1316 . 1317 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
———‘——–‘——–
صحيح البخاري
كتاب الجنائز
باب قول الميت وهو على الجنازة قدموني
1316 – حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق
——-‘——‘——
مشاركة أبي صالح حازم :
فوائد الباب:
1- قوله (قول الميت وهو على الجنازة قدموني) أي على سرير الجنازة كما تقدم في حديث أبي هريرة.
2- إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ الْجِنَازَةِ بَعْدَ الْمُعَايَنَةِ. قاله البيهقي في إثبات عذاب القبر.
3- فيه أن المسلم والكافر يعرفان ما يحل بهما بعد من ثواب أو عقاب قبل أن يدخلا في حفرتهما. قاله ابن حبان في صحيحه.
4- إن ابتداء العرض إنما يكون عند حمل الجنازة لأنها حينئذ يظهر لها ما تؤول إليه فتقول ما تقول قاله الحافظ في الفتح.
5- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أخرجه البخاري والنسائي.وقد سبق قبل باب .
6- وإنما منعت الجن سماع هذِه الصيحة – يقصد صيحة التعذيب في القبر- ، ولم تمنع سماع كلام الميت إذا حمل وقال: قدموني، قدموني. كما سلف؛ لأن كلام الميت حين يحمل إلى قبره فيه حكم الدنيا، وليس فيه شيء من الجزاء والعقوبة؛ لأن الجزاء لا يكون إلا في الآخرة، وإنما كلامه اعتبار لمن سمعه وموعظة فأسمعها الله الجن؛ لأنه جعل فيهم قوة يثبتون بها عند سماعه، ولا يصعقون، بخلاف الإنسان الذي كان يصعق لو سمعه قاله ابن الملقن في التوضيح.
7- وإنما يتكلم روح الجنازة ، لأن الجنازة لا تتكلم بعد خروج الروح منها إلا أن يرده الله فيها ، فإنما يسمع الروح من هو مثله ويجانسه ، وهم الملائكة والجن ، والله أعلم قاله ابن بطال في شرحه.
8- تقول (الروح) قدمونى قدمونى أو إلى أين تذهبون بى ولا يسمع الناس ذلك قاله ابن القيم في كتاب الروح وبنحوه في تحفة المودود . وأشار شيخ الإسلام إلى نوع اتصال للروح مع البدن قال وليس هو الكلام بتحريك اللسان.
9- فائدة في سماع الموتى : جعل ابن الهمام الحنفي رحمه الله تعالى الأَصْل هو النَّفّي، وكلَّ مَوْضِع ثبت فيه السَّماعُ جَعَله مستثنًى ومقتصِرًا على المَوْرد. نقله الكشميري في فيض الباري.
وهذه فائدة زائدة استطرادا ذكرت
في سماع الموتى للأحياء
ونصره العلامة الألباني في تحقيقه لكتاب الآيات البينات في عدم سماع الموتى علو مذهب الحنفية السادات
——
مشاركة ناصر الريسي :
فوائد الباب:
. فيه مشروعية المسارعة بالجنازة، والبدار بها، وعدم حبسها بين أظهر أهلها؛ لأنها إما أن تكون صالحة، فخيرٌ تُقدم إليه إلى روضة من رياض الجنة، وإلى خير عظيم، والراحة من الدنيا وشرها، وإن تك غير صالحة فإبعاد لها عن الأهل، وشرٌّ يوضع عن الرقاب، رقاب الحاملين لها.
. فيه وجوب الاستعداد للآخرة، والحذر من هذا الموقف العظيم، فإن الأجل يهجم على غِرَّة، فينبغي للمؤمن أن يستعد لهذا اليوم، وأن يحرص على الاستقامة على طاعة اللَّه، ولزوم التوبة من معاصيه وتقصيره، حتى إذا هجم الأجل فإذا هو على خير حال/ قاله الشيخ ابن باز رحمه الله
—–.
