: 1 – التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-”——”——-”
الصحيح المسند
- عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وإن قزحه وملحه فانظروا إلى ما يصير.
——–‘——-‘—–هذا الحديث رواه أحمد في “مسنده” (15320) والطبراني في “الكبير” (8138) والبيهقي في “الشعب” (5653) من طريق عَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: يَا ضَحَّاكُ مَا طَعَامُكَ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ. قَالَ ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟ قَالَ إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. قَالَ: (فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا).
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، ضعفه حماد بن زيد وسفيان بن عيينة وأحمد ويحيى والبخاري وابن خزيمة وغيرهم، ووصفوه بالاختلاط وسوء الحفظ.
راجع: “ميزان الاعتدال” (3/ 127).
والحسن مدلس، وقد عنعنه.ورواه ابن حبان في “صحيحه (702) وعبد الله بن أحمد في “زوائد الزهد” (20733) والمروزي في “زوائد الزهد” (169) والبيهقي في “الآداب” (464) من طريق أبي حذيفة قال: حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن مطعم ابن آدم ضرب للدنيا مثلا بما خرج من ابن آدم وإن قزحه وملحه فانظر ما يصير إليه)
وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي، قال الذهبي: ” صدوق إن شاء الله، يهم.
تكلم فيه أحمد، وضعفه الترمذي، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به، وقال عمرو بن على: لا يحدث عنه من يبصر الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم، وقال بندار: ضعيف الحديث “.
“ميزان الاعتدال” (4/ 221 – 222)
لكنه أقوى من ابن جدعان، وقد روى له البخاري في صحيحه متابعة، وهو من شيوخه، راجع: “مقدمة الفتح” (ص 446).
ورواه ابن أبي الدنيا في “الجوع” (167) من طريق عبد السلام بن حرب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه أبو حاتم الرازي في “الزهد” (33) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، قال: سمعت الحسن يحدث، عن أبي بن كعب، قال: فذكره موقوفا.
ورواه أبو داود في “الزهد” (188) من طريق يزيد وهشيم عن يونس، عن الحسن، عن عتي السعدي، قال: سمعت أبي بن كعب موقوفا.
ورواه ابن أبي الدنيا في “الجوع” (168) حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا إسماعيل ابن علية، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب موقوفا.
وقال الطيالسي: وحدثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن أبي بن كعب به موقوفا.
“إتحاف الخيرة المهرة” (4/ 294)
قال ابن صاعد: ” وقد روى هذا الحديث عن أبي بن كعب ووقفه بعض ورفعه بعض “.
انتهى.
والأكثرون على وقفه.
وله شاهد رواه ابن المبارك في “الزهد” (492) وابن أبي الدنيا في “الجوع” (169) من طريق سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان مرفوعا بمعناه.
والحديث: قال الهيثمي في “المجمع” (10/ 514):
” رواه عبد الله والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عتي وهو ثقة “.
وقال المنذري في “الترغيب والترهيب” (3/ 103):
” رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد جيد قوي “.
وقال شعيب الأرنؤوط: في تعليقه على صحيح ابن حبان: ” حديث صحيح “.
وحسنه الألباني في “الصحيحة” (382) وفي “صحيح الجامع” (1778) وصححه لغيره في “صحيح الترغيب” (2150).
فالله أعلم.
ثانيا:
وقال المناوي رحمه الله في فيض القدير:
2450 – (إن مطعم) بفتح فسكون ففتح (ابن آدم) كنى به عن الطعام والشراب الذي يستحيل بولا وغائطا (ضرب مثلا الدنيا) أي لدناءتها وقذارتها
(وإن قزحه) بقاف وزاي مشددة أي وضع فيه القزح وهو النابل يعني وإن نوبله وكثر أبزاره وبالغ في تحسينه.
قال الزمخشري: قزح قدرك توبلها وطعام مليح قزيح.
وفي المصباح القزح كحمل الأبزار وقد يراد بقزحه هنا جعله ألوانا مليحة، ففي المصباح أيضا القزح الطريق وهو خطوط من صفرة وخضرة وحمرة وما ذكر من أن قزحه مشددا هو ما ضبطه المصنف بخطه لكن إن كانت الرواية هكذا فمسلم وإلا فالمسموع جواز الأمرين، ففي المصباح وغيره قزح قدره بالتخفيف والتثقيل جعل فيه القزح
(وملحه) بفتح الحاء وشد اللام كذا رأيته بخط المصنف، لكن قال المنذري هو بتخفيف اللام أي ألقى فيه الملح بقدر الإصلاح
(فانظر إلى ما يصير) يعني ما يخرج منه: كان قبل ذلك ألوانا من الأطعمة طيبة ناعمة وشرابا سائغا فصارت عاقبته إلى ما ترى، فالدنيا خضرة حلوة والنفس تميل إليها والجاهل بعاقبتها يتنافس في رتبتها ظانا أنها تبقى أو هو يبقى.
وقال ابن القيم رحمه الله:
” إن الله جعل طعام ابن آدم وما يخرج منه مثلا للدنيا؛ فإنه وإن قزحه وملحه، فلينظر إلى ماذا يصير؟ فما اغتر بها ولا سكن إليها إلا ذو همة دنية، وعقل حقير وقدر خسيس “انتهى.
“طريق الهجرتين” (ص 382 – 383)
والله تعالى أعلم.
وروي عن مكحول قال قال عيسى بن مريم عليه السلام يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبنى على موج البحر دارا قالوا يا روح الله ومن يقدر على ذلك قال إياكم والدنيا فلا تتخذوهـا قرارا
وقد ذم رب العزة من اهتم بالدنيا ونسي الآخرة:
قال تعالى: (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) [سورة الشعراء 129]
===
قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين، وقد ضرب أكثر من عشرين مثلاً تبين حقيقة الدنيا:
المثال الثانى شهوات الدنيا فى القلب كشهوات الاطعمه فى المعدة وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا فى قلبه من الكراهه والنتن والقبح ما يجده للأطعمه اللذيذة إذا انتهت فى المعدة غايتها، وكما أن الأطعمة كلما كانت ألذ طعما وأكثر دسما وأكثر حلاوة كان رجيعها أقذر فكذلك كل شهوة كانت فى النفس ألذ واقوى فالتأذى بها عند الموت أشد كما أن تفجع الإنسان بمحبوبه إذا فقده يقوى بقدر محبة المحبوب
كان بعض السلف يقول لأصحابه انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم الى مزبلة فيقول انظروا الى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم. انتهى
و القرآن يحدثانا عن المفاصلة بين الدنيا ونعيمها الزائل، رغم تعدده والآخرة وفضلها المقيم. من ذلك: قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ. قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران:14 – 15]. قال ابن كثير: قال تعالى: {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} أي: حسن المرجع والثواب، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} أي: قل يا محمد للناس: أأخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة. ثم أخبر عن ذلك، فقال: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} أي: تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار، من أنواع الأشربة، من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.