سنن أبي داود: تخريجنا سيف بن دورة وصاحبه:
4263 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِى عِمْرَانَ الْجَوْنِىِّ عَنِ الْمُشَعَّثِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَا أَبَا ذَرٍّ». قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فِيهِ «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ أَوْ قَالَ مَا خَارَ اللَّهُ لِى وَرَسُولُهُ. قَالَ «عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ». أَوْ قَالَ «تَصْبِرُ».
ثُمَّ قَالَ لِى «يَا أَبَا ذَرٍّ». قُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزَّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بِالدَّمِ». قُلْتُ مَا خَارَ اللَّهُ لِى وَرَسُولُهُ. قَالَ «عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ آخُذُ سَيْفِى وَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِى قَالَ «شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا». قُلْتُ فَمَا تَامُرُنِى قَالَ «تَلْزَمُ بَيْتَكَ». قُلْتُ فَإِنْ دُخِلَ عَلَىَّ بَيْتِى قَالَ «فَإِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَمْ يَذْكُرِ الْمُشَعَّثَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
—————-
* رواه أربع بدون ذكر المشعث، راجع الإرواء ذكر الألباني منهم؛ حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وشعبه كما عند البيهقي.
قلت: وعند البزار مرحوم بن عبد العزيز وقال البزار: رواه جماعة بإسقاط المشعث، وحديث مرحوم ذكره الشيخ مقبل كما في الصحيح المسند 269، وفي أوله (أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قال: الله ورسوله أعلم، قال: تعفف).
ثم ذكر مثله ثم ذكر متابعة معمر وعبد العزيز بن عبد الصمد.
وذكره الدارقطني بلفظ (أرأيت لو كان عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها … ) وذكر الخلاف فيه، وبهذا اللفظ أخرجه مسلم 648 عن حماد بن زيد عن أبي عمران عن أبي ذر.
لمَّا حضَرَتْ أبا ذرٍّ الوفاةُ بكَيْتُ فقال: ما يُبكيكِ؟ فقُلْتُ: وما لي لا أبكي وأنتَ تموتُ بفَلاةٍ مِن الأرضِ وليس عندي ثوبٌ يسَعُك كفَنًا ولا يدانِ لي في تغييبِك قال: أبشِري ولا تَبكي فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (لا يموتُ بيْنَ امرَأَيْنِ مُسلِمَيْنِ ولدانِ أو ثلاثٌ فيصبِرانِ ويحتِسبانِ فيريانِ النَّارَ أبدًا) وإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفرٍ أنا فيهم: (ليموتَنَّ رجُلٌ منكم بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عصابةٌ مِن المؤمِنينَ) وليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ إلَّا وقد مات في قريةٍ وجماعةٍ فأنا ذلك الرَّجُلُ واللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ فأبصري الطَّريقَ فقُلْتُ: أنَّى وقد ذهَبتِ الحاجُّ وتقطَّعتِ الطُّرقُ فقال: اذهَبي فتبصَّري قالت: فكُنْتُ أشتَدُّ إلى الكَثيبِ فأتبصَّرُ ثمَّ أرجِعُ فأُمرِّضُه فبَيْنما هو وأنا كذلك إذا أنا برِجالٍ على رَحْلِهم كأنَّهم الرَّخَمُ تخُبُّ بهم رَواحِلُهم قالت: فأسرَعوا إليَّ حينَ وقَفوا علَيَّ فقالوا: يا أمَةَ اللهِ ما لكِ؟ قُلْتُ: امرُؤٌ مِن المُسلِمينَ يموتُ فتُكفِّنونَه؟ قالوا: ومَن هو؟ قالت: أبو ذرٍّ قالوا: صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قُلْتُ: نَعم ففدَّوْهُ بآبائِهم وأمَّهاتِهم وأسرَعوا إليه حتَّى دخَلوا عليه فقال لهم: أبشِروا فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفرٍ أنا فيهم: (لَيموتَنَّ رجُلٌ منكم بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عِصابةٌ مِن المُؤمِنينَ) وليس مِن أولئك النَّفرِ رجُلٌ إلَّا وقد هلَك في جماعةٍ فوالله ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ إنَّه لو كان عندي ثوبٌ يسَعُني كفَنًا لي أو لِامرأتي لم أُكفَّنْ إلَّا في ثوبٍ هو لي أو لها إنِّي أنشُدُكم اللهَ أنْ يُكفِّنَني رجُلٌ منكم كان أميرًا أو
عَرِيفًا أو بريدًا أو نقيبًا فليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ وقد قارَف بعضَ ما قال إلَّا فتًى مِن الأنصارِ قال: أنا أُكفِّنُك يا عمِّ أُكفِّنُك في رِدائي هذا وفي ثوبَيْنِ في عَيْبَتي مِن غَزْلِ أمِّي قال: أنتَ فكفِّنِّي فكفَّنه الأنصاريُّ في النَّفرِ الَّذينَ حضَروا وقاموا عليه ودفَنوه في نفَرٍ كلُّهم يَمانٍ
قال صاحبنا أبوصالح حازم:
الحديث الثاني فيه عبد الله بن عثمان بن خثيم وهو مختلف فيه وأظن شيخنا أنكم استبعدتم إدخاله في الذيل لقول علي بن المديني فيه منكر الحديث ثم نحتاج إلى دراسة أحوال بعض الرواة فإن الألباني: ضعف الحديث كما في التعليقات الحسان
قلت سيف بن دورة:
ضعفه الألباني في تعليقه على ابن حبان وحسنه في صحيح الترغيب
قال المنذري: رواه أحمد 21700 و 21701. و 21799 واللفظ له رجاله رجال الصحيح، والبزار بنحوه باختصار.
وكل الطرق تدور على ابن خثيم.
وكذلك يحيى بن سليم مختلف فيه. … بقي قول أحمد في يحيى بن سليم: قد أتقن حديث بن خثيم كانت عنده في كتاب. العلل ومعرفة الرجال
وتابع يحيى بن سليم عليه وهيب أيضا روايته عند أحمد.
وحسن محققو المسند الحديث. وورد عن ابن إسحاق ثنا بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن مسعود: وفيه: وصى أبو ذر امرأته وغلامه أن غسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم قولوا: هذا أبو ذر فاعينونا عليه فوضعاه وأقبل ابن مسعود في رهط من العراق عمارا ….. قال ابن مسعود: صدق رسول الله صلى الله عليه: تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك.
بريدة بن سفيان ضعيف وضعف سنده ابن حجر في الإصابة.
فلو جعلنا طريق ابن خثيم على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند خاصة أن أحمد اعتبر يحيى بن سليم متقن لكتابه.
طريق عبدالحميد بن بهرام عن شهر عن أسماء عن أبي ذر تحتمل أن تكون على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند:
عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذرٍّ كيف تصنَعُ إذا أُخرِجْتَ مِن المدينةِ)؟ قُلْتُ: إلى السَّعةِ والدَّعةِ أكونُ حَمَامًا مِن حَمَامِ مكَّةَ قال: (كيف تصنَعُ إذا أُخرِجْتَ مِن مكَّةَ)؟ قُلْتُ: إلى السَّعةِ والدَّعةِ إلى أرضِ الشَّامِ والأرضِ المُقدَّسةِ قال: (فكيف تصنَعُ إذا أُخرِجْتَ منها)؟ قُلْتُ: إذَنْ والَّذي بعَثك بالحقِّ آخُذَ سَيفي فأضَعَه على عاتقي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أوَخيرٌ مِن ذلك تسمَعُ وتُطيعُ لِعبدٍ حبَشيٍّ مُجدَّعٍ) صحيح ابن حبان
قال الألباني: حسن بما بعده.
ففي هذه الطريق قال: إسناده صحيح ان كان عن أبي حرب بن أبي الأسود صحابيا أو تابعيا ثقة فإني لم أعرفه. وسائر رجاله ثقات. ورجح الدارقُطني هذه الطريق بعد أن ذكر الخلاف.
وقال ابن رجب: وعم أبي حرب قال الاثرم: ليس بالمعروف. وقال الدارقطني: والصحيح عم عمه ثم قال وخرج أحمد من رواية عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب حدثتني أسماء أن أبا ذر … فذكره … فتح الباري 2/ 456
وشهر إنما يروي عن أسماء بنت يزيد بن السكن أم سلمة صحابيه. فلعل هذه الطريق على شرط المتمم على الذيل على الصحيح ان لم يضطرب فيه شهر
وقول الألباني حسن لغيره:
يعني مع طريق ضريب بن نفير حيث لم يدركه أبا ذر قاله المزي.
قال الهيثمي عن حديث ضريب في الصحيح طرف من آخره وفي ابن ماجه طرف من أوله.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سليل ضريب بن نفير لم يدرك أبا ذر
وورد عن شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن أبي ذر عند أحمد 35/ 217 وفيه إسماعيل بن عياش ضعيف في غير أهل بلده.
وورد في سنن أبي داود 4759 من طريق خالد بن وهبان عن أبي ذر قال الذهبي: خالد بن وهبان مجهول له حديثان. ونقل ابن حجر أن أبا حاتم قال: مجهول. وقد ضعف محققو المسند 21559 الحديث بكل طرقه إنما صححو السمع والطاعة لانها في مسلم.
ومجموع الطرق تقوي الحديث.