مختلف الحديث 104
——
وأحمد بن علي وعبدالحميد البلوشي
وابراهيم البلوشي وأبي صالح حازم
وطارق أبي تيسير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
جمع سيف بن محمد بن دورة الكعبي
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
——
[الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء،
وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم]
مختلف الحديث رقم: {104}
جاء في حديثِ بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ “، فَقَالَ: (لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ).
رواه الترمذي (3475) وأبو داود (1493) وابن ماجه (3857)، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” صححه الوادعي.
وما جاء عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)، وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ (الم. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
رواه الترمذي (3478) وأبو داود (1496) وابن ماجه (3855).
(00000000000000000000000000000000000)
مشاركة أبي صالح حازم:
سأذكر تخريج الحديثين:
أخرج أبو داود في سننه:
1493 – حدَّثنا مسدَّدٌ، حدَّثنا يحيي، عن مالك بنِ مِغوَلِ، حدَّثنا عبدُ الله ابن بُريدة عن أبيه: أن رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلم – سَمعَ رجلاً يقول: اللهم إني أسالُك
أني أشْهَدُ أنَكَ أنتَ الله، لا إله إلا أنتَ الأحَدُ الصَّمدُ الذي لم يَلدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كفُواً أحدٌ، فقال: “لقد سألتَ الله بالاسم الذي إذا سُئِلَ به أعْطَى، وإذا دُعي به أجَابَ”.
أخرج الإمام أحمد في مسنده 18974 النسائي في السنن الكبرى 7618 وابن مندة في التوحيد 199 من طريق عبد الوارث قال حدثنا حسين عن ابن بريدة قال حدثني حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه فذكره
خالفه مالك بن مغول قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا فذكره أخرجه أبو داود 1493 و1494 والترمذي في سننه 3457 وابن ماجه في سننه 3857 والنسائي في السنن الكبرى 7619 والإمام أحمد في مسنده 22952و 22965 و 32041 والطبراني في الدعاء 114 وابن مندة في التوحيد 3 و199
قال ابن مندة وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ
وقال أيضا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ مِنْهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ
قال ابن مندة في التوحيد وَحَدِيثُ مَالِكٍ أَشْبَهُ.
قلت قال المنذري في الترغيب والترهيب: قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي وإسناده لا مطعن فيه ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسنادا منه
وأورده الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند 152
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:
وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك وأقره العلامة الألباني.
قلت سيف: بينما رجح ابوحاتم أن الصواب حديث ابن بريدة عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع مرفوعا وهو صحابي الحديث العلل 2082
عن شَهر بن حوشَبٍ
عن أسماءَ بنتِ يزيدَ، أنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلم – قال: اسمُ الله الأعْظَمُ في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] وفاتحة سورة آل عمران {الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
أخرجه أبو داود في سننه 1496 والترمذي في سننه 3478 وابن ماجة في سننه 3855 وابن أبي شيبة في مصنفه 29363 والطبراني في الكبير 441 كلهم من طريق عيسى بن يونس حدَّثنا عُبيدُ الله بن أبي زياد، عن شَهر بن حوشَبٍ به
تابعه أبو عاصم النبيل حدثنا عبيد الله بن أبي زياد به أخرجه عبد بن حميد في مسنده 1578 والدارمي في سننه 3389 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 178والطبراني في المعجم الكبير 178 والبيهقي في شعب الإيمان 2166 والبغوي في شرح السنة. 1260
تابعهما محمد بن بكر أخبرنا عبيد الله بن أبي زياد به أخرجه الإمام أحمد في مسنده 27611
تابعهم المكي بن إبراهيم عن عبيد الله به أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 178 والبيهقي في شعب الإيمان 2166 … والبغوي في شرح السنة. 1260
قلت فيه شهر بن حوشب مختلف فيه والراجح ضعفه من أجل سوء حفظه لكنه يصلح في الشواهد والمتابعات قاله الشيخ مقبل كما في إتحاف الخليل
وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح مختلف فيه، واختلف فيه قول الشيخين الألباني والشيخ مقبل فحسناه مرة وضعفاه مرة أظن الراجح أنه حسن الحديث
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، لضعف شهر بن حوشب.
قلت سيف: حسنه الشيخ الألباني بشاهده من حديث أبي أمامة كما في الصحيحة 746
وكذلك ورد عن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي. أخرجه أبوداود وأحمد وصححه محققو المسند 20/ 61.
قال بعض الأصحاب المشترك في الأحاديث (لا إله إلا هو)
قال العباد الأولى الدعاء بما ورد ولا يقتصر على كلمة. فيتوسل الإنسان بما ورد بأكمله
قال السعدي: الاسم الأعظم اسم جنس يشمل كل ما ورد.
