مختلف الحديث رقم: {(81)}
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
كيف التوفيق بين حديث: النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قارسول الله ل {الحلال بين والحرام بين; وبينها أمور مشتبهات …. } وفيه {ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب}
[متفق عليه]
وبين حديث [أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ]
[متفق عليه]
فحديث النعمان فيه ذكر القلب فقط، بينما حديث أبي هريرة فيه الجمع بين القلب والعمل فكيف التوفيق بينهمال
مشاركة نورس:
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده:
لاتعارض بين الحديثين و إنما مداره أن هناك تلازم بين عمل الظاهر و العمل الباطن.
قال ابن فورك: الْأَعْمَال الظَّاهِرَة منوطة بِصِحَّة السرائر وَالْإِخْلَاص فِي النيات وَلِهَذَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكل امْرِئ مَا نوى // أخرجه البُخَارِيّ //. [مشكل الحديث و بيانه (270)].
قال ابن دقيق العيد: معناه أن الأعمال الظاهرة لا تُحصّل التقوى وإنما تقع التقوى بما في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته ونظر الله تعالى أي رؤيته محيطة بكل شيء. ومعنى الحديث والله أعلم: مجازاته ومحاسبته وأن الاعتبار في هذا كله بالقلب. (شرح الأربعين النووية) (118).
قال ابن رجب: فقد يكونُ كثيرٌ ممَّن له صورةٌ حسنةٌ، أو مالٌ، أو جاهٌ، أو رياسةٌ في الدنيا، قلبه خراباً من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبُه مملوءاً مِنَ التَّقوى، فيكون أكرمَ عند الله تعالى. جامع العلوم و الحكم.
قال العلامة العباد: إنَّ التقوى إذا صارت في القلب ظهر أثرُها على الجوارح بالاستقامة وترك المعصية. [فتح القوي المتين (120)]
وقوله: (لا ينظر إلى صوركم)، حث على الاعتماد على النية وحسن القصد، وتحذير من الركون إلى صورة العمل. الأفصاح عن معاني الصحاح (7/ 276)
قال الصنعاني (سبل السلام) (2/ 673): أَيْ أَنَّ الْمُجَازَاةَ، وَالْمُحَاسَبَةَ إنَّمَا تَكُونُ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ دُونَ الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ، وَالْأَعْمَالِ الْبَارِزَةِ، فَإِنَّ عُمْدَتَهَا النِّيَّاتُ وَمَحَلُّهَا الْقَلْبُ.
قال العلامة العثيمين: فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد إلى أجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة أو صحيحة أو سقيمة ولا ينظر إلى الصور هل هي جميلة أو ذميمة …. فمن كان لله أتقي كان من الله أقرب، وكان عند الله أكرم؛ إذا لا تفتخر بمالك، ولا بجمالك، ولا ببدنك، ولا بأولادك، ولا بقصورك، ولا سياراتك، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدا إنما إذا وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فأحمد الله عليه. شرح رياض الصالحين (1/ 61)
قال الإمام الالباني: إذاً: علينا أن نهتم بإصلاح الظواهر كما نهتم بإصلاح البواطن، ولا نغتر بهذه الكلمة التي تصدر من بعض الجهلة، وهي أن العبرة بما في الباطن فقط، لا؛ لأن الظاهر والباطن مترابطان متعاونان أشد التعاون فأحدهما يقوي الآخر كما ذكرنا آنفاً؛ من أجل ذلك كان من آداب مجالس العلم هو التقارب إلى أن هذه الظاهرة هي ظاهرة ليس لها علاقة بالقلب، لكن هذا التجمع وهذا التقارب في مجلس العلم يوجد ارتباطاً وثيقاً في القلوب أيضاً، ويؤكد لكم هذه الحقيقة العلمية الشرعية: تلك السنة التي هجرها وأعرض عنها أكثر أئمة المساجد، ولا يحافظ عليها إلا من كان متمسكاً بالسنة، وهي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان من هديه وسنته أنه لا يكبر تكبيرة الإحرام إلا بعد أن يأمر بتسوية الصفوف، وأن يسويها كما جاء في الحديث كما تسوى الأقداح، فيقول لهذا: تقدم ولذاك تأخر حتى يصبح الصف كالبنيان مرصوص، ويوعدهم عليه السلام ويهددهم بمثل قوله: «لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم».
إذاً: تسوية الصفوف وعكسها كل منهما يؤثر في القلب صلاحاً أو فساداً: «لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم» (1).
فإذاً: هذا أيضاً مما يؤكد أن الظاهر له تأثير في الباطن حتى ظواهر الأشخاص المتعددين، فضلاً عن ظاهر الشخص نفسه وذاته.
فهو عليه الصلاة والسلام يجعل اختلاف الناس بالصف الواحد تقدماً وتأخراً سبب لفساد القلوب، والعكس بالعكس، تسوية الصفوف سبب شرعي لإصلاح ما في القلوب، لهذا ينبغي الاهتمام كل الاهتمام بإصلاح الظواهر ومنها عند القيام إلى الصلاة بتسوية الصفوف كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسويها، ويأمر بتسويتها، هذه كلمة بين يدي تلك الحلقة التي كانت متباعدة، والآن إن شاء الله كما اقتربنا، أو اقترب بعضنا إلى بعض بالأبدان، فنرجوا أن يكون من ثمرة ذلك أن ترتبط قلوبنا بعضنا مع بعض إن شاء الله تبارك وتعالى.
“الهدى والنور” (201/ 57: 00: 00)
مشاركة رامي:
كتب باحث و نقلت بتصرف يسير
قوله ” ” إنَّ الله لا ينْظُرُ إِلى أجْسَامِكُمْ، ولا إِلى صُوَرِكمْ ”
المقصود بنفي النظر هنا أي: أنها ليس لها قيمة، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام: (لا ينظر إليهم ولا يزكيهم) لغضبه عليهم، وهو سبحانه لا يخفى عليه خافية، يرى كل شيء جل وعلا، لكن المقصود نظر الرضى، ونظر المحبة
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في كتابه الكبائر (ص 31)
أي إن الله لا يجازيكم على صوركم وأجسادكم ولا على أموالكم الخالية من الخيرات أي لا يثيبكم عليها ولا يقربكم منه سبحانه، وإنما ينظر إلى قلوبكم التي هي محل التقوى.
ولابن القيم رحمة الله عليه كلام نفيس قيم يبين فيه ما ذكره الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ونبه عليه هنا من أن محل نظر الله تعالى لقلوب العباد لما كساها من الجمال الباطني حيث قال رحمه الله في كتابه العظيم روضة المحبين (ص 221)
” الباب التاسع عشر في ذكر فضيلة الجمال وميل النفوس إليه على كل حال
أعلم أن الجمال ينقسم قسمين ظاهر وباطن فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه …. ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه.
فصل
وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها “يزيد في الخلق ما يشاء ” قالوا هو الصوت الحسن والصورة الحسنة والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه
وقد ثبت في الصحيح عنه أنه قال: ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قالوا يا رسول الله الرجل يحب أن تكون نعله حسنة وثوبه حسنا أفذلك من الكبر؟ فقال: لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ” فبطر الحق جحده ودفعه بعد معرفته وغمط الناس النظر إليهم بعين الازدراء والاحتقار والاستصغار لهم ولا بأس بهذا إذا كان لله وعلامته أن يكون لنفسه أشد ازدراء واستصغارا منه لهم فأما إن احتقرهم لعظمة نفسه عنده فهو الذي لا يدخل صاحبه الجنة فصل
وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالا على جماله وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحا وشينا وينفر عنه من رآه فكل من لم يتق الله عز و جل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه به بين الناس فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى جمال الباطن بجمال الظاهر كما قال جرير بن عبدالله وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسميه يوسف هذه الأمة قال قال لي رسول الله ” أنت امرء قد حسن الله خلقك فأحسن خلقك ” وقال بعض الحكماء ينبغي للعبد أن ينظر كل يوم في المرآة فإن رأى صورته حسنة لم يشنها بقبيح فعله وإن رآها قبيحة لم يجمع بين قبح الصورة وقبح الفعل
ولما كان الجمال من حيث هو محبوبا للنفوس معظما في القلوب لم يبعث الله نبيا إلا جميل الصورة حسن الوجه كريم الحسب حسن الصوت كذا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وكان النبي أجمل خلق الله وأحسنهم وجها كما قال البراء بن عازب رضي الله عنه وقد سئل أكان وجه رسول الله مثل السيف قال لا بل مثل القمر
وفي صفته كأن الشمس تجري في وجهه يقول واصفه لم أر قبله ولا بعده مثله
و قوله: (قُلُوبِكمْ وأعمالكم) هذا يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين القلب والعمل فبصلاح القلب، صلاح العمل ولابد ومنه قوله عليه الصلاة والسلام ” إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ” رواه البخاري ومسلم وقال الله تعالى في محكم تنزيله {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا} الكهف: 11
وقال المازري رحمه الله: واحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس
ويستفاد من الحديث أنه لا عبرة بحسن الظاهر وزخرف اللسان مع خبث الجنان.
