1 – بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي
10 – (2266) حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي»
11 – (2266) وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي»
11 – (2267) وَقَالَ: فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ»
11 – وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا عَمِّي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا بِإِسْنَادَيْهِمَا، سَوَاءً مِثْلَ حَدِيثِ يُونُسَ
12 – (2268) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي»
وَقَالَ: «إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ»
13 – (2268) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي»
الفوائد
===============
– جاءت الأحاديث متواترة في أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقد رآه. (اللآلئ المتناثرة)
– فيه حفظ الله عزوجل لنبيه ولشريعته في حياته وبعد موته.
– أهمية دراسة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته الخلقية
– ذكر البغوي أن بقية الأنبياء كذلك لا يتمثل بهم الشيطان (شرح السنة 12/ 228)
– ورد في البخاري (فسيراني في اليقظة) واستدل بها بعض فرق الضلال، بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مجالسهم.
ونقل صاحبنا حمد الكعبي: أن بعض الباحثين ردَّ هذه الرواية بأن الحديث في مسلم وأبي داود وأحمد بالشك، والشك من الزهري وقد تابع أبا سلمة أربعة من التابعين عن أبي هريرة، وورد الحديث عن ثمانية من الصحابة، أنس وأبي سعيد عند البخاري، وجابر عند مسلم، وابن عباس وأبو جحيفة عند ابن ماجه، وطارق بن اشيم عند أحمد، وابن مسعود عند النسائي، كلها موافقة للرواية الحق، بل أبو جحيفة وابن عمرو في روايتهم ( … فكأنما رآني في اليقظة) يعني صورته التي في المنام هي عين صورته، وبعضهم قال (سيراني في اليقظة) يعني يوم القيامة. ورده ابن حجر بأن ذلك لا يختص بمن رآه في المنام، لكن قال: يحتمل أن لمن رآه تكون لهم رؤية أفضل. انتهى بمعناه
قلت: ولا يرد عليه أن هناك من هو أفضل ممن رآه.
قال صاحبنا أبوصالح: قوله (فسيراني في اليقظة) ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عدة أقوال منها أنها جاءت في رواية في مسلم على الشك بلفظ (أو فكأنما رآني في اليقظة)، وفي خارج الصحيح (فقد رآني في اليقظة).
أي فتكون مفسرة للكلمة المجملة.
قال ابن عبد البر في التمهيد: ” اختلاف آثار هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا من النبوة ليس ذلك عندي باختلاف تضاد وتدافع والله أعلم ?نه يحتمل أن تكون الرؤيا الصالحة …. على حسب ما يكون الذي يراها من صدق الحديث وأداء الامانة والدين المتين وحسن اليقين … ”
وقال ابن بطال في شرحه: يعني تصديق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق. انتهى نقل أبي صالح.
وراجع كتاب الرؤى لسهل العتيبي كنوز اشبيليا ص364
– قال ابن حجر: وكان محمد يعني ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. وسنده صحيح.
وأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب، حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: صفه لي قال: فذكرت له الحسن بن علي فشبهه به، قال قد رأيته. وسنده جيد.
ويعارضه حديث أبي هريرة عند ابن أبي عاصمٍ:» من رآني في المنام، فقد رآني فإني أرى على كل صورة «. وفي سنده صالح مولى التوأمة ضعيف لاختلاطه وهو من رواية من سمع منه بعد الاختلاط. انتهى كلام ابن حجر مختصراً
قلت: الذي تدل عليه الأحاديث وعليه، وفعل السلف أنه يُرى صلى الله عليه وسلم بأوصافه وشمائله التي كان عليها، أما من رأى حالق لحية أو قصير أو طويل بائن، أو غير ذلك ممن ليس من شمائله أو رؤي وهو يؤمر بباطل فليس هو وهو دليل على بطلانها. وذهب القرطبي كذلك وابن حجر إلى أنه من رآه على غير صورته في الدنيا في حال تليق به فقد رآه وسيأتي نقل كلام القرطبي.