انتهى كلامي من تحقيق سنن أبي داود (سيف)
———-
الحمدلله المنان بديع السماوات ولأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحدالصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله و صحبه وسلم. أما بعد
الحجة في ثبوت اسم الله الأعظم
ثبت اسم الله الأعظم بأربعة أحاديث وهي
– الحديث الأول- حديث بريدة فعن بريدة رضي الله عنه ان رسول الله سمع رجلاً يقول: اللهم إني اسالك بأني أشهد أنك انت الله لااله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد. فقال:. (لقد سالت الله تعالى بالاسم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب) وفي رواية:. (لقد سالت الله تعالى باسمه الاعظم).
رواه في سننه الترمذي وابوداود وابن ماجه. قال ابن حجر:. ان هذا الحديث ارجح ماورد في الاسم الاعظم من حيث السند.
وصححه ابن حبان و الحاكم والذهبي وقواه المقدسي وصححه الالباني والوادعي وحسنه الترمذي والسخاوي.
– الحديث الثاني- حديث أنس فعن انس رضي الله عنه انه كان مع رسول الله جالساً ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم فقال النبي: (لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى).
رواه أحمد و البخاري في الادب المفرد و رواه الاربعة
وقد صححه ابن حبان والحاكم و الذهبي وضياء المقدسي و الالباني. وحسنه ابن حجر والسخاوي والوادعي.
ـ الحديث الثالث- حديث أبي امامةرضي الله عنه فعن أبي أمامة يرفعه قال: “اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث: سورة البقرة وآل عمران وطه” وقال هشام -وهو ابن عمار خطيب دمشق-: أما البقرة فـ (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وفي آل عمران: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وفي طه: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [طه:111]
قال عنه المناوي [حديث سنده حسن وقيل صحيح] وقد صححه الألباني في صحيح الجامع وحسنه في السلسلة الصحيحة.
ـ الحديث الرابع- حديث أسماء رضي الله عنها فعن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن رسول الله أنه قال: “اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) و الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران: 1، 2] “] وفي رواية أخرى عند أحمد حدثنا محمد بن بكر أخبرنا عبيد الله بن أبي زياد حدثنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: سمعت رسول الله يقول في هاتين الآيتين (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) و الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:1، 2] “إن فيهما اسم الله الأعظم”.
رواه أبو داوود وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع
ح: 980 (1/ 229) وصححه الترمذي والسيوطي.
أسماء الله الحسنى الواردة مع شرحها.
ـ اولا الأسماء التي وردت في احاديث اسم الله الأعظم.
هي إحدى عشر اسما لله عز وجل وهي.
1 – [الله] 2 – [الواحد] 3 – [الأحد] 4 – [الصمد] 5 – [المنان]
6 – [بديع السماوات والأرض] 7 – [ذوا لجلال والإكرام]
8 – [الحي] 9 – [القيوم] 10 – [الرحمن] 11 – [الرحيم]
ـ ثانيا شرحها شرحا ميسرا.
الأول-[الله] [هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال] تفسير السعدي رحمه الله.
الثاني- شرح اسم الله [الواحد] [أي متوحد منفرد في ذاته, وأسمائه, وصفاته, وأفعاله، فليس له شريك في ذاته, ولا سمي له ولا كفو له, ولا مثل, ولا نظير, ولا خالق, ولا مدبر غيره،] تفسير السعدي رحمه الله.
الثالث-شرح اسم الله تعالى [الأحد] [أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.] تفسير السعدي رحمه الله.
الرابع- شرح اسم الله تعالى [الصمد] [أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه،] تفسير السعدي رحمه الله.
الخامس- شرح اسم الله تعالى [المنان] [أَيْ كَثِير الْعَطَاء مِنْ الْمِنَّة بِمَعْنَى النِّعْمَةِ , وَالْمِنَّةُ مَذْمُومَةٌ مِنْ الْخَلْق لِأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ شَيْئًا. قَالَ صَاحِبُ الصِّحَاح: مَنَّ عَلَيْهِ هُنَا أَيْ أَنْعَمَ] كتاب عون المعبود في شرح سنن ابي داود.
السادس- شرح اسم الله تعالى [بَدِيع السَّمَوَات وَالْأَرْض] [أي: خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سبق.] تفسير السعدي رحمه الله
السابع-[ذوالجلال والأكرام] [أي: أَيْ صَاحِب الْعَظَمَة وَالْمِنَّة] كتاب عون المعبود في شرح سنن ابي داود.
الثامن والتاسع-[الحي القيوم] [هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما، فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك، والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره، وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير، كل ذلك داخل في قيومية الباري، ولهذا قال بعض المحققين: إنهما الإسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى،] تفسير السعدي رحمه الله.
