[1ج/ رقم (531)] فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي
وأحمد بن علي وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف: سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند [1ج/ رقم (531)]:
مسند أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنهما
٥٣١ – قال الإمام البزار رحمه الله كما في «كشف الأستار» (ج ٣ ص ١٢٤): حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حدثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَفِي الرِّجَالِ مَنْ هُوَ أَطْوَلُ مِنْهُ، وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَقْصَرُ مِنْهُ.
هذا حديث صحيحٌ.
والجريري هو سعيد بن إياس مختلط، لكن عبد الأعلى روى عنه قبل الاختلاط، كما في «ثقات العجلي» في ترجمة سعيد بن إياس الجريري.
* والحديث رواه الإمام أحمد (ج ٥ ص ٤٥٤) فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللهِ ﷺ غَيْرِي قَالَ: قُلْتُ: وَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ قَالَ: «كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقْصِدًا».
والحديث بسند الإمام أحمد ضعيف؛ لأن يزيد بن هارون سمع من الجريري بعد الاختلاط، كما في «الكواكب النيرات».
===================
ولتوضيح الحديث، يمكن تقسيم الكلام عليه من موجوه:
الوجه الأول:
أورد الحديث الحافظ أبو بكر البزار (ت ٢٩٢) في مسنده المعروف بالبحر الزخار، مُسْنَدُ أَبِي الطُّفَيْلٍ رضي الله عنه، (٢٧٧٦).
والوادعي رحمه الله جعله في جامعه:
١٤ – كتاب الشمائل المحمدية، ٦ – هو ربعة في الرجال، (٢١٣١).
وقال محققو المسند – ط: الرسالة – : “إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس.
وأخرجه ابن سعد ١/٤١٧-٤١٨، والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٩٠) والترمذي في «الشمائل» (١٣)، والفاكهي في «أخبار مكة» (٦٦٤)، وأبو عوانة كما في «إتحاف المهرة» ٦/٤١٠ من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد ١/٤١٨، والبخاري في «الأدب» (٧٩٠)، ومسلم (٢٣٤٠)، وأبو داود (٤٨٦٤)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» ٣/٢٧٧، وأبو عَوانة كما في «الإتحاف»، وابن قانع في «معجم الصحابة» ٢/٢٤٢، وتمَّام الرازي في «فوائده» (١٤١٧)، وأبو نعيم في «الحلية» ٦/٢٠٣
من طرق عن الجُريري، به.
زاد أبو داود وابن قانع في آخره: “إذا مشى كأنما يهوي في صبُوب”.
قال ابن الأثير في «النهاية»: يروى بالفتح والضم، فالفتح اسم يُصبُّ على الإنسان من ماءٍ وغيره، والضمُّ: جمع صَبَب: وهو الموضع المنحدر.
وأخرجه بنحوه ابن سعد ١/٤١٩، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٩٤٧) من طريق جابر بن يزيد، عن أبي الطفيل، به.
قوله: «مقصَّدًا» قال السندي: بفتح صادٍ مشدَّدة، وهو مَن ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأنَّ خلقه يشبه القَصد من الأمور، أي: الوَسَط، وهو المعتدل الذي لا يميل إلى أَحد طَرَفي التفريط والإفراط”. انتهى.
وقال الألباني رحمه الله: – «الصحيحة» (٢٠٥٣):
– «كان رسول الله ﷺ أبيض، كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر».
أخرجه الترمذي في «الشمائل» (ص ٢٩) والبيهقي في «الدلائل» (١ / ١٧٩)… ثم طول في ذكر طرقه
لفظ صحيح مسلم :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا .
والثاني: شرح وبيان الحديث
قال رحمه الله تعالى: (مسند أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنهما)، وهو عامر بْن واثلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمير بن جابر بْن حميس بْن حدي بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة، الكناني الليثي، أَبُو الطفيل، وهو بكنيته أشهر.
ولد عام أحد ، أدرك من حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، وكان يسكن الكوفة، ثم انتقل إِلَى مكة.
وكان أَبُو الطفيل من أصحاب عَلَي بن أبي طالب رضي الله عنه المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأمونًا يعترف بفضل أَبِي بكر، وعمر، وغيرهما، إلا أَنَّهُ كان يقدم عليًا.
توفي سنة مائة، وقيل: مات سنة عشر ومائة، وهو آخر من مات ممن رَأَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الثلاثة. [أسد الغابة في معرفة الصحابة ط العلمية (٣/١٤٣)، بتصرف].