قال القرطبي: اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، قال وهذا قول يدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل وقالت طائفة: معناه أن من رآه رآه على صورته التي كان عليها، ويلزم منه أن من رآه على غير صفته أن تكون رؤياه من الأضغاث، ومن المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حالته في الدنيا من الأحوال اللائقة به وتقع تلك الرؤيا حقا كما لو رئي ملأ دارا بجسمه مثلا فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير، ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله ” فإن الشيطان لا يتمثل بي ” فالأولى أن تنزه رؤياه وكذا رؤيا شيء منه أو مما ينسب إليه عن ذلك، فهو أبلغ في الحرمة وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في يقظته، قال: والصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصوده أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة ولا أضغاثا بل هي حق في نفسها ولو رئي على غير صورته فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان بل هو من قبل الله وقال وهذا قول القاضي أبي بكر بن الطيب وغيره، ويؤيده قوله ” فقد رأى الحق ” أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي به فإن كانت على ظاهرها وإلا سعى في تأويلها ولا يهمل أمرها لأنها إما بشرى بخير أو إنذار من شر إما ليخيف الرائي وإما لينزجر عنه وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه.
ولابن حجر كلام حول هذا الحديث، قريب من المعنى السابق، ونقل عن بعض العلماء أنه قد تختص الرؤيا الحقيقية لأهل الكرامات ولم يتعقبه، لكن كلام القرطبي فيه تعميم بمنع ذلك، وهناك أقوال أخرى نقلها ابن حجر في معنى الحديث، لكن أجمعها وأقربها للصواب قول القرطبي الذي سبق أن نقلناه.
وراجع كتاب الرؤى لسهل العتيبي كنوز اشبيليا ص362 ورجح الباحث أنه يجب أن يراه صلى الله عليه وسلم على صفته التي كان عليها. وأنا أميل لما ذكر القرطبي.
ونسأل الله أن يرزقنا الرؤيا الصالحة للترجيح في هذه المسألة.
وفي فتوى للجنة الدائمة حول إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة يقظة:
قالوا: … قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما بلغ الرسالة وأكمل الله به دينه وأقام به الحجة على خلقه، وصلى عليه أصحابه رضي الله عنهم صلاة الجنازة، ودفنوه حيث مات في حجرة عائشة رضي الله عنها، وقام من بعده الخلفاء الراشدون، وقد جرى في أيامهم أحداث ووقائع فعالجوا ذلك باجتهادهم ولم يرجعوا في شيء منها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن زعم بعد ذلك أنه رآه في اليقظة حيا وكلمه أو سمع منه شيئا قبل يوم البعث والنشور فزعمه باطل؛ لمخالفته النصوص والمشاهدة وسنة الله في خلقه، وليس في هذا الحديث دلالة على أنه سيرى ذاته في اليقظة في الحياة الدنيا؛ لأنه يحتمل أن المراد بأنه: فسيراني يوم القيامة، ويحتمل أن المراد: فسيرى تأويل رؤياه؛ لأن هذه الرؤيا صادقة بدليل ما جاء في الروايات الأخرى من قوله صلى الله عليه وسلم «فقد رآني» الحديث. وقد يراه المؤمن في منامه رؤيا صادقة على صفته التي كان صلى الله عليه وسلم عليها أيام حياته الدنيوية.
وإذا أردت زيادة الفائدة فارجع إلى ما كتبه العلامة أحمد بن حجر شرحا لهذا الحديث في كتابه [فتح الباري].
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
انتهت فتوى اللجنة الدائمة
وسئلت بعض لجان الفتوى:
هل تؤخذ من الرؤيا أحكاماً؟
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة: من الآية3] وقال: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: من الآية38]، وقال صلى الله عليه وسلم: (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك).
فالرؤيا المنامية، … إنما يستأنس بها ويستبشر، أما غير ذلك فلا، والله أعلم.
وعلى هذا فالرؤيا التي توزع ويزعم أنها رؤيا الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف، إلى غير ذلك باطلة، ولا يأخذ بها إلا جهال المسلمون الذين تنطلي عليهم الخرافات. انتهى
– الذي يظهر أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم دليل على صلاح الرائي إذا رآه على هيئته دون عبوس أو عيب في أطرافه أو غير ذلك كما نقله ابن حجر عن ابن أبي جمرة.
– أن رؤية الملائكة والأنبياء في المنام جائزة وممكنة.
تنبيه 1:هناك رسالة عنوانها: التحقيقات الفاضحة لحقيقة الدلائل الواضحة، رد على رسالة يدعي صاحبها على سنية الاستدلال والعمل بالرؤيا الصالحة.
