مشكل الحديث رقم: (11)
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
ورد في حديث: المقداد بن الأسود مرفوعاً: [تُدنى الشمس من الخلائق حتى تكون منهم بمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون العرق إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يُلجمه العرق إلجاما]
رواه مسلم.
وقال الله تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
[سورة إبراهيم 48]
فالحديث مشكل حيث أن الآية تدل على أن الأرض المبدلة مستوية، وهم مجتمعون في أرض المحشر، فكيف يختلفون في العرق؟
——————
جواب أحمد بن علي ونقل أبوعبيد البلوشي كلام ابن حجر:
قال الحافظ في الفتح:
ومن تأمل الحالة المذكورة عرف عظم الهول فيها وذلك ان النار تحف بأرض الموقف وتدني الشمس من الرءوس قدر ميل فكيف تكون حرارة تلك الأرض وماذا يرويها من العرق حتى يبلغ منها سبعين ذراعا مع ان كل واحد لا يجد الا قدر موضع قدمه فكيف تكون حالة هؤلاء في عرقهم مع تنوعهم فيه ان هذا لمما يبهر العقول ويدل على عظيم القدرة ويقتضى الإيمان بأمور الآخرة أن ليس للعقل فيها مجال ولا يعترض عليها بعقل ولا قياس ولاعادة وانما يؤخذ بالقبول ويدخل تحت الإيمان بالغيب ومن توقف في ذلك دل على خسرانه وحرمانه وفائدة الاخبار بذلك ان يتنبه السامع فيأخذ في الأسباب التي تخلصه من تلك الأهوال ويبادر إلى التوبة من التبعات ويلجأ إلى الكريم الوهاب في عونه على أسباب السلامة ويتضرع إليه في سلامته من دار الهوان وادخاله دار الكرامة بمنه وكرمه اهـ
فائدة:
قال الحافظ أيضا: … قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة ظاهر الحديث تعميم الناس بذلك ولكن دلت الأحاديث الأخرى على أنه مخصوص بالبعض وهم الأكثر ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله فأشدهم في العرق الكفار ثم أصحاب الكبائر ثم من بعدهم والمسلمون منهم قليل بالنسبة إلى الكفار كما تقدم تقريره في حديث بعث النار قال والظاهر ان المراد بالذراع في الحديث المتعارف وقيل هو الذراع الملكي اهـ
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح:
قال ابن العربي: كل أحد يقوم عرقه معه، وهو خلاف المعتاد في الدنيا، فإن الجماعة إذا وقفوا في الأرض المعتدلة أخذهم الماء أخذا، ولا يتناوبون، وهذا من القدرة التي تخرق العادات؛ والإيمان بها من الواجبات.
قال ابن برجان في “إرشاده”: وليس ببعيد أن يكون الناس كلهم في صعيد واحد وموقف سواء يشرب بعضهم من الحوض دون غيره، وكذا حكم النور، والغرق يغرق في عرقه أويبلغ منه ما شاء الله جزاء لسعيه في الدنيا، والآخر في ظل العرش، كما في الدنيا، يمشي المؤمن بنور إيمانه
في الناس، بخلاف الكافر، والمؤمن في الوقاية بخلافه، والمؤمن يروى ببرد اليقين والهداية، بخلاف المبتدع، وكذا الأعمى.
وقال القرطبي: يحتمل أن يخلق الله ارتفاعا على الأرض التي تحت قدم كل إنسان بحسب عمله فيرتفع عنها بحسب ذلك، أو يكون الناس يحشرون جماعات وكل واحد عرقه في جهة بحسبه، والقدرة بعد صالحة لأن يمسك كل إنسان عليه بحسب عمله فلا يتصل بغيره وإن كان بإزائه؛ كما أمسك جري البحر لموسى حين لقاء الخضر ولبني إسرائيل لما اتبعهم فرعون. اهـ
جاء في اللقاء المفتوح للعثيمين:
وجوب السكوت والتسليم للمسائل الغيبية
السؤال
فضيلة الشيخ: كيف نرد على من يسأل ويقول: كيف ينزل الله سبحانه وتعالى في الثلث الأخير من الليل والوقت متفاوت بين شرق الأرض ومغربها؟ مثلاً إذا كان الضحى في الشرق أصبح في الغرب ليل؟
الجواب
نرد عليهم بقاعدة مفيدة جداً، كل الأمور الغيبية لا تقل: (كيف)؛ لأن عقلك أدنى من أن يحيط بكيفيتها، الأمور الغيبية لا تقل فيها: (كيف) لا الذي يتعلق بالله، ولا الذي يتعلق بأحوال اليوم الآخر، هذا لا يمكن للإنسان أن يدركه، الآن سمعتم أو بعضكم سمع أن الشمس يوم القيامة تدنو من الخلائق قدر ميل، الميل إما ميل المكحلة أو المسافة، ولنجعلها أبعد الاحتمالين وهي المسافة، لو أن هذه الشمس نزلت علينا الآن شعرة عن المكان التي هي عليه الآن لأحرقت الأرض، وهي تنزل فوق الرءوس بمقدار ميل مع ذلك الناس لا يحترقون.
العرق؛ من الناس من يصل إلى كعبيه، ومنهم من يصل إلى ركبتيه، ومنهم من يصل إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق وهم في مكان واحد، هل نقول: كيف؟ الرب عز وجل فوق عرشه وينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: (من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) هل نقول: كيف ينزل؟ هل نقول: إذا نزل يخلو من العرش أو لا يخلو؟ هل نقول: كيف ينزل في الليل وثلث الليل لا يزال على الكرة الأرضية دائرة؟ نقول: أنت في مكانك ما دمت في ثلث الليل فهذا وقت النزول بالنسبة لك، إذا طلع الفجر انتهى وقت النزول بالنسبة لك، وصار وقت النزول بالنسبة لمن كانوا عنك غرباً وهلم جرا.
وإني أقول لكم أيها الإخوة: الأمور الغيبية لا تقولوا فيها: (كيف)؛ لأن عقولنا ما تدرك هذا الشيء، وحواسنا لا تدرك هذا الشيء، فما دام العقل والحاسة لا تدركه كيف نقول: (كيف)؟! لما جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله قال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] كيف استوى؟ ماذا قال الإمام مالك؟ أطرق برأسه لعظم هذا السؤال حتى علاه العرق بدأ يصب عرقاً ثم قال: يا هذا! الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
انظر عَدّ الإمام مالك رحمه الله سؤاله (كيف استوى) بدعة، إذا قلت: كيف ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، وثلث الليل الآخر متعاقب على الأرض؟ نقول: هذا بدعة، عرفت! خذ هذه قاعدة عندك يا أخي! (كل شيء من أمور الغيب لا تقل فيه: كيف! لأن الأمر أوسع من أن يدركه عقلك أو حواسك). أهـ
——–
جواب نورس الهاشمي:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
من اركان الإيمان؛ الإيمان باليوم الآخر، وقد تضمن هذا اليوم الهائل الفظيع أمور هائلة منها:
مسألة: تبديل الارض و السموات.
و مسألة: العرق يكون على قدر أعمالهم. و امور اخرى
فنظرت في مصنفات أهل العلم فوجدت ما نقلت أن الارض تبدل والسموات كذلك تبدل، والناس يحشرون على هذه الارض المبدلة، فتدنوا الشمس من الخلائق بقدر ميل.
فأما القول فهم مجتمعون في ارض المحشر، فكيف يختلفون في العرق؟
فالذي أراه ان الكيفية لا نعلمها وهذه من الأمور الغيبة، والله اعلم.
و أما التفاوت بين الخلائق في العرق، فنعم يتفاوتون كل على حسب عمله، و كل هذا يقع بإرادته سبحانه، و الله على كل شيء قدير.
تنبيه: قد أكون مخطئاً فيما رايته، لكن لم أر في كتب التفاسير و شروحات الحديث وبعض الكتب عن مسالة كيفية الاختلاف في العرق.
قال القرطبي َفي التفسير (ج 9/ 384): خَرَّجَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ:” يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ” فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمئِذٍ؟ قَالَ” عَلَى الصِّرَاطِ”. خَرَّجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادِ مُسْلِمٍ سَوَاءً، وَخَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَائِشَةَ وَأَنَّهَا هِيَ السَّائِلَةُ، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} , قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَائِشَةَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ , فَقَالَتْ: أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ , قَالَ: «هُمْ عَلَى الصِّرَاطِ» (انظر تفسير عبدالرزاق، ج 2/ 251).
