1 – بَابُ يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ
1 – (2160) حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ»
2 – بَابُ مِنْ حَقِّ الْجُلُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ رَدُّ السَّلَامِ
2 – (2161) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ، فَقُلْنَا إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَاسٍ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ» قَالَ: «إِمَّا لَا فَأَدُّوا حَقَّهَا غَضُّ الْبَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ»
3 – (2161) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ» قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ»
3 – (2161) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ
3 – بَابُ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ رَدُّ السَّلَامِ
4 – (2162) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ» ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ” قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: «كَانَ مَعْمَرٌ يُرْسِلُ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأَسْنَدَهُ مَرَّةً عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ»
5 – (2162) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ»
الفوائد:
-السلام لغة اصله السلامة وهو من أسماء الله-عز وجل- وهو المنزه عن النقائص والذي يسلم عباده.
– (السلام عليك) معناه أي لن يصيبك ضرر مني أو سلمك الله في الدنيا والآخرة ونلت بركة هذا الاسم.
-السلام بمعنى التحية، قال تعالى (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) [الأحزاب: 44] ومن معانيه الخير، قال تعالى (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 5]،
ومن معانيه الثناء، قال تعالى (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الصافات: 109].
-ابتداء السلام سنة، ورده واجب ونقل ابن عبدالبر الإجماع على ذلك.
-إن كان المُسلِم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، إذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم.
-إن كان المسلم واحد تعين عليه الرد. وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم فإذا رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين. والأفضل ان يبتدئ الجميع بالسلام. وأن يرد الجميع.
– قول (السلام عليك) يجزئ والأفضل أن يقول (السلام عليكم) ليتناوله وملكيه ولو قال (سلام عليكم) أجزأ والأكمل بالواو والألف واللام (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) وراجع شرح النووي لمسلم.
-استدل ابن عباس وابن عمر بقوله تعالى (رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) [هود: 73].على عدم الزيادة على (وبركاته) واستنكروا على من زاد ومغفرته، واستدل البيهقي بحديث عمران على قوله (وبركاته).
-ترفع صوتك بالسلام بقدر أن يسمع المسلَم عليه.
-الراكب يسلم على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير، وورد في البخاري (الصغير على الكبير).
-ورد في الحديث “وإذا سلم من القوم أحد أجزأ عنهم” راجع الإرواء (770).
– الصغير يسلم على الكبير من باب الاحترام، والقليل على الكثير لأن حقهم أولى والراكب على الماشي والماشي على القاعد؛ لأنهما أقدر على إيقاع الضرر وليتلبسوا بالتواضع ثم لو ألزمنا القاعد يسلم على المارين لكان فيه مشقة عليه.
-ذكر الماوردي: أن من مشى في الشوارع المطروقة كالسوق أنه لا يسلم إلا على البعض؛ لأنه يتشاغل عن حاجته أما كون ابن عمر –رضي الله عنهما- كان يخرج إلى السوق فلا يمر على بياع إلا سلم فسأل، فقال: نغدو للسلام. فجوابه أنه خرج لقصد السلام. ابن حجر (الفتح).
-تتضاعف الحسنات بقدر الزيادة في السلام فعن ابي هريرة –رضي الله عنه- قال: أن رجلاً مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: السلام عليكم، فقال: «عشر حسنات»، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: «عشرون حسنة»، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: «ثلاثون حسنة»، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أوشك ما نسي صاحبكم! إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم؛ فإن بدا له أن يجلس فليجلس، و إذا قام – و في رواية: فإن جلس ثم بدا له أن يقوم قبل أن يتفرق المجلس فليسلم، ما الأولى بأحق من الآخرة».
-لو تعارض السن المعنوي مع الحسي كأن يكون الأصغر أعلم فظاهر النص أن الأصغر دائمًا يسلم (الفتح) لابن حجر والوارد يبدأ في كل حال والماشي على القاعد ولو كان عددهم أقل، وإن شخص عكس شيء من هذه الأمور نقول: خالف الأولى كأن يكون جالس ويسلم على الماشي أو في البيت فيسلم على الداخل (قرره ابن حجر والنووي في الأذكار) ومنه حديث أبي هريره، أنه لما أعرج به-صلى الله عليه وسلم- وفيه (وأم الأنبياء، قال قائل: هذا مالك صاحب النار، فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام) أخرجه مسلم (172).
-يشرع السلام على الصبية، فقد ثبت في حديث أنس أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يسلم /أخرجه البخاري (6237،ومسلم2560) وفي رواية لمسلم 2482 قال أنس أتى علي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا.
-ورد في الحديث “لا تقل عليك السلام ” فإن عليك السلام تحية الموتى وصححه الشيخ مقبل في الصحيح المسد.
من فوائد السلام:
** السلام أمان لأهل الأرض.
** طريق للمحبة والتعارف.
** الاطمئنان تجاه الآخرين.
** تعرف بالسلام أخلاق الناس.
** يزيل غالب الخصومة.
** يميز المسلمين.
** غيض للأعداء
** أجر واتباع سنة.