العاشر والحادي عشر-[الرحمن الرحيم] [اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته,] تفسير السعدي رحمه الله
ذه بعض إجتهادات أهل العلم رحمهم الله في تعين اسم الله الأعظم سائلا المولى الكريم أن ينفعنا بها أن اسم الله الأعظم هو: [ذو الجلال والإكرام]
إختاره الإمام مجاهد رحمه الله فقد روى الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره تفسير الطبري في سورة النمل عند قوله تعالى [قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم (40)] [حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (الذي عنده علم من الكتاب) قال: الاسم الذي إذا دعي به أجاب، وهو: يا ذا الجلال والإكرام.]
أن اسم الله الأعظم هو: [لفظ الجلاله الله]
1 – إختاره الإمام زيد بن جابر رحمه الله قال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل ابن علية عن أبي رجاء حدثني رجل عن جابر بن عبد الله بن زيد أنه قال: اسم الله الأعظم هو الله ألم تسمع أنه يقول: {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم}
2 – وإختاره الإمام الشعبي رحمه الله قال ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء: حدثنا إسحق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة عن مسعر قال: قال الشعبي: اسم الله الأعظم يا الله]
3 – وإختاراه الإمامين أبو حنيفة والطحاوي رحمها الله قال الإمام الطحاوي في كتابه مشكل الآثار [[بَابٌ بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ أَيُّ أَسْمَائِهِ هُوَ) حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ {سَمِعَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِاسْمِهِ الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى}.
حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُد ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْر حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: {مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي , وَهُوَ: يَقُولُ اللَّهُمَّ لَك الْحَمْدُ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ تَدْرُونَ مَا دَعَا الرَّجُلُ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ دَعَا رَبَّهُ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى} حَدَّثَنَا فَهْدٌ ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْ {أَنَسٍ قَالَ كُنْت قَاعِدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَقَعَدَ فَتَشَهَّدَ دَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَدْرُونَ مَا دَعَا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: إنَّهُ دَعَا بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى}.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَهَذِهِ الْآثَارُ قَدْ رُوِيَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّفِقَةً فِي اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ أَنَّهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ فِي هَذَا شَيْءٌ نَحْنُ ذَاكِرُوهُ فِي هَذَا الْبَابِ وَهُوَ مَا أَجَازَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الرَّازِيّ وَأَعْلَمَنَا أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُوسَى بْنِ نَصْرٍ الرَّازِيِّ وَأَنَّ مُوسَى بْنَ نَصْرٍ ثنا بِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْأَكْبَرُ هُوَ اللَّهُ قَالَ مُحَمَّدٌ أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّحْمَنَ اُشْتُقَّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَالرَّبَّ مِنْ الرُّبُوبِيَّةِ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ نَحْوَ هَذَا وَاَللَّهُ غَيْرُ مُشْتَقٍّ مِنْ شَيْءٍ قَالَ هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيّ فَمَا أَدْرِي أَفَسَّرَ مُحَمَّدٌ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ أَمْ مِنْ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ قَائِلٌ: فَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْآثَارِ مَا يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ مَا فِي هَذِهِ الْآثَارِ فَذَكَرَ.
مَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْرَزِيُّ ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ {اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ} حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ سَمِعْت عِيسَى بْنَ مُوسَى يَقُولُ لِابْنِ زَبْرٍ يَا أَبَا زَبْرٍ سَمِعْت غَيْلَانَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْت الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ إنَّ {اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ لَفِي ثَلَاثِ سُوَرٍ مِنْ الْقُرْآنِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ} قَالَ أَبُو حَفْصٍ فَنَظَرْت فِي هَذِهِ السُّوَرِ الثَّلَاثِ فَرَأَيْت فِيهَا أَشْيَاءَ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِثْلُهَا آيَةُ الْكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَفِي آلِ عِمْرَانَ {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَفِي طَه {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ أَنَّ مَا اسْتَخْرَجَهُ أَبُو حَفْصٍ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِيهِ (اللَّهُ) وَاَلَّذِي اسْتَخْرَجَهُ مِنْ آلِ عِمْرَانَ كَذَلِكَ أَيْضًا فِيهِ (اللَّهُ) فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ خَارِجًا مِنْ الْآثَارِ الَّتِي رَوَيْنَاهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ وَلَا مُخَالِفًا لِمَا فِيهَا وَكَانَ مَا اسْتَخْرَجَهُ مِمَّا فِي طَه قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ كَمَا اسْتَخْرَجَهُ فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ مَا فِي طَه سِوَى ذَلِكَ , وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِيهَا {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ} الْآيَةَ فَيَرْجِعُ مَا فِي طَه إلَى مِثْلِ مَا رَجَعَ إلَيْهِ مَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَمَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ أَنَّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي ذَلِكَ مَا يُخَالِفُ الْحَدِيثَ الَّذِي اسْتَخْرَجَ مِنْهُ أَبُو حَفْصٍ مَا اسْتَخْرَجَ كَمَا حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إبْرَاهِيمَ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ {أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ إنَّ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ {وَإِلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ} وَ {الم اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}}.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَهُ فَكَانَ فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مَوْضِعُ اسْمِ اللَّهِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَمِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ بِمَا لَيْسَ فِي إحْدَاهُمَا ذِكْرُ الْحَيِّ الْقَيُّومِ وَفِيهِمَا جَمِيعًا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا يَجِبُ بِهِ أَنْ يُعْقَلَ أَنَّ الَّذِي فِي سُورَةِ طَه هُوَ ذَلِكَ أَيْضًا لَا مَا ذَكَرَهُ أَبُو حَفْصٍ وَكَانَ فِيمَا ذَكَرْنَا مَا قَدْ وَافَقَهُ مَا ذَهَبَ إلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ فَكَانَ قَوْلُهُمْ اللَّهُمَّ إنَّمَا كَانَ الْأَصْلُ فِيهِ يَا اللَّهُ فَلَمَّا حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ أَوَّلِ الْحَرْفِ زَادُوا الْمِيمَ فِي آخِرِهِ لِيَرْجِعَ الْمَعْنَى الَّذِي فِي يَا اللَّهُ وَفِيمَا رَوَيْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصْدِيقُ بَعْضِهِ بَعْضًا وَانْتَفَى الِاخْتِلَافُ مِنْهُ]
أن اسم الله الأعظم هو: [الحي]
إختاره الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد قال في مجموع الفتاوى [قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الْكُرَبِ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك ابْنُ عَبْدِك ابْنُ أَمَتِك نَاصِيَتِي بِيَدِك أَسْأَلُك بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَك سَمَّيْت بِهِ نَفْسَك أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِك أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا مِنْ خَلْقِك أَوْ اسْتَاثَرْت بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَك أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي إلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ بِهِ فَرَحًا.}. الرَّبِيعُ: هُوَ الْمَطَرُ الْمُنْبِتُ لِلرَّبِيعِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ: {اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا رَبِيعًا مُرْبِعًا} وَهُوَ الْمَطَرُ الوسمي الَّذِي يَسِمُ الْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {الْقُرْآنُ رَبِيعٌ لِلْمُؤْمِنِ}. فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَهُ مَاءً يُحْيِ بِهِ قَلْبَهُ كَمَا يُحْيِ الْأَرْضَ بِالرَّبِيعِ وَنُورًا لِصَدْرِهِ. وَالْحَيَاةُ وَالنُّورُ جِمَاعُ الْكَمَالِ كَمَا قَالَ: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} وَفِي خُطْبَةِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: يُحْيُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ الْمَوْتَى وَيُبَصِّرُونَ بِنُورِ اللَّهِ أَهْلَ الْعَمَى ; لِأَنَّهُ بِالْحَيَاةِ يَخْرُجُ عَنْ الْمَوْتِ وَبِالنُّورِ يَخْرُجُ عَنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ فَيَصِيرُ حَيًّا عَالِمًا نَاطِقًا وَهُوَ كَمَالُ الصِّفَاتِ فِي الْمَخْلُوقِ. وَكَذَلِكَ قَدْ قِيلَ [فِي] الْخَالِقِ حَتَّى النَّصَارَى فَسَّرُوا الْأَبَ وَالِابْنَ وَرُوحَ الْقُدُسِ بِالْمَوْجُودِ الْحَيِّ الْعَالِمِ.
وَالْغَزَالِيُّ رَدَّ صِفَاتِ اللَّهِ إلَى الْحَيِّ الْعَالِمِ وَهُوَ مُوَافِقٌ فِي الْمَعْنَى لِقَوْلِ الْفَلَاسِفَةِ: عَاقِلٌ وَمَعْقُولٌ وَعَقْلٌ ; لِأَنَّ الْعِلْمَ يَتْبَعُ الْكَلَامَ الْخَبَرِيَّ وَيَسْتَلْزِمُ الْإِرَادَةَ وَالْكَلَامَ الطَّلَبِيَّ ; لِأَنَّ كُلَّ حَيٍّ عَالِمٌ فَلَهُ إرَادَةٌ وَكَلَامٌ وَيَسْتَلْزِمُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ لَكِنْ هَذَا لَيْسَ بِجَيِّدِ لِأَنَّهُ يُقَالُ: فَالْحَيُّ نَفْسُهُ مُسْتَلْزِمٌ لِجَمِيعِ الصِّفَاتِ وَهُوَ أَصْلُهَا ; وَلِهَذَا كَانَ أَعْظَمَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}. وَهُوَ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ ; لِأَنَّهُ مَا مِنْ حَيٍّ إلَّا وَهُوَ شَاعِرٌ مُرِيدٌ فَاسْتَلْزَمَ جَمِيعَ الصِّفَاتِ فَلَوْ اكْتَفَى فِي الصِّفَاتِ بِالتَّلَازُمِ لَاكْتَفَى بِالْحَيِّ وَهَذَا يَنْفَعُ فِي الدَّلَالَةِ وَالْوُجُودِ لَكِنْ لَا يَصِحُّ أَنْ يُجْعَلَ مَعْنَى الْعَالِمِ هُوَ مَعْنَى الْمُرِيدِ فَإِنَّ الْمَلْزُومَ لَيْسَ هُوَ عَيْنَ اللَّازِمِ وَإِلَّا فَالذَّاتُ الْمُقَدَّسَةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِجَمِيعِ الصِّفَاتِ. فَإِنْ قِيلَ: فَلِمَ جَمَعَ فِي الْمَطْلُوبِ لَنَا بَيْنَ مَا يُوجِبُ الْحَيَاةَ وَالنُّورَ فَقَطْ دُونَ الِاقْتِصَارِ عَلَى الْحَيَاةِ أَوْ الِازْدِيَادِ مِنْ الْقُدْرَةِ وَغَيْرِهَا؟ قِيلَ: لِأَنَّ الْأَحْيَاءَ الْآدَمِيِّينَ فِيهِمْ مَنْ يَهْتَدِي إلَى الْحَقِّ وَفِيهِمْ مَنْ لَا يَهْتَدِي. فَالْهِدَايَةُ كَمَالُ الْحَيَاةِ وَأَمَّا الْقُدْرَةُ فَشَرْطٌ فِي التَّكْلِيفِ لَا فِي السَّعَادَةِ فَلَا يَضُرُّ فَقْدُهَا وَنُورُ الصَّدْرِ يَمْنَعُ أَنْ يُرِيدَ سِوَاهُ.
ثُمَّ قَوْلُهُ: {رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي} لِأَنَّهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ: الْحَيَا لَا يَتَعَدَّى مَحَلَّهُ ; بَلْ إذَا نَزَلَ الرَّبِيعُ بِأَرْضِ أَحْيَاهَا. أَمَّا النُّورُ فَإِنَّهُ يَنْتَشِرُ ضَوْءُهُ عَنْ مَحَلِّهِ. فَلَمَّا كَانَ الصَّدْرُ حَاوِيًا لِلْقَلْبِ جَعَلَ الرَّبِيعَ فِي الْقَلْبِ وَالنُّورَ فِي الصَّدْرِ لِانْتِشَارِهِ كَمَا فَسَّرَتْهُ الْمِشْكَاةُ ; فِي قَوْلِهِ: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} وَهُوَ الْقَلْبُ]
أن اسم الله الأعظم هو: [الحي القيوم]
وقد إختار هذا القول الإمام ابن القيم رحمه الله فقد قال كتابه القيم زاد المعاد [وفي تأثير قوله: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث في دفع هذا الداء مناسبة بديعة، فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال، مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى: هو اسم الحي القيوم، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شيء من الآفات. ونقصان الحياة تضر بالأفعال، وتنافي القيومة، فكمال القيومية لكمال الحياة، فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة، والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة، فالتوسل بصفة الحياة القيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة، ويضر بالأفعال.
ونظير هذا توسل النبي صلى الله عليه وسلم … إلى ربه بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فإن حياة القلب بالهداية، وقد وكل الله سبحانه هؤلاء الأملاك الثلاثة بالحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي هو حياة القلوب، وميكائيل بالقطر الذي هو حياة الأبدان والحيوان، وإسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إلى أجسادها، فالتوسل إليه سبحانه بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له تأثير في حصول المطلوب.
والمقصود: أن لاسم الحي القيوم تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشف الكربات، وفي السنن و صحيح أبي حاتم مرفوعًا: (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين). {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} [البقرة: 163]، وفاتحة آل عمران {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [آل عمران: 1].، قال الترمذي: حديث صحيح.
وفي السنن وصحيح ابن حبان أيضًا: من حديث أنس أن رجلًا دعا، فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى)
ولهذا كان النبي ـ ـ إذا اجتهد في الدعاء قال: (يا حي يا قيوم)
======
” اسم الله الأعظم ” في النصوص النبوية وأقوال أهل العلم
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)، ومنها اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى. سؤالي هو: ما هو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى؟ وكيف نعرفه؟ وهل أحد من أهل العلم كان يعرفه؟ هل أجمع العلماء عليه؟. جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ورد في خصوص ” اسم الله الأعظم ” عدة أحاديث، أشهرها:
- عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي ” البَقَرَةِ ” وَ ” آلِ عِمرَانَ ” وَ ” طَهَ “).
رواه ابن ماجه (3856) وحسَّنه الألباني في ” صحيح ابن ماجه “.2. عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ “، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى).
