فتح المنان في جمع مسائل أصول الإيمان
جمع نورس الهاشمي
وشارك أبوعيسى عبدالله البلوشي وأحمد بن علي وحسين البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ووالديهم ووالدينا )
——-‘——-‘——-‘
المسألة الأولى : أقسام التوحيد :
توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات
ودليل كل نوع ؟
ومن أين أخذ العلماء هذا التقسيم ؟
——-
أما التوحيد فهو في اللغة: مصدر وحَّد الشيء إذا جعله واحدا.
وفي الشرع: إفراد الله- تعالى- بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
[ جاء في الحديث لفظة أن يوحدوا الله ]
عن ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس. رواه البخاري .
وفي مسلم 19 – (16) ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: « ﺑﻨﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻗﺎﻡ اﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺇﻳﺘﺎء اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﺞ»، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: اﻟﺤﺞ، ﻭﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: «ﻻ، ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﺞ» ﻫﻜﺬا ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
وجاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في ارسال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ [ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى ] رواه البخاري.
وعن أبي مالك عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ من وحد الله ] رواه مسلم
وفي حديث جابر [ فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ] رواه مسلم.
وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ يُعَذَّبُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فِي النَّارِ] أخرجه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني ومحققوا المسند
وجاء عن عَمْرو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيٌّ»، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِي اللهُ»، فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ، قَالَ: «أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ» رواه مسلم.
وقال جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، في قصة النجاشي : [ أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، ” فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ ] أخرجه الإمام أحمد وحسن إسناده محققوا المسند
و عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ مَرَّ عَلَىَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَدْعُو بِأُصْبُعَىَّ فَقَالَ « أَحِّدْ أَحِّدْ ». وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ. أخرجه أبو داود وصححه الألباني
وجاء في حديث أبي هريرة مرفوعا : [ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ ] أخرجه أحمد
وروي عن عباس رضي الله عنهما في كتب التفسير أنه قال: [ليس في القرآن سورة أشد لغيظ إبليس من هذِه السورة؛ لأنها توحيد وبراءة من الشرك] أي قل يا أيها الكافرون.
وفي قوله تعالى: { وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ } روي عن ابن عباس قال: [ يخلص التوحيد لله ] انظر تفسير ابن كثير
[ التوحيد هو صبغة الله ]
قال تعالى : { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } .
ذكر ابن جرير الطبري رحمه الله أن منهم من فسرها بالاسلام ودين الله , ومنهم من فسرها بالفطرة ثم قال:
ومن قال هذا القول، فوجَّه”الصبغة” إلى الفطرة، فمعناه: بل نتبع فطرة الله وملَّته التي خلق عليها خلقه، وذلك الدين القيم. من قول الله تعالى ذكره:( فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) [سورة الأنعام: 14]. بمعنى خالق السماوات والأرض اهـ.
وقال البغوي رحمه الله:
قال ابن عباس في رواية الكلبي وقتادة والحسن: دين الله، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم الثوب، وقال مجاهد: فطرة الله، وهو قريب من الأول، وقيل: سنة الله… اهـ وذكر غير ذلك.
قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ..}
قال البغوي في تفسيره:
فِطْرَتَ اللَّهِ، دين اللّه وهو نصب على الإغراء أي الزم فطرة اللّه، الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، أي خلق الناس عليها وهذا قول ابن عباس وجماع من المفسرين أن المراد بالفطرة الدين وهو الإسلام وذهب قوم إلى أن الآية خاصة في المؤمنين وهم الذين فطرهم اللّه على الإسلام اهـ.
[ حقيقة التوحيد ]
اعلم أن الله سبحانه هو ربّ كل شيءِ ومالكه وإلهه:
فالرّب: مصدر ربَّ يَرُبُّ ربًّا فهو رابٌّ، فمعنى قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} : رابُّ العالمين، فإن الربّ – سبحانه وتعالى – هو الخالق الموجد لعباده، القائم بتربيتهم وإصلاحهم، المتكفّل بصلاحهم من خلقٍ ورزقٍ وعافيةٍ وإصلاح دين ودنيا.
