*تلخيص كتاب معاملة الحكام للشيخ عبد السلام بن برجس – رحمه الله – {(1)}
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
تلخيص مجموعة من الطلاب: سيف النعيمي، وعبدالله البلوشي، ومحمد رحيمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين،
أمَّا بعد:
من مهمات المسائل التي كان رسول الله- ?-يوصي بها، ويحث أمته على التمسك بها – مسألة – معاملة الحكام- فكان يوصي بالسمع والطاعة للأئمة، ويحث على الصبر على جورهم، ويرغب في إكرامهم وتوقيرهم، والدعاء لهم، وتوجيه النصيحة لهم، وغيرها من المسائل التي ستُذكر إن شاء الله في هذه السلسلة التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها، وأن تكون خالصة لوجهه تعالى، والمسائل التي سوف تُذكر ستكون مرتبة على حسب أصله {معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة} ولكن مع تلخيصه، وقد نتوسع قليلاً إذا اقتضت الحاجة، ونشرع الآن مستعينين بالله عزوجل فنقول.
{قواعد تتعلق بالإمامة}
*القاعدة الاولى:
وجوب عقد البيعة للإمام القائم المُستَقرِّ المسلم، والتغليظ على من ليس في عنقه بيعة، والترهيب من نَقْضِهَا.
القاعدة الثانية:
من غلب فَتَولَّى الحكم واستتبَّ له؛ فهو إمام تجب بَيْعَتُهُ وطاعته، وتحرم منازعته ومعصيته.
القاعدة الثالثة:
إذا لم يستجمع المُتغلِّبُ شروطَ الإمامة، وتمَّ له التَّمكين، واستتبَّ له الأمر؛ وجبتْ طاعَتُهُ، وحرُمتْ معصيتْهُ.
القاعدة الرابعة:
يصح في الاضطرار تعدُّدُ الأئمة، ويأخُذُ كل إمام منهم في قُطْرِهِ حُكمَ الإمام الأعظم.
القاعدة الخامسة:
الأئمةُ الذين أمر النبيُّ ? بطاعتهم هم الأئمةُ الموجودون المعلومون؛ الذين لهم سلطان وقدرة.
القاعدة السادسة:
مراعاة الشارع الحكيم لتوقير الأمراء واحترامهم.
*مختارات من كتاب معاملة الحكام للشيخ عبد السلام بن برجس – رحمه الله – {(2)}
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
عمل مجموعة من الطلاب:
سيف النعيمي، وعبدالله البلوشي، ومحمد رحيمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{في بيان المكانة العليَّة لوليِّ
ا?مرِ في الشرع المطهر}
– قال ا?مام بدر الدين ابن جماعة في كتابه: {تحرير ا?حكام في تدبير أهل ا?س?م}، في مساق ذكر حقوق ولي ا?مر: ((الحق الرابع:
أن يُعرفَ له عظيمُ حقِّه، وما يجبُ من تعظيم قدره؛ فيُعامَلَ بما يجبُ له من ا?حترام وا?كرام، وما جَعَلَ اللهُ – تعالى – له من ا?عظام، ولذلك كان العلماءُ ا?ع?مُ من أئمة ا?س?م يُعظمون حُرْمَتَهُمْ، ويُلبُّون دعوتهم- مع زهدهم وورعهم وعدم الطمع فيما لديهم -.
وما يفعله بعض المنتسبين إلى الزهد من قلة الأدب معهم فليس من السنة) انتهى.
ونحن نذكر- إن شاء الله -جُم?ً في مكانة وليِّ ا?مر في الشرع على جهة ا?ختصار، ?ن كثيراً منها له موضع بسطٍ في هذه الرسالة، وذلك ليكون إج?ل المسلم سلطانه على جهة التعبد لله -تعالى-، والنصح للسلطان، ف? يخل بشيء من حقوقه عليه، كما ? يخل بشيء من حقوق والديه عليه، ويحتسب بذلك ا?جر ا?وفر من الله -جل وعز -.
فمن ذلك:
1 – أن الله-تعالى-أمر بطاعة الو?ة، وقرن طاعته -تعالى- وطاعة رسوله ? بطاعتهم، فدل ذلك على رفيع شأنهم وعظيم قدرهم، قال-تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [سورة النساء 59]
2 – إخبار النبي ? بأن من أكرم السلطان؛ أكرمه الله، ومن أهانه؛ أهانه الله.
3 – أن السلطان ظل الله في الأرض، وهذه الجملة هي مقولة أهل السنة والجماعة، حكاها عنهم ابن أبي زمنين في كتابه (أصول السنة).
4 – نهيُ الشارعِ عن سبِّ السلطان، وزجرُهُ لمن وقع في ذلك، وقد ورد في هذا المعنى عدَّةُ أحاديث ? تصحُّ، لكن ثبت عن الصحابة من هذا شيءٌ كثير:
يقول أنس رضي الله عنه -: (نهانا كُبَراؤُنَا من أصحاب رسول الله-?؛ قالوا: ? تسبوا أمراءَكُمْ … ).
5 – نقل بدر الدين ابن جماعة عن الطَّرْطُوشي في قوله -تعالى-: {َ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْض}، ُ [سورة البقرة 251]
قال: (قيل معناه: لولا أن الله -تعالى- أقام السلطان في ا?رض يدفع القويَّ عن الضعيف، ويُنْصِفُ المظلومَ من ظالمه؛ لتواثب الناسُ بعضهم على بعض؛ [ف? ينتظم لهم حال، ولا يستقرُّ لهم قرار، فَتَفْسُدُ ا?رضُ ومن عليها]، ثم امتنَّ اللهُ -تعالى- على عباده بإقامة السلطان لهم بقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [سورة البقرة 251]} انتهى.
6 – ا?جماع المنعقد من ا?مَّة على أن الناسَ ? يستقيمُ لهم أمرٌ من أمور دينهم، و? دنياهم إ? بالإمامة، فلولا اللهُ ثم الإمامةُ لضاع الدينُ وفسدت الدنