01391 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مجموعة عبدالله الديني.
1391 قال الإمام أبو داود رحمه الله:
حدثنا قتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي، قال: حدثنا الليث، عن أبي الزبير، عن يحيى بن جعدة، عن أبي هريرة، أنه قال: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال:
” جهد المقل، وابدأ بمن تعول ”
هذا حديث حسن
وصححه الألباني في الصحيحة (566)
قال الصنعاني في سبل السلام:
الجهد بضم الجيم وسكون الهاء الوسع والطاقة وبالفتح المشقة، وقيل: المبالغة والغاية، وقيل: هما لغتان بمعنى، قال في النهاية: أي قدر ما يحتمله القليل من المال وهذا بمعنى حديث «سبق درهم مائة ألف درهم، رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف درهم فتصدق بها» أخرجه النسائي من حديث أبي ذر وأخرجه ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة ووجه الجمع بين هذا الحديث والذي قبله ما قاله البيهقي ولفظه: والجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى» وقوله «أفضل الصدقة جهد المقل» أنه يختلف باختلف أحوال الناس في الصبر على الفاقة والشدة والكتفاء بأقل الكفاية وساق أحاديث تدل على ذلك.
قال الحافظ في الفتح (331/ 8):
وقال الفراء الجهد بالضم لغة أهل الحجاز ولغة غيرهم الفتح وهذا هو المعتمد عند أهل العلم باللسان قاله الطبري وحكي عن بعضهم أن معناهما مختلف قيل بالفتح المشقة وبالضم الطاقة وقيل غير ذلك.
قال المناوي في فيض القدير:
قال النووي: مذهبنا أن التصدق بجميع المال مستحب لمن ل دين عليه ول له عيال ل يصبرون ويكون هو بصير على الضاقة والفقر فإن لم يجمع هذه الشروط فهو مكروه (وابدأ) قالوا بالهمز وتركه (بمن تعول) أي بمن تلزم نفقته والمعنى أفضل الصدقة ما أخرجه من ماله بعد استيفاء قدر كفاية عياله وزاد في رواية البيهقي عن أبي هريرة قال: ومن أعول قال: امرأتك تقول أطعمني وإل فارقني خادمك يقول أطعمني.