قال السندي: هو كِنانيٌّ ليثيٌّ، مشهور باسمه وكنيته، له صُحْبة، وكان من صغار الصحابة، جاء عنه أنه قال: أدركتُ ثماني سنين من حياة النبي صلى الله عليه وسلم . [حاشية المسند ط: الرسالة].
و(قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ) رحمه الله، (مَاتَ أَبُو الطُّفَيْلِ) رضي الله عنه (سَنَةَ مِائَةٍ)؛ أي: من الهجرة النبويّة.
قال الإتيوبي عفا الله عنه: اختُلف في تاريخ وفاة أبي الطفيل رضي الله عنه، فذكر مسلم هذا، وذكر غيره غيره، قال الحافظ الذهبيّ رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»: وكان أبو الطفيل ثقةً فيما ينقله، صادقًا، عالِمًا، شاعرًا، فارسًا، عُمِّر دهرًا طويلًا، وشَهِد مع عليّ حروبه، قال خليفة: وأقام بمكة حتى مات سنة مئة أو نحوها، كذا قال، ثم قال: ويقال: سنة سبع ومائة، وقال البخاريّ: حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا مبارك، عن كثير بن أعين، قال: أخبرني أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة، وقال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول: كنت بمكة سنة عشر ومائة، فرأيت جنازةً، فسألت عنها، فقالوا: هذا أبو الطفيل.
قال الذهبيّ: هذا هو الصحيح من وفاته؛ لثبوته، ويعضده ما قبله. انتهى [«سير أعلام النبلاء» ٣/ ٤٧٠].
وقوله: (وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم )؛ أي: على الإطلاق، فإنه لم يوجد بعده أحدٌ ادعى الصحبة، إلا ما نُقل عن بعض الوضّاعين، ممن ادّعاها بعد ذلك، كَرَتَن الهنديّ، فقد قال الذهبيّ رحمه الله في «الميزان»: رتن الهنديّ، وما أدراك ما رتن؟! شيخ دجال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة، فادَّعَى الصحبة، والصحابة لا يكذبون، وهذا اجترأ على الله ورسوله، وقد ألّفت في أمره جزءًا، وقد قيل: إنه مات سنة (٦٣٢ هـ)، وقيل: بعدها، ومع كونه كذابًا، فقد كذبوا عليه جملة كبيرة من أسمج الكذب والمحال [راجع: «ميزان الاعتدال» ٢/ ٤٥، بزيادة من غيره].
وقال السيوطيّ في «تدريب الراوي»: وأما كونه آخر الصحابة موتًا مطلقًا، فجزم به مسلم، ومصعب الزبيري، وابن منده، والمزيّ، في آخرين، وفي «صحيح مسلم» عن أبي الطفيل: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري. انتهى [«تدريب الراوي» ٢/ ٢٢٨]، والله تعالى أعلم. [البحر المحيط الثجاج، (37/ 606 – 607)].
وقوله: (سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَفِي الرِّجَالِ مَنْ هُوَ أَطْوَلُ مِنْهُ، وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَقْصَرُ مِنْهُ).
وفي رواية: (ليس بالطويل البائن) أي: الذي يباين الناس بزيادة طوله وهو المعبر عنه في رواية بالمشيب وفي رواية أخرى بالممغط، أي: المتناهي في الطول من بان، أي: ظهر على غيره أو فارق من سواه. (ولا بالقصير) زاد البيهقي عن علي وهو إلى الطول أقرب، ووقع في حديث أبي هريرة عند الهذلي في الزهريات قال ابن حجر: بإسناد حسن: كان ربعة، وهو إلى الطول أقرب. [فيض القدير، (5/ 73)].
سيأتي الكلام على لفظة الى الطول أقرب وكذلك أدلة على شدة بياض في آخر البحث : فيمكن أن نقول بشدة البياض لكن لم يبلغ لدرجة المهق .
وقوله: (أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرِي قَالَ: قُلْتُ: وَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ؟ قَالَ: «كَانَ أَبْيَضَ)
أي: أبيض اللون؛ يعني: في صفاء، كما جاء أنه كان أزهر اللون، وكما قال في الرواية الأخرى: «ليس بالأبيض الأمهق».
(مَلِيحًا مُقْصِدًا»):
(المَلِيحُ): الحَسَنُ، مِن: مَلُح الشيءُ – بالضم – يَمْلُح مُلوحةً ومَلاحةً؛ أي: حَسُنَ.