والإلهيّة: كون العباد يتّخذونه سبحانه محبوبًا مألوها، ويفردونه بالحب والخوف والرجاء والإخبات، والتّوبة والنّذر والطّاعة، والطّلب والتّوكل ونحو هذه الأشياء.
فإن التوحيد حقيقته: أن ترى الأمور كلها من الله – تعالى – رؤية تقطع الالتفات إلى الأسباب والوسائط، فلا ترى الخير والشر إلاّ منه تعالى، وهذا المقام يثمر التّوكل، وترك شكاية الخلق، وترك لومهم، والرضا عن الله – تعالى -والتسليم لحكمه.
وإذا عرفت ذلك فاعلم أن الربوبية منه تعالى لعباده، والتألّه من عباده له سبحانه، كما أن الرحمة هي الوصلة بينهم وبينه عز وجل.
[ تجريد التوحيد للمقريزي].
توحيد الربوبية :
هو إفراد الله -عز وجل- بالخلق، والملك، والتدبير. فإفراده بالخلق: أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله.
قال ابن تيمية: فأما توحيد الربوبية الذي أقر به الخلق ، وقرره أهل الكلام ؛ فلا يكفي وحده ، بل هو من الحجة عليهم. ( المجموع : 1/ 23).
دليله:
قال سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} .
قال العلامة ابن باز: فهم معترفون بهذه الأمور، لكنهم لم يستفيدوا من هذا الإقرار في توحيد الله بالعبادة، وإخلاصها له سبحانه وتعالى، بل اتخذوا معه وسائط، وزعموا أنها شفعاء وأنها تقربهم إلى الله زلفى، كما قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}. المجموع ( 1/ 35).
وسيأتي في المبحث التالي نقولات أكثر إن شاء الله
توحيد الالوهية:
قال ابن تيمية : توحيد الألوهية وهو أن لا تجعل معه ولا تدعو معه إلها غيره. ” المجموع” ( 2/ 277).
وقال ابن القيم في ( إجتماع الجيوش الاسلامية ) ( 47) : عبادته وحده لا شريك له وتجريد محبته والاخلاص له وخوفه ورجاؤه والتوكل عليه والرضى به ربا وإلاها ووليا وأن لا يجعل له عدلا في شيء من الأشياء.
[ دليله ]
قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل} [لقمان: من الآية30] .
قال ابن عثيمين : فإفراد الله بهذا التوحيد: أن تكون عبدا لله وحده تفرده بالتذلل; محبة وتعظيما، وتعبده بما شرع. قال تعالى: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً} [الإسراء:22] .
قال ابن تيمية: فإن التوحيد الواجب أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ولا نجعل له ندا في إلهيته لا شريكا ولا شفيعا . فأما ” توحيد الربوبية ” وهو الإقرار بأنه خالق كل شيء فهذا قد أقر به المشركون الذين قال الله فيهم : { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون }. ( المجموع ) ( 11/ 51).
والله قد جعل له حقا لا يشركه فيه مخلوق فلا تصلح العبادة إلا له ولا الدعاء إلا له ولا التوكل إلا عليه ولا الرغبة إلا إليه ولا الرهبة إلا منه ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه ولا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يذهب السيئات إلا هو ولا حول ولا قوة إلا به. ( المجموع|) ( 11/ 98).
[ توحيد الالوهية :هو التوحيد الذي حصل عليه النزاع بين الأمم ]
و توحيد الألوهية، فهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه، وهو توحيد الله بأفعال العباد، كالدعاء، والرجاء، والخوف، والخشية، والإستعانة، والإستعاذة، والمحبة، والإنابة، والنذر، والذبح، والرغبة، والخشوع، والتذلل، والتعظيم، فدليل الدعاء، قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) الآية [غافر: 60] وكل نوع من هذه الأنواع، عليه دليل من القرآن. [ الدرر السنية في الكتب النجدية: 3 / 64-65].
