رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
كتاب العلم
بسم الله الرحمن الرحيم
باب فضل العلم وقول الله تعالى {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} وقوله عز وجل {رب زدني علما}
فوائد الباب:
1 – قوله (كتاب العلم) أفرد بعض أهل العلم كتاب العلم بتصنيف مفرد منهم الإمام أبو خيثمة زهير بن حرب رحمه الله تعالى وهو من شيوخ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه.
وكثير من الجوامع في الحديث أفردت للعلم وآدابه وفضائله كتابا.
2 – قوله (باب فضل العلم)) إنما قدم هذا الكتاب على سائر الكتب التي بعده لأن مدار تلك الكتب كلها على العلم.
وأما تقديم كتاب الوحي فلتوقف معرفة الإيمان وجميع ما يتعلق بالدين عليه أو لأنه أول خير نزل من السماء إلى هذه الأمة. اهـ
قاله الكرماني كما في الكواكب الدراري له.
3 – قال عبيد بن أبي قرة سمعت مالك بن أنس يقول {نرفع درجات من نشاء} قال بالعلم قلت: من حدثك؟ قال زعم ذاك زيد بن أسلم أخرجه الإمام أحمد في مسنده 449 وأيضا في العلل ومعرفة الرجال وإسناده صحيح، تابعه ابن وهب حدثني مالك به أخرجه في التفسير من جامعه 274
4 – جاء فى كثير من الآثار أن درجات العلماء تتلو درجات الأنبياء، ودرجات أصحابهم، والعلماء ورثة الأنبياء، وإنما ورثوا العلم وبينوه للأمة، وذبوا عنه، وحموه من تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين.
وروى ابن وهب، عن مالك، قال: سمعت زيد بن أسلم يقول فى قوله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء) [يوسف: (76)]، قال: بالعلم.
وذكر عن الأوزاعى قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: يا أبا عبد الرحمن، أى الأعمال أفضل؟ قال: العلم، ثم سأله أى الأعمال أفضل؟ قال: العلم، قال: أنا أسألك عن أفضل الأعمال، وأنت تقول: العلم؟ قال: ويحك، إن مع العلم بالله ينفعك قليل العمل وكثيره، ومع الجهل بالله لا ينفعك قليل العمل ولا كثيره.
وقال ابن عيينة فى قوله تعالى: (وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) [مريم: (31)]، قال: معلمًا للخير …
قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري
5 – إن فضل العلم إنما هو لمن عمل به، ونوى بطلبه وجه الله تعالى. قاله ابن بطال.
6 – روي عن كعب الأحبار أن مما ينفي العلم؛ الطمع.
وعن ابن وهب، عن أبى الدرداء أنه كان يقول: لست أخاف أن يقال لى: يا عويمر، ماذا علمت؟ ولكن أخاف أن يقال لى: يا عويمر، ماذا عملت فيما علمت؟
ولم يؤت الله أحدًا علمًا فى الدنيا إلا سأله يوم القيامة.
ومن تعلم الحديث ليصرف به وجوه الرجال إليه، صرف الله وجهه يوم القيامة إلى النار.
وقال مسروق: بحسب المرء من العلم أن يخشى الله، وبحسبه من الجهل ألا يخشى الله.
شرح ابن بطال على صحيح البخاري
7 – قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: في قوله: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) في دينهم إذا فعلوا ما أمروا به. أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح إلى ابن زيد.
8 – عن عامر بن واثلة، أن نافع بن عبد الحارث، لقي عمر رضي الله عنه بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي، فقال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين». رواه مسلم 817 وابن ماجه 218
9 – عن ابن عباس يقول: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات قال: يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات أخرجه الحاكم في المستدرك ومن طريقه البيهقي في المدخل وفيه السري بن خزيمة وصفه الذهبي بالحافظ الحجة وفيه ابن أبي كريمة ولم يسعفني الوقت بمعرفة حاله.
