خطر الالعاب الاكترونية وفوائدها:
مقدمة:
الأجهزة الإلكترونية المتطورة مثل الآي باد والآي فون والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتنوعة الأخرى من قبل الأبناء أصبحت من الأمور المسلمات الواجب تلبيتها لهم، خاصة وأن مقتضيات ومتطلبات العصر تستوجب تعرضهم لمثل تلك التكنولوجيا الحديثة لحاجتهم لها في التعلم والدراسة واللهو.
إن تلك التكنولوجيا تعتبر من أخطر وأهم مسببات الأمراض المختلفة التي قد تصيب الأبناء وسلوكاتهم لو تمت بصورة غير مدروسة ومقننة، ومن الممكن جداً أن تتحول لأداة فعالة يمكن الاستفادة منها في تنمية ذكائهم ومهاراتهم لو أستخدمت بصورة صحيحة وتحت إشراف ولي الأمر.
الجهات الأمنية:
شرطة أبوظبي تحذر من المتربصين بالأبناء على الإنترنت والألعاب الإلكترونية
حذرت شرطة أبوظبي الأسر من الوقوع ضحايا لمحتالين يترصدون الأطفال و المراهقين والكبار “غير الحذرين” عبر الألعاب الإلكترونية، والإعلانات والروابط المغرية ومنتديات التواصل للاستيلاء على أموالهم بأساليب غير مشروعة مستخدمين أساليب خداع وتضليل متنوعة لإغراء ضحاياهم وينتحلون شخصيات غير حقيقية.
وأشارت الى وجود حالات انتهاكات إلكترونية في الآونة الأخيرة مع انتشار فيروس ” كوفيد19 ” مثل حالات استدراج مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بتصوير مقاطع فيديو تتنافى مع الآداب العامة للضحايا ومن ثم تهديدهم وابتزازهم وصولاً لأهدافهم الإجرامية.
وناشدت أولياء الأمور منح أبنائهم المزيد من الاهتمام ومتابعة قائمة المواقع والألعاب الإلكترونية التي يرتادونها خصوصاً مع تزايد قضاء الطلاب أوقاتًا طويلة للتعلم عن بُعد ومنحهم الثقة والأمان وعدم توبيخهم وتشجيعهم على المصارحة بأية انتهاكات أو حالات ابتزاز إلكتروني قد يتعرضون لها.
ودعت إلى الإبلاغ عن مثل هذه الحالات بالاتصال على خدمة أمان على الهاتف 8002626 لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم حماية للمجتمع من هذه الجرائم.
عيادات أدمان الألعاب الإلكترونية:
أعلنت الإمارات عن افتتاحها العام المقبل 2020 لأول عيادة خارجية لعلاج إدمان الألعاب الفيديو، حيث صرح المركز الوطني للتأهيل بالأمارات العربية عن خطة افتتاح العيادة بمقر الرئيسي المركز في أبوظبي، على أن تقدم العيادة خدماتها للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وفقا لموقع الإمارات نيوز.
وكانت منظمة الصحة العالمية أدرجت للمرة الأولى «اضطراب ممارسة الألعاب الإلكترونية» على قائمتها التي تحدد اضطرابات الصحة العقلية في مسودة المبادئ الإرشادية للإصدار الحادي عشر من التصنيف الدولي للأمراض، الذي نشر في 2018، وعرفت منظمة الصحة العالمية اضطراب ممارسة الألعاب الإلكترونية بأنه «نمط من سلوك ممارسة الألعاب الإلكترونية المستمر أو المتكرر»، سواءً على شبكة الإنترنت أو بعيداً عنها.
ومنذ إعلان الصحة العالمية أن الألعاب الإلكترونية أحد العوامل لاضطرابات الصحة العقلية وعدد متزايد من الدول بدأ في اتخاذ خطوات رسمية لمواجهة الإدمان على ألعاب الفيديو بصفتها اضطرابا نفسيا، إذ أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا عن توفير خدمات صحية في هذا المجال لممن تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 25 عاما.
وفي محاولة لمواجهة إدمان ألعاب الفيديو، أصدرت الحكومة الصينة قرارا لحظر ألعاب الفيديو عبر الإنترنت بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما في الأوقات ما بين العاشرة مساءً وحتى الثامنة صباحا. كما سيقتصر اللعب في الصين على ثلاثة ساعات فقط في نهاية الأسبوع وبالعطلات و90 دقيقة فقط خلال باقي أيام الأسبوع.
كلام خبراء وتجارب ناس:
ألعاب الإنترنت سلاح ذو حدين والإفراط وعدم المتابعة يزيدان ضررها على الأبناء:
أكد عدد من المختصين وأولياء الأمور أن الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين، محذرين من المخاطر، التي تتركها على الأطفال، وأن دور الأسرة الأهم في الوقاية من مخاطرها على الشخص، خصوصاً في حال الإفراط وعدم المتابعة من الأهل.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ما تشهده ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية من شعبية مطردة، إذ يحتشد لها عشرات الآلاف في مهرجاناتها الدولية، واعتبرت المنظمة المكوث ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب والتلفزيون والهاتف للتفاعل مع عالم افتراضي له آثار وخيمة في نمو الدماغ وتطوره.
وقال المستشار النفسي، محمد خير الله إن الدراسات والبحوث الكثيرة تشير إلى أن الألعاب الإلكترونية تحظى بانتشار واسع بين فئة الأطفال والشباب وحتى الكبار وعلى صعيد هذه الدراسات تبين أن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا قد يؤثر ويزيد من نسبة التوحّد والانعزالية وقلة التواصل مع الناس، ما يجعل الشخص متقوقعاً داخل عالمه الافتراضي، وقد تتطور حاله وتصل إلى الإدمان.
ويرى أن ذلك يسبب التقصير على المستوى الأسري والاجتماعي ويضعف مهارات التواصل الاجتماعي نتيجة قلة الاحتكاك والتفاعل المجتمعي، لافتاً إلى أن هناك دراسات أثبتت أن الإدمان يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب ويساهم في الانطواء الفكري، وأن العلاج النفسي بمختلف مناهجه التحليلية أو السلوكية المعرفية، يلعب دوراً كبيراً في القضاء على إدمان التقنية كما غيره من الأمراض النفسية وتأثير التكنولوجيا في الأطفال قد يصل إلى الصرع وأمراض الأعصاب، كما قد يكسبهم عدوانية وعنفاً بأثر من مشاهدة الألعاب الإلكترونية العنيفة.
وأكد أن بقاء الطفل ساعات متواصلة أمام الأجهزة اللوحية أمر غير طبيعي بالنسبة للأطفال لحاجتهم إلى الحركة المستمرة، التي يسبب غيابها مشكلات كثيرة، منها زيادة الوزن وإجهاد العين.
وحذّر خير الله من أن المجرمين قد يستخدمون هذه الأجهزة للتلاعب بعقول الأطفال وتعويدهم على أمور مثل المخدرات والكحول أو حتى جرائم جنسية، مشيراً إلى أن الشبكة العنكبوتية تُعد البوابة السحرية للمعلومات، والطفل بفضوله الطبيعي سيحاول التعرّف إلى المعلومات المختلفة التي قد يكون لها تأثير سلبي في غياب الرقابة أو التوجيه الصحيح.
آثار سلبية
وأضاف أن هناك آثاراً سلبية على المدى الطويل، مثل اضطرابات النوم وعدم تناول وجبات غذائية صحية في المواعيد المناسبة من أجل لعب المزيد من الألعاب، وهذا يؤدي إلى العزلة والابتعاد عن كثير من الأحداث المهمة في محيط العائلة و الأصدقاء وبالتالي تدمير الكثير من العلاقات وخسارة الأصدقاء، ويمكن أيضاً أن يؤدي هذا الإدمان على المدى الطويل إلى خسائر مادية ومهنية.
وحول طرق علاج إدمان ألعاب الفيديو، أوضح المستشار النفسي أن للأسرة دوراً مهماً في مساعدة أبنائها على التغلب على هذا النوع من الإدمان دون اللجوء إلى الشدة والعنف الذي يزيد الأمر سوءاً، وللتخلص من هذه المشكلة يجب تحديد وقت معين لهذه الألعاب والالتزام به حتى يتم التخلص من إدمانها تدريجياً، كما يجب الاهتمام بممارسة أنواع الرياضات المختلفة والذهاب إلى النوادي والأماكن العامة لتعزيز العلاقات الاجتماعية والحرص على ممارسة الهوايات المفيدة التي تشغل وقت الفراغ وتساعد على التخلص من الشعور بالوحدة والعزلة، كما يجب الذهاب إلى الأخصائيين النفسيين للمساعدة في علاج إدمان بعض الألعاب.
مجهود عقلي
من جهته، أوضح المحامي والمستشار علي مصبح ضاحي أنه يجب أولاً أن لا نهضم حق الألعاب الالكترونية، فهناك بعض الألعاب تعتمد على العقل والتفكير المنطقي وتحتاج إلى مجهود عقلي بما يجعلها مفيدة للأطفال مثل ألعاب تعتمد في حلها على المعلومات العامة مثل السؤال والجواب أو الرياضيات في حل الأرقام والمسائل الحسابية.
وبين أن الحل يكمن في غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء مشيراً إلى انه يحرص على تنشئة أطفاله التنشئة السليمة وتعزيز الرقابة الذاتية في نفوسهم، واصطحابهم إلى أماكن ترفيه تتطلب نشاطاً بدنياً بعيداً عن تلك الأجهزة.
بدوره، أكد «أبوخليفة» أن الأجهزة الالكترونية سلاح ذو حدين إذ إنه إلى جانب فوائدها الجمة فهي أيضاً لها مضار إذا أسيء استخدامها، وقال إن بعض الأهالي يسمحون لأبنائهم باستخدامها خاصة في أوقات الفراغ كي لا يضطرون للذهاب إلى أماكن قد يتعرضون فيها للخطر خاصة إذا كان الوالدان يعملان ويضطران لترك المسؤولية للخادمة.
وقال إنه هو شخصياً تعرض لإدمان هذه الألعاب ولكنه سرعان ما تدارك الأمر بعد أن عانى من مشكلات في النظر بسبب النظر طويلاً إلى شاشة الهاتف، وقرر أن يخصص وقتاً لها بدلاً من أن تستحوذ على وقته حتى لا يفقد التواصل مع أفراد عائلته.
وأكد انه يعود ابنه خليفة على تجنب هذه الأجهزة والاعتماد على الألعاب البدنية الحركية.
واتفقت معه أم محمد قائلة: الألعاب الإلكترونيه سلاح ذو حدين منها النافع ومنها الضار مستعرضة تجربتها مع ابنها محمد المصاب بمرض التوحد، لافتة إلى أن الألعاب الإلكترونية كانت البوابة للدخول إلى عالمه الخاص ومحاولة استكشاف ما في داخله، وبدأ يتعلم من خلالها النطق إذ إنه كان لا يتكلم لمدة 3 سنوات، ثم تعلم النطق والكلمات من خلال ألعاب التعلم الالكترونية التي ساهمت في شفائه وأصبح يتفاعل معنا. وأضافت أن هناك ألعاباً أخرى غير مفيدة بل إنها ضارة تولد العنف والعدوانية والأرق.
لعبة مومو وأخواتها خطر داهم
يكتشفها الآباء بعد فوات الأوان:
يحاول الآباء حماية أبنائهم من اللعب الانتحارية التي تعرف انتشارا على شبكة الإنترنت مثل لعبة “مومو”، ولكن غالبا ما يخسرون هذا الرهان، حسبما توصلت إليه دراسة حديثة. فما هي الأسباب التي تجعل الآباء آخر من يعلم؟
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن تدوينات مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الألعاب الإلكترونية التي قد تدفع للانتحار مثل لعبة تحدي “الحوت الأزرق” أو لعبة “مومو” يمكن أن تنتشر على الإنترنت لشهور قبل أن تساعد تقارير وسائل الإعلام التقليدية على تنبيه الآباء إلى خطرها المحتمل.