مشاركة أحمد بن علي :
باب قول الميت وهو على الجنازة قدموني
قال العثيمين في شرح رياض الصالحين:
– يستفاد من هذا الحديث أنه يسن الإسراع بالجنازة وألا تؤخر وما يفعله بعض الناس اليوم إذا مات الميت قالوا انتظروا حتى يقدم أهله من كل فج وبعضهم ربما كان في أوربا أو في أمريكا وربما طال ذلك يوما أو يومين فهذا جناية على الميت وعصيان لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أسرعوا بالجنازة ، أهله إذا جاءوا وقد دفن يصلون على قبره الأمر واسع والحمد لله .
– يستفاد منه أنه ينبغي أن يعبر عن الألفاظ السيئة بما يدل عليها كما في قوله وإن تك سوى ذلك .
– يسمعه كل شيء إلا الإنسان لا يسمعه نعمة من الله عز وجل لأننا لو سمعنا ما يقوله الأموات على نعوشهم لانزعجنا لكن الله أخفاه عنا لكن تسمعه الدواب يسمعه كل شيء … ومن نعمة الله سبحانه وتعالى أن أخفاه علينا ولو علمنا بذلك ما تدافنا أبدا لكن الله يخفيه . اهـ
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى وذكر فوائد سبق ذكرها ومن ذلك :
– ومنها: لطف اللَّه تعالى بالإنسان، حيث لم يُسمعه كلام الموتى .
– ومنها: أن ما بعد الموت، من جملة أمور الآخرة التي لا يُوصَل إلى معرفتها إلا عن طريق الوحي، فلا مدخل للعقل فيها، فلا يقاس بعض أمورها على بعض، بل يُقتصر فيها على ما ورد عن الشارع الحكيم. اهـ
——–
مشاركة سيف بن دورة الكعبي :
تتداول المواقع :
أن رجلا ملحدا سمع اصوات معذبين عن طريق الحفر في سيبيريا ووضع أجهزة تسجيل خاصة ، وهذا الاصوات مرعبة جدا ، كما سمعوها في الشريط .
بعيدا عن صحة القصة أو كذبها
هل يمكن سماع التعذيب الأموات :
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى : ( كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره ، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعا في قبره ، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك ببدنه ويمشى ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمور ) مجموع الفتاوى 5/526
ــــــ
ومما يدل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ، هذا الأثر :
عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا ، وإلى جانب الحي مقبرة ، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر ، فخرج رجل راسه راس الحمار ، وجسده جسد إنسان ، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر ، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا ، فقالت امرأة : ترى تلك العجوز ؟ قلت : ما لها ؟ قالت : تلك أم هذا . قلت : وما كان قصته ؟ كان يشرب الخمر ، فإذا راح تقول له أمه : يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر ؟ ! فيقول لها : إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار ! قالت : فمات بعد العصر . قالت : فهو ينشق عنه القبر بعد العصر ، كل يوم فينهق ثلاث نهقات ، ثم ينطبق عليه القبر ) رواه الاصبهاني وغيره ، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه . صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/665
ــــــــــــــ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الموتى يسمعون الخطاب ، ويصل إليهم الثواب ، ويعذبون بالنياحة، بل وما لم يسأل عنه السائل من عقابهم في قبورهم وغير ذلك، فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة (مجموع الفتاوى 24/376).
وقال ابن القيم: رؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن تقع أحياناً لمن شاء الله أن يريه ذلك (الروح 187).
وقال: وقدرة الرب أوسع وأعجب من ذلك، وقد أرانا من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علماً إلا من وفقه الله تعالى وعصمه (الروح 186).
وقال : وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع لها الكتاب مما أراه الله سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعيمه عياناً … وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه (الروح 195 196).
وذكر ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية نفس كلام ابن القيم مؤيداً له (شرح العقيدة الطحاوية 401).
قال الشيخ أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في الرد على البكري (1/95) : ” [ قال المعترض : ] فإنَّ الأنبياء والأولياء يسمعون خطاب الغائب البعيد ، ويسمع أحدهم خطاب الناس البعيدين له .
[ فردَّ عليه الشيخ قائلاً : ] قلنا : هذا محال في العادة المعروفة .
وإذا وقع ذلك في بعض الصور كان من باب خرق العادة .