[ الربوبية تستلزم الألوهية ]
وإن كانت الإلهية تتضمن الربوبية ؛ والربوبية تستلزم الإلهية ؛ فإن أحدهما إذا تضمن الآخر عند الانفراد لم يمنع أن يختص بمعناه عند الاقتران كما في قوله : { قل أعوذ برب الناس } { ملك الناس } { إله الناس } وفي قوله : { الحمد لله رب العالمين } فجمع بين الاسمين : اسم الإله واسم الرب . فإن ” الإله ” هو المعبود الذي يستحق أن يعبد . و ” الرب ” هو الذي يربي عبده فيدبره . ” المجموع” ( 10/ 283-384).
توحيد الأسماء و الصفات :
والمسلمون يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يثبتون له ما يستحقه من صفات الكمال وينزهونه عن الأكفاء والأمثال فلا يعطلون الصفات ولا يمثلونها بصفات المخلوقات ؛ فإن المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما والله تعالى { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ( المجموع) ( 12/ 73).
وقال أيضا: فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله : نفيا وإثباتا ؛ فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه .
وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل .
وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد : لا في أسمائه ولا في آياته فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته كما قال تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون }
وقال تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم } الآية . فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات : إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ففي قوله { ليس كمثله شيء } رد للتشبيه والتمثيل وقوله : { وهو السميع البصير } . رد للإلحاد والتعطيل . ( المجموع) ( 3/ 4).
[ حكم من شبه الله بخلقه ]
قال العلامة الشنقيطي في ( اضواء البيان ) ( 8/ 33): ومن اعتقد أن وصف الله يشابه صفات الخلق، فهو مشبه ملحد ضال، ومن أثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق، فهو مؤمن جامع بين الإيمان بصفات الكمال والجلال، والتنزيه عن مشابهة الخلق، سالم من ورطة التشبيه والتعطيل، والآية التي أوضح الله بها هذا؛ هي قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
قال الذهبي في (السير) (10/610) ترجمة نُعيم :
أخبرنا إسماعيل بن عبدالرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وست مئة ، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون ، وأبو الحسن بن أيوب البزاز ، قالا : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي ، سمعت نعيم بن حماد يقول : ( من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر ، وليس [ في ] ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ) .
قال د. حمد التويجري محقق الفتوى الحموية عن هذا الاثر :
أخرجه اللالكائي في (شرح أصول اعتقاد اهل السنة) (2/532) رقم 936 و الذهبي في (العلو) ص 126، المختصر ص 184، و في (السير) (13/299) و قال: رويناه بأصح إسناد أ. هـ و قد صححه الالباني أيضا و ذكر أن رجال الإسناد كلهم ثقات، انظر (مختصر العلو) ص 184 و ذكره ابن القيم في (اجتماع الجيوش) ص 221 و شيخ الاسلام في الفتاوى (5/263)
طريقة الرسل في إثبات الصفات :
والله سبحانه : بعث رسله ( بإثبات مفصَّل ونفي مجمل فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل كما قال تعالى { فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا }.
قال الشيخ محمد خليل هراس في الواسطية ص 77
واعلم أن كلا من النفي والإثبات في الأسماء والصفات مجمل ومفصل.
أما الإجمال في النفي؛ فهو أن ينفى عن الله عز وجل كل ما يضاد كماله من أنواع العيوب والنقائص؛ مثل قوله تعالى:
{ليس كمثله شيء} ، {هل تعلم له سميا} ، {سبحان الله عما يصفون} .
وأما التفصيل في النفي؛ فهو أن ينزه الله عن كل واحد من هذه العيوب والنقائص بخصوصه، فينزه عن الوالد، والولد، والشريك، والصاحبة، والند، والضد، والجهل، والعجز، والضلال، والنسيان، والسنة، والنوم، والعبث، والباطل … إلخ.
ولكن ليس في كتاب الله ولا في السنة نفي محض؛ فإن النفي الصرف لا مدح فيه، وإنما يراد بكل نفي فيهما إثبات ما يضاده من الكمال: فنفي الشريك والند؛ لإثبات كمال عظمته وتفرده بصفات الكمال، ونفي العجز؛ لإثبات كمال قدرته، ونفي الجهل؛ لإثبات سعة علمه وإحاطته، ونفي الظلم؛ لإثبات كمال عدله، ونفي العبث؛ لإثبات كمال حكمته، ونفي السنة والنوم والموت؛ لإثبات كمال حياته وقيوميته.. وهكذا.
ولهذا كان النفي في الكتاب والسنة إنما يأتي مجملا في أكثر أحواله؛ بخلاف الإثبات؛ فإن التفصيل فيه أكثر من الإجمال؛ لأنه مقصود لذاته.
وأما الإجمال في الإثبات؛ فمثل إثبات الكمال المطلق، والحمد المطلق، والمجد المطلق، ونحو ذلك؛ كما يشير إليه مثل قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} ، {ولله المثل الأعلى} .
وأما التفصيل في الإثبات؛ فهو متناول لكل اسم أو صفة وردت في الكتاب والسنة، وهو من الكثرة بحيث لا يمكن لأحد أن يحصيه؛ فإن منها ما اختص الله عز وجل بعلمه؛ كما قال عليه الصلاة والسلام:
((سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) .
وفي حديث دعاء المكروب:
((أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك)) .
طريقة المعطلة في إثبات الصفات :
وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم : فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ؛ فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات ؛ ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات . ( المجموع) ( 3/ 7).
وقال أيضا :
فغالبيتهم يسلبون عنه النقيضين، فيقولون: لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، لأنهم -بزعمهم- إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات، فسلبوا النقيضين، وهذا ممتنع في بدائه العقول، وحرفوا ما أنزل الله تعالى من الكتاب، وما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ووقعوا في شر مما فروا منه، فإنهم شبهوه بالممتنعات، إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات.
وقد علم بالإضطرار أن الوجود لابد له من موجد، واجب بذاته، غني عما سواه، قديم، أزلي، لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم. فوصفوه بما يمتنع وجوده، فضلاً عن الوجوب أو الوجود أو القدم.
وقال مرة :
وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم، فوصفوه بالسلوب والإضافات، دون صفات الإثبات، وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق.
قال ابن عثيمين :
أسماء الله وصفاته إذا جاءت في الإثبات فالأكثر فيها التفصيل، وشاهد هذا واضح في القرآن والسنة، تجد مثلاً قول الله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [الحشر:22] إلى آخر السورة .. فيها أربعة عشر اسماً من أسماء الله، كل اسم يتضمن صفة أو صفتين؛ وذلك لأن صفات الإثبات كلها صفات كمال، فكلما تعددت وكثر الإخبار عنها ظهر من كمال الموصوف ما لم يكن معلوماً من قبل. أما صفات النفي فإنها صفات نقص، نفاها الله تعالى عن نفسه، وإذا وقعت على سبيل الإجمال كانت أعظم في التعظيم، ولو جاءت على سبيل التفصيل لكان فيها شيء من الاستهزاء والسخرية.
