*مختلف الحديث رقم: ((68))
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
كيف التوفيق بين حديث: أَبي هريرةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفيه أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ».
رواه مسلم (854).
وبين ما جاء في حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الأيام يوم عرفة”.
رواه ابن حبان.
————-
جواب نورس الهاشمي:
الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
قال ابن رجب: ” أخرج ابن حبان في صحيحه وخرج فيه أيضا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة”
وخرجه ابن منده في كتاب التوحيد ولفظه: “إذا كان يوم عرفة ينزل الله إلى سماء الدنيا …. فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة” وقال: إسناد حسن متصل انتهى
ورويناه من وجه آخر بزيادة فيه وهي: “أشهدكم يا عبادي أني قد غفرت لمحسنهم وتجاوزت عن مسيئهم. [لطائف المعارف، ص (281)].
قال ابن عبد البر: وفيه أن خير الأيام يوم الجمعة وهذا على الإطلاق والعموم وفي ذلك دليل على أن الأيام بعضها أفضل من بعض ولكن الفضائل في ذلك لا تعلم إلا بتوقيف ولا تدرك بقياس (التمهيد، ج (23) / ص (40)).
قال ابن حجر في الفتح (ج (8) / (271)):
واستدل بهذا الحديث على مزية الوقوف بعرفة يوم الجمعة على غيره من الأيام لأن الله تعالى إنما يختار لرسوله الأفضل وأن الأعمال تشرف بشرف الأزمنة كالأمكنة ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة الحديث ولأن في يوم الجمعة الساعة المستجاب فيها الدعاء ولا سيما على قول من قال إنها بعد العصر.
-تنبيه: وأما ما ذكره رزين في جامعه مرفوعا خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق يوم الجمعة وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها فهو حديث لا أعرف حاله لأنه لم يذكر صحابيه ولا من أخرجه بل أدرجه في حديث الموطأ الذي ذكره مرسلا عن طلحة بن عبد الله بن كريز وليست الزيادة المذكورة في شيء من الموطآت فإن كان له أصل احتمل أن يراد بالسبعين التحديد أو المبالغة وعلى كل منهما فثبتت المزية بذلك والله أعلم. (نفس المصدر السابق).
وسئل علماء اللجنة الدائمة:
يقول بعض الناس: إن يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة كهذا العام يكون كمن أدى سبع حجات، هل هناك دليل من السنة في ذلك؟.
فأجابوا:
ليس في ذلك دليل صحيح، وقد زعم بعض الناس: أنها تعدل سبعين حجة، أو اثنتين وسبعين حجة، وليس بصحيحٍ أيضاً.
” فتاوى اللجنة الدائمة ” (11/ 210، 211).
وانظر: ” فتح الباري ” (8/ 271)، ” تحفة الأحوذي ” (4/ 27).
قال المناوي: – (أفضل الأيام) أي أيام الأسبوع. (يوم الجمعة) لما له من الفضائل التي لم تجتمع لغيره فمنها …. ولأنه يوم عيد … ولموافقته يوم المزيد في الجنة وهو اليوم الذي يجتمع فيه أهلها على كثبان المسك فلهذه الوجوه فضلت وقفة الجمعة على غيرها.
-ثم الكلام في أفضل أيام الأسبوع أما أفضل أيام العام فعرفة والنحر وأفضلهما عند الشافعي عرفة لأن صيامه يكفر سنتين وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه فيه ولأن الحق سبحانه يباهي ملائكته بأهل الموقف وقيل الأفضل يوم النحر ففيه التضرع والتوبة وفي النحر الوفادة والزيادة
(هب عن أبي هريرة) إسناده حسن. (فيض القدير، ج (2) / (28)).
-و قال المناوي: خص الله من أيام الأسبوع يوم العروبة وهو الجمعة وعرف الأمم أن لله يوما اختصه من السبعة أيام وشرفه على أيام الأسبوع ولهذا يغلط من يفضل بينه وبين يوم عرفة وعاشوراء فإن فضل ذلك يرجع إلى مجموع أيام السنة لا إلى أيام الأسبوع ولهذا قد يكون يوم عرفة أو عاشوراء أو يوم جمعة وقد لا يكون ويوم الجمعة لا يتبدل ففضل يوم الجمعة ذاتي وفضل يوم عرفة وعاشوراء لأمور عرضت إذا وجدت في أي يوم كان الفضل لذلك اليوم لهذا العارض فيدخل مفاضلة عرفة وعاشوراء في المفاضلة بين [ص: (121)] الأسباب العارضة الموجبة للفضل في ذلك النوع …..
