا معنى حديث ابن مسعود. إذاً: لم يبق بينه وبين الجنة إلا ذراع بالنسبة لأجله، وإلا فهو من الأصل ما عمل عمل أهل الجنة -نعوذ بالله من ذلك، نسأل الله ألا يزيغ قلوبنا- عامل وفي قلبه سريرة خبيثة أودت به إلى أنه لم يبق إلا ذراع ويموت ”
“اللقاء الشهري” (13/ 14).
وفي الجملة: فالخواتيم ميراث السوابق؛ وكل ذلك سبق في الكتاب السابق، ومن هنا كان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق. قرره ابن رجب
قال ابن القيم رحمه الله في “الفوائد” ص 163: ” وأما كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فإن هذا عمل أهل الجنة فيما يظهر للناس، ولو كان عملا صالحا مقبولا للجنة قد أحبه الله ورضيه لم يبطله عليه. وقوله: (لم يبق بينه وبينها إلا ذراع) يشكل على هذا التأويل، فيقال: *لما كان العمل بآخره وخاتمته، لم يصبر هذا العامل على عمله حتى يتم له، بل كان فيه آفة كامنة ونكتة خُذل بها في آخر عمره، فخانته تلك الآفة والداهية الباطنة في وقت الحاجة، فرجع إلى موجبها، وعملت عملها، ولو لم يكن هناك غش وآفة لم يقلب الله إيمانه … والله يعلم من سائر العباد ما لا يعلمه بعضهم من بعض ”
====