مشكل الحديث 34
مجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم. ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين
ومجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
————‘————-‘
[ومن كتاب مواقيت الصلاة]
مشكل الحديث
كيف توجيه حديث أَبِي موسى الأشعرِيِّ رضي الله عنه:
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ?:منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّة. … متفقٌ عَلَيهِ.
وبين ما جاء في نصوص كثيرة فيها بيان ركنية الصلوات الخمس.
————
قال العيني رحمه الله في شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه:
قوله: (البردين): تثنية برد، بفتح الباء الموحدة وسكون الراء، والمراد بهما: صلاة الفجر والعصر.
وقال القرطبي: قال كثير من العلماء: البردان الفجر والعصر، وسميا بذلك لأنهما يفعلان في وقت البرد.
وقال الخطابي: لأنهما يصليان في بردي النهار، وهما طرفاه حين يطيب الهواء وتذهب سورة الحر.
وقال السفاقسي عن أبي عبيدة: المراد الصبح والعصر والمغرب، وفيه نظر لأن المذكور تثنية ومع هذا لم يتبعه على هذا أحد، وزعم القزاز أنه اجتهد في تمييز هذين الوقتين لعظم فائدتهما، فقال: إن الله تعالى أدخل الجنة كل من صلى تلك الصلاة ممن آمن به في أول دعوته، وبشر بهذا الخبر أن من صلاهما معه في أول فرضه إلى أن نسخ ليلة الإسراء، أدخلهم الله الجنة كما بادروا إليه من الإيمان تفضلا منه تعالى. انتهى.
قلت: كلامه يؤدي إلى أن هذا مخصوص ((لأناس معينين، ولا عموم فيه؛ وأنه منسوخ، وليس كذلك من وجوه: الأول: أن راويه أبا موسى سمعه في آواخر الإسلام، وأنه فهم العموم، وكذا غيره فهم ذلك لأنه خير فضل لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأمته.
الثاني: أن الفضائل لا تنسخ.
الثالث: أن كلمة: من، شرطية.
وقوله: (دخل الجنة) جواب الشرط، فكل من أتى بالشرط فقد استحق المشروط لعموم كلمة الشرط، ولا يقال: إن مفهومه يقتضي أن من لم يصلها لم يدخل الجنة، لأنا نقول: المفهوم ليس بحجة وأيضا فإن قوله: (دخل الجنة) خرج مخرج الغالب، لأن الغالب أن من صلاهما وراعاهما، انتهى عما ينافيهما من فحشاء ومنكر، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أو يكون آخر أمره دخول الجنة.
وأما وجه التخصيص بهما فهو لزيادة شرفهما وترغيبا في حفظهما لشهود الملائكة فيهما، كما تقدم، وقد مضى ما رواه الطبراني فيه وروى أبو القاسم بن الجوزي من حديث ابن مسعود، رضي الله تعالى عنه، موقوفا (ينادي مناد عند صلاة الصبح يا بني آدم قوموا فاطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، وينادي عند العصر كذلك، فيتطهرون ويصلون وينامون ولا ذنب لهم).
ووجه العدول عن الأصل وهو أن يقول: يدخل الجنة، بصيغة المضارع لإرادة التأكيد في وقوعه بجعل ما هو للوقوع كالواقع، كما في قوله تعالى: ({ونادى أصحاب الجنة} (الأعراف: 44).
انتهى النقل من عمدة القاري
________
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أورده البخاري رحمه الله في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة/ باب فضل صلاة الفجر
ولعل في ذلك إشارة من البخاري أنه يتعلق بفضل هاتين الصلاتين من جهة المواقيت.
ولا يفهم منه أن من يصليهما دون باقي الصلوات يدخل الجنة؛ لأن هذا المفهوم يعارض منطوق باقي النصوص الدالة على وجوب الصلوات الخمس.
وكذلك من المعلوم أن دخول الجنة، إنما هو بفضل من الله ورحمته لا بمجرد العمل، ولا يعني هذا عدم فعل الأسباب الجالبة لهذا الفضل من الإيمان بأركان الإيمان والعمل بأركان الإسلام.
ومن فقه البخاري رحمه الله أنه لا يورد هذا الحديث (صلاة البردين) وأشباهه في كتاب الإيمان من صحيحه، وإنما ابتدأ كتاب الإيمان بحديث: بني الإسلام على خمس …
وقد ترجم البخاري لهذا الحديث بترجمة طويلة عن الإيمان، قال رحمه الله:
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس
وهو قول وفعل، ويزيد وينقص،
قال الله تعالى ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم
وزدناهم هدى
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى
والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم
وقوله: ويزداد الذين آمنوا إيمانا
وقوله: أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا
وقوله جل ذكره: فاخشوهم فزادهم إيمانا
وقوله تعالى: وما زادهم إلا إيمانا وتسليما
والحب في الله والبغض في الله من الإيمان
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض، وشرائع، وحدودا، وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص
وقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: ولكن ليطمئن قلبي
وقال معاذ بن جبل: اجلس بنا نؤمن ساعة
وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله
وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر
وقال مجاهد: شرع لكم من الدين أوصيناك يا محمد وإياه دينا واحدا
وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة
باب دعاؤكم إيمانكم لقوله عز وجل: قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم
ومعنى الدعاء في اللغة الإيمان
——————
سأتكلم عن حديثين:
(منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّة).متفقٌ عَلَيه.
وحديث فضالة حيث لما ذكر له صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس. قال: أن عنده شغل في هذه الأوقات فقال له صلى الله عليه وسلم (حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْن)
——–‘——
في تحقيقنا لسنن أبي داود:
427 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ أَخْبِرْنِى مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ». قَالَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَالَ نَعَمْ. كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ سَمِعَتْهُ أُذُنَاىَ وَوَعَاهُ قَلْبِى. فَقَالَ الرَّجُلُ وَأَنَا سَمِعْتُهُ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ ذَلِكَ.
أخرجه مسلم 634
وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (574)، ومسلم (635) بلفظ: “من صلى البردين، دخل الجنة” والبردان: الغداة والعشي، والمراد: صلاة الفجر وصلاة العصر.
وآخر من حديث جرير بن عبد الله عند البخاري (554)، ومسلم (633) بلفظ: “إن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا”.
ـ قال أَبو حاتم الرازي: عبد الملك بن عمير، يدخل بينه وبين عمارة بن رويبة رجل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (478)
ـ رواه همام بن يحيى، عن أبي جمرة الضبعي، نصر بن عمران، عن أَبي بكر بن أبي موسى الأشعري، ويأتي، إن شاء الله تعالى، في مسنده، رضي الله عنه.
وانظر فوائده، وأقوال الدارقُطني، في «العلل» (1306)، وابن حجر، في «النكت الظراف» (9138)، هناك، لزاما.
_______________________________
428 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنْ أَبِى حَرْبِ بْنِ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ عَلَّمَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِى «وَحَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ». قَالَ قُلْتُ إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِى فِيهَا أَشْغَالٌ فَمُرْنِى بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّى فَقَالَ «حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ». وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا فَقُلْتُ وَمَا الْعَصْرَانِ فَقَالَ «صَلاَةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا».
قوله: إن هذه ساعات لي فيها أشغال فمرني بأمر جامع اذا انا فعلته اجزأ عني. ….. (لفظ منكر)
ولهم توجيهات لهذه اللفظة إن صحت. وهي لا تصح
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن فضالة، فقد روى عنه اثنان أحدهما مجهول، وذكره ابن حبان في “الثقات”، وقال الذهبي فى “المغني”: عبد الله بن فضالة عن أبيه، ولفضالة صحبة، لا يعرفان، والخبر منكر في وقت الصلاة.
ـ قال أَبو حاتم ابن حبان: سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أبي حرب بن أبي الأسود، ومن عبد الله بن فضالة، عن فضالة، وأدى كل خبر بلفظه، فالطريقان جميعا محفوظان.
ـ قال أَبو حاتم الرازي: حديث خالد أصح عندي يعني أصح من حديث هشيم
علل الحديث: (2/ 176) 296
قال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقائم انتهى
قال ابن رجب:
وقد ورد ترتب دخول الجنة على فعل بعض هذه الأعمال كالصلاة، ففي الحديث المشهور: من صلى الصلوات لوقتها، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة وفي الحديث الصحيح: من صلى البردين دخل الجنة، وهذا كله من ذكر السبب المقتضي الذي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه، وانتفاء موانعه؛ ويدل هذا على ما خرجه الإمام أحمد عن بشير بن الخصاصية، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فشرط علي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن أقيم الصلاة، وأن أوتي الزكاة، وأن أحج حجة الإسلام، وأن أصوم رمضان، وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله، فأما اثنتان فوالله ما أطيقهما: الجهاد والصدقة، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم حركها، وقال: ” فلا جهاد ولا صدقة؟ فبم تدخل الجنة إذا؟ ” قلت: يا رسول الله أبايعك، فبايعته عليهن كلهن ففي هذا الحديث أنه لا يكفي في دخول الجنة هذه [ص: 520] الخصال بدون الزكاة والجهاد …
ثم بين أن معنى الأحاديث التي فيها من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. ان ذلك مع الإتيان بشروطها وهي الفرائض والابتعاد عن الموانع وهي المحرمات
وذكر آثار عن الصحابة و التابعين تدل على ذلك.
ثم بين أنها تنجي اذا قالها بإخلاص لا يصر معها على ذنب.
