لطائف التفسير:(وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ)
جمع سيف بن دورة الكعبي
وشارك عبدالله الديني
وبالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
——–‘——-‘——-
لطيفة:
(وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ)
[سورة الصافات 48]
في هذه الآية بيان أن المرأة الصالحة لا بد أن تقصر عينها على زوجها. وتشعره أنه أجمل انسان في حياتها. ولا تتنقصه في فحولته. ولا تمدن عينيها للرجال، وهذا أفضل للزوجين ليعف كل منهما الآخر
وفي قوله تعالى:
(فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) الرحمن/56، وقال: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) الرحمن/72.
إشارة لطيفة إلى حث نساء المؤمنين وحضهن على التزام بيوتهن والقرار فيها، وعدم الخروج منها إلا للحاجة.
——–
قوله تعالى: وعندهـم قاصرات الطرف فيه قولان: أحدهـما: أنهن نساء قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهـم. وأصل القصر: الحبس، قال ابن زيد: إن المرأة منهن لتقول لزوجها:
وعزة ربي ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك، فالحمد لله الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي.
والثاني: أنهن قد قصرن طرف الأزواج عن غيرهـن، لكمال حسنهن، سمعته من الشيخ أبي محمد بن الخشاب النحوي.
(زاد المسير)
وفي تفسير السعدي {فيهن قاصرات الطرف}
أي: قد قصرن طرفهن على أزواجهن، من حسنهم وجمالهم، وكمال محبتهن لهم، وقصرن أيضا طرف أزواجهن عليهن، من حسنهن وجمالهن ولذة وصالهن.
——-
قال القرطبي:
قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أي نساء قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم، قاله ابن عباس ومجاهد ومحمد بن كعب وغيرهم. عكرمة: قاصرات الطرف أي: محبوسات على أزواجهن. والتفسير الأول أبين ; لأنه ليس في الآية مقصورات، ولكن في موضع آخر ” مقصورات ” يأتي بيانه. و ” قاصرات ” مأخوذ من قولهم: قد اقتصر على كذا إذا اقتنع به وعدل عن غيره
قال ابن كثير:
وقوله: (وعندهم قاصرات الطرف) أي: عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن. كذا قال ابن عباس، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وقتادة، والسدي، وغيرهم.
قال تعالى (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) الرحمن/70.
قال ابن القيم:
ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خَيْرة وأصلها خَيّرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه.
” روضة المحبين ” (ص 243).
5. ووصفهن بالطهارة فقال: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة/25.
قال ابن القيم:
ووصفهن بالطهارة فقال: (ولهم فيها أزواج مطهرة) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم.
” روضة المحبين ” (ص 243، 244).
6. ووصفهن تعالى بأنهن قاصرات أطرافهن عن غير أزواجهن فقال: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) الرحمن/56، وقال: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) الرحمن/72.
قال ابن القيم:
ووصفهن بأنهن (مقصورات في الخيام) أي: ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن، بل قد قُصِرْن على أزواجهن، لا يخرجن من منازلهم، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم، ووصفهن سبحانه بأنهن (قاصرات الطرف) وهذه الصفة أكمل من الأولى، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره.
” روضة المحبين ” (ص 244).
وقال ابن القيم:
{فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56)}
وصفهن سبحانه بقصر في ثلاثة مواضع. أحدها: هذا.
والثاني: قوله تعالى في الصافات: {وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [37: 48].
والثالث: قوله تعالى في ص: {وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ} [38: 52].
وأجمع المفسرون كلهم على أن المعنى: أنهن قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يطمحن إلى غيرهم.
وقيل: قصرن طرف أزواجهن عليهن. فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن.
وهذا صحيح من جهة المعنى. وأما من جهة اللفظ: فقاصرات صفة مضافة إلى الفاعل لحسان الوجوه. وأصله قاصر طرفهن، أي ليس بطامح متعد.
قال آدم: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {قاصِراتُ الطَّرْفِ} قال: يقول قاصرات الطرف على أزواجهن، فلا يبغين غير أزواجهن.
وقال آدم: حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يردن غيرهم. واللّه ما هن متبرجات، ولا متطلعات.