رواه الترمذي (3544) وأبو داود (1495) والنسائي (1300) وابن ماجه (3858)، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
3. عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ “، فَقَالَ: (لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ).
رواه الترمذي (3475) وأبو داود (1493) وابن ماجه (3857)، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك.” فتح الباري ” (11/ 225).
- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)، وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ (الم. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
رواه الترمذي (3478) وأبو داود (1496) وابن ماجه (3855).
والحديث ضعيف، فيه عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب، وكلاهما ضعيف.ثانياً:
قد اختلف أهل العلم في ” اسم الله الأعظم ” من حيث وجوده على أقوال:
القول الأول:
إنكار وجوده أصلاً! لاعتقادهم بعدم تفضيل اسم من أسماء الله تعالى على آخر، وقد تأول هؤلاء الأحاديث الواردة السابقة فحملوها على وجوه:الوجه الأول: من قال بأن معنى ” الأعظم ” هو ” العظيم ” وأنه لا تفاضل بين أسماء الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:وقد أنكره قوم كأبي جعفر الطبري وأبي الحسن الأشعري وجماعة بعدهما كأبي حاتم بن حبان والقاضي أبي بكر الباقلاني فقالوا: لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض، ونسب ذلك بعضُهم لمالك؛ لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور لئلا يُظن أن بعض القرآن أفضل من بعض فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل، وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم: العظيم، وأن أسماء الله كلها عظيمة، وعبارة أبي جعفر الطبري: ” اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي: أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم، ولا شيء أعظم منه “، فكأنه يقول: كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم، فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم.
انتهى
الوجه الثاني: أن المراد بالأحاديث السابقة بيان مزيد ثواب من دعا بذلك الاسم.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وقال ابن حبان: الأعظمية الواردة في الأخبار: إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك، كما أطلق ذلك في القرآن، والمراد به: مزيد ثواب القارئ.
انتهى
الوجه الثالث: أن المراد بالاسم الأعظم حالة يكون عليها الداعي، وهي تشمل كل من دعا الله تعالى بأي اسم من أسمائه، إن كان على تلك الحال.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وقيل: المراد بالاسم الأعظم: كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقاً بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غير الله تعالى، فإن من تأتَّى له ذلك: استجيب له، ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق، وعن الجنيد، وعن غيرهما.
انتهى
القول الثاني:
قول من قال بأن الله تعالى قد استأثر بعلم تحديد اسمه الأعظم، وأنه لم يُطلع عليه أحداً من خلقه.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وقال آخرون: استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه أحداً من خلقه.
انتهى
ينظر: ” فتح الباري “، للحافظ ابن حجر (11/ 224).
القول الثالث:
قول من أثبت وجود اسم الله الأعظم وعيَّنه، وقد اختلف هؤلاء المعينون في الاسم الأعظم على أربعة عشر قولاً! وقد ساقها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه ” فتح الباري ” (11/ 224، 225) وهي:
1. هو! 2. الله 3. الله الرحمن الرحيم 4. الرحمن الرحيم الحي القيوم 5. الحي القيوم 6. الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم 7. بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام 8. ذو الجلال والإكرام 9. الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد 10. رب رب 11. دعوة ذي النون في بطن الحوت ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” 12. هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم 13. هو مخفي في الأسماء الحسنى 14. كلمة التوحيد ” لا إله إلا الله “.
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً، ساقها الحافظ في ” الفتح “، وذكر لكل قول دليله، وأكثرها أدلتها من الأحاديث، وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه، مثل القول الثاني عشر؛ فإن دليله: أن فلاناً سأل الله أن يعلِّمه الاسم الأعظم، فرأى في النوم؛ هو الله، الله، الله، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم!!.
وتلك الأحاديث منها الصحيح، ولكنه ليس صريح الدلالة، ومنها الموقوف كهذا، ومنها الصريح الدلالة؛ وهو قسمان:
قسم صحيح صريح، وهو حديث بريدة: (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد … ) إلخ، وقال الحافظ: ” وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك “، وهو كما قال رحمه الله، وأقره الشوكاني في ” تحفة الذاكرين ” (ص 52)، وهو مخرج في ” صحيح أبي داود ” (1341).
والقسم الآخر: صريح غير صحيح، بعضه مما صرح الحافظ بضعفه؛ كحديث القول الثالث عن عائشة في ابن ماجه (3859)، وهو في ” ضعيف ابن ماجه ” رقم (841)، وبعضه مما سكت عنه فلم يحسن! كحديث القول الثامن من حديث معاذ بن جبل في الترمذي، وهو مخرج في ” الضعيفة ” برقم (4520).
وهناك أحاديث أخرى صريحة لم يتعرض الحافظ لذكرها، ولكنها واهية، وهي مخرجة هناك برقم (2772 و 2773 و 2775).
” سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ” (13/ 279).