وأضرب لكم مثلاً بما يكون في بني آدم: لو أن رجلاً قال لملك من الملوك: أنت رجل ذو سلطان قائم، أنت رجل حازم، أنت رجل قوي، أنت رجل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أنت رجل شديد على الكفار رحيم بالمؤمنين، أنت رجل ذو سلطة قوية، أنت رجل يخافك الأعداء. لكانت هذه الصفات كلها مدحاً يفخر بها الملك. لكن لو قال له: أنت ملك لست بزبال، ولا كناس، ولا منظف حشوش، ولا حلاق، ولا حجام. وجعل يذكر صفات النقص وينفيها عن الملك؛ لكان هذا قدحاً يغضب منه الملك، فلهذا جاءت الصفات المنفية عن الله جل وعلا مجملة، مثل قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم:65] وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ [الإسراء:111] وما أشبه ذلك، إلا أنها تذكر أحياناً بالتفصيل؛ وذلك لدفع توهم يقع من بني آدم، أو لرد فرية قالها المفترون. فمثلاً قال الله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ [المؤمنون:91] هذه صفة نفي خاصة؛ لكن قالها عز وجل ونفاها عن نفسه رداً على المفترين الذين قالوا: إن الله تعالى اتخذ ولداً، فالنصارى قالوا: المسيح ابن الله، واليهود قالوا: عزير ابن الله، والمشركون قالوا: الملائكة بنات الله. أو جاءت لدفع توهم وبيان كمال، مثل قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق:38] اللغوب: الإعياء والتعب، وهو صفة خاصة، لكن نفاها الله عن نفسه لئلا يتوهم متوهم بأن الله تعب لما خلق هذه المخلوقات العظيمة في هذه المدة الوجيزة، فنفاها عن نفسه، فصار الغالب في صفات الإثبات التفصيل، وفي صفات النفي الإجمال. وقد يأتي التفصيل في باب النفي، كما يأتي الإجمال في باب الإثبات، كقوله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [النحل:60] المثل الأعلى، أي: الوصف الأكمل، وهذه عامة ليس فيها تفصيل.
انتهى مفرغا من شريط .
[ آية جمعت أنواع التوحيد ]
ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قول الله تبارك وتعالى في سورة مريم: {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}.
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موضحا ذلك: “فقوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} هذا توحيد الربوبية. وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} هذا توحيد الألوهية.
وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} هذا توحيد الأسماء والصفات؛ أي: لا تعلم له سميا؛ أي: مساميا يضاهيه ويماثله عز وجل” الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد لابن عثيمين ص9.
[ شبه سبحانه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة ]
قال ابن القيم في ( أعلام الموقعين ) ( 1/173): فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علوا التي لا تزال تؤتي ثمرتها كل حين وإذا تأملت هذا التشبيه رأيته مطابقا لشجرة التوحيد الثابتة الراسخة في القلب التي فروعها من الأعمال الصالحة الصاعدة إلى السماء ولا تزال هذه الشجرة تثمر الأعمال الصالحة كل وقت بحسب ثباتها في القلب ومحبة القلب لها وإخلاصه فيها ومعرفته بحقيقتها وقيامه بحقوقها ومراعاتها حق رعايتها
فمن رسخت هذه الكلمة في قلبه بحقيقتها التي هي حقيقتها واتصف قلبه بها وانصبغ بها بصبغة الله التي لا أحسن صبغة منها فعرف حقيقة الإلهية التي يثبتها قلبه لله ويشهد بها لسانه وتصدقها جوارحه ونفى تلك الحقيقة ولوازمها عن كل ما سوى الله وواطأ قلبه لسانه في هذا النفي والإثبات وانقادت جوارحه لمن شهد له بالوحدانية طائعة سالكة سبل ربه ذللا غير ناكبة عنها ولا باغية سواها بدلا كما لا يبتغي القلب سوى معبوده الحق بدلا فلا ريب أن هذه الكلمة من هذا القلب على هذا اللسان لا تزال تؤتي ثمرتها من العمل الصالح الصاعد إلى الله كل وقت فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل الصالح إلى الرب تعالى وهذه الكلمة الطيبة تثمر كلاما كثيرا طيبا يقارنه عمل صالح فيرفع العمل الصالح إلى الكلم الطيب كما قال تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فأخبر سبحانه أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب وأخبر أن الكلمة الطيبة تثمر لقائلها عملا صالحا كل وقت .
والمقصود أن كلمة التوحيد إذا شهد بها المؤمن عارفا بمعناها وحقيقتها نفيا وإثباتا متصفا بموجبها قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادته فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل من هذا الشاهد أصلها ثابت راسخ في قلبه وفروعها متصلة بالسماء وهي مخرجة لثمرتها كل وقت.
[ الرد على من أنكر تقسيم التوحيد ]
قال البخاري (256 هـ) في صحيحه:
(بَاب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى)
فذكر فيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – ”يَا مُعَاذُ أَتَدْرِى مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ “ قَالَ: «اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» قال: «أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا».ا.هـ وهذا توحيد الله في العبادة.
وذكر الحديث: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال:َ”سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِك“َ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: «لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا» فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”أخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ.“ وهذه في الربوبية والأسماء والصفات، كما هو بَيّن في معنى سورة الإخلاص، وكونه صفة الرحمن، الله عز وجل.
قال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة بالعقيدة الطحاوية:
(نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله : إن الله واحد لا شريك له،
ولا شيء مثله ، [في الصفات]
ولا شيء يعجزه ، [الربوبية]
ولا إله غيره .) [الألوهية وهي العبودية]
قال العلامة الشنقيطي : وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام. [ أضواء البيان ( 18/ 27) ].
قال العلامة العباد في تحقيقه لكتاب [ تطهير الاعتقاد ] [ ص 51] : وقد تقدَّم في الفصل الثاني من المقدمة بيان أقسام التوحيد بالاستقراء لنصوص الكتاب والسنة، وأنَّ توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، والمعنى أنَّ مَن أقرَّ بالربوبية يلزمه أن يقرَّ بالألوهية، وأنَّ توحيد الألوهية متضمِّنٌ لتوحيد الربوبية، والمعنى أنَّ من عَبَد اللهَ وحده فهو مقرٌّ بأنَّ الله هو الخالق وحده المحيي المميت وحده.
قال ابن القيم في المدارج ( 3/ 1): فصل في اشتمال هذه السورة على أنواع التوحيد الثلاثة التي اتفقت عليها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. انتهى
والى هذه الانواع الثلاثة ينقسم توحيد الانبياء والمرسلين الذين جاؤوا به من عند الله وهي متلازمة كل نوع منها لا ينفك عن الآخر فمن أتى بنوع منها ولم يأت بالآخر فما ذاك الا أنه لم يأت به على وجه الكمال المطلوب وان شئت قلت التوحيد نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وهو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الالهية والعبادة ذكره شيخ الاسلام وابن القيم وذكر معناه غيرهما . [ تيسير العزيز الحميد : ص 17].
وتبين من هذه الاقوال جاء بالإستقراء أن التوحيد ثلاثة أقسام ، ولا يمكن أن نجعل قسما رابعا، وسيأتي الكلام قريبا .
و للمزيد ينظر [ القول السديد في الرد على من أنكر التوحيد للشيخ عبدالرزاق البدر ]
[ بدعة إضافة توحيد الحاكمية إلى قسم رابع من أقسام التوحيد ]
السؤال
ما تقول فيمن أضاف للتوحيد قسماً رابعاً وسماه توحيد الحاكمية؟
الجواب
نقول: إنه ضال وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله عز وجل، فالحاكم هو الله عز وجل، فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع كما قاله العلماء: توحيد الربوبية فإن توحيد الحاكمية داخل في توحيد الربوبية؛ لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل، وهذا قول محدث منكر، وكيف توحيد الحاكمية ما يمكن أن توحد هذه؟ هل معناه: أن يكون حاكم الدنيا كلها واحد أم ماذا؟ فهذا قول محدث مبتدع منكر ينكر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكم فالحكم لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها، فهذه بدعة وضلالة. [ لقاء الباب المفتوح للعلامة ابن عثيمين رحمه الله ]