سلسلة التسهيل لأسماء الله الحسنى (18)
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
-جمع وتأليف سيف بن غدير النعيمي.
=====================
(الجليل الجميل)
(الجليل)
*قال بعض المحققين:
(الجليل) ليس من أسماء الله الحسنى والأحاديث التي جاء فيها ذكر اسم “الجليل” كلها ضعيفة.
* عن أبي هريرة مرفوعا (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحدة، من أحصاها دخل الجنة. هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، …. الخ)
قال الشيخ الألباني- رحمه الله-:ضعيف بسرد الأسماء – ضعيف الترمذي، الرقم: 3507، وانظرضعيف الجامع: 1946.
* ومثله حديث أنس (إذا كان أول ليلة من رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة فيقول: نجد جنتي وزينها للصائمين)
قال الإمام الذهبي: فيه أصرم بن حوشب هالك. ميزان الاعتدال:1/ 272.
-ولكنه ورد وصفاً في القرآن
في قوله تعالى:
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27]،
وقوله تعالى أيضاً:
(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78]
لكن لا مانع من الإخبار عن الله باستعمال معان حسنة في حقه من غير إثباتها له صفة أو اسما، لأن باب الإخبار واسع، فلا مانع أن تقول: إن الله جليل أو إن الله مسخر ما لم تقصد الاسمية أو الوصف. اه
……….
أما اللجنة الدائمة فذهبوا إلى أنه اسم لله تعالى.
س: لقد كثر الأخذ والرد بين صغار الطلبة عندنا حول (الجليل) هل هذا الاسم من أسماء الله، وهل يجوز أن نسمي أطفالنا (عبد الجليل)، أرجو الجواب على هذا السؤال جوابًا مفصلاً مع ذكر أقوال أهل العلم وذكر الراجح فنحن طلاب علم تعجبنا أقوال أهل العلم قديمًا وحديثًا بقدر ما يعجبنا القول الفصل في المسألة، وجزاكم الله خيرًا.
ج: الجليل من أسماء الله سبحانه فهو الجليل في ذاته وفي أسمائه وصفاته فله نعوت الجلال وصفات الكمال، قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه: (الأسماء والصفات): (ومنها الجليل، وذلك مما ورد به الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي، وفي الكتاب: (ذو الجلال والإكرام) ومعناه المستحق للأمر والنهي، فإن جلال الواحد فيما بين الناس إنما يظهر بأن يكون له على غيره أمر نافذ لا يجد من طاعته فيه بد، فإذا كان من حق الباري جل ثناؤه على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذًا وطاعته له لازمة وجب له اسم الجليل حقًا)
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في شرح النونية: وهو سبحانه الجليل الذي له أوصاف الجلال وهي أوصاف العظمة والكبرياء ثابتة لحقه لا يفوته منها وصف جلال وكمال. انتهى. ولا مانع من تسمية الأولاد بـ (عبد الجليل).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الفتوى رقم (21952)
وسأل الشيخ عبدالمحسن العباد هل الجليل من أسماء الله؟
الإجابة: الجليل ليس من اسماء الله، وهكذا المنعم ليس من اسماء الله يحتاج إلى دليل أسماء الله توقيفيَّة. وبالله التَّوفيق.
المصدر/ من “الأَسْئِلَة الْمُوَجَّهَة إِلَى الْمَوْقِع ” باختصار
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فالجلال بمعنى التعظيم، ولكن هل من أسماء الله ((الجليل))؟
بحثت فلم أجد شيئا، ولكن فوق كل ذي علم عليم، إنما الذي جاء في القرآن والسنة هو ذوالجلال، قال الله تعالى (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27]،
وقال تعالى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78]
شرح الكافية الشافية (3/ 84)
(الجميل)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جميل يحب الجمال))
رواه مسلم (91) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قال ابن القيم:
وهو الجميل على الحقيقة كيف لا
وجمال سائر هذه الأكوان
من بعض آثار الجميل فربها
أولى وأجدر عند ذي العرفان
فجماله بالذات والأوصاف
والأفعال والأسماء بالبرهان
لا شيء يشبه ذاته وصفاته
سبحانه عن إفك ذي بهتان
*قال ابن سعدي _رحمه الله في فتح الرحيم الملك العلام: (الجليل الجميل)
أما الجليل فهو الذي له معاني الكبرياء والعظمة كما تقدَّم التنبيه عليها.
وأما الجميل فإنَّه جميل بذاته، جميل بأسمائه، جميل بصفاته، جميل بأفعاله. فأسماؤه كلُّها حُسنى وهي في غاية الحسن والجمال، فلا يسمى إلا بأحسن الأسماء، وإذا كان الاسم يحتمل المدح وغيره لم يدخل في أسمائه، كما يعلم من استقراء أسمائه الحسنى.
قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65].
وذاته تعالى أكمل الذوات وأجمل من كلِّ شيء، ولا يمكن أن يُعَبَّرَ عن كنه جماله، كما لا يمكن التعبير عن كنه جلاله، حتى إنَّ أهل الجنة مع
ما هم فيه من النعيم الذي لا يوصف، والسرور والأفراح واللذات التي لا يقادر قدرها إذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله، نسوا ما هم فيه من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودُّوا أن لو تدوم لهم هذه الحال
التي هي أعلى نعيم ولذة، واكتسوا من جماله جمالاً إلى ما هم فيه من الجمال، وكانت قلوبهم دائماً في شوق عظيم ونزوع شديد إلى رؤية ربهم، حتى
إنَّهم ليفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب، مع أنَّ هذه اللذة وإن كانت تبعاً لمعرفتهم بربهم ومحبته والشوق إليه، ولكن عند رؤية محبوبهم ومشاهدة جماله وجلاله، تتضاعف اللذة وتقوى المعرفة والحب.
وكذلك هو الجميل في صفاته، فإنَّها صفات حمد وثناء ومدح، فهي أوسع الصفات وأعمُّها وأكثرها تعلقاً، خصوصاً أوصاف الرحمة والبر والإحسان والجود والكرم، فإنَّها من آثار جماله. ولذلك كانت أفعاله كلُّها جميلة لأنَّها دائرة بين أفعال البر والإحسان، التي يحمد عليها ويثنى عليه ويشكر عليها، وبين أفعال العدل التي يحمد عليها لموافقتها الحكمة والحمد.
فليس في أفعاله عبث ولا سفه ولا ظلم، بل كلُّها هدى ورحمةٌ وعدل ورشد {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56].
فأفعاله كلُّها في غاية الحسن والجمال، وشرعه كلُّه رحمة ونور وهدى وجمال، وكلُّ جمال في الدنيا وفي دار النعيم فإنَّه أثر من آثار جماله.
وهو تعالى له المثل الأعلى، فمعطي الجمال أحق بالجمال، وكيف يقدر أحد أن يعبر عن جماله وقد قال أعرف الخلق به: «لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».