ثالثاً:
لعل ألأقرب من تلك الأقوال أن الاسم الأعظم هو ” الله “؛ فهو الاسم الجامع لله تعالى الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته تعالى، وهو اسم لم يُطلق على أحد غير الله تعالى، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
1. قال ابن القيم – رحمه الله -:
اسم ” الله ” دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث … .
” مدارج السالكين ” (1/ 32).
والدلالات الثلاث هي: المطابقة والتضمن واللزوم.
2. وقال ابن أمير حاج الحنفي – رحمه الله -:
عن محمد بن الحسن قال: سمعتُ أبا حنيفة رحمه الله يقول: اسم الله الأعظم هو ” الله ” , وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء , وأكثر العارفين.
وفي ” التقرير والتحبير ” (1/ 5).
3. وقال أبو البقاء الفتوحي الحنبلي – رحمه الله -:
فائدتان:
الأولى: أن اسم ” الله ” علم للذات , ومختص به , فيعم جميع أسمائه الحسنى.
الثانية: أنه اسم الله الأعظم عند أكثر أهل العلم الذي هو متصف بجميع المحامد.
” شرح الكوكب المنير ” (ص 4).
4. وقال الشربيني الشافعي – رحمه الله -:
وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعاً.
” مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج ” (1/ 88، 89).
5. وقال بعض العلماء المعاصرين -:
والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم أنّه: (الله)، فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ اسم الله الأعظم ورد فيها.
ومما يُرجِّح أن (الله) هو الاسم الأعظم أنه تكرر في القرآن الكريم (2697) سبعاً وتسعين وستمائة وألفين – حسب إحصاء المعجم المفهرس – وورد بلفظ (اللهم) خمس مرات، في حين أنّ اسماً آخر مما يختص بالله تعالى وهو (الرحمن) لم يرد ذكره إلا سبعاً وخمسين مرة، ويرجحه أيضاً: ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة الكثيرة.
” العقيدة في الله ” (ص 213).
ويأتي في الدرجة الثانية من القوة في كونه اسم الله الأعظم ” الحي القيوم “، وهو قول طائفة من العلماء، ومنهم النووي، ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله
======
======
تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي
1 المواهـب الربانية من ا يات القرآنية (ص62).
وقد سئل الشيخ رحمه الله عن ا سم ا عظم من أسماء الله هـل هـو اسم معين معروف أو اسم غير معين و معروف.
فأجاب: “بعض الناس يظن أن ا سم ا عظم من أسماء الله الحسنى يعرفه إ من خصه الله بكرامة خارقة للعادة، وهـذا ظن خطأ، فإن الله تبارك وتعالى حثنا على معرفة أسمائه وصفاته، وأثنى على من عرفها، وتفقه فيها، ودعاء الله بها دعاء عبادة وتعبد ودعا مسألة، و ريب أن ا سم ا عظم منها أو هـا بهذا ا مر، فإنه تعالى هـو الجواد المطلق الذي منتهى لجوده وكرمه، وهـو يحب الجود على عباده، ومن أعظم ما جاد به عليهم تعرفه لهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فالصواب أن ا سماء الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم، ولكن ا سم ا عظم منها كل اسم مفرد أو مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية أو دل على معاني جميع الصفات مثل:
الله، فإنه ا سم الجامع لمعاني ا لوهـية كلها، وهـي جميع أوصاف الكمال،
ومثل الحميد المجيد، فإن الحميد ا سم الذي دل على جميع المحامد والكما ت لله تعالى، والمجيد الذي دل على أوصاف العظمة والج ل ويقرب من ذلك الجليل الجميل الغني الكريم.
ومثل الحي القيوم، فإن الحي من له الحياة الكاملة العظيمة الجامعة لجميع معاني الذات، والقيوم الذي قام بنفسه، واستغنى عن جميع خلقه، وقام بجميع الموجودات، فهو ا سم الذي تدخل فيه صفات ا فعال كلها.
ومثل اسمه العظيم الكبير الذي له جميع معاني العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه.
ومثل قولك: يا ذا الج ل وا كرام، فإن الج ل صفات العظمة، والكبرياء، والكما ت المتنوعة، وا كرام استحقاقه على عباده غاية الحب وغاية الذل وما أشبه ذلك.
فعلم بذلك أن ا سم ا عظم اسم جنس، وهـذا هـو الذي تدل عليه ا دلة الشرعية وا شتقاق، كما في السنن. أنه سمع رج يقول: “اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله إله إ أنت ا حد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال: “والذي نفسي بيده، لقد سألت الله باسمه ا عظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى”.