10 – وعن قتادة، قوله: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) إن بالعلم لأهله فضلا وإن له على أهله حقًا، ولعمري للحقّ عليك أيها العالم فضل، والله معطي كل ذي فضل فضله. أخرجه الطبري في تفسيره عن بشر حدثنا يزيد عن سعيد عن قتادة به وإسناده صحيح
11 – قوله (وقوله عز وجل {رب زدني علما}) بعض المصنفين يفتتحون كتبهم بعد البسملة بهذه الآية
12 – وقوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِى عِلْمًا) [طه (114)]، قال قتادة: إن الشيطان لم يدع أحدكم حتى يأتيه من كل وجه، حتى يأتيه من باب العلم، فيقول: ما تصنع بطلب العلم؟ ليتك تعمل بما قد سمعت، ولو كان أحد مكتفيًا لاكتفى موسى، (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف: (66)]. اهـ «شرح صحيح البخارى لابن بطال» ((1) / (133)):
13 – ومن الأحاديث في فضل العلم قوله صلى الله عليه وسلم ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” رواه مسلم
14 – قيل: ما أمر الله رسوله بزيادة الطلب في شيء إلا في العلم قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
15 – قال القسطلاني في «إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» ((1) / (153)):
ولو لم يكن من فضيلة العلم إلا آية {شَهِدَ اللَّهُ} [آل عمران: (18)] فبدأ الله تعالى بنفسه وثنى بملائكته وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفًا، والعلماء ورثة الأنبيباء كما ثبت في الحديث، وإذا كان لا رتبة فوق النبوّة فلا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة، وغاية العلم العمل لأنه ثمرته وفائدة العمر وزاد الآخرة فمن ظفر به سعد ومن فاته خسر، فإذًا العلم أفضل من العمل به لأن شرفه بشرف معلومه، والعمل بلا علم لا يسمى عملاً بل هو ردّ وباطل. اهـ
16 – والمراد بالعلم العلم الشرعي قاله الحافظ ابن حجر في الفتح
17 – قال العثيمين في «شرح رياض الصالحين لابن عثيمين» ((5) / (413)):
قال المؤلف النووي في كتابه رياض الصالحين باب فضل العلم تعلما وتعليما لله عز وجل والمراد بالعلم الذي وردت به النصوص في فضله والثواب عليه ورفعه أهله وكونهم ورثة الأنبياء إنما هو علم الشريعة عقيدة وعملا …. بل إن بعض العلماء فضله على الجهاد في سبيل الله والصحيح أن في ذلك تفصيلا فمن الناس من يكون الجهاد في حقه أفضل ومن الناس من يكون طلب العلم في حقه أفضل فإذا كان الرجل قويا شجاعا مقداما لكنه في العلم بضاعته مزجاة قليل الحظ قليل الفهم يصعب عليه تلقي العلم فهنا نقول: الجهاد في حقه أفضل وإذا كان بالعكس رجل ليس عنده تلك القوة البدنية أو الشجاعة القلبية لكن عنده حفظا وفهما واجتهادا فهذا طلب العلم في حقه أفضل فإن تساوى الأمران فإن من أهل العلم من رجح طلب العلم لأنه أصل ولأنه ينتفع به الناس كلهم القاصي والداني وينتفع به من كان حيا ومن يولد بعد وينتفع به صاحبه في حياته وبعد مماته. اهـ
18 – قال الأثيوبي في «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» ((33) / (77)) باب التسمية عند الصيد وهو يعدد فوائد الحديث:
(ومنها): أن فيه فضل العلم، وأن للعالم منْ الفضيلة ما ليس للجاهل؛ لأن الكلب إذا عُلّم يكون له فضيلة، عَلَى سائر الكلاب، فالإنسان إذا كَانَ له علم أولى أن يكون له فضل عَلَى سائر النَّاس، لاسيّما إذا عمِل بما علِم، وهذا كما رُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قَالَ: لكلّ شيء قيمةٌ، وقيمة المرء ما يُحسنه. ذكره القرطبيّ فِي “تفسيره”. اهـ