(المُقَصَّد): اسم مفعول من قُصِّدَ، إذا كان وسطًا بين الطُّول والقِصَر، والجَسامة والنَّحافة.
قال في «شرح السنة» و«الغريبين»؛ أي: ليس بجسيمٍ ولا قصيرٍ، وقيل: هو القَصْدُ من الرجال نحو الرَّبْعَة. [المفاتيح في شرح المصابيح، (6/ 126)].
و(مقصدا) بِالتَّشْدِيدِ، أَي: مقتصدا، يَعْنِي: لَيْسَ بجسيم وَلَا نحيف وَلَا طَوِيل وَلَا قصير كَأَنَّهُ نحى بِهِ الْقَصْد من الْأُمُور. قَالَ الْبَيْضَاوِيّ: الْمَقْصد المقتصد يُرِيد بِهِ الْمُتَوَسّط بَين الطَّوِيل والقصير والناحل والجسيم.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ الملاحة أَصْلهَا فِي الْعَينَيْنِ، والمقصد المقتصد فِي جِسْمه وَطوله، يَعْنِي: كَانَ غير ضئيل وَلَا ضخم وَلَا طَوِيل ذَاهِبًا وَلَا قصير، بل كَانَ وسطا. [الشمائل الشريفة للمناوي، (22)].
والثالث: فقه الحديث (أحكام ومسائل وملحقات):
(المسألة الأولى): أهمية دراسة الشمائل المحمدية وفضائلها
1) مقدمة في علم الشمائل المحمدية:
علم الشمائل هو فرع من علوم السيرة النبوية الشريفة.
يهتم بدراسة الصفات الخِلْقِيَّة (الجسدية) والخُلُقِية (الأدبية والمعنوية) لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
مطالعة كتب الشمائل وقراءتها أو سماعها بتأنٍ سبيلٌ هام لمعرفة جوانب عديدة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
دراسة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصاله وصفاته الشريفة تُعد من أشرف أبواب العلم؛ لارتباطها بأفضل الخلق صلى الله عليه وسلم.
إنها دراسة لأكمل عباد الله وأزكاهم، وأحبهم إليه، خليل الله ومصطفاه ومجتباه صلى الله عليه وسلم، الذي تميز بكمال الخُلُق وحسن النفس والمعاملة وعظيم المعرفة بالله.
اختاره الله تعالى ليكون رسولًا ونبيًا لهذه الأمة، وخصَّه بأكمل صفات البشر خِلْقَةً وخُلُقًا.
جعله الله أسوة حسنة وقدوة للعالمين أجمعين، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
لذا، يتأكد على كل مسلم الاهتمام بدراسة سيرته وشمائله صلى الله عليه وسلم.
2) فوائد مدارسة كتب الشمائل المحمدية:
- زيادة الإيمان واتباعه صلى الله عليه وسلم:
الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم من واجبات أهل الإيمان،.
كلما ازدادت معرفة المسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم، ازداد إيمانه به، وحرصه على اتباعه والاقتداء به.
- تعزيز المحبة والتعظيم والإجلال له صلى الله عليه وسلم:
محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة، بل مقدمة على محبة الوالد والولد والناس أجمعين، وعلى النفس ذاتها.
- الوصف الخُلُقي للمحبوب يزيد من محبة المحب وشوقه إليه.
4.قال تعالى: ﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 69].
قصة ثمامة بن أثال رضي الله عنه دليل على أن رؤية هديه وسلوكه صلى الله عليه وسلم كافية لتحويل البغض إلى أشد المحبة.
- الشوق لرؤيته صلى الله عليه وسلم في الجنة:
الوصف الخلْقِيّ يزيد الشوق إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم.
- الاقتداء به واتباع منهاجه صلى الله عليه وسلم:
جعله الله قدوة وأسوة وأمر باتباعه والسير على منهاجه، كما في الآيات: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾، ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ﴾، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾.
متابعة النبي صلى الله عليه وسلم هي فرع عن معرفته ومعرفة شمائله وخصاله.
فالشمائل يمكن أن تقتدي به بخلاف الخصائص النبوية.
- دليل على عناية الصحابة وعدالتهم وحرصهم:
نقل الشمائل النبوية دليل على عناية الصحابة رضي الله عنهم وعدالتهم وحرصهم الشديد على نقل كل ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم بدقة وأمانة.
أمثلة دقيقة من نقلهم لأفعاله وأقواله وحتى صفاته الدقيقة.