وكذلك الحديث ا خر حين دعا الرجل، فقال: “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، إله إ أنت، المنان، بديع السماوات وا رض ذو الج ل وا كرام، ياحي! يا قيوم! فقال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه ا عظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى”1.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “اسم الله ا عظم في هـاتين ا يتين: {وإلهكم إله واحد إله إ هـو الرحمن الرحيم}
2 {الله إله إ هـو الحي القيوم}
3 رواه أبو داود والترمذي، فمتى دعا الله العبد باسم من هـذه ا سماء العظيمة بحضور قلب ورقة وانكسار، لم تكد ترد له دعوة، والله الموفق”.
26 – الحي: (الحي القيوم)
قال رحمه الله تعالى: “الحي القيوم كامل الحياة والقائم بنفسه.
القيوم هـل السماوات وا رض القائم بتدبيرهـم وأرزاقهم وجميع أحوالهم فالحي: الجامع لصفات الذات، والقيوم: الجامع لصفات ا فعال وجمعهما في غاية المناسبة كما جمعهما الله في عدة مواضع من كتابه كقوله: {الله إله إ هـو الحي القيوم}
، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال، فالحي هـو كامل الحياة، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم والعزة والقدرة، وا رادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرهـا من صفات الذات المقدسة.
والقيوم هـو كامل القيومية الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقامت به ا رض، والسماوات، وما فيهما من المخلوقات، فهو الذي أوجدهـا، وأمدهـا، وأعدهـا لكل ما فيه بقاؤهـا، وص حها، وقيامها، فهو الغني عنها من كل وجه، وهـي التي افتقرت إليه من كل وجه، فالحي، والقيوم من له صفة كل كمال، وهـو الفعال لما يريد الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، وكل الصفات الفعلية، والمجد، والعظمة، والج ل ترجع إلى اسمه القيوم، ومرجع صفات الكمال كلها ترجع إلى هـذين ا سمين الكريمين، ولذلك ورد الحديث2 أن اسم الله ا عظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى {الله إله إ هـو الحي القيوم}
شتمالهما على جميع الكما ت.
فصفات الذات ترجع إلى الحي، ومعاني ا فعال ترجع إلى القيوم”
27 – الحيي: (الحيي الستير5 الستار6)
قال رحمه الله تعالى:” هـذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله حيي يستحي …..
……………………………
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين
(70) سئل فضيلة الشيخ: هـل من أسماء الله تعالى: “الحي القيوم “؟
فأجاب بقوله: شك أن من أسماء الله الحسنى “الحي القيوم” بل ورد أنهما اسم الله ا عظم، لتضمنهما معاني أسماء الله وصفاته الذاتية والفعلية، وهـما مذكوران في ث ث آيات من القرآن الكريم: في آية الكرسي: {الله إله إ هـو الحي القيوم}
وفي أول سورة آل عمران:
{الله إله إ هـو الحي القيوم}
وفي سورة طه: {وعنت الوجوه للحي القيوم}
وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، من قرأهـا في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، و يقربه شيطان حتى يصبح.
(71) سئل فضيلة الشيخ: عما جاء في الترغيب والترهـيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش وهـو يصلي ويقول: “اللهم إني أسالك بأن لك الحمد، إله إ أنت يا حنان، يا منان، يا بديع السماوات وا رض». .” رواه ا مام أحمد، واللفظ له، ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، فهل الحنان من أسماء الله تعالى؟
فأجاب فضيلته بقوله: لقد راجعت ا صول مسند أحمد، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، فقد أورده ا مام أحمد في المسند في عدة مواضع من الجزء الثالث، ص 120 – 158 – 245 – 265، وأورده أبو داود في الجزء ا ول باب الدعاء ص 343، وأورده النسائي في الجزء الثالث باب الدعاء بعد الذكر ص 44، وأورده ابن ماجه في الجزء الثاني كتاب الدعاء باب اسم الله ا عظم ص 1268، وليس فيهن ذكر الحنان سوى طريق واحدة عند ا مام أحمد فيها الحنان دون المنان وهـي التي في ص 158، وليست باللفظ المذكور في الترغيب، واللفظ المذكور في الترغيب ليس فيه عند أحمد سوى ذكر المنان وقد رأيت ك ما لشيخ ا س م ابن تيمية – رحمه الله – أنكر فيه أن يكون الحنان من أسماء الله تعالى فإذا كانت الروايات أكثرهـا بعدم إثباته، فالذي أرى أن يتوقف فيه.
والله أعلم.
………………………………
قال ابن حجر في الفتح:
ويؤيده الحديث الاخر أفضل الذكر التهليل وانه أفضل ما قاله والنبيون من قبله وهو كلمة التوحيد والإخلاص وقيل انه اسم الله الأعظم. اهـ
قلت (أحمد):وعلى هذا لا يكون هناك تضاد لأن سورة الإخلاص كلها توحيد فالأحدية هي معنى التوحيد.
قال ابن حجر في فتح الباري وقد ذكر أربعة عشر قولا في الاسم الأعظم:
التاسع الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أخرجه أبو داود والترمذي وبن ماجة وبن حبان والحاكم من حديث بريدة وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك.