مختارات من المطالعات
جمع أحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—–‘——-‘——
نصيحة غالية من عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشباب. .
قال الصحابي الجليل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقبيصة بن جابر:
«يا قبيصة بن جابر، إني أراك شاب السن، فسيح الصدر، بين اللسان، وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيء، فيفسد الخلقُ السيء الأخلاقَ الحسنة، فإياك وعثرات الشباب».
وأصل القصة كما جاءت في: (عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير) – عند قوله تعالى: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [سورة المائدة 95].
روى ابن جرير عن قَبِيصة بن جابر قال: خرجنا حجاجاً، فكنا إذا صلينا الغداة اقتدنا رواحلنا نتماشى نتحدث، قال: فبينما نحن ذات غداة إذ سَنَحَ لنا ظبي – أو: بَرَح – فرماه رجل كان معنا بحجر، فما أخطأ حشاه فركب رَدْعه ميتاً ، قال: فَعَظَّمْنا عليه، فلما قدمنا مكة خرجت معه حتى أتينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقص عليه القصة، قال: وإذا إلى جنبه رجل كأن وجهه قُلْب فضة – يعني عبدالرحمن بن عوف – فالتفت عمر إلى صاحبه فكلمه، قال: ثم أقبل على الرجل فقال: أعمداً قتلته أم خطأ؟ فقال الرجل: لقد تعمدت رميه، وما أردت قتله. فقال عمر: ما أراك إلا قد أشركت بين العمد والخطأ، اعمد إلى شاة فاذبحها فتصدق بلحمها واستبق إهابها. قال: فقمنا من عنده، فقلت لصاحبي: أيها الرجل، عَظّم شعائر الله، فما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى سأل صاحبه! اعمد إلى ناقتك فانحرها، فلعل ذلك، يعني: أن يجزئ عنك. قال قبيصة: ولا أذكر الآية من سورة المائدة: {يحكم به ذوا عدل منكم} فبلغ عمر مقالتي، فلم يفجأنا منه إلا ومعه الدَّرَّة. قال: فعلا صاحبي ضرباً بالدرة: أقتلتَ في الحرم وسفَّهت الحكم؟! قال: ثم أقبل عليَّ فقلت: يا أمير المؤمنين، لا أحل لك اليوم شيئاً يحْرمُ عليك مني، فقال: يا قبيصة بن جابر، إني أراك شاب السن، فسيح الصدر، بين اللسان، وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيء، فيفسد الخلقُ السيء الأخلاقَ الحسنة، فإياك وعثرات الشباب [ ].
___________________
قال الشيخ أحمد شاكر: رواه الطبري (12588) وإسناده صحيح.
. قوله: ((إذا سنح لنا ظبي أو برح)):هما بفتح أولهما وثانيهما.
و ((سنح)):أتاك عن يسارك.
و ((برح)): أتاك عن يمينك.
. وقوله: ((فركب ردعه)): هو بفتح الراء وسكون الدال، اي: خر لوجهه على دمه وركبه، إذ الدم يسيل ثم يخر عليه صريعاً.
وهذا الحرف ثابت على الصواب في المخطوطتين هنا.
وفي المطبوعة ((فركب وودعه))! وهو تخليط.
. وقوله: ((قُلْب فضة)) – ((القلب)) بضم القاف وسكون اللام، وهو السوار الملوي ليا واحداً.
[ ]. وموعظة عمر لقبيصة في شأن الشباب، من أغلى المواعظ وأعلاها، وأبلغها عبارة. فما يفسد الشباب شيء مثل خلق سياء، يدمر ما كان حسنا من أخلاقه.
[عُمْدَة التَّفْسِيْر عَنْ الحَافِظِ ابْن كَثِيْر: (733 – 732/ 1)]
وفيه عدم التسرع في الفتيا والرجوع لأهله