والعادة قد تخرق بأن يسمع الأدنى خطاب الأعلى ، كما سمع سارية خطاب عمر : ( يا سارية الجبل .. يا سارية الجبل ! ) .
ويجوز خرق العادة بالعكس .
لكن .. إثبات هذا في حق معين لا يكون إلاَّ بحجَّةٍ تدلُّ على وقوع ذلك في حقه ” .
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ( وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة) الفتاوى 4/296
وقال أيضا: (فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة) مجموع الفتاوى 24/376
وقال أيضا: (وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب) مجموع الفتاوى 5/526
وقال ابن القيم: (رؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن تقع أحياناً لمن شاء الله أن يريه ذلك) الروح 187
وقال : (وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع لها الكتاب مما أراه الله سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعيمه عياناً ) الروح 195 -196
وقال ابن رجب: (قد كشف الله تعالى لمن شاء من عباده من عذاب أهل القبر ونعيمه، وقد وقع بعض ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ووقع بعده كثيراً) أهوال القبور 82
وأما حديث: لولا أن لا تدافنوا فيمكن – والله أعلم – حمله على أحد محملين: إما أن يقال: إن المنفي في الحديث السماع والمشاهدة العامة التي تحصل للناس جميعا حتى يكون الأمر بمثابة الأمور المشاهدة العادية، وهذا لا يرد فيما لو حصل ذلك لأفراد أحيانا، وهذا ما وجه به ابن القيم رحمه الله حيث قال: (فإذا شاء الله سبحانه أن يطلع على ذلك بعض عبيده أطلعه وغيبه عن غيره؛ إذ لو أطلع عليه العباد كلهم لزالت كلمة التكليف والإيمان بالغيب ولما تدافن الناس، كما في الصحيحين … ) الروح 187
ويمكن أن يقال: إن المنفي هو السماع الذي يحصل للنبي صلى الله عليه وسلم لقوله: (الذي أسمع منه) وهو ولا يشك يطلع على أحوال وأمور عظيمة لا يحتملها الناس، وأما ما قد يقع لبعض الناس من الاطلاع على بعض تلك الأحوال فهي دون ما يسمعه عليه الصلاة والسلام، والله تعالى أعلم.
منقول من حوار في بعض المواقع
——-
بعض الباحثين رأى أن الأدلة صريحة في عدم السماع من ذلك :
صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال (من يعرف أصحاب هذه الأقبر) فقال رجل أنا قال (فمتى مات هؤلاء) قال ماتوا في الإشراك فقال
( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها
فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه….).
—
وحديث الباب :
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج: 3 ص: 185
قوله ( لصعق ) أي لغشى عليه من شدة ما يسمعه
وربما أطلق ذلك على الموت والضمير في يسمعه راجع إلى دعائه بالويل أي يصيح بصوت منكر لو سمعه الإنسان لغشى عليه
قال ابن بزيزة هو مختص بالميت الذي هو غير صالح وأما الصالح فمن شأنه اللطف والرفق في كلامه فلا يناسب الصعق من سماع كلامه انتهى
ويحتمل أن يحصل الصعق من سماع كلام الصالح مألوف
وقد روى أبو القاسم بن مندة هذا الحديث في كتاب الأهوال بلفظ (لو سمعه الإنسان لصعق من المحسن والمسيء)
فإن كان المراد به المفعول دل على وجود الصعق ثم سماع كلام الصالح أيضا
قلت سيف بن دورة : أبو القاسم هو عبدالرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده ابن الإمام له ترجمه في السير يروي الغث والسمين .
وفي الغالب أن هذه الزيادة من غثه .
تتمة كلام ابن حجر :
وقد استشكل هذا مع ما ورد في حديث السؤال في القبر (فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء الا الثقلين )
والجامع بينهما الميت والصعق
والأول استثنى فيه الإنس فقط والثاني استثنى فيه الجن والإنس والجواب أن كلام الميت بما ذكر لا يقتضي وجود الصعق وهو الفزع إلا من الآدمي لكونه لم يألف سماع كلام الميت بخلاف الجن في ذلك .