وقال منصور عن مجاهد: قصرن أبصارهن وقلوبهن وأنفسهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم. وفي تفسير سعيد عن قتادة قال: قصرن أطرافهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم
انظر التفسير القيم لابن القيم
وقال ابن القيم في نونيته:
والناس قد قضوا مناسكهم وقد … حثوا ركائبهم إلى الأوطان
وحدت بهم همم لهم وعزائم … نحو المنازل أول الأزمان
رفعت لهم في السير أعلام الوصا … ل فشمّروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما مشرفا … ت مشرقات النور والبرهان
فتيمموا تلك الخيام فآنسوا … فيهن أقمارا بلا نقصان
من قاصرات الطرف لا تبغى سوى … محبوبها من سائر الشبان
قصرت عليه طرفها من حسنه … والطرف في ذا الوجه للنسوان
أو أنها قصرت عليه طرفه … من حسنها فالطرف للذكران
والأول المعهود من وضع الخطا … ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن
ولربما دلت إشارته على الثـ … ـاني فتلك إشارة لمعان
هذا وليس القاصرات كمن غدت … مقصورة فهما إذا صنفان
يا مطلق الطرف المعذب في الألى … جردن عن حسن وعن إحسان
لا تسبينّك صورة من تحتها … الداء الدوي تبوء بالخسران
قبحت خلائقها وقبح فعلها … شيطانة في صورة الإنسان
تنقاد للأنذال والأرذال هم … أكفاؤها من دون ذي الإحسان
ما ثم من دين ولا عقل ولا … خلق ولا خوف من الرحمان
وجمالها زور ومصنوع فإن … تركته لم تطمح لها العينان
طبعت على ترك الحفاظ فما لها … بوفاء حق البعل قط يدان
تنبيه: قال صاحبنا ابوصالح حازم:
يؤيد عدم جواز الطعن في فحولة الرجل:
ما في صحيح البخاري كتاب اللباس باب ثياب الخضر
5511 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ القُرَظِيُّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَخْضَرُ، فَشَكَتْ إِلَيْهَا وَأَرَتْهَا خُضْرَةً بِجِلْدِهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنِّسَاءُ يَنْصُرُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا يَلْقَى المُؤْمِنَاتُ؟ لَجِلْدُهَا أَشَدُّ خُضْرَةً مِنْ ثَوْبِهَا. قَالَ: وَسَمِعَ أَنَّهَا قَدْ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ، إِلَّا أَنَّ مَا مَعَهُ لَيْسَ بِأَغْنَى عَنِّي مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهَا، فَقَالَ: كَذَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَنْفُضُهَا نَفْضَ الأَدِيمِ، وَلَكِنَّهَا نَاشِزٌ، تُرِيدُ رِفَاعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنْ كَانَ ذَلِكِ لَمْ تَحِلِّي لَهُ، أَوْ: لَمْ تَصْلُحِي لَهُ حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ قَالَ: وَأَبْصَرَ مَعَهُ ابْنَيْنِ لَهُ، فَقَالَ: بَنُوكَ هَؤُلاَءِ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمِينَ مَا تَزْعُمِينَ، فَوَاللَّهِ، لَهُمْ أَشْبَهُ بِهِ مِنَ الغُرَابِ بِالْغُرَابِ
——
——
أما حث نساء المؤمنين وحضهن على التزام بيوتهن والقرار فيها، وعدم الخروج منها إلا للحاجة.
فقد وصف الله تعالى نساء أهل الجنة بأنهن قاصرات أطرافهن عن غير أزواجهن، فقال: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) الرحمن/56، وقال: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) الرحمن/72.
قال ابن القيم رحمه الله:
” ووصفهن بأنهن (مقصورات في الخيام) أي: ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن، بل قد قُصِرْن على أزواجهن، لا يخرجن من منازلهم، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم، ووصفهن سبحانه بأنهن (قاصرات الطرف) وهذه الصفة أكمل من الأولى، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها، من محبتها له ورضاها به، فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره ” انتهى من ” روضة المحبين ” (ص 244).
وانظر إجابة السؤال رقم: (60188)، وإجابة السؤال رقم: (96619).
