*سلسلة التسهيل لأسماء الله الحسنى (12)
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
-جمع وتأليف سيف بن غدير النعيمي.
=======================
(اللطيف)
-ورد اسم الله تعالى اللطيف سبع مرات في القرآن الكريم، منها قوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] ..
وقوله جلَّ وعلا: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]
وقوله تعالى: { .. إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}،، [يوسف: 100] ..
*وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت في قصّتها يوم تبعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلا: فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: ((مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً؟)) قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ. قَالَ: (لَتُخْبِرِينِي أَو ْلَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)).
*قال الشوكاني رحمه الله
: في قوله: تعالى (((إن الله لطيف):لا تخفى عليه خافية، بل يصل علمه إلى كل خفي))
*قال ابن عثيمين رحمه الله:
ومعنى اللطيف: هو الذي يرفق بالعبد فيقدر له من التيسير ما لا يخطر له على بال، قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
وهواللطيف بعبده ولعبده.
لطيف به يرفق به وييسر له الأمر، لطيف لعبده يقدر له من الأمورالخارجية مايكون فيه اللطف كما قال عزوجل (إنَّ ربي لطيفٌ لمايشاء)،
إذًا اللطافة تعتبر كناية عن تيسير الأمر وتسهيل الأمر لمن شاء من عباده لكنِّي أقول برهم وفاجرهم، حتى الفاجر لطيفٌ به؟
نعم لطيف به بالمعنى العام ولهذا ينزل عليه المطر وينبت لهم النبات ويدفع عنهم الشرور إلى آخره ..
فالله عزوجل لطيف بالعباد كلهم البَّر والفاجر لكنَّ لطفه بالبَّر لطفٌ خاص مستمر في الدنيا والآخرة ولطفه بالفاجر لطفٌ عام يكون ابتلاءً وامتحانًا وربما يزداد الفاجر به فجورًا بما لطف الله به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته).
لطيف بعباده حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم.
*وقال أيضا في تفسير سورة الأحزاب (الآية34):
اللطيف فسره أهل الباطل بأنه الذي لا يدرك لصغره أعوذ بالله.
عندما تقول هذا لطيف يعني صغيرلايرى ففسروه بذلك وكذبوا.
وفسره أهل السنة فقالوا إنَّ اللطيف جاء في كتاب الله معدًى باللام ومعدى بالباء، الله لطيفٌ بعباده، إنَّ ربي لطيفٌ لمايشاء. فعُدِّي بالباء وعُدِّي باللام وعلى هذا فيكون اللطيف له معنيان،
أحدهما اللطف للعبد وهو أنَّ الله عزوجل يُقدِّر له مواقع الإحسان بمعنى أنَّه يَلطف له فييسر له الأمر ويسهله عليه،
وأمَّا اللطيف به –بالباء- فهو بمعنى إدراك الأمور الخفية-نعم- لأنَّ اللطيف الذي يدرك مالطف فمعنى لطيف بعباده أي مدركٌ لما خفي من أمورهم فيكون بمعنى الخبير بل أدَّق من معنى الخبير، ولهذا جمع الله بينهما فقال: إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا
والخبير هو العالم ببواطن الأمور يقول ابن القيم في النونية وهي من أحسن ما نظم في التوحيد وأجمعه. يقول:
وهو اللطيف بعبده ولعبده
واللطف في أوصافه نوعان.
إدراك أسرار الأمور بخبرة
واللطف عند مواقع الإحسان
فهذا معنى اللطيف، فصاراللطيف له معنيان:
اللطيف للعبد واللطيف به.
فاللطيف به: معنى الخبير ببواطن أموره ومالطف من أمره.
وله: الذي يقدر له من أسرار حكمته أو من أسرار إحسانه وفضله مالا يدركه بعقله.
“النّونية” (2/ 85):
(الدعاء باسم الله اللطيف)
لم يرد دعاءً مأثورًا بهذا الاسم أو الوصف، إلا ما ورد عند الطبراني وضعفه الألباني من حديث أبي هريرة رضى الله عنه مرفوعًا: (اللهم الطف بي في تيسير كل عسير؛ فإن تيسير كل عسير عليك يسير، وأسألك اليُسر والمُعافاة في الدنيا والآخرة”
[ضعيف الجامع (1181)].
*قال بعض الباحثين:
ويُمكن الدعاء بمُقتضى ما ورد في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}،،، [يوسف: 100]
كأن يقول: اللهم إنك لطيف لما تشاء وأنت العليم الحكيم، ارفع عني البلاء والشقاء، وأعذني من الشيطان الرجيم …
*قال ابن سعدي _رحمه الله في فتح الرحيم الملك العلام: (اللطيف)
*اللطيف من أسمائه الحسنى له معنيان:
أحدهما: بمعنى الخبير، وهو أنَّ علمه دقَّ ولَطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيَّات.
والمعنى الثاني: اللطيف الذي يوصل أولياءه وعباده المؤمنين إلى الكرامات والخيرات بالطرق التي يعرفون والتي لا يعرفون، والتي يريدون وما لا يريدون، وبالذي يحبون والذي يكرهون، فيلطف بأوليائه، فييسرهم لليسرى ويجنبهم العُسرى، ويلطف لهم فيقدر أموراً خارجية عاقبتها تعود إلى مصالحهم ومنافعهم. قال يوسف صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} [يوسف: 100]،أي حيث قدَّر أموراً كثيرة خارجية عادت عاقبتها الحميدة إلى يوسف وأبيه، وكانت في مبادئها مكروهة للنفوس ولكن صارت عواقبها أحمدَ العواقب، وفوائدها أجلَّ الفوائد.
*من أراد التوسع في معاني هذا الأسم الكريم، فليراجع المصادر الآتية:
– المواهب الربانية من الآيات القرآن لعبد الرحمن السعدي – ص (146 – 155)
-توضيح الكافية الشافية – ص (123)
العبد الرحمن السعدي.
-الحق الواضح المبين لعبد الرحمن السعدي – ص (61 – 62)