وأما الصيحة التي يصيحها المضروب فإنها غير مألوفة للإنس والجن جميعا لكون سببها عذاب الله ولا شيء أشد منه على كل مكلف فاشترك فيه الجن والإنس والله أعلم
واستدل به على أن كلام الميت يسمعه كل حيوان ناطق وغير ناطق لكن قال ابن بطال هو عام أريد به الخصوص وأن المعنى يسمعه من له عقل كالملائكة والجن والإنس لأن المتكلم روح وإنما يسمع الروح من هو روح مثله وتعقب بمنع الملازمة إذ لا ضرورة إلى التخصيص بل لا يستثنى الا الإنسان كما هو ظاهر الخبر وإنما اختص الإنسان بذلك إبقاء عليه وبأنه لا مانع من انطاق الله الجسد بغير روح كما تقدم والله تعالى أعلم ) انتهى.
—
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ….
وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت
ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين)
أخرجه البخاري(1338) ومسلم(2870)
قال الحافظ في الفتح(3/240) :
(يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين)
وهذا يدخل فيه الحيوان والجماد لكن يمكن أن يخص منه الجماد
ويؤيده أن في حديث أبي هريرة عند البزار (يسمعه كل دابة الا الثقلين ) .والمراد بالثقلين الإنس والجن قيل لهم ذلك لأنهم كالثقل على وجه الأرض
قال المهلب الحكمة في أن الله يسمع الجن قول الميت قدموني ولا يسمعهم صوته إذا عذب بان كلامه قبل الدفن متعلق بأحكام الدنيا وصوته إذا عذب في القبر متعلق بأحكام الآخرة
وقد أخفى الله على المكلفين أحوال الآخرة الا من شاء الله إبقاء عليهم كما تقدم) انتهى
فهذه الأحاديث تدل على أن السماع مخصوص بالرسل معجزة لهم وفي حالات معينة .
لكن مع نقل الأئمة قد يستثنى من ذلك بعض الناس في حالات ويخفف الله أصوات المعذبين. لكي لا يصعق السامع.
تنبيه : ذكر صاحبنا الشحي سند قصة الرجل الذي يخرج من قبره فينعق :
فقال اللالكائي : هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي أبو القاسم.
أنا محمد بن أحمد الطوسي، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، بالسافرية، قال: نا محمد بن عبد العزيز الواسطي، قال: نا شهاب بن خراش الحوشبي، عن عمه العوام بن حوشب، قال: ” نزلت مرة حيا وإلى جانب الحي مقبرة، فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس حمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات، ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا، وقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا، قال: وما كان قصته؟ قالت: كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله، إلى متى تشرب هذا الخمر؟ قال: فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار، قالت: فمات بعد العصر، قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر ” شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 6/1218
قلت سيف بن دورة : أخرجه في : سياق ما روي بما أرى الله أو أسمع من عذاب القبر في الصحابة والتابعين ومن بعدهم ليزدادوا إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون
ثم ذكر مشاهدة عبدالله بن عمر لرجل يعذب ورد في رواية أنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لكن ضعفها المحقق . ولم يدرس الآثار
وورد باسنادين آخرين ذكر مشاهدة عبدالله بن عمر فقط
الإسناد الأول محمد بن إبراهيم الصوري قال الذهبي في الميزان حدث بحديث باطل وكان غاليا في التشيع .
و الإسناد الثاني فيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال أحمد بن حنبل : منكر الحديث . وقال ابوزرعة واهي الحديث. قال البخاري : فيه نظر .
وأثر ابن عباس حيث سأله رجل عن صاحب لهم حفروا له فإذا الأسود قد أخذ اللحد قال فحفرنا آخر فإذا الأسود أخذ باللحد …. فقال ابن عباس ذاك عمله الذي كان يعمل اذهبوا فادفنوه قي بعضها والله لو حفرتم له الأرض وجدتم ذلك . فاتينا امرأته فسالناها فقالت : كان رجل يبيع الطعام فياخذ قوت أهله كل يوم فينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه ويخلطه في طعامه مكان ما كان يأخذه . أخرجه اللالكائي والبيهقي وعزاه باحث كذلك لجزء الحفار وحسن إسنادها .
ولم يستغرب ابن عباس هذا الخبر ولم ينكره.
ثم ذكر اللالكائي ستة قصص أخرى وذكر قصة هذا الرجل الذي ينهق .
ومما ورد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره لي أبوصالح حازم في الرجل الذي لفظته الأرض :
في الرجل الذي رآه أبو طلحة وقد لفظته الأرض ففي الحديث :
كان رجُلٌ يكتُبُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان قد قرَأ البقرةَ وآلَ عِمرانَ عُدَّ فينا ذو شأنٍ وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُمِلُّ عليه { غَفُورًا رَحِيمًا } فيكتُبُ: ( عَفُوًّا غَفُورًا ) فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اكتُبْ ) ويُملي عليه { عَلِيمًا حَكِيمًا } فيكتُبُ: ( سَمِيعًا بَصِيرًا ) فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اكتُبْ أيَّهما شِئْتَ ) قال : فارتدَّ عنِ الإسلامِ فلحِق بالمُشرِكينَ فقال : أنا أعلَمُكم بمُحمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ـ إنْ كُنْتُ لَأكتُبُ ما شِئْتُ فمات فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( إنَّ الأرضَ لنْ تقبَلَه ) قال : فقال أبو طَلحةَ : فأتَيْتُ تلكَ الأرضَ الَّتي مات فيها وقد علِمْتُ أنَّ الَّذي قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما قال فوجَدْتُه مَنبوذًا فقُلْتُ : ما شأنُ هذا ؟ فقالوا : دفَنَّاه فلَمْ تقبَلْه الأرضُ .
أخرجه أحمد 12216 ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن أنس به و ابن حبان – وقال الالباني صحيح : 744 .
فهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند ( قسم الزيادات على الصحيحين )
وقال محققو المسند إسناد صحيح على شرط الشيخين. وعامة الروايات في هذا الحديث مطلقة غير مقيدة وليس فيها أنه كان يكتب الوحي وقد ذهب الطحاوي إلى أنه كان يكتب الرسائل يبعث بها النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه الناس إلى الإسلام .
قال أصحابنا عبدالله البلوشي أبو عيسى ومصطفى الموريتاني :
وهو في الصحيحين ولفظه :
صحيح البخاري
3452 حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ ، وَقَرَأَ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا ، فَكَانَ يَقُولُ : مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ ، فَقَالُوا : هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ ، فَقَالُوا : هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ ، فَعَلِمُوا : أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ ، فَأَلْقَوْهُ
صحيح مسلم
5116 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَهُو ابْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ ، قَالَ : فَرَفَعُوهُ ، قَالُوا : هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ ، فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ ، فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ ، فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ، فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا
===
===
====
52 – باب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام
1317 – حدثنا مسدد، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي، فكنت في الصف الثاني أو الثالث»
————
مشاركة أبي صالح حازم :
فوائد الباب:
1- قوله (باب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام) أي الإشارة إلى مشروعية تعدد الصفوف. وقوله (خلف الإمام) أشار البخاري إلى بعض طرق حديث الباب (فصفنا وراءه) أخرجه البخاري ٣٨٧٨
2- حديث جابر أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
3- تقدم الكثير الطيب من فوائد حديث موت النجاشي تحت باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه، وقد تقدم هناك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
4- الحديث أصل في مشروعية الصلاة على الغائب.
5- عن مرثدِ بن عبدِ الله اليَزَنِيِّ ، قَالَ : كَانَ مَالِكُ بن هُبَيْرَة – رضي الله عنه – إِذَا صَلَّى عَلَى الجَنَازَةِ ، فَتَقَالَّ النَّاس عَلَيْهَا ، جَزَّأَهُمْ عَلَيْهَا ثَلاَثَةَ أجْزَاءٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أوْجَبَ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . ورواه ابن ماجة وفيه محمد بن إسحق وقد صرح بالتحديث عند الروياني في مسنده 1537 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ به.
قلت سيف بن دورة : ووقع تصريحه بالتحديث في تاريخ دمشق نقلناه في تخريجنا لسنن أبي داود خلافا لصاحب فتح العلام الذي لم يقف على التصريح فضعف الحديث. ثم حمله لو صح على فضل من صلى عليه أمة من المسلمين يبلغون ثلاثة صفوف فيكون موافقا لحديث ابن عباس وعائشة. ثم ذكر حديث أبي امامة وان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة وهم سبعة فجعل ثلاثة خلفه واثنين خلفهم وواحد خلفهما وقال : وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني 7785 في إسناده ابن لهيعة وتفرد به .
6- أقول اجتهادا حديث مالك بن هبيرة فيما إذا صلى على الجنازة في المصلى، وأما في المسجد فتتم الصفوف الأول فالأول. والله أعلم.
7- قال “فصففنا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه ونحن صفوف” أخرجه البخاري 1320 من طريق عطاء عن جابر.
———
مشاركة ناصر الريسي :
فوائد الباب :
. ذهب بعض العلماء إلى أنه يسن جعل صفوفهم ثلاثة فأكثر، واستدلوا بحديث الرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من صلى عليه ثلاث صفوف فقد أوجب” حسنه الترمذي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ورواه أحمد بلفظ: “فقد غفر له”. ولفظ الحاكم بهما. قاله ابن الملقن في التوضيح.
. ادعى الفاكهي أن المراد من قوله – عليه الصلاة والسلام -: “ثلاث صفوف” الكثرة لا مجرد الصفوف حتى لو اجتمع في صف مائة نفس مثلًا وكان في ثلاثة صفوف ثلاثون لكان ما يتحصل من بركة أهل الصف الواحد وشفاعتهم للميت أكثر مما يتحصل من الصفوف الثلاثة، لقلة عددهم بالنسبة إلى الصف الواحد المشتمل على مائة نفى هذا حيث لا ينازع فيه.
. فيه التثبت فيما يقوله الإِنسان ويحكيه خصوصًا إن كان لتبيين حكم أو تعليم أدب. فإن جابرًا لما ذكر أن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم – على النجاشي كانت بصفوف وراءه، وأنه كان في الصف الثاني والثالث حكى الحال على ما هو في ذهنه من غير زيادة ولا نقص، والظاهر أنه شك منه لا من الراوي عنه.
——-
مشاركة أحمد بن علي :
باب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام
قال ابن العطار في العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام:
في هذا الحديث:
– استحباب أن تكون الصفوف على الميت أكثر من واحد، وهو بعض من الحديث الأول، وثبت عن بعض العلماء من الصحابة أو التابعين: أنه كان إذا حضر الناس الصلاة على الميت، صفَّهم صفوفًا؛ طلبًا لقبول الشفاعة؛ للحديث الذي ذكرناه قريبًا من كتب السنن، وهذا الحديث الثاني لعله من هذا القبيل، فإن الصلاة كانت في الصحراء، ولعلها لا تضيق من صف واحد، ويمكن أن يكون لغير ذلك، والله أعلم.. اهـ
– قال السفاريني في كشف اللثام شرح عمدة الأحكام:
– قال في “الفروع”: ويستحب أن يصفهم، وألا ينقصهم عن ثلاثة صفوف؛ نص على ذلك الإمام أحمد.
– قال الإمام أحمد: أحبُّ إذا كان فيهم قلة: أن يجعلهم ثلاثة صفوف، قيل له: فإذا كان وراءه أربعة؟ قال: يجعلهم صفين، في كل صف رجلين.
– تستحب تسوية الصف في صلاة الجنازة؛ نص عليه الإمام أحمد.
– قال الإمام أحمد: يسوون صفوفهم؛ فإنها صلاة، ولأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج إلى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعًا. متفق عليه. اهـ
قلت سيف بن دورة : وقفنا على أثر لبعض التابعين قال : إنما هي دعاء . يقصد صلاة الجنازة . يعني لا تشترط تسوية الصفوف.
لكن الراجح أنها صلاة .
وهناك فوائد أخرى راجع تيسير العلام للبسام :