ورد على دعواه في أن الله يوحي لغير الأنبياء برسالة سماها (إتحاف السادة النبلاء بحقيقة الوحي لغير الأنبياء). ونلخص الرسالة الأولى مع تصرف:
-استدلاله بلفظ (جزء من النبوة) نقول فسرتها رواية (المبشرات) وأنه لا نبوة بعده.
– استدلاله بحديث: (رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام) والحديث ضعفه ابن حجر والألباني
– حديث (رؤيا الأنبياء وحي) وأن مفهومه لا يخالف أن غيرهم يوحى إليهم، نقول: وهل يجوز أن يذبح أحد ابنه لكونه رأى في المنام أنه يذبحه؟
بالطبع لا يجوز.
-استدلاله بوصية ثابت بن قيس بن شماس، الجواب قال: ابن تيمية في مجموع الفتاوى 4/ 519: وتصح الوصية بالرؤيا الصادقة المقترنة بما يدل على صدقها إقرار كاتب أو إنشاء لقصة ثابت بن قيس التي نقضها الصديق.
وذكر ابن القيم وصية عوف بن مالك.
وكذلك رد معاذ لبيت المال فإنما قوي عنده تأويل الرؤيا. ولم يؤسس حكماً جديداً.
وذكر وصايا أخرى بعضها ضعيف ومنها: أمر ابن معين بأن يرد ليموت في المدينة لرؤيته النبي صلى الله عليه وسلم. فهي لا تصح ثم الأصل الشرعي للموت في المدينة موجود فلم يؤسس ابن معين حكما جديدا.
كذلك قد تأتي الرؤيا يستأنس بها في اختيار أحد القولين، ومنه اختيار عبدالله بن كثير المقرئ قراءة (وجبريل وميكال) بغير همز حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ بها.
وكذلك نقل ابن القيم في اعلام الموقعين 2/ 340: أن ابن تيمية رأى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بعض المسائل، ومنها مسألة: الدعاء لميت يشك في إيمانه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الشرط الشرط أو علق الدعاء بالشرط.
وكأن المقصود ما ورد عن أبي هريرة موقوفا (اللهم أنت أعلم بسره وعلانيته ، إن كان محسنا فتقبل منه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.
ومن أدلة الاستثناء: الدعاء في الملاعنة
وقرر ابن عثيمين مثل هذا الاستثناء في ميت شككت فيه يصلي أو لا يصلي.
قلت: هذا على قول من يقول بكفر تارك الصلاة.
-رؤية الله في المنام
قال الدارقطني رحمه الله في الرؤية (236)
حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة، فقال لي: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: أنت أعلم أي رب، فوضع كفه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، قال: فعلمت ما في السماء والأرض، ثم تلا: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ([الأنعام:75] ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: المشي إلى الجمعات، وانتظار الصلاة بعد الصلوات، والجلوس في المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء على المكاره، فقال الله عز وجل: من يفعل ذلك يعش بخير، ويمت بخير، ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمه، قال: ومن الدرجات إطعام الطعام، وطيب الكلام، وأن تقوم بالليل والناس نيام، قل: اللهم إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون». قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموهن؛ فوالذي نفسي بيده إنهن لحق»
هذا حديث صحيح وله طرق كثيرة عند الدارقطني في الرؤية، راجع من رقم (227 – 257)
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (3/ 390)
وَقَدْ يَرَى الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ فِي صُوَرٍ مُتَنَوِّعَةٍ عَلَى قَدْرِ إيمَانِهِ وَيَقِينِهِ؛ فَإِذَا كَانَ إيمَانُهُ صَحِيحًا لَمْ يَرَهُ إلَّا فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ وَإِذَا كَانَ فِي إيمَانِهِ نَقْصٌ رَأَى مَا يُشْبِهُ إيمَانَهُ وَرُؤْيَا الْمَنَامِ لَهَا حُكْمٌ غَيْرُ رُؤْيَا الْحَقِيقَةِ فِي الْيَقَظَةِ وَلَهَا ” تَعْبِيرٌ وَتَاوِيلٌ ” لِمَا فِيهَا مِنْ الْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ لِلْحَقَائِقِ. أهـ
– تنبيه: سيأتي إن شاء الله شرح حديث (إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ) في الباب التالي.