فقد بوب الإمام مسلم (باب فى البعث والنشور، وصفة الأرض يوم القيامة)
(2790) حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْن أبِى كَثِير، حَدَّثَنِى أَبُو حَازِمِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْد، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى أرْضِ بَيْضَاءَ، عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِى، لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لأحَدٍ “.
قال القرطبي: وقوله: ” يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء، عفراء ” ممدودان: أى بيضاء إلى حمرة. والعفر: بياض يضرب إلى الحمرة قليلاً، ومنه سمى عفر الأرض، وهو وجهها، لأنه بذلك اللون.
وقوله: ” كقرصة النقى ” بكسر القاف، يعنى: الحوارى، وهو الدرمك، ويكون تشبيه لونها بها وهى عفراء، لما غيرت النار من بياض وجهها إلى الحمرة، والله أعلم. وقوله: ” ليس فيها علم لأحد “: أى علامة سكنى أو بناء أو أثر. (اكمال المعلم بفوائد مسلم، ج 8/ 322)
قال القرطبي في تفسيره: فهذه الأحاديث تنص على أن السموات وَالْأَرْضَ تُبَدَّلُ وَتُزَالُ، وَيَخْلُقُ اللَّهُ أَرْضًا أُخْرَى يَكُونُ النَّاسُ عَلَيْهَا بَعْدَ كَوْنِهِمْ عَلَى الْجِسْرِ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ”.
وقد نقل ابن جرير الطبري في تفسيره آثار عن السلف حول مسألة تبديل الأرض
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّهَا تُبَدَّلُ بِأَرْضٍ غَيْرَهَا بيضاء لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِأَرْضٍ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ.
وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تُبَدَّلُ الْأَرْضُ يَوْمئِذٍ مِنْ فِضَّةٍ وَالسَّمَاءُ مِنْ ذَهَبٍ وَهَذَا تَبْدِيلٌ لِلْعَيْنِ، وَحَسْبُكَ.
قال السعدي في تفسيره {1/ 428}: تبدل غير السماوات، وهذا التبديل تبديل صفات، لا تبديل ذات، فإن الأرض يوم القيامة تسوى وتمد كمد الأديم ويلقى ما على ظهرها من جبل ومَعْلم، فتصير قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وتكون السماء كالمهل، من شدة أهوال ذلك اليوم ثم يطويها الله -تعالى- بيمينه.
قال القرطبي: وقوله: ” أين يكون الناسُ يوم تبدل الأرض غير الأرض؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فى الظلمة دون الجِسْر “: يُريد بالجسر الصراط، والله أعلم، وقد جاء قبل فى الحديث تسميته جسْراً ويقال بفتح [الجيم] وكَسْرها. {اكمال المعلم بفوائد مسلم، ج 2/ 153}.
باب هل يحشر الناس على الصراط أم على أرض بيضاء؟
سؤال: عن سهل بن سعد في الصحيحين قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول: «يحشر الناس على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي» وهناك حديث عائشة في مسلم عندما سألته عن مكان الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض، فقال: على الصراط، ولكننا نعلم أن الناس يساقون على أرض المحشر أولاً وقبل أن يصلوا إلى الصراط فهل يكون هناك تبديل قبل الوصول إلى الصراط؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: لا جواب عندي في مثل هذه الأمور الغيبية، ولا يجوز الخوض فيها بالرأي وإنما كما قال: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء:65)، نعم.
“رحلة النور” (8أ/00:08:11) دروس مفرغة للشيخ الالباني رحمه الله.
فهذا الحديث وسائر الآثار تبين أن الناس يحشرون على الأرض المبدلة، والقرآن يوافق على ذلك، كقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [48/ 14] وحشرهم وحسابهم يكون قبل الصراط؛ فإن الصراط عليه ينجون إلى الجنة ويسقط أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث.
وحديث عائشة رضي الله عنها المتقدم يدل على أن التبديل وهم على الصراط لكن البخاري لم يورده فلعله تركه لهذه العلة وغيرها؛ فإن سنده جيد. (المستدرك على مجموع الفتاوى، ج 1/ 103)
قال ابن تيمية في المجموع (ج 15/ 110): وَإِذَا بُدِّلَتْ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ سَمَاءٌ دَائِمَةً وَأَرْضٌ دَائِمَةً وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قال العثيمين: ذكر أحاديث فيها دنو الشمس من الخلائق بقدر ميل، قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد: لا أدري أيريد بذلك: مسافة الأرض، أم ميل المكحلة، وكلاهما قريب، وإذا كانت الشمس في أوجها في الدنيا وبعدها عنا بهذه الحرارة، فكيف إذا كانت بهذا القرب؟!