وقال أبو عبد الله محمد القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن (ج 16 / ص 326)
” حديث عظيم يترتب عليه ألا يقطع بعيب أحد لما يرى عليه من صور أعمال الطاعة أو المخالفة، فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله من قلبه وصفاً مذموما لا تصح معه تلك الأعمال، ولعل من رأينا عليه تفريطا أو معصية يعلم الله من قلبه وصفاً محمودا يغفر له بسببه، فالأعمال أمارات ظنية لا أدلة قطعية، ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه أفعالا صالحة، وعدم الاحتقار لمسلم رأينا عليه أفعالا سيئة، بل تحتقر وتذم تلك الحالة السيئة، لا تلك الذات المسيئة، فتدبر هذا، فإنه نظر دقيق، وبالله التوفيق.” ا. هـ
وفي الحديث الرد على المرجئة الذين قالوا أن الإيمان هو مجرد الإقرار بالقلب وما عدا ذلك فليس من الإيمان، وأخرجوا الأعمال عنه، فالحديث يدل دلالة واضحة على أن الأعمال داخلة في الإيمان وأنها تتفاضل وهي محل النظر الله تعالى إليها
وأيضا فيه الرد على الجبرية من الجهمية وغيرهم، حيث أنه أضيف العمل إلى عامله وصاحبه فقال ” أعمالكم “، ولا يكون العمل إلا عن قدرة وإرادة فاعله والقائم به
وفي الحديث حث على العمل الصالح وتحسينه وتنقيحه من شوائب الشرك والرياء والبدعة، ومراقبة الله في كل حين ولحظة
أيضا يستفاد من الحديث: السعي إلى عمارة الدار الآخرة بالإيمان النافع والعمل الصالح، والتقليل من الدنيا والزهد في متاعها الزائل الفاني. انتهى نقل الأخ رامي
=========
مشاركة سيف بن غدير النعيمي:
قال شيخ ابن تيمية رحمه الله:
“وإذا كانتِ الأعمال والتروك الظاهرة لازمةً للإيمان الباطن، كانتْ مِن موجَبِه ومقتضاه، وكان من المعلوم أنَّها تَقْوَى بقوَّته، وتَزيد بزيادته، وتنقص بنقصانه، فإنَّ الشيء المعلول لا يَزيد إلا بزيادة موجِبه ومقتضيه، ولا ينقص إلا بنقصان ذلك، فإذا جُعِل العمل الظاهر موجبَ الباطن ومقتضاه، لَزِم أن تكون زيادتُه لزيادة الباطن، فيكون دليلاً على زيادة الإيمان الباطن، ونقْصه لنقص الباطن، فيكون نقصه دليلاً على نقْص الباطن، وهو المطلوب”.
[شرح حديث جبريل”، ص: 495، 496.]
ويقول رحمه الله : “إذ رأسُ الأمر شهادة أن لا إله إلا الله، والنفوس خُلِقت لتعملَ لا لتترك، وإنما التَّرْك مقصودٌ لغيره، فإن لم يشتغلْ بعمل صالح، وإلا لم يترك العمل السيِّئ أو الناقص، لكن لَمَّا كان من الأعمال السيِّئة ما يُفسد عليها العملَ الصالح نُهِيتْ عنه؛ حفظًا للعمل الصالح”.
[“اقتضاء الصراط المستقيم”، ص: 254.]
تعليق الشيخ الألبابي رحمه الله:
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ان الله لاينظر الى أجسامكم
ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم (وأعمالكم))) رواه مسلم
قال الشيخ الالبانى رحمه الله تعالى:
زاد مسلم وغيره فى رواية: (وأعمالكم) وهو مخرج فى ((غاية المرام فى تخريج الحلال والحرام)) (410)
وهذه الزيادة هامة جدا، لان كثيرا من الناس يفهمون الحديث بدونها فهما خاطئا، فاذا أنت أمرتهم بما أمرهم
به الشرع الحكيم من مثل اعفاء اللحية، وترك التشبه بالكفار، ونحو ذلك من التكاليف الشرعيه، اجابوك:
بأن العمده على ما فى القلب، وأحتجوا على زعمهم بهذا الحديث، دون أن يعلموا بهذه الزياده الصحيحه
الدالة على أن الله تبارك وتعالى ينظر أيضا إلى أعمالهم، فان كانت صالحه قبلها وإلا ردها عليهم كما تدل على ذلك عديد من النصوص كقوله عليه الصلاة والسلام (من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)
والحقيقة أنه لا يمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح الأعمال، ولا صلاح الأعمال إلا بصلاح القلوب.
وقال رحمه الله في موضع آخر:
على كل حال الظاهر عنوان الباطن و ليس الأمر كما يقول بعض الناس من الشباب التائه أنوا يا أخي العبرة بما في القلب، صحيح العبرة بما في القلب و لكن الأمر كما قيل و كل اناء بما فيه ينظحُ و هذا المعنى مؤخوذ من قوله عليه الصلاة و السلام: (ألا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب)، اذا القضية المعنوية {الروحية} كما يقولون اليوم هي كالقضية المادية البدنية، لا يمكن أن تجد جسما سليما في الظاهر و القلب مريض، لا بد من أن يظهر أثر هذا المرض على ظاهر الجسد و كذالك بالنسبة للناحية الايمانية، فاذا كان الايمان هو المستقر في قلب هذا الانسان فلا بد من أن يظهر على بدن هذا الانسان و هذا صريح في الحديث السابق: (ألا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب.) فنسأل الله أن يصلحنا ظاهرا و باطنا.
[سلسلة الهدى و النور الشريط رقم 488]
قال الشيخ الفوزان حفظه الله:
ولا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح؛ لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم، وهو مذهب باطل، بل لا بد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه، لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
“المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان” (1/ 19).