- من معجزات الأمة الإسلامية:
نقل الأوصاف الخلْقِيَّة الدقيقة للنبي صلى الله عليه وسلم يُعد من معجزات هذه الأمة، حيث لم يحظَ بشر بمثل هذا التوثيق الدقيق.
حتى شهاد أحد رجال وقادة البلدان غير المسلمة على دقة نقل الشمائل النبوية مقارنة بنقل أخبار قادة العالم.
- زيادة غبطة الصحابة وحبهم لنقل أخباره:
نقل الصحابة لأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى الجزئية منها، يدل على تلذذهم باتباعه ومحبته.
- الفرح بالشبه به صلى الله عليه وسلم:
فرح المسلم واغتباطه إذا كان فيه شبه من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر العلماء لأكثر من عشرة من الصحابة والأهل الذين كانوا يشبهونه صلى الله عليه وسلم.
- تقريب رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام:
تخيل الأوصاف الخلْقِيَّة قد يُقرب إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
حديث: ((من رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)).
رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام ممكنة على الصفة التي وردت في شمائله.
تحذير من الكذب والادعاء برؤيته صلى الله عليه وسلم بصفات تخالف الثابت.
قصص تدل على أهمية مطابقة الرؤيا للصفات الثابتة في الشمائل.
صنيع الترمذي رحمه الله ببدء كتابه بالصفات الخلْقِيَّة وختمه بالرؤية دليل على أهمية العلم بالشمائل لضبط الرؤيا.
- اشتمالها على مسائل فقهية وآداب وسلوك وفوائد أخلاقية:
كتب الشمائل تحتوي على مسائل فقهية وآداب سلوكية وفوائد أخلاقية يحتاجها المسلم للتأسي.
- الحث على الإكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:
دراسة شمائله صلى الله عليه وسلم تزيد من محبته وبالتالي الإكثار من الصلاة والسلام عليه.
- أشهر كتب الشمائل:
كتاب (شمائل النبي صلى الله عليه وسلم) للإمام الترمذي، ويُعرف بـ (الشمائل للترمذي) أو (الشمائل المحمدية).
مختصر الألباني رحمه الله لكتاب الترمذي بعد حذف الأحاديث الضعيفة.
(المسألة الثانية): جمال النبي ﷺ وهديه:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلَا بِالآدَمِ، وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلَا بِالسَّبِطِ، بَعَثَهُ اللهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللهُ عَلَى رَأسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ في رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ). [صحيح مسلم، ([٦٠٧١] (٢٣٤٧)) (٣١) – (بَابٌ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَمَبْعَثِهِ، وَمُدَّةِ عُمْرِهِ)].
و”ليْسَ أَحَدٌ أَكرَمَ عَلى اللهِ وَلا أَحَبَّ إليْهِ مِنْ نبيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ، خلِيْلِهِ وَصَفيِّهِ،
وَخِيْرَتِهِ مِنْ خلقِهِ، وَكانَ وَجْهُهُ ﷺ صَبيْحًا جَمِيْلا ً، لا تَمَلُّ عَينُ النّاظِرِ إليْهِ مِنْهُ، يَمْلأُ القلوْبَ بَهْجَة ً وَسُرُوْرًا، وَالنفسَ رِضا وَحُبُوْرًا. كمَا في «صَحِيْحِ البُخارِيِّ» (١٠٠٩) وَغيرِهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله ُ عَنْهُمَا، كانَ رُبَّمَا تمَثلَ بشِعْرِ أَبي طالِبٍ عَمِّ النَّبيِّ ﷺ إذا نظرَ إليْهِ يَقوْلُ:
وَأَبيضَ يسْتسْقى الغمَامُ بوَجْههِ
ثِمَالُ اليتامى عِصْمَة ٌ لِلأَرَامِل ِ
وَقدْ تَمَثلَ بهِ غيرُ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابةِ رَضِيَ الله ُ عَنْهُمْ جَمِيْعًا في النَّبيِّ ﷺ.
وَرَوَى البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (٣٥٤٩) وَمُسْلِمٌ (٢٣٣٧) عَن ِ البرَاءِ بْن ِعَازِبٍ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ قالَ: «كانَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ أَحْسَنَ النّاس ِ وَجْهًا، وَأَحْسَنَهُ خَلقا، ليْسَ باِلطوِيْل ِ البائِن ِ، وَلا باِلقصِير».
وَفي «صَحِيْحِ البُخارِيِّ» (٣٥٥٢): أَنَّ البرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ سُئِلَ أَكانَ وَجْهُ النَّبيِّ ﷺ مِثْلَ السَّيْفِ؟
فقالَ: «لا! بَلْ مِثْلَ القمَر».
وَرَوَى الإمَامُ أَحْمَدُ في «مُسْنَدِهِ» (٥/ ٤٥٤): عَنْ يَزِيْدِ بْن ِ هَارُوْنَ عَن ِ الجرَيرِيِّ قالَ: كنتُ أَطوْفُ مَعَ أَبي الطفيْل ِ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ فقالَ: «مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غيرِي».
قالَ: قلتُ: وَرَأَيته؟ قالَ: «نعَمْ».
قالَ: قلتُ: كيْفَ كانَ صِفتهُ؟ قالَ: «كانَ أَبيَضَ مَلِيْحًا مُقصَّدًا» وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ في «صَحِيْحِه» (٢٣٤٠).
وَرَوَى الإمَامُ أَحْمَدُ في «مُسْنَدِهِ» (٥/ ٤٥١) بإسْنَادٍ صَحِيْحٍ رِجَالهُ رِجَالُ الشَّيْخَين ِ: عَنْ يَحْيَى بْن ِسَعِيْدٍ وَمحمَّدِ بْن ِ جَعْفرٍ عَنْ عَوْفِ بْن ِ أَبي جَمِيْلة َ عَنْ زُرَارَة َعَنْ عَبْدِ اللهِ بْن ِ سَلامٍ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ قالَ: (لمّا قدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المدِينة َ، انْجَفلَ النّاسُ عَليْهِ، فكنْتُ فِيْمَن ِ انْجَفلَ. فلمّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفتُ أَنَّ وَجْهَهُ ليْسَ بوَجْهِ كذّابٍ. فكانَ أَوَّلَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَقوْلُ: «أَفشوْا السَّلامَ، وَأَطعِمُوْا الطعَامَ، وَصِلوْا الأَرْحَامَ، وَصَلوْا وَالنّاسُ نِيَامٌ، تدْخُلوْا الجنة َ بسَلام» وَرَوَاهُ الدّارِمِيُّ (١٤٦٠)، (٢٦٣٢) عَنْ سَعِيْدِ بْن ِ عَامِرٍ عَنْ عَوْفٍ به. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في «جَامِعِهِ» (٢٤٨٥) وَابْنُ مَاجَهْ في «سُننِهِ» (١٣٣٤) كِلاهُمَا عَنْ محمَّدِ بْن ِ بَشّارٍ عَنْ يَحْيَى بْن ِ سَعِيْدٍ، وَمحمَّدِ بْن ِ جَعْفرٍ، وَعَبْدِ الوَهّابِ الثقفِيِّ، وَابْن ِ أَبي عَدِيٍّ كلهُمْ عَنْ عَوْفٍ به.
وَقالَ التِّرْمِذِيُّ بَعْدَهُ: (هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْح)”. [مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور، للراجحي (313 – 315)].
(المسألة الثالثة):
أولا: في طوله وقامته صل الله عليه وسلم:
– عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط، ولا بالسبط، بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. متفق عليه.
قوله: «أزهر اللون»: أبيض مشرب بحمرة.
قوله: «ليس بالطويل البائن»: أي: المفرط الطول.
وقوله: «الأمهق» هو الكريه البياض، وهو خالص البياض.
وقوله: «آدم»: شديد السمرة.
وقوله: «الجعد» خلاف السبط. والسبط: الشعر المسترسل.
قوله: «أقام بمكة عشر سنين»: الصواب أنه قام بمكة ثلاث عشرة سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة كما في الروايات العديدة فتحمل هذه الرواية على أن الراوي حذف الكسر الزائد على عشرة وعلى ستين.
– عن أنس بن مالك أنه يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين، وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
قال ربيعة: فرأيت شعرا من شعره، فإذا هو أحمر، فسألت، فقيل: احمرّ من الطيب. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: ” (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا): هو بمعنى قوله في الرواية الثانية: (ليس بالطويل ولا بالقصير). انتهى. [شرح مسلم، (15/ 91)].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “قوله: “كان ربعة”: بفتح الراء وسكون الموحدة، أي: مربوعا، والتأنيث باعتبار النفس، يقال: رجل ربعة، وامرأة ربعة، وقد فسره في الحديث المذكور بقوله: “ليس بالطويل البائن ولا بالقصير”.
– عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنه خلقًا، ليس بالطويل البائن، وبالقصير. متفق عليه.
