130 ، 131 ، 132 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب الحياء في العلم وقال مجاهد لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر وقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين
130 – حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها
131 – حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم حدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البادية ووقع في نفسي أنها النخلة قال عبد الله فاستحييت فقالوا يا رسول الله أخبرنا بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة قال عبد الله فحدثت أبي بما وقع في نفسي فقال لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا
فوائد الباب:
1- قوله (الحياء في العلم) وقد ترجمه النسائي في السنن الكبرى بذلك. أي إياك أن يثنيك الحياء عن طلب العلم والأحاديث والآثار التي ذكرها تدعم هذا المعنى.
2- قوله (قال مجاهد لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر) وصله أبو نعيم في حلية الأولياء والبيهقي في المدخل إلى السنن 313 والخطيب في الفقيه والمتفقه 1004 والحافظ ابن حجر في تغليق التعليق من طريق منصور وابن أبي نجيح عن مجاهد «إن هذا العلم لا يتعلمه مستح ولا متكبر».
تنبيه : وقع عند أبي نعيم في الحلية ” مسعر” بدلا من منصور وهو تصحيف، وأخرجه الدارمي في سننه 570 من طريق جرير، عن رجل: عن مجاهد به. أي أن الكبر والحياء المذموم مانع من تعلم العلم.
3- قوله (وقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين) وصله مسلم 332 وأبو داود 316 وابن ماجه 642 من طريق إبراهيم بن المهاجر، قال: سمعت صفية، تحدث عن عائشة، أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض؟ فقال: «تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها، فتطهر فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها» فقالت أسماء: وكيف تطهر بها؟ فقال: «سبحان الله، تطهرين بها» فقالت عائشة: كأنها تخفي ذلك تتبعين أثر الدم، وسألته عن غسل الجنابة؟ فقال: «تأخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء» فقالت عائشة: ” نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. وأصله عند البخاري 315 و316 من طريق منصور بن صفية عن أمه به نحوه وليس فيه موضع الشاهد. وهو واضح الدلالة.
4- وفي حديث عائشة المذكور فائدة أيضا وهي أن الناس تتفاوت في بيئتها ومع ذلك يمكن التعلم والتعليم فالمرأة إذا كفتها أختها الإفهام في المسائل المحرجة فلا حاجة لها لسؤال الرجال. وفيه شدة حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كفته أم المؤمنين عائشة فأخذت المرأة وأوضحت لها.
5- حديث أم سلمة أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه، وعلقه أبو داود في سننه عن هشام بن عروة به ولم يسق لفظه.
6- أراد البخاري بهذا الباب ليبين أن الحياء المانع من طلب العلم مذموم. قاله ابن بطال في شرحه.
7- وأما إذا كان الحياء على جهة التوقير والإجلال فهو حسن قاله ابن بطال.
8- قولها (إن الله لا يستحيي من الحق) كأنها استحضرت قول الله تعالى (وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقّ) الآية 53 من سورة الأحزاب
9- قوله (تربت يمينك)
هى كلمة تقولها العرب ولا تريد وقوع الفقر فيمن تخاطبه بها إذا لم يكن أهلا لذلك قاله ابن بطال
«شرح صحيح البخارى لابن بطال» (1/ 210)
10- قوله: (فبم يشبهها ولدها) يعنى إذا غلب ماء المرأة ماء الرجل أشبهها الولد، وكذلك إذا غلب ماء الرجل أشبهه الولد، ومن كان منه إنزال الماء عند الجماع أمكن منه إنزال الماء عند الاحتلام. قاله ابن بطال.
11- قوله (عن زينب ابنة أم سلمة) وتنسب إلى الأم التي هي أم المؤمنين بيانا لشرفها لأنها ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
12- قولها (إن الله لا يستحيي من الحق) قدمت أم سليم هذا القول بسطا لعذرها في ذكر ما تستحيي النساء من ذكره. قاله ابن الملقن في التوضيح.
