1002 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة إبراهيم البلوشي ومجموعة طارق أبي تيسير.
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————-
الصحيح المسند :
1002- قال الإمام عبد بن حميد رحمه الله في المنتخب : حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني حميد بن هانئ قال أخبرني عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما خففت عن خادمك من عمله كان لك اجرا في موازينك .
هذا حديث حسن .
الصحيح المسند
———————
الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه(4314)، وأبو يعلى في مسنده(1472)، والبيهقي في شعب الإيمان(8589)، وأورده المنذري في الترغيب الترهيب 3/214، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/239، وقال: “رواه أبو يعلى، وعمرو هذا قال ابن معين: لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان كذلك فالحديث مرسل، ورجاله رجال الصحيح”.
وفي “التقريب”: “عمرو بن حريث؛ مصري مختلف في صحبته، أخرج حديثه أبو يعلى وصححه ابن حبان، وقال ابن معين وغيره: تابعي وحديثه مرسل”.
قلت: فهو إذن ضعيف؛ لإرساله ولعدم تيقننا بصحبته.
والحديث أخرجه ابن حبان (1204) من طريق أبي يعلى، وهذا في “مسنده” (1/ 408خ) و (3/ 50-51 ط) في “مسند عمرو بن حريث رجل آخر ذكره أبو خيثمة”. من طريق أبي هاني: حدثني عمرو بن حريث به. ذكره.
يعني أنه غير عمرو بن حريث الصحابي الذي أسند له – قبل ذاك – أحاديث صريحة في رؤيته للنبي – صلى الله عليه وسلم – وسماعه منه، بخلاف ذاك؛ فإنه ساق له هذا الحديث، وآخر في الاستيصاء بالقبط خيرا، وليس فيها ما يدل على صحبته، بل قد صرح البخاري وابن أبي حاتم بأن حديثه مرسل، خلافا لما يشعر به صنيع أبي يعلى، بتخريجه إياه في “المسند”، وتبعه على ذلك تلميذه ابن حبان فأخرج هذين الحديثين في “صحيحه” من طريق شيخه أبي يعلى، وذلك من أوهامهما، وبخاصة ابن حبان؛ فإنه فرق بين عمرو بن حريث هذا وهو مدني مصري؛ فذكره في “التابعين” من “ثقاته” (5/ 179) ، وبين عمرو بن حريث الأول وهو مخزومي؛ فذكره في “الصحابة” (3/ 272) !
وراجع الضعيفة (4437) .
وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق: [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان]ـ: إسناده صحيح على شرط مسلم إلى عمرو بن حريث، وعمرو بن حريث تابعي ثقة ليست له رؤية كما جزم بذلك البخاري ويحيى بن معين وغيرهما، فالحديث مرسل .
وقال ابن حجر في اتحاف المهرة لابن حجر :
15931 – حديث (حب) : “ما خَففْتَ عن خادمك من عمله كان أجراً في موازينك”.
حب في الثاني من الأول: أنا أبو يَعْلى، ثنا أبو خَيْثَمة، ثنا عبد الله بن يزيد، حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو هانئ، حدثني عَمرو بن حُريث، عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بهذا. قال أبو يعلى، عن أبي خَيْثَمة: عمرو بن حُرَيث هذا غير الكوفي.
وهو كما قال، لكن أنكر غيره أن تكون له صحبة، وإنما يروي عن أبي هريرة. وقد أوضحت حاله في كتابي في “تمييز الصحابة”.
وقال صاحب كتاب الايماء الى مسند الامالي :
(4744) فرق أبويعلى بينه وبين الأول، ونقل عن أبي خيثمة أن له صحبة، وقال البخاري وابن أبي حاتم وابن معين: حديثه مرسل. انظرالإصابة (4/ 620).
جاء في الإصابة في تمييز الصحابة 4 / 511
“ومقتضاه أن يكون لعمرو صحبة. وقد أنكر ذلك البخاري، فقال: عمرو بن حريث روى عنه حميد بن هانئ مرسلا. وقال: روى ابن وهب بإسناده إلى عمرو بن حريث، سمع أبا هريرة.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: حديثه مرسل. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين:
تابعي، وحديثه مرسل، واللَّه أعلم.”
تهذيب التهذيب 8 / 18
” “تمييز – عمرو” بن حريث غاير أبو يعلى الموصلي في سند بينه وبين المخزومي ونقل عن أبي خيثمة أن له صحبة وقال صالح بن أحمد قلت لأبي عمرو بن حريث الذي يروي عنه أهل الشام هو الكوفي قال : لا هو غيره .
=========
بعض ما جاء في الاحسان الى الخادم
# عنِ المَعْرورِ قال: لَقِيتُ أبا ذَرٍّ بالرَّبَذةِ وعليهِ حُلَّة، وعلى غُلامِه حُلَّة، فسألتُه عنْ ذلكَ فقال: إِنِّي سابَبْتُ رَجُلاً فعَيَّرتُه بأمِّه، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « يا أبا ذَرّ، أعَيَّرتَهُ بأمِّهِ؟ إِنَّكَ امرُؤٌ فيكَ جاهِليَّة. إخْوانُكمْ خَوَلُكمْ، جَعَلَهمُ اللّهُ تحتَ أيدِيكُمْ. فَمَنْ كانَ أخوهُ تحتَ يدِه فلْيُطْعِمْهُ ممّا يأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولا تُكلِّفوهمُ ما يَغْلِبُهم، فإنْ كلَّفتموهُم فأعِينوهُم» . رواه البخاري .
وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع : « أرقاءَكُمْ أَرقاءَكُمْ أَرقَاءَكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمّا تَأْكُلُون وَاكْسُوهُمْ مِمّا تَلْبَسُونَ فَإنْ جَاؤوا بَذَنْبٍ لا تُرِيدُونَ أَنْ تَغْفِرُوهُ فَبِيعُوهُ عِبَادَ الله وَلا تُعَذِّبُوهُمْ » الصحيحة 740
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – القصة بتفاصيلها وهي أن أسود رجلاً أو امرأة كان يقم المسجد فمات ولم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بموته فذكره ذات يوم فقال : ما فعل ذلك الإنسان ؟ قالوا مات يا رسول الله ، قال : أفلا آذنتموني ؟ فقالوا : إنه كان كذا وكذا قصته ، قال : فحقروا شأنه ، قال : فدلوني على قبره فأتى قبره فصلى عليه . رواه البخاري .
إطعام الخادم أمر ضروري :
عن أبي هريرة رضي الله عنه يخبرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : ” إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه ” رواه البخاري في كتاب العتق ومسلم .
لا تضرب الخادم :
عن معاوية بن سويد قال : كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا إلا خادم واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أعتقوها ) قالوا : ليس لهم خادم غيرها قال : ” فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها ” . رواه مسلم .
وعن زاذان -وهو الكندي مولاهم الكوفي- قال:
أتيتُ ابنَ عُمرَ وقد أعْتَق مَمْلوكاً له، فأَخذَ مِنَ الأرْضِ عوداً أوْ شيْئاً فقالَ:
ما لي فيه مِنَ الأجْرِ ما يساوي هذا، سمعتُ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:
“مَنْ لَطمَ مَمْلوكاً له أو ضَربهُ؛ فكفَّارَتُه أنْ يَعْتِقَهُ”.. صحيح الترغيب 2278
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس رضي الله عنه يحدثنا كيف كان تعامله صلى الله عليه وسلم معه فيقول : ” خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين ، فما سبَّني سبَّةً قط ، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال : « دَعُوه ، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ » .
اعفُ عن خادمك :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! كم نعفو عن الخادم ؟ فصمت ! ، ثم أعاد عليه الكلام ، فصمت ! فلما كان في الثالثة ، قال : ” اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ” . الصحيحة 448 .
=======
وقال باحث في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر
“ – الجزء الثاني – ” ( الكبيرة الثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة بعد الثلاثمائة : امتناع القن مما يلزمه من خدمة سيده ، وامتناع السيد مما يلزمه من مؤنة قنه وتكليفه إياه عملا لا يطيقه وضربه على الدوام ، وتعذيب القن بالخصاء ولو صغيرا أو بغيره أو الدابة وغيرهما بغير سبب شرعي والتحريش بين البهائم ) …… وأخرج مسلم وغيره : عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : « كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي : اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا هو يقول : اعلم أبا مسعود أن الله – تعالى – أقدر عليك منك على هذا الغلام ، فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا » . وفي رواية : « فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله – تعالى – فقال : أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار » .
وفي مسلم : « من ضرب مملوكا له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه » .
وأخرج الشيخان والترمذي واللفظ له : « من قذف مملوكه بريئا مما قال أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال » .
وأخرج أبو داود : « أن أبا ذر ألبس غلامه مثله وأنه ذكر أن سبب ذلك أنه عير رجلا بأمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية ، فقال إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله » . ورواه الشيخان والترمذي بمعناه إلا أنهم قالوا فيه : « هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه » .
وفي مسلم : « كفى بالمرء إثما أن تحبس عمن تملك قوتهم » ..
رفع أبو هريرة سوطا على أمة له زنجية ثم قال : لولا القصاص لأغشيتكيه ، ولكن سأبيعك لمن يوفيني ثمنك اذهبي فأنت حرة لوجه الله .
ودخل جماعة على سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو أمير على المدائن فوجدوه يعجن عجين أهله ، فقالوا : ألا تترك الجارية تعجن ؟ فقال رضي الله عنه : إنا أرسلناها في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملا آخر .
قال بعض السلف : لا تضرب المملوك في كل ذنب ولكن احفظ له ذلك ، فإذا عصى الله – تعالى – فاضربه على معصية الله ، وذكره الذنوب التي بينك وبينه .
والاسلام ألزم كذلك صاحب العمل أن يُوَفِّيَ للعامل والخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو مماطلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ”.
وقد امتدَّت رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدمه لتشمل غير المؤمنين به أصلاً، وذلك كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كان يعمل عنده خادمًا، فقد مرض الغلام مرضًا شديدًا، فظلَّ النبي صلى الله عليه وسلم يزوره ويتعهَّده، حتى إذا شارف على الموت عاده وجلس عند رأسه، ثم دعاه إلى الإسلام، فنظر الغلام إلى أبيه متسائلاً، فقال له أبوه: أطِعْ أبا القاسم. فأسلم، ثم فاضت رُوحه، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ”