رياح المسك العطرة المختصرة لكتاب الصيام من صحيح البخاري (30)
[جمعه واختصره أبو صالح حازم صالح]
وممن شارك الشيخ الدكتور سيف الكعبي بالفوائد 12 و 18 و 24 و 25 و 26 و 27و 28 و 29 و 30 و 31 و 32 و 33 و 34.
باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق عليه فليكفر.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت. فقال مالك؟ قال وقعت على امرأتي وأنا صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها؟ قال لا. قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال لا. قال فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال لا. قال فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر والعرق المكتقال أين السائل؟ فقال أنا. قال خذ هذا فتصدق به.
فقال الرجل على أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي.
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك.
فوائد الباب:
1 مشروعية السؤال عن حكم ما يفعله المرء مخالفا للشرع وإن كان مع أهله وذلك للحاجة.
2 الرفق بالمتعلم، والتلطف في التعليم، والتألف على الدين.
3 الندم على المعصية، واستشعار الخوف.
4 الجلوس في المسجد لغير الصلاة كنشر العلم.
5 جواز الضحك والتبسم عند وجود سببه.
6 الحلف لتأكيد الكلام
7 قبول قول المكلف مما لا يطلع عليه إلا من قبله. ويحتمل أن يكون هناك قرينة لصدقه.
8 التعاون على العبادة.
9 السعي في تفريج كربة المسلم.
10 إعطاء الواحد فوق حاجته الراهنة.
11 المضطر إلى ما بيده لا يجب عليه أن يعطيه أو بعضه لمضطر غيره.
12 إذا كان أهل البيت محاويج فلهم أن يطعموا من الكفارة، وكذا لو كفر عنه غيره.
13 جمع الحافظ ابن حجر طرق هذا الحديث فذكر أكثر من أربعين نفسا ممن روى الحديث عن الزهري به.
14 العسار لا يسقط الكفارة عن الذمة.
15 من خواص “بينما” أنها تتلقى “بإذ” و “إذا” حيث تجيء للمفاجأة بخلاف “بينا” فلا تتلقى بواحدة منهما، وقد وردا في هذا الحديث كذلك.
16 كتب المبهمات تعنى بتوضيح السماء المبهمة الواردة في الحاديث.
17 كلمة “ويح” كلمة رحمة، وكلمة “ويل” كلمة عذاب. هذا على الغالب.
18 السنة الترتيب في هذه الكفارة، العتق فالصيام فالطعام، وأما حديث التخيير في الكفارة فهو شاذ، ولو صح فهو مجمل يبينه حديث الترتيب، جمعا بين الحديثين.
19 إن عوقب المستفتي يكون سببا لترك الستفتاء، وهي مفسدة.
20 وقع في رواية خارج الصحيح (خذه واستغفر ربك)، ففيه المر بالستغفارعند ارتكاب المعصية.
21 جواز قبول الهبة من غير تلفظ بالقبول.
22 تعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم.
23 قوله (إذ جاءه رجل) صرح عبد الغني في المبهمات وتبعه ابن بشكوال بأنه سليمان أو سلمة بن صخر البياضي، ولم يرتض ذاك الحافظ ابن حجر، وكذلك ما وقع في مباحث العام من (شرح ابن الحاجب) ما يوهم أن هذا الرجل هو أبو بردة بن يسار قال الحافظ وهو وهم، قلت وجزم البغوي كما في شرح السنة بأن الرجل أعرابي.
24 كفارة الجماع في نهار رمضان مغلظة.
25 فيه الرد على الخوارج والمرجئة وقد سبق ذكرها في الباب السابق.
26 الديون لا تسقط بالعسار، وفيه حديث دين والد جابر بن عبد الله بن حرام.
27 الكفارة بالرقبة هنا مطلقة، فلم تقيد باليمان، لكنها قيدت بنصوص أخرى.
28 الزواج عفة.
29 لا غضاصة من ذكر وقاع المرأة للاستفتاء.
30 اشتهار المدينة بالتمر.
31 الوصف بالهلاك امن وقع في معصية.
32 يفطر بالنص والجماع من أكل أو شرب أو جامع متعمدا ذاكرا في نهار رمضان.
33 يمكن أن يستدل به أن المرأة ليس عليها كفارة، وفيه خلاف.
34 يؤخذ من مفهوم الحديث أن من جامع ناسيا فليس عليه كفارة، وهل يقضي؟ فيه خلاف، والراجح أنه يتم صومه، وهو مذهب أبي حنيفة، والشافعي، وداود ورجحه ابن تيمية، وأدلتهم النصوص العامة، لكن حدوثه نادر ليس كالكل والشرب ناسيا.