و الراجح عند المناوي: وأعلم الله نبينا بأن الأفضل يوم الجمعة لأنه الذي خلق فيه هذه النشأة الإنسانية التي خلق المخلوقات من يوم الأحد إلى الخميس من أجلها فلا بد أن يكون أفضل الأوقات. [فيض القدير، ج (4) / (120)]
-قال النووي على شرح مسلم (ج (6) / (142)): قال القاضي عياض الظاهر أن هذه الفضائل المعدودة ليست لذكر فضيلته لأن إخراج آدم وقيام الساعة لا يعد فضيلة وإنما هو بيان لما وقع فيه من الأمور العظام وما سيقع ليتأهب العبد فيه بالأعمال الصالحة لنيل رحمة الله ودفع نقمته ….
-و قال أيضا: وفي هذا الحديث فضيلة يوم الجمعة ومزيته على سائر الأيام وفيه دليل لمسئلة غريبة حسنة وهي لو قال لزوجته أنت طالق في أفضل الأيام وفيها وجهان لأصحابنا أصحهما تطلق يوم عرفة والثاني يوم الجمعة لهذا الحديث وهذا إذا لم يكن له نية فأما إن أراد أفضل أيام السنة فيتعين يوم عرفة وإن أراد أفضل أيام الأسبوع فيتعين الجمعة ولو قال أفضل ليلة تعينت ليلة القدر وهي عند أصحابنا والجمهور منحصرة في العشر الأواخر من شهر رمضان فإن كان هذا القول قبل مضي أول ليلة من العشر طلقت في أول جزء من الليلة الأخيرة من الشهر وإن كان بعد مضي ليلة من العشر أو أكثر لم تطلق إلا في أول جزء من مثل تلك الليلة في السنة الثانية وعلى قول من يقول هي منتقلة لا تطلق إلا في أول جزء من الليلة الأخيرة من الشهر والله أعلم.
-قال النووي على مسلم (ج (9) / (117)): ويتأول حديث يوم الجمعة على أنه أفضل أيام الأسبوع.
-قال الشوكاني في النيل (ج (3) / (286)):
قوله: (خير يوم طلعت فيه الشمس) فيه أن أفضل الأيام يوم الجمعة، وبه جزم ابن العربي.
ويشكل على ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن قرط أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «أفضل الأيام عند الله تعالى يوم النحر» وسيأتي في آخر أبواب الضحايا، ويأتي الجمع بينه وبين ما أخرج أيضا ابن حبان في صحيحه عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ما من يوم أفضل عند الله تعالى من يوم عرفة هنالك إن شاء الله تعالى».
وقد جمع العراقي فقال: المراد بتفضيل الجمعة بالنسبة إلى أيام الجمعة، وتفضيل يوم عرفة أو يوم النحر بالنسبة إلى أيام السنة، وصرح بأن حديث أفضلية يوم الجمعة أصح. قال صاحب المفهم: صيغة خير وشر يستعملان للمفاضلة ولغيرها، فإذا كانت المفاضلة فأصلها أخير وأشرر على وزن أفعل، وأما إذا لم يكونا للمفاضلة فهما من جملة الأسماء كما قال تعالى: {إن ترك خيرا} [البقرة: (180)]، وقال {ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} [النساء: (19)] قال: وهي في حديث الباب للمفاضلة ومعناها في هذا الحديث أن يوم الجمعة أفضل من كل يوم طلعت شمسه.
-و قال ايضا (ج (5) / (154)): وقد تقدم في أبواب الجمعة وتقدم الجمع ويعارضه أيضا ما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن جابر … وقد ذهبت الشافعية إلى أنه أفضل من يوم النحر ولا يخفى أن حديث الباب ليس فيه إلا أن يوم النحر أعظم وكونه أعظم وإن كان مستلزما لكونه أفضل لكنه ليس كالتصريح بالأفضلية كما في حديث جابر إذ لا شك أن الدلالة المطابقية أقوى من الالتزامية فإن أمكن الجمع بحمل أعظمية يوم النحر على غير الأفضلية فذاك وإلا يمكن فدلالة حديث جابر على أفضلية يوم عرفة أقوى من دلالة حديث عبد الله بن قرط على أفضلية يوم النحر.
-قال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله وفيه أي في الحديث دليل على أن يوم النحر أفضل الأيام وذهبت جماعة من العلماء إلى أن يوم الجمعة أفضل الأيام واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة وهو حديث صحيح رواه بن حبان وغيره
وفصل النزاع أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ويوم النحر أفضل أيام العام فيوم النحر مفضل على الأيام كلها التي فيها الجمعة وغيرها ويوم الجمعة مفضل على أيام الأسبوع
فإن اجتمعا في يوم تظاهرت الفضيلتان وإن تباينا فيوم النحر أفضل وأعظم لهذا الحديث. (حاشية ابن القيم على عون المعبود، ج (5) / (128))
– مسالة: اجتماع يوم الجمعة و يوم عرفة فلهما مزايا كثيرة
قال ابن القيم – رحمه الله -:
والصواب: أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم عرفة ويوم النحر أفضل أيام العام، وكذلك ليلة القدر وليلة الجمعة، ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزية على سائر الأيام من وجوه متعددة:
قلت (سيف) ونقل صاحبنا نورس عن ابن القيم هنا عشرة أوجه فلتراجع في ” زاد المعاد ” (1/ 60 – 65) باختصار.
تنبيه: فالذي أميل اليه فهو في قلبي و لم أفصح به، فهذا راجع للشيخ وفقه
جمعه: أخوكم نورس الهاشمي
————–
جواب أحمد بن علي:
تنبيه: قال الألباني في الضعيفة: 207 – (باطل)
أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة
———
جواب سيف بن غدير النعيمي:
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية – رحمه الله – أَيُّهمَا أَفْضَلُ: يَوْمُ عَرَفَةَ أَوْ الْجُمْعَةِ، أَوْ الْفِطَرِ أَوْ النَّحْرِ؟
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَفْضَلُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ يَوْمُ الْجُمْعَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ، وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ؛ لِأَنَّ فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: ((أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)) لِأَنَّهُ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فِي مَذْهَبِ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: {يَوْمُ النَّحْرِ هُوَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}، وَفِيهِ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا لَا يُعْمَلُ فِي غَيْرِهِ: كَالْوُقُوفِ بمزدلفة، وَرَمْيِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَحْدَهَا، وَالنَّحْرِ وَالْحَلْقِ، وَطَوَافِ الْإِفَاضَةِ فَإِنَّ فِعْلَ هَذِهِ فِيهِ أَفْضَلُ بِالسُّنَّةِ وَاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ”.
مجموع فتاوى ابن تيمية (ج6/ص100).
وسئل – يعني ابن تيمية – عن يوم الجمعة، ويوم النحر، أيهما أفضل؟
فأجاب:
يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم النحر أفضل أيام العام.
مجموع الفتاوى
25/ 287 و 289
ونقل ابن القيم جواب ابن تيمية في البدائع 3/ 162
وقال: قال ابن القيم. وغير هذا الجواب لا يسلم صاحبه من الاعتراض الذي لا حيلة له في دفعه.
——-
جواب سيف بن دورة الكعبي:
إذا قلنا أن يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع بقي يوم عرفة ويوم النحر.
قال ابن القيم:
والصوابُ أن يومَ الحج الأكبر هو يومُ النَّحر، لقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ} [التوبة: 3] وثبت في “الصحيحين” أن أبا بكر وعلياً رضي الله عنهما أَذَّنَا بِذَلِكَ يَوْمَ النَّحْرِ، لاَ يَومَ عَرَفَةَ. وفي “سنن أبي داود” بأصح إسناد أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “يوم الْحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ”، وكذلك قال أبو هريرة، وجماعةٌ من الصحابة، ويومُ عرفة مقدِّمة ليوم النَّحر بين يديه، فإن فيه يكونُ الوقوفُ، والتضرعُ، والتوبةُ، والابتهالُ، والاستقالةُ، ثم يومَ النَّحر تكون الوفادةُ والزيارة، ولهذا سمي طوافُه طوافَ الزيارة، لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة، ثم أذن لهم ربُّهم يوم النَّحر في زيارته، والدخولِ عليه إلى بيته، ولهذا كان فيه ذبحُ القرابين، وحلقُ الرؤوس، ورميُ الجمار، ومعظمُ أفعال الحج، وعملُ يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم. انتهى
وحديث (يوم الحج الأكبر يوم النحر) الذي في سنن أبي داود صحيح وكذلك قال أبوهريرة وغير واحد من الصحابة
تنبيهات: مما يؤيد أن يوم عرفة يوم عيد حديث عقبة بن عامر: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب. وهو في الصحيح المسند
وحسن الألباني حديث أبي هريرة (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود: هو يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، ما طلعت شمس ولا غربت على أفضل من يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله شيئاً إلا استجاب له أو يستعيذه من شر إلا أعاذه منه) رواه الترمذي وفي موسى الربذي سيأتي الكلام عليه
نقل بعض لجان الفتوى أحاديث في فضائل الجمعة والنحر ومنها حديث رواه ابن ماجه وحسنه الألباني (إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم …. ) وقد تراجع الشيخ عن تحسينه بهذا التمام كما في الضعيفه 3726
والحديث ضعفه باحث بسبب اضطراب عبدالله بن محمد بن عقيل. وهي العلة التي ذكرها الشيخ الألباني ونقل ابن البخاري ذكر بعض الأسانيد إشارة لاضطراب عبدالله بن محمد بن عقيل.
وأحال الشيخ الألباني أنه إنما صح من الحديث ما أورده في صحيح أبي داود عن أوس بن أوس مرفوعا (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم … ) لكن أعله أبوحاتم كما في العلل. وفيه أيوب بن خالد لين.
ونقل عن ابن خزيمة أنه قال: قد اختلفوا في هذه اللفظة في قوله فيه خلق آدم إلى قوله: وفيه تقوم الساعة أهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبي هريرة عن كعب الأحبار؟
وقد خرجت هذه الأخبار في كتاب الكبير من جعل هذا الكلام رواية من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن جعله عن كعب الأحبار.
والقلب إلي رواية من جعل هذا الكلام عن أبي هريرة عن كعب أميل.
لأن محمد بن يحيى حدثنا قال: نا محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: خير يوم تطلع فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم … قال: قلت له: أشاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل شيء حدثناه كعب
هكذا رواه أبان بن يزيد العطار وشيبان بن عبدالرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير. ا ه
قال الباحث: فيه نظر ثم ذكر أنه ورد مرفوعا قال مالك عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنه قال: خرجت إلى الطور، فلقيت كعب الأحبار فحدثني من التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أن قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم … ) وهو في الصحيح المسند 182
وقد ذكره ابن حجر في نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين.
فقد روي من قول كعب الأحبار من طرق.
وفي التمييز لمسلم بسنده عن بكير بن الاشج قال: قال لنا بسر بن سعيد اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن كعب ثم يقوم، فأسمع من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن بقي عندنا الطريق التي أوردها الإمام مسلم خالية من العلة ولا نعلم ما في كتاب ابن خزيمة الكبير؛ لأنه مفقود.
أما حديث جابر عند ابن حبان (أن أفضل الأيام يوم عرفة) ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب، والضعيفة 679 بتدليس أبي الزبير، وهو حسن عند من يمشي تدليس أبي الزبير
أما حديث أبي هريرة (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود: هو يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، ما طلعت شمس ولا غربت على أفضل من يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها … ) وأن بعض أسانيده فيه موسى الربذي، وطريق إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن ابن أبي يحيى، قاله ابن المديني. خاصة أن ابن عدي والترمذي نصوا على تفرد الربذي به
وورد موقوفا على أبي هريرة كما في مسند أحمد 13/ 352 وصححه محققو المسند موقوفا وضعفوا المرفوع؛ لأن الذي رفعه علي بن زيد.
وقد ذكر له الشيخ الألباني طريق سالمة من العلة وهي طريق شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وعزاها لأحمد والنسائي لكن لفظه (ما تطلع الشمس بيوم ولا تغرب بأفضل أو أعظم من يوم الجمعة، وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة إلا هذان الثقلان من الجن والإنس، وعلى كل باب ملكان يكتبان الأول فالأول، كرجل قدم بدنة … فإذا قعد الإمام طويت الصحف) وصححه محققو المسند 15/ 553، ورواه النسائي من طريق ابن جريج عن العلاء بن عبدالرحمن عن إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة مرفوعا (لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة … ) به
أما حديث عبدالله بن قرط مرفوعا (إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القر) هو في الصحيح المسند 812 ونقلت في تعليقي عليه قول البيهقي والذهبي أنه حديث حسن
وللترجيح اقرأ ما نقله أصحابنا سابقاً