وهذا حال من يقولها الاحتضار. انتهى باختصار
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 4/ 428: وذكر حديث أبي فضالة عَلَّمَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِى «وَحَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ». قَالَ قُلْتُ إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِى فِيهَا أَشْغَالٌ فَمُرْنِى بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّى فَقَالَ «حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ». وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا فَقُلْتُ وَمَا الْعَصْرَانِ فَقَالَ «صَلاَةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا». الصحيحة 1831
قال ابن حجر: هذا حديث صحيح وفي المتن إشكال لأنه يوهم جواز الاقتصار على العصرين ويمكن أن يحمل على الجماعة. فكأنه رخص له في ترك حضور بعض الصلوات
في الجماعة، لا على تركها.
قال الألباني: والترخيص إنما كان من أجل شغل كما هو في الحديث نفسه.
ثم في إسناد الحديث اختلاف بينته في صحيح أبي داود.
وحديث فضالة أيضا صححه الحافظ ابن حجر
وقال الذهبي: منكر. وقال المزي في إسناده اختلاف.
والنكرة التي أطلقها الذهبي من أجل الإشكال الظاهر في متنه إذ فيه إجزاء العصرين لمن له شغل.
ذكر حل الإشكال ابن حبان في صحيحه عندما ساق رواية أخرى بعد هذه الرواية وقال: 5/ 34 – 35: ذكر البيان بأن الأمر بالمحافظة على العصرين إنما هو أمر تأكيد عليهما من بين الصلوات لا أنهما يجزيان عن الكل 1742 أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا إسحاق بن شاهين قال حدثنا بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن فضالة عن أبيه قال ثم علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما علمنا قال حافظوا على الصلوات وحافظوا على العصرين قلت يا رسول الله وما العصران قال صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها.
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أبي حرب بن أبي الأسود ومن عبد الله بن فضالة عن فضالة وأدى كل خبر بلفظه فالطريقان جميعا محفوظان والعرب تذكر في لغتها أشياء على القلة والكثرة وتطلق اسم القبل على الشيء اليسير وعلى المدة الطويلة وعلى المدة الكبيرة كقوله صلى الله عليه وسلم في أمارات الساعة يكون من الفتن قبل الساعة كذا وقد كان ذلك منذ سنين كثيرة وهذا يدل على أن اسم القبل يقع على ما ذكرنا لا أن القبل في اللغة يكون مقرونا بالشيء حتى لا يصلي الغداة الا قبل طلوع الشمس ولا العصر قبل غروبها إرادة إصابة القبل فيها
وقال البيهقي في السنن الكبرى 1/ 466: وكأنه أراد الله أعلم حافظ عليهن في أوائل أوقاتهن فاعتذر بالأشغال المفضية إلى تأخيرها عن أوائل أوقاتهن فأمره بالمحافظة على هاتين الصلاتين بتعجيلهما في أوائل وقتيهما وبالله التوفيق
قال بعض أهل الفتوى:
“من صلّى البردين دخل الجنة”. وما المقصود منهما؟ ” إن هذا الحديث صحيح رواه البخارى ومسلم، والبردان هما الصبح والعصر، لوقوعهما فى أول النهار وآخره، والمقصود هو الحث على المحافظة عليهما، فهما الوقتان اللذان تتبادل فيهما ملائكة الليل وملائكة النهار كما صح فى حديث البخارى ومسلم، حيث يسألهم ربهم: كيف تركتم عبادى؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، فاغفر لهم يوم الدين. وليس المراد من الحديث أن الذى يصليهما ولو مرة واحدة يدخل الجنة، بل المراد التأكيد على المحافظة عليهما كما قال سبحانه {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} البقرة: 238 وكما قال فى صفات المؤمنين المفلحين {والذين هم على صلواتهم يحافظون} المؤمنون:9.
ومن حافظ على هاتين الصلاتين سيحافظ على غيرهما، لأن الأولى تكون بعد النوم والنفس تتراخى عن القيام منه، فمن قام وأدَّاها فى وقتها الضيق خشية أن تفوته دل ذلك على عنايته بالصلاة وعدم تهاونه فيها، وكذلك الثانية تؤدى بعد جهد كبير طول النهار قد يكون طلب الراحة من العمل داعيا إلى إهمالها، فمن حافظ عليها كانت محافظته على غيرها أيسر، وقد نص على أنها هى الصلاة الوسطى التى ركز الله على الاهتمام بها والمحافظة عليها. ومما جاء فى التأكيد على هاتين الصلاتين حديث رواه مسلم “لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعنى الفجر والعصر” وحديث البخارى ومسلم “من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله” وفى رواية “فكأنما وتر أهله وماله”. صلاة البردين صلاة الفجر صلاة العصر.