– عن علي بن أبي طالب قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين، ضخم الرأس، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله.
صحيح: رواه الترمذي في السنن (٣٦٣٧) وفي الشمائل (٥) وأحمد (١١٢٢، ١٠٥٣، ٧٤٦) وصححه الحاكم (٢/ ٦٠٦) كلهم من طرق عن نافع بن جبير بن مطعم، عن علي قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الألفاظ.
– عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ”. [رواه البخاري ومسلم].
وفي حديث البراء وفيه أنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا”، ووقع في حديث أبي هريرة عند الذهلي في الزهريات بإسناد حسن: “كان ربعة، وهو إلى الطول أقرب”. انتهى. [فتح الباري، (6/ 569)].
قال الإمام ابن عبد البرّ رحمه الله: قد أكثر الناس في صفته صلى الله عليه وسلم ، فمنهم المطوّل، ومنهم المقتصد، قال: وأحسن الناس له صفة في اختصار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم ساق بسنده إلى إبراهيم بن محمد، من وَلَدِ عليّ قال: كان عليّ إذا نعت النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الْمُمَّغِط، ولا بالقصير المتردد، وكان رَبْعَةً من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، كان جَعْدًا، رَجِلًا، ولم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم ، وكان في الوجه تدوير، أبيض، مشرب حمرة، أدعج العينين ، أهدب الأشفار، جليل الْمُشاس، والْكَتَد، أجرد، ذو مسربة، شئن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلّع؛ كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معًا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفًّا، وأجرؤ الناس صدرًا، وأصدق الناس لهجةً، وأوفى الناس بذمة، وألينهم عريكةً، وأكرمهم عِشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله، ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .
وقوله: «الممغط»: هو الطويل المديد، وقال الخليل بن أحمد: الفرس المطهم: التام الخلق، وقال أبو عبيد: الْمُشاش رؤوس العظام، وقال الخليل: الكتد: ما بين الثَّبَج [وهو ما بين الكاهل إلى الظهر] إلى منتصف الكاهل من الظهر، والْمَسْرَبة: شعرات تتصل من الصدر إلى السُّرّة. انتهى كلام ابن عبد البرّ رحمه الله [«التمهيد» لابن عبد البرّ ٣/ ٢٧ – ٣١].
قال الأعظمي رحمه الله في الجامع الكامل (8/ 623 – 624):
رواه الترمذي (٣٦٣٨) وقال: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، وفي إحدى نسخ الترمذي زيادة: «حسن غريب». لكنه مرجوح.
وإسناده ضعيف فيه علتان: إبراهيم بن محمد بن الحنفية -الراوي عن علي- لم يدرك عليًا، وفيه عمر بن عبد الله المدني مولى عفرة بنت رباح وقيل: غفيرة بنت رباح ضعيف. وإن كان لبعض فقراته شواهد صحيحة. انتهى.
وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي
قال الشثري :
ضعيف منقطع، عمر مولى غفرة ضعيف، وإبراهيم لم يدرك عليًا، أخرجه الترمذي (٣٦٣٨)، وابن سعد ١/ ٤١١، والبيهقي في الدلائل ١/ ٢٦٩، وابن عبد البر في التمهيد ٣/ ٢٩، ويعقوب في المعرفة ٣/ ٣٠٢، والخطيب في تاريخ بغداد ١١/ ٣٠، وابن عساكر ٣/ ٢٦١، وابن شبه في تاريخ المدينة (٩٦٨).
المصنف – ابن أبي شيبة – ت الشثري ١٧/٤٨٥
وفي الثقات للعجلي :
١٢٣٨- عمر بن عبد الله:»مدني«، ثقة، رجل صالح. قال المحقق :
وردت العبارة في»التهذيب«:»قال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي«.. انتهى
وهي في طبعة أخرى :
١٣٥٣ – عمر بن عبد الله الْمدنِي أَبُو حَفْص مولى غفرة يكْتب حَدِيثه وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ
الثقات للعجلي ت البستوي ٢/١٦٨ — العجلي
قَالَ فِي الكاشف: يُقَال أدْرك ابْن عَبَّاس، سمع أنسا وَابْن الْمسيب وَعنهُ عِيسَى بن يُونُس وَبشر الْمفضل وعدة، عَامَّة حَدِيثه مُرْسل، ضعفه النَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ ابْن سعد.
