ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة
عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا. [رواه أبو داود وصححه الألباني]
2)- وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول اللهﷺ: إن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، ولا ينهزه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة، ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، ويقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه.
(رواه أبوداود)
وفي رواية مسلم قال: ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، غفر له ما خلا من ذنبه. (مسلم)
3)- عن أبي أمامة عن النبي ﷺ، قال: من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة، فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة تامة.
[رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع :6556]
قال الشيخ الألباني في الحاشية: صلاة التطوع : تعنى صلاة الضحى كما في رواية أبي داود وغيره. انتهى كلامه.
4-) عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺقال: من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى،لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما، كتاب في عليين. رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني
(الشرح )
■-من مشى إلى صلاة (مكتوبة) من بيته إلى المسجد (في الجماعة) وإلى غيره إن أقيمت الجماعة في غيره. (فهي) أي الصلاة التي قصد إليها (كحجة) في أجرها.
وجاء في رواية أبي داود من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة: أي : توضأ وخرج إلى المسجد يريد أن يؤدي فريضة من الفرائض التي فرضها الله عليه وهي الصلوات الخمس يكون أجره كأجر الحاج المحرم الذي تلبس بلباس الحج، يعني: أن الله تعالى يثيبه مثل خروج الحاج المحرم، فهذا خرج ليؤدي صلاة مكتوبة والمحرم خرج ليؤدي عبادة عظيمة، فأجر هذا كأجر هذا، وفضل الله واسع.
■- ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي: أي الصلاة. (كعمرة) في أجرها (نافلة) ويحتمل عود الضميرين إلى المشية الدال عليها ذكر مشى، وفيه فضيلة الخروج إلى الجماعة، وأما النافلة فالأفضل في فعلها البيوت.
فيحتمل أن يراد: من مشى من مسجده إلى بيته لأداء النافلة فيه، ويحتمل من خرج من بيته إلى نافلة شرع فيها الجماعة في المساجد كالاستسقاء ونحوه.
وذكر في المرقاة على أنه ليس للمسجد ذكر في الحديث أصلا فالمعنى من خرج من بيته أو سوقه أو شغله متوجها إلى صلاة الضحى تاركا أشغال الدنيا.
وجاء رواية أبي داود: ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر)].
التسبيح هو صلاة النافلة، والمقصود بالضحى صلاة الضحى، يعني: أنه خرج ليؤديها، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة) وكل الصلوات هي في البيوت أفضل منها في المساجد إلا الفرائض؛ فإنه يجب أن تؤدى في المساجد.
وهنا ذكر صلاة النافلة أو الذهاب إلى النافلة فمن أهل العلم من قال: إن ذلك قد يكون فيه استثناء لتلك الصلاة بأنها تكون في المسجد ولها ذلك الفضل، ويمكن أن يقال: إنها إذا أديت في المسجد لها ذلك الفضل، ولكن ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة) يدل على أن من تمكن من أداء النافلة في المسجد ولكنه فعلها في البيت فإن صلاته في البيت تكون أفضل وأعظم أجرا من صلاته في المسجد.
ويمكن أن ذلك يتحقق في الذهاب إلى قباء، فكون من كان في المدينة يتوضأ في بيته ثم يذهب إلى قباء فيصلي فيه ركعتين يكون له كأجر عمرة، كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
■-قوله: وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين.
يعني: أنه يرفع شأنه عند الله عز وجل، وترفع درجته عند الله عز وجل ما دام أنه صلى صلاة على إثر صلاة وكان ما بينهما خاليا من اللغو، وليس فيه إلا ذكر الله عز وجل، ولا يأتي بسيئات وبكلام سيئ ولغو بين تلك الصلاتين، فمن كان كذلك فإن هذا في أعلى الدرجات وفي أعلى المنازل، ويكتب الله ذلك له ويثبته عنده.
■- الفوائد:
1- فيه فضل الذهاب إلى المساجد
2- فضل متابعة الذهاب إلى المساجد
3- فضل السلامة من اللغو ومن الكلام السيئ بين الصلوات
4- أن الإنسان إذا أدى الصلوات الخمس وحفظ لسانه فيما بين كل صلاة وصلاة، أنه على خير، ولا شك أن ذلك يرفع شأنه ودرجته عند الله عز وجل.
📚المراجع :
التنوير للصنعاني
التيسير شرح الجامع الصغير للمناوي
شرح سنن أبي داود للعباد
📝جمعه :سعيد بن أحمد الجابري
واقرأ أيضا: من نام وفي يده غمر