13- فضحت النساء، أي: كشفت من أسرارهن ما يكنه من الحاجة إلى الرجال، ورؤية الاحتلام.
14- فيه أن الحياء لا يمنع من طلب الحق. قاله ابن الملقن.
15- فائدة: جاء عن جماعة من الصحابيات أنهن سألن كسؤال أم سليم، منهن خولة بنت حكيم، أخرجه ابن ماجه وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وبسرة ذكره ابن أبي شيبة، وسهلة بنت سهيل رواه الطبراني في “الأوسط” وفي إسناده ابن لهيعة قاله ابن الملقن في التوضيح.
16- حديث ابن عمر رضي الله عنهما سبق إيراده في ثلاثة أبواب من كتاب العلم أولها الباب الرابع باب قول المحدث حدثنا.
17- وفيه: حرص الرجل على ظهور ابنه في العلم على من هو أكبر سنا منه. قاله ابن الملقن.
18- فيه: أن الابن العالم الموفق أفضل مكاسب الدنيا؛ لقوله: (لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا).
19- قوله ( قال عبد الله فاستحييت ) هذا هو الشاهد ،وكان يمكنه إذا استحى إجلالا لمن هو أكبر منه أن يذكر ذلك لغيره سرا ليخبر به عنه فجمع بين المصلحتين ولهذا عقبه المصنف بباب من استحى فأمر غيره بالسؤال قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
20- عن أبي إسحاق، قال: قال علي : كلمات لو رحلتم المطي فيهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن : لا يرج عبد إلا ربه ، ولا يخف إلا ذنبه ، ولا يستحيي من لا يعلم أن يتعلم ، ولا يستحيي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : الله أعلم ، واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 35645 حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس به فيه أبو إسحق السبيعي مدلس وقد اختلط
تابعه الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قال لي علي، رضي الله عنه به نحوه أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الحكم به في آخر المصنف 21031 ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان 9267 وابن عبد البر في جامع بيان العلم /282-283/5471 فيه الحكم بن أبان صدوق له أوهام قاله الحافظ فحديثه حسن ما لم يخالف، وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، قال: قال علي بن أبي طالب به
=========
باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال
132 – حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن علي قال كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال فيه الوضوء
فوائد الباب:
1- قوله (باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال) أي لا يعدم وسيلة في طلب العلم والحصول عليه .
2- حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وعلقه أبو داود في سننه.
3- قول علي ( كنت رجلا مذاء) زاد البخاري من طريق جرير ” فاستحييت” وهذا موضع الشاهد وجرى البخاري على عادته أحيانا لشحذ الهمم.
4- وعند مسلم من طرق عن الأعمش ” لمكان ابنته”.
5- وهذا جمع بين الحياء وبين طلب العلم، وهذا هو الحياء المحمود والأدب المطلوب.
6 – قال ابن بطال:
ففيه: الحياء من الأصهار فى ذكر أمور الجماع وشبهه.
وفيه: قبول خبر الواحد.
«شرح صحيح البخارى لابن بطال» (1/ 212)
7- فيه باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر قاله البخاري.
8- فيه باب غسل المذي والوضوء منه قاله البخاري.
9 – قال النووي:
وفيه جواز الاستنابة في الاستفتاء
وفيه استحباب حسن العشرة مع الأصهار وأن الزوج يستحب له أن لا يذكر بجماع النساء والاستمتاع بهن بحضرة أبيها وأخيها وابنها وغيرهم من أقاربها
«شرح النووي على مسلم» (3/ 213)
10 – قوله (حدثنا عبد الله بن داود) تابعه جرير عند البخاري 178
تابعه وكيع عند مسلم 303 تابعه أبو معاوية عند مسلم 303 تابعه هشيم عند مسلم 303 تابعه شعبة عند مسلم 303 وعلقه البخاري في صحيحه178 .
11- قوله (عن الأعمش) وعند مسلم 303 من طريق شعبة ” أخبرني سليمان” هو الأعمش.
12- قوله ( عن منذر الثوري) وعند مسلم 303 ” سمعت منذرا”.