100 لطائف التفسير والمعاني
جمع عبدلله البلوشي أبو عيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ الدكتور سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——-‘——-‘
——‘——-‘——-‘
”””””””””'””””””””””””””
*لطيفة: محلُ نَظرِ اللهِ -عز وجل- من العبدِ هو القَلبُ*
*قال الله تعالى في سورة الأنفال:*
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70)
*قال الشنقيطي -رحمه الله- (من كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير):*
وقوله {يعلم الله في قلوبكم خيراً}
يدل على *أن محل نظر الله من عبده إنما هو القلوب* كما جاء بذلك الحديث؛ لأن القلب هو الذي ينظر الله إليه فيعلم فيه الخير والشر؛
ولذا قال: {إن يعلم الله في قلوبكم خيراً} والله (جل وعلا) عالم بما في الضمائر وما يخطر في القلوب {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (16)} [ق: الآية 16]
وقد بين القرآن العظيم في مواضع منه أن علم الله الإيمان والإخلاص في قلب الإنسان تكون له فوائد عظيمة، من تلك الفوائد:
– ما ذكره هنا في أخريات الأنفال في قوله: {إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم}
– ومنها قوله في سورة الفتح: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم} [الفتح: الآية 18] فكنى عما في قلوبهم بالاسم المبهم الذي هو الاسم الموصول. يعني أنه إيمان كما ينبغي وإخلاص كما ينبغي،
ترتب على ذلك نتائج عظيمة كثيرة
– كقوله: {وعدكم الله مغانم} [الفتح: الآية 20]
– وكقوله: {وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها} [الفتح: الآية 21] أي: فأقدركم عليها،
– وكقوله جل وعلا: {وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً} [الأحزاب: الآية 22] هذا الإيمان والتسليم الذي علمه الله في قلوبهم رتب عليه نتائج عظيمة مفيدة
– منها قوله: {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال} [الأحزاب: الآية 25] إلى آخر الآيات.
وهذه الآيات ينبغي لنا أن نعتبر بها فنطهر قلوبنا، ويكون ربنا يعلم منها الخير، ولا يعلم منها الشر؛ لأن ذلك يسبب لنا نتائج عظيمة كصلاح الدنيا والآخرة؛ لأن هؤلاء الأسرى قال لهم: {إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً} من المال {مما أخذ منكم} ويزيدكم على ذلك المغفرة.