ثانيا:
في هاتين الآيتين إشارة لطيفة إلى حث نساء المؤمنين وحضهن على التزام بيوتهن والقرار فيها، وعدم الخروج منها إلا للحاجة.
ولاشك أن الله تعالى منّ على الحور العين بأحسن الأوصاف الخَلقية والخُلقية وأكملها، ومن ذلك: كونهن مقصورات في خيامهن لا يخرجن منها، وهذا من تمام كونهن مقصورات على أزواجهن، لا حظ لأحد فيهن إلا أزواجهن، فقصرت الواحدة منهن طرفها على زوجها، وامتنعت الأعين أن تراها.
وهذا لو تم لنساء أهل الدنيا لما وقعت فتنة، فكلما استقرت المرأة في بيتها ولم تخرج؛ انحسرت الفتنة وقل وجودها، فإن فتنة النساء من أعظم ما ابتلي به الرجال. وقد روى الترمذي (1173) وصححه عن ابن مسعود عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (المَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
قال الشنقيطي رحمه الله:
” اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَيْهِنَّ – يعني الحور العين – بِنَوْعَيْنِ مِنْ أَنْوَاعِ الْقَصْرِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ، وَالطَّرْفُ الْعَيْنُ، وَمَعْنَى كَوْنِهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ هُوَ مَا قَدَّمْنَا، مِنْ أَنَّهُنَّ لَا يَنْظُرْنَ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ، بِخِلَافِ نِسَاءِ الدُّنْيَا.
وَالثَّانِي مِنْ نَوْعَيِ الْقَصْرِ: كَوْنُهُنَّ مَقْصُورَاتٍ فِي خِيَامِهِنَّ، لَا يَخْرُجْنَ مِنْهَا ; كَمَا قَالَ تَعَالَى لِأَزْوَاجِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، وَكَوْنُ الْمَرْأَةِ مَقْصُورَةٌ فِي بَيْتِهَا لَا تَخْرُجُ مِنْهُ مِنْ صِفَاتِهَا الْجَمِيلَةِ، وَذَلِكَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
مَنْ كَانَ حَرْبًا لِلنِّسَاءِ ** فَإِنَّنِي سِلْمٌ لَهُنَّهْ
فَإِذَا عَثَرْنَ دَعَوْنَنِي ** وَإِذَا عَثَرْتُ دَعُوتُهُنَّهْ
وَإِذَا بَرَزْنَ لِمَحْفِلٍ ** فَقِصَارُهُنَّ مِلَاحُهُنَّهْ
فَقَوْلُهُ: قِصَارُهُنَّ، يَعْنِي: الْمَقْصُورَاتِ مِنْهُنَّ فِي بُيُوتِهِنَّ اللَّاتِي لَا يَخْرُجْنَ إِلَّا نَادِرًا، كَمَا أَوْضَحَ ذَلِكَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي قَوْلِهِ:
وَأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ ** إِلَيَّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ الْقَصَائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الْحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ ** قِصَارَ الْخُطَا، شَرُّ النِّسَاءِ الْبَحَاتِرُ
وَالْحِجَالُ: جَمْعُ حَجْلَةٍ، وَهِيَ الْبَيْتُ الَّذِي يُزَيَّنُ لِلْعَرُوسِ، فَمَعْنَى قَصِيرَاتِ الْحِجَالِ: الْمَقْصُورَاتِ فِي حِجَالِهِنَّ ” انتهى من ” أضواء البيان ” (6/ 313 – 314).
وينظر: ” غذاء الألباب ” للسفاريني (2/ 422 – 423).
—–
ويقوي أنها خصت لزوجها قوله تعالى (وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) [الواقعة:22 – 23].
قال السعدي:
(كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي: كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن بوجه، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت. فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر ” انتهى.
” تفسير السعدي ” (ص 991).
وقوله تعالى (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن:58].
قال الطبري رحمه الله:
” قال ابن زيد في قوله (كأنهن الياقوت والمرجان): كأنهن الياقوت في الصفاء , والمرجان في البياض، الصفاء صفاء الياقوتة، والبياض بياض اللؤلؤ ” انتهى.