*سلسلة التسهيل لأسماء الله الحسنى (17)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
-جمع وتأليف سيف بن غدير النعيمي.
وشارك الأخ: حسين البلوشي.
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات: السلام 1و2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم)
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
============
(الكبير العظيم)
* اسم الله (الكبير) ورد في ستة مواضع من القرآن الكريم منها قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال) ِ [الرعد: 9]،
وقوله: (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير) ُ [الحج: 62]،
*قال ابن جرير: الكبير يعني العظيم الذي كل شيء دونه ولا شيء أعظم منه.
((جامع البيان)) (13/ 75) و (17/ 137)، وانظر ابن كثير (2/ 503) و (3/ 232) والشوكاني (3/ 68).
وقال الزجاجي: «والكبير: العظيم الجليل؛ يقال: فلان كبير بني فلان، أي: رئيسهم وعظيمهم، ومنه قوله تعالى: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)
[الأحزاب: 67]
أي: عظماءنا ورؤساءنا. وكبرياء الله: عظمته وجلاله)
-اشتقاق الأسماء (ص155)
(العظيم)
اسم الله (العظيم) ورد في تسع مواضع من القرآن الكريم منها
قوله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [الشورى: 4].
قال السعدي رحمه الله: العظيم: الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء، وإن جلت في الصفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم.
تيسير الكريم الرحمن لعبد الرحمن السعدي – ص (954)
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته))
رواه مسلم (2620).
-قال ابن القيم في نونيته:
وهو العظيم بكل معنى يوجب التـ …
ـعظيم لا يحصيه من إنسان
-قال الشيخ بن عثيمين معلقا على هذا البيت: فهو عظيم بكل معنى يوجب التعظيم، وهذا العظم يوجب للإنسان شيئين:
-الإجتهاد في الطلب
-والإجهاد في الهرب.
كيف ذلك؟
الإجتهاد في الطلب أن الإنسان لعظم ربه يلجأإليه ويحبه عزوجل، ويعلم أنه لا أحد أعظم منه، وفي الهرب يخاف منه؛ لأنه عظيم فيتجنب مخالفته سبحانه وتعالى، ويبتعد عن مخالفته؛ لأنه أعظم من كل شيء؛ ولهذا قال: (بكل معنى يوجب التعظيم)،فكل معنى يوجب التعظيم فالله-سبحانه وتعالى -متصف به.
قوله (لا يحصيه من إنسان) يعني: لا أحد يحصي تعظيم الله عزوجل؛ لأنه شامل عام.
*ثمرات الإيمان باسم الله ” العظيم ”
1 – إثبات صفة العظمة لله عز وجل إثباتا يليق به سبحانه لا يشبهه في ذلك أحد من خلقه ولا يدانيه كما في قوله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى:11]،فالعظمة هي من صفات الله الذاتية وهي صفة مدح و كمال، و المخلوق لا يدرك حقيقتها لا تفكيرا و لا تصويرا.
2 – نفي الشركاء و الأنداد عنه سبحانه فلا يُشرَك معه غيره في عبادته ولا يُصرف شيء من حقه لغيره
قال تعالى (ولم يكن له كفوا أحد) [الإخلاص:4]
3 – الخشوع و الخضوع له سبحانه و الاستكانة و التذلل لعظمته و جبروته، يصف لنا الإمام ابن القيم – رحمه الله- حال المصلي وهو يتعبد لربه حال ركوعه، فيقول:” ثم يرجع جاثيا له ظهره خضوعا لعظمته، وتذللا لعزته واستكانة لجبروته، مسبحا له بذكر اسمه (العظيم) “.
شفاء العليل (2/ 630)
4 – تمجيده سبحانه و مدحه و الثناء عليه باسمه العظيم، و الاستعاذة به قال تعالى (فسبح باسم ربك العظيم) [الواقعة:74] وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما-:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال:” أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم “. رواه أبو داود (466) وصححه الألباني- رحمه الله-
5 – تعظيم شعائره وحرماته قال تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) [الحج:32] وقال سبحانه (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) [الحج:30]
يقول ابن القيم – رحمه الله-: ” فإن عظمة الله تعالى و جلاله في قلب العبد و تعظيم حرماته يحول بينه و بين الذنوب و المتجرئون على معاصيه ما قدروه حق قدره “. الجواب الكافي (ص46)
*قال ابن سعدي _رحمه الله في فتح الرحيم الملك العلام: (الكبير العظيم)
وهو الذي له الكبرياء نعتاً، والعظمة وصفاً.
قال تعالى في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني شيئاً منهما عذّبته».
ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان:
أحدهما: يرجع إلى صفاته وأنَّ له جميع معاني العظمة والجلال، كالقوة والعزة، وكمال القدرة، وسعة العلم، وكمال المجد وغيرها من أوصاف العظمة والكبرياء. ومن عظمته أنَّ السموات والأرض جميعها كخردلة في كف الرحمن كما قال ذلك ابن عباس، وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)} [فاطر]. فله تعالى العظمة والكبرياء الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما، ولا يبلغ العباد كنههما.
النوع الثاني: أنَّه لا يستحق أحد التعظيم والتكبير والإجلال والتمجيد غيره، فيستحق على العباد أن يعظموه بقلوبهم وألسنتهم وأعمالهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته، والذل له والخوف منه، وإعمال اللسان بذكره والثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته.
ومن تعظيمه أن يطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويشكر فلا يُكفر. ومن تعظيمه وإجلاله أن يُخضع لأوامره وما شرعه وحكم به، وأن لا يُعترض على شيء من مخلوقاته، أو على شيء من شرعه. ومن تعظيمه تعظيم ما عظَّمه واحترمه من زمان ومكان وأشخاص وأعمال. والعبادة روحها تعظيم الباري وتكبيره، ولهذا شرعت التكبيرات في الصلاة في افتتاحها وتنقلاتها، ليستحضر العبد معنى تعظيمه في هذه العبادة التي هي أجلّ العبادات، {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} [الإسراء].