*مختلف الحديث رقم: (63)
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
كيف التوفيق بين حديث: «من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كانت كفارة لما بينها ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا» … [د] عن ابن عمرو.
(صحيح) صحيح أبي داود (374)، صحيح الترغيب (723): ابن خزيمة.
وبين الأحاديث التي فيها النهي عن التشبه بالنساء.
وحديث (طيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
احمد بن علي: مختلف الحديث رقم: (63)
قال النووي في شرح مسلم:
ويؤيده قوله ولو من طيب المرأة وهو المكروه للرجال وهو ما ظهر لونه وخفي ريحه فأباحه للرجل هنا للضرورة لعدم غيره وهذا يدل على تأكيده والله أعلم. أ هـ
قال ابن بطال في شرح البخاري:
فيه: عائشة، كنت أطيب النبى (صلى الله عليه وسلم) بأطيب ما أجد حتى أرى وبيص الطيب فى رأسه ولحيته. قال المؤلف: هذا يدل أن مواضع الطيب من الرجال مخالفة لمواضعة من النساء، وذلك أن عائشة ذكرت أنها كانت تجد وبيض الطيب فى رأس النبى عليه السلام ولحيته فدل ذلك أنها إنما كانت تجعل الطيب فى شعر راسه ولحيته لا من وجهه كما تفعل النساء فيخططن وجوههن بالطيب يتزين بذلك، وهذا لا يجوز للرجال. اهـ
جواب الشيخ عبدالمحسن العباد أثناء شرح سنن أبي داود:
السؤال: هل يجوز للرجل أن يتطيب من طيب امرأته؟
الجواب: يجوز، ولا يعد تشبهاً بالنساء، ولا شك أن طيب الرجال هو الذي ينبغي للرجل أن يستعملها. أ هـ
جواب لبعض لجان الفتوى عن استعمال الصندل؟
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج على الرجال في استخدام زيت الصندل ولا عبرة باستخدام النساء له، فإن الرجل يشرع له التطيب من طيب امرأته لما في صحيح مسلم 846مرفوعا: غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه ولو في طيب المرأة.
قال أحد الباحثين:
لعل المخرج من الإشكال أن يقال المراد الطيب المملوك لامرأته بشرط أن يكون من الأنواع المشتركة بين الرجال والنساء كالعود والمسك ونحوهما، لأن المرأة تتطيب بذلك في بيتها، ولم يكن عندهم سابقا كاليوم عطور نسائية وعطور رجالية بينها فروق في التصنيع والرائحة كاليوم، وليس المراد بطيب امرأته هنا الذي ظهر لونه وخفي ريحه، فهذا لا يستعمله الرجل لما فيه من التشبه، ولأن المطلوب هو تطييب رائحة الرجل إذا قصد الجمعة. اهـ
———–
جواب سيف بن دورة الكعبي:
مما ورد كذلك ما أخرجه أحمد 16398حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان عن رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم قال حق على كل مسلم يغتسل يوم الجمعه يتسوك ويمس من طيب إن كان لأهله.
وخالف سفيان الثوري فيه شعبه فأخرجه أحمد16397 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عن رجل من الأنصار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاث حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعه، والسواك،، وأن يمس من طيب إن وجد. وهو في الصحيح المسند 1487
والإمام أحمد ذكر رواية الثوري بعد رواية شعبة إشارة للخلاف، والمشهور عند الأئمة أن الثوري مقدم على شعبة.
وقد رواه يحيى بن أبي كثير واختلف عليه فرواه مرة عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث حق على المسلم يوم الجمعة: الغسل، والسواك، وأن يمس طيباً إن وجد)
وسؤال أبوزرعة وأبو حاتم عنه كما في العلل 595 فقالا: هذا خطأ؛ إنما هو: يحيى، عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان، عن رجل عن أبي سعيد، موقوف
قلت لهما: ممن الخطأ؟
قالا: من أيوب بن عتبة
وفي العلل 564 قال أبوزرعة: يقولون عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان، عن رجل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح.
ورواية يحيى تخالف رواية سعد بن إبراهيم فالله أعلم.
والحديث ورد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، رواه عنه أسامه بن زيد والراوي عن اسامه هو ابن وهب، وقيل إن رواية ابن وهب عنه صحيحه
والحديث في مسلم كما سبق في جواب صاحبنا أحمد بن علي، والتوجيه الأخير الذي ذكره وأن المقصود الطيب الذي هو ملك للمرأة جيد، ونقل باحث موافقة ابن عثيمين: قال الإضافة للملكية، وبعض العلماء أجاز وقال: من الذي يفرق بين طيب الرجال والنساء.
قلت: الآن اشتهرت بعض العطور أنها نسائية، وهو راجع للعرف.
وبوب البخاري باب تطييب المرأة زوجها بيديها
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 366):
(كأن فقه هذه الترجمة من جهة الإشارة إلى الحديث الوارد في الفرق بين طيب الرجل والمرأة وأن طيب الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه والمرأة بالعكس
فلو كان ذلك ثابتا لامتنعت المرأة من تطييب زوجها بطيبه لما يعلق بيديها وبدنها منه حالة تطييبها له وكان يكفيه أن يطيب نفسه
فاستدل المصنف بحديث عائشة المطابق للترجمة وقد تقدم مشروحا في الحج
وهو ظاهر فيما ترجم له
والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي وصححه الحاكم من حديث عمران بن حصين وله شاهد عن أبي موسى الأشعري عند الطبراني في الأوسط
ووجه التفرقه أن المرأة مأمورة بالاستتار حالة بروزها من منزلها والطيب الذي له رائحة لو شرع لها لكانت فيه زيادة في الفتنة بها وإذا كان الخبر ثابتا فالجمع بينه وبين حديث الباب أن لها مندوحة أن تغسل أثره إذا أرادت الخروج لأن منعها خاص بحالة الخروج والله أعلم) انتهى.
تنبيه: حديث (طيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه) ورد من حديث أنس وهو في الصحيح المسند 97، وانكره العقيلي على سعيد بن سليمان الواسطي وقال: لا يتابع عليه، وهذا يروى عن أبي عثمان النهدي من قوله.
قال باحث: الحديث أخرجه الترمذي عن رجل مجهول من الطفاوة عن أبي هريرة، وأخرج كذلك عن الحسن عن عمران ولم يسمع منه.