وفي تاريخ الإسلام :
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ليس به بأس لكن أَكْثَرُ حَدِيثِهِ مَرَاسِيلُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الحديث ثقة لا يَكَادُ يُسْنَدُ، كَانَ يُرْسِلُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
يقول الحافظ العراقي في صفة طوله:
وَرَبْعَةً كَانَ مِنَ الرِّجَالِ ….. لا مِنْ قِصَارِهِمْ وَلا الطِّوَالِ
ويقول أيضًا:
لا بَائِنٌ طُولاً وَلاَ يُقْتَحَمُ ….. مِنْ قِصَرٍ فَهْوَ عَلَيهِمْ يَعظُمُ
وقال الملا علي القاري رحمه الله:
“والحاصل: أنه كان معتدل القامة، لكن إلى الطول أميل، فإن النفي انصبّ إلى قيد وصف البائن، فثبت أصل الطول، ونوع منه …” انتهى. [مرقاة المفاتيح، (9 / 3700)].
وثانيًا: في لون بشرته صل الله عليه وسلم:
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَعَمْ، «كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ» قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: مَاتَ أَبُو الطُّفَيْلِ سَنَةَ مِائَةٍ وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ.، (م) ٩٨ – (٢٣٤٠)
– حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: «كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا»، (م) ٩٩ – (٢٣٤٠)
– حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ خُلَيْفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: «كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَهْوِي فِي صَبُوبٍ»، (د) ٤٨٦٤ [قال الألباني]: صحيح.
وفي صحيح مسلم: (٢٨) – (بَابٌ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَبْيَضَ، مَلِيحَ الْوَجْهِ).
—-
وإليك الأحاديث في صفاته صلى الله عليه وسلم واقتصرنا على الصحيح وحذفنا الأحاديث التي ضعفها الألباني :
قال الترمذي:
بَابُ مَا جَاءَ فِي خَلْقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
1 – قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةٍ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ، وَلَا بِالْآدَمِ، وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلَا بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ»
[صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (13/ 1): ق.]
2 – حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَبْعَةً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَكَانَ شَعْرُهُ لَيْسَ بِجَعْدٍ وَلَا سَبْطٍ أَسْمَرَ اللَّوْنِ، إِذَا مَشَى يَتَكَفَّأُ»
[2 – (صحيح) مختصر الشمائل]
3 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ الْيُسْرَى، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ»
[3 – (صحيح) مختصر الشمائل ]
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، صلى الله عليه وسلم» .
[4 – (صحيح) مختصر الشمائل ]
5 – حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ» . قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ، قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شِقِّ الْعَيْنِ، قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ
[7 – (صحيح) مختصر الشمائل]
6 – حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: أَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ»
7 – حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ، رَجِلَ الشَّعْرِ»
[9 – (صحيح) مختصر الشمائل]
8 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى عليه السلام ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه السلام، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عليه السلام فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ»
[البخاري ومسلم]
[الشمائل المحمدية للترمذي – ت الجليمي ص28
—
– تخريج لفظة إلى( هو الطول أقرب) ولفظة ( شديد البياض )
ﺃﻭﺭﺩﻩ ﻓﻲ اﻷﺩﺏ اﻟﻤﻔﺮﺩ ﻭﻗﺎﻝ: ﺣﺴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺳﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ: 1155 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻋﻦ اﻟﺰﺑﻴﺪﻱ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﺼﻒ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻮﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﺃﺳﻮﺩ ﺷﻌﺮ اﻟﻠﺤﻴﺔ ﺣﺴﻦ اﻟﺜﻐﺮ ﺃﻫﺪﺏ ﺃﺷﻔﺎﺭ اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻨﻜﺒﻴﻦ ﻣﻔﺎﺽ اﻟﺨﺪﻳﻦ ﻳﻄﺄ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﺧﻤﺺ ﻳﻘﺒﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻳﺪﺑﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻻ ﺑﻌﺪ
ﻗﻠﺖ: ﻋﺰاﻩ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ اﻷﺩﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻀﻌﻴﻔﻪ ﺗﺤﺖ ﺣﺪﻳﺚ 4164، ﻭاﻟﺼﺤﻴﺤﺔ 2095 ﻭﻓﻴﻬﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺎﻅ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ (ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎﺽ)
ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺰاﻩ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻟﻴﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻱ (ﺭﻭﺿﺔ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ) ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻻﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ: ﺻﺪﻭﻕ ﻳﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮا ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺬﺏ.
ﻟﻜﻦ ﻭﺭﺩ ﺃﻧﻪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻛﻨﺎﻧﻪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ 5/ 376 ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻤﻘﺼﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻨﻀﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺷﻴﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻰ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺴﻮﻕ ﺫﻯ اﻟﻤﺠﺎﺯ ﻳﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﻮﻟﻮا ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﺗﻔﻠﺤﻮا ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻳﺤﺜﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺮاﺏ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﻫﺬا ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻜﻢ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﺘﺘﺮﻛﻮا ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﻭﺗﺘﺮﻛﻮا اﻟﻻﺕ ﻭاﻟﻌﺰﻯ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ: اﻧﻌﺖ ﻟﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻦ ﺑﺮﺩﻳﻦ ﺃﺣﻤﺮﻳﻦ، ﻣﺮﺑﻮﻉ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻠﺤﻢ، ﺣﺴﻦ اﻟﻮﺟﻪ، ﺷﺪﻳﺪ ﺳﻮاﺩ اﻟﺸﻌﺮ، ﺃﺑﻴﺾ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎﺽ، ﺳﺎﺑﻎ اﻟﺸﻌﺮ.
ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﻨﺎ ﻟﻤﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ اﻟﺬﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﺬﻫﺒﻲ: ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻱ، ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: ﻛﺬا ﻗﺎﻝ: اﺑﻮﺟﻬﻞ، ﻭاﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﺑﻮﻟﻬﺐ.
– ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺮﺭ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﺽ ﺇﺑﻄﻴﻪ.
-ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴﺎﺽ ﻓﺨﺬﻩ، ﻭﻓﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
يمكن أن نتعرف على طوله أنه كان يطأطأ لعائشة لترى الحبشة فهو صلى الله عليه وسلم أطول منها . وعائشة امرأة غالبا أن طولها معتدل .
والرابع: فوائد الحديث:
1 – (منها): معرفة وصف النبي صل الله عليه وسلم الجسدي مما يزيد الإيمان ويُقرب المحبة.
2 – (ومنها): بيان فضل الصحابي أبي الطفيل رضي الله عنه الذي كان آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
3 – (ومنها): الاعتناء بالشمائل المحمدية من السنن المهجورة التي يجب إحياؤها.
4 – (ومنها): دقة الصحابة في نقل الصفات والشمائل.
5 – (ومنها): محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تتم إلا بمعرفة صفاته، واتباع هديه، وتعظيم شمائله.
6 – (ومنها): الحث على الاعتدال في وصفه صلى الله عليه وسلم دون غلوٍّ أو تقصير.
7 – (ومنها): أن التوسط محمود في الخَلق والخُلق، ومنه صفة الاعتدال في الطول.
8 – (ومنها): مشروعية نقل الصفات الظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لتقرير سنته.
9 – (ومنها): أهمية الرواية عن من رآه صلى الله عليه وسلم؛ لإثبات صفاته.
10 – (ومنها): جواز وصف النبي صلى الله عليه وسلم وصفًا جسديًا لمقصد شرعي (كبيان الشمائل).
11 – (وإذا أراد الله بقوم شرا ولى عليهم سفهاءهم) أي أخفهم أحلاما وأعظمهم طيشا وخفة وهذا إشارة إلى التحذير من إمارة السفهاء ومن فعلهم وما يترتب عليه من الظلم والكذب وما يؤدي إلى طيشهم وخفتهم من سفك الدماء والفساد في الأرض (وقضى بينهم جهالهم) بالأحكام الشرعية (وجعل المال في بخلائهم) الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ولا يقرون الضيف ولا يعطون في النائبة وإصلاح ذات البين مع القدرة ونحو ذلك …
فيض القدير ١/٢٦٢ — عبد الرؤوف المناوي
12 – فتاوى : ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان وسطًا من الرجال، ليس بالقصير ولا بالطويل بل بين ذلك، وكان أبيض مشربًا بالحمرة عليه الصلاة والسلام، وكان كث اللحية عليه الصلاة والسلام، ضخم الكراديس، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، يعني: يمشي قويًا عليه الصلاة والسلام، وكان الغالب عليه أنه لا يلتفت عليه الصلاة والسلام إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، فهذا كله من صفاته عليه الصلاة والسلام.
ننصح بقراءة السيرة سيرة الرسول ﷺ في البداية والنهاية لابن كثير المجلد السادس لابن كثير، دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله، كذلك سيرة ابن هشام فيها بيان لكثير من صفاته عليه الصلاة والسلام.
فتاوى نور على الدرب لابن باز رحمه الله..