ولكن هذه الشمس ينجو منها من شاء الله، فإن الله تعالى يظل أقواماً بظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم من سبق ذكره وهم: السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. (شرح رياض الصالجين، ج 3/ 300)
———-
جواب سيف بن دورة الكعبي:
نقلنا في تعليقنا على الصحيح المسند حديث رقم 927:
الحديث وحال المؤمن:
فالمؤمن يوم القيامة في خوف شديد حتى يقضى في أمره، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وكذلك الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير
وكذلك ما أخرجه البخاري وأحمد وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحشرون حفاة عراة غرلا …
وهذا حال عموم الناس على أرض المحشر؛ إلا أن هناك أصنافاً يكونون تحت ظل عرش الله … وسبق
-قال العثيمين في إثبات أن رؤية الله غير ممكنه في الدنيا ممكنه في الآخرة:
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا). ويدل لهذا أن الله تعالى لما تجلى للجبل اندك الجبل وهو الحجر الأصم، فكيف يمكن لجسم ابن آدم الضعيف أن يثبت لرؤية الله عز وجل في هذه الدنيا؟ أما في الآخرة فشأنها غير شأن الدنيا، وفي الآخرة من الأمور ما لا يمكن إطلاقاً في الدنيا: دنو الشمس قدر ميل يوم القيامة، لو حدث ذلك في الدنيا لاحترقت الأرض ومن عليها. كون الناس في الموقف يختلفون، يعرقون فيختلفون في العرق: منهم من يصل إلى كعبيه، ومنهم من يصل إلى ركبتيه، ومنهم من يصل إلى حقويه، هذا أمر لا يمكن في الدنيا، لكنه في الآخرة ممكن.
وقال عن قبر عدد من الناس في قبر واحد:
جمعهم في قبر واحد إذا دعت الحاجة إلى ذلك فإنه يقدم الأقرأ للقران و الأتقى يقدم إلى القبلة ويكون الثاني وراءه وإذا قدر أن أحد منهم كان صالحاً والأخر كان بالعكس فإن ذلك لا يؤثر على الصالحين لأن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا ولهذا الناس يوم القيامة يعرقون أي يصيبهم العرق من الحر فمنهم من يبلغ إلى كعبيه
وكذلك لما سأل {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}.
فإذا قال قائل: كيف تكون هذه العين في نار جهنم والعادة أن الماء يطفئ النار؟
الجواب
إن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا وذكر الحديث
ثانياً: إن الله على كل شيءٍ قدير. انتهي
قلت (سيف)
تنبيه: قال باحث الحديث ورد في صحيح مسلم وغيره من حديث سليم بن عامر سمعت المقداد بن الاسود وهو خطأ والصواب أنه عن المقدام.
قال ابن أبي حاتم في ((علل الحديث)) (2/ 218): سألت أبي عن حديث رواه الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن سليم بن عامر قال: حدثني المقداد بن الاسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل؟ قال أبي: “هذا خطأ! إنما هو مقدام بن معدي كرب، وسليم بن عامر لم يدرك المقداد بن الأسود”.
قال ابن رجب – رحمه الله – في ((شرح البخاري)) (2/ 647): “والشاميّون كانوا يسمون المقدامَ بن معد كرب: (المقداد)، ولا ينسبونَهُ أحياناً، فيظنُّ من سمعه غيرَ منسوبٍ أنه (ابن الأسود)، وإنما هو (ابن معد يكرب)، وقد وقع هذا الاختلاف لهم في غير حديثٍ من رواياتهم”.انتهى
– وكذلك هو ثابت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وأبي هريرة رضي الله عنه؛
قال صاحبنا سيف بن غدير النعيمي:
قال ابن رجب كما جامع العلوم والحكم
شرح الحديث السادس والثلاثون قضاء حوائج المسلمين:
وخرجاه من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} المطففين قال يقوم أحدهم في الرشح إلى أنصاف أذنيه وخرجاه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ولفظه للبخاري ولفظ مسلم إن العرق ليذهب في الأرض سبعين ذراعًا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم.