سلسلة التسهيل لأسماء الله الحسنى (13)
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
-جمع وتأليف سيف بن غدير النعيمي.
=======================
(المبدئ المعيد)
*قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى في منظومته في أصول الفقه:
1 ـ الحمدُ للَّهِ (المُعِيدِ المُبْدِي)
مُعْطِي النوالِ كلَّ مَنْ يَسْتَجْدِي
قوله: (المعيد المبدي): هذان الوصفان مأخوذان من قوله تعالى: {{إِنَّهُ هُوَ يُبْدِاءُ وَيُعِيدُ *}} [البروج: 13].
فهو الذي يُبْدئ الأشياء وهو الذي يعيدها فهو معيد الأشياء بعد تلفها، ومن ذلك إعادة الأبدان بعد موتها، وهو تعالى المبدئ المظهر للأشياء المبين لها، كما قال تعالى: {{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}} [الروم: 27]، فالبدء من عنده والعود إليه عزّ وجل. قال الله تعالى: {{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى *}} [النجم: 42].
«والمعيد والمبدئ» ليسا من أسماء الله، ولكنهما من أوصافه، كما نقول: المتكلم ليس من أسماء الله، لكنه يوصف بأنه متكلم.
*قال بعض المحققين:
جمهور أهل العلم بل يكاد يكون إجماعا من المتقدمين عدم عد هذين الاسمين من أسماء الله الحسنى إنما عدها ابن الوزير اليماني ثم تبعه من تبعه من المتأخرين.
*نبه ابن القيم في بدائع الفوائد، وابن سعدي في مواضع من كتبه أن ليس كل فعل أثبت لله يشتق منه اسم.
-مثل: فعل يمكر وفعل يبدئ.
*قال ابن سعدي _رحمه الله في فتح الرحيم الملك العلام: (المبدئ المعيد)
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27]
{كَمَا بَدَانَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104].
فهو تعالى الذي ابتدأ خلق المكلَّفين ثم يعيدهم بعد موتهم، ابتدأهم ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وليرسل إليهم الرسل وينزل عليهم الكتب ويأمرهم وينهاهم، لم يخلقهم عبثاً ولا سدى، ثم إذا انقضت هذه الدار وظهر الأبرار من الفجار، وتمَّت هذه الأعمار، أعادهم بعدما أماتهم ليجزيهم الثواب على إيمانهم وطاعاتهم، والعقاب على كفرهم وعصيانهم جزاءً دائماً بدوام الله، وإعادةُ الخلق أهون عليه من ابتدائه وذلك كلُّه على الله يسير.
وعموم ما دل عليه هذان الاسمان الكريمان يشمل كلَّ إبداء وإعادة لهذه المخلوقات، فالناس في هذه الدار في إبداء وإعادة في نومهم ويقظتهم، كلَّ يوم يعادون ويبدأون. وهذه الأرض كلَّ عام في إبداء وإعادة، يحييها بالماء والأمطار، ثم يعود النبت هشيماً والأخضر رميماً، ثم هكذا أبداً ما داموا في هذه الدار رحمة بهم ومتاعاً لهم ولأنعامهم، وذلك كلُّه تابعٌ لحكمته ورحمته.