سلسلة التسهيل لأسماء الله الحسنى (4)
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
جمع وتأليف سيف بن غدير النعيمي
مراجعة سيف بن دورة الكعبي
=======================
(العزيز، الجبار، المتكبر، القهار، القوي، … المتين)
*وهذه الستة تشترك في القوة والعزة.
(العزيز)
قال تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [ص: 66].
فالعزة لها ثلاثة معان، وكلها كاملة لله عز وجل:
1 – عزة القوة الدال عليها من أسمائه القوي المتين، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت.
2 – عزة الامتناع، فإنه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضار النافع المعطي المانع.
3 – عزة القهر والغلبة لكل الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، فجميع نواصي الخلق بيده، لا يتحرك منها متحرك ولا يتصرف منها متصرف إلا بحوله وقوته وإذنه، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله.
(الجبار)
قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر: 23].
*قال الطبري: الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم.
*وقال الشوكاني: الجبار جبروت الله عظمته، والعرب تسمي الملك: الجبار.
*وقال السعدي: (الجبار) هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه.
*فيكون معنى الجبار على وجوه:
1 – الجبار هو العالي على خلقه وفعال من أبنية المبالغة.
2 – الجبار هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أغناه.
3 – الجبار هو القاهر خلقه على ما أراد من أمر أو نهي. كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ [ق: 45] أي لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى ولم تكلف بذلك.
وعلى المعنى الأول يكون من صفات الذات وعلى المعنى الثاني والثالث يكون من صفات الفعل. المصدر:
—————————
*النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن حمد الحمود.
*وقد يراد به معنى رابع وهو المتكبر عن كل سوء، ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أن يكون له كفؤ أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه، وحقوقه”
—————————
الحق الواضح المبين (ص77) توضيح الكافية الشافية (ص126).
(المتكبر)
سمى الله سبحانه وتعالى نفسه بـ (المتكبر) في آية واحدة من القرآن الكريم في قوله (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر: 23]
وأما اسمه (الكبير) فقد ورد في ستة مواضع من القرآن الكريم منها قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد: 9]
وقوله: (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 62]
* وقال القرطبي: المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله وقيل: المتكبر عن كل سوء …
وعلى هذا يكون معنى (المتكبر) و (الكبير):
1 – الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم.
2 – الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا شيء مثله.
3 – الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير.
4 – الذي له الكبرياء في السماوات والأرض أي السلطان والعظمة.
————————
*النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن حمد الحمود.
(القهار)
قال تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 18].
وقوله تعالى: (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد: 16].
*قال ابن جرير رحمه الله تعالى: (القاهر) المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم.
*وقال ابن كثير رحمه الله: (وهو القاهر فوق عباده)
أي: هو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمته وجلاله وكبريائه وعلوه وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه)
*ويقول ابن القيم – رحمه الله تعالى -في نونيته:
وكذلك القهار من أوصافه
فالخلق مقهورون بالسلطان
لو لم يكن حياً عزيزاً قادراً
ما كان من قهر ولا سلطان.
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته وكمال اقتداره)
*وفي موضع آخر قال:
ثم إن قهره مستلزم لحياته وعزته وقدرته، فلا يتم قهره للخليقة إلا باتمام حياته، وقوة عزته، واقتداره.
————
*الحق الواضح المبين (ص76) وتوضيح الكافية (ص126).
(القوي، المتين)
قال تعالى: (فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَاب) ِ [غافر: 22].
*قال الطبري رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (القوي: الذي لا يغلبه غالب ولا يرد قضاءه راد ينفذ أمره، ويمضي قضاؤه في خلقه، شديد عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه)
*وقال ابن كثير – رحمه الله تعالى – عند هذه الآية: (أي: لا يغلبه غالب ولا يفوته هارب)
*ويقول ابن القيم – رحمه الله تعالى- في نونيته:
وهو القوي له القوى جمعا تعا
لى رب ذي الأكوان والأزمان.
*وقال رحمه الله تعالى: قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين) ُ [الذاريات: 58].
فعلم أن (القوي) من أسمائه ومعناه: الموصوف بالقوة.
*وذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الفرق بين القدرة والقوة فقال: (القدرة يقابلها العجز، والقوة يقابلها الضعف، والفرق بينهما أن القدرة يوصف بها ذو الشعور، والقوة يوصف بها ذو الشعور وغيره.
ثانياً: أن القوة أخص فكل قوي من ذي الشعور قادر وليس كل قادر قوياً).
ويفيد اسم (المتين) في حق الله تعالى: (المتناهي في القوة والقدرة)
*وقال الطبري رحمه الله تعالى: (-ذي القوة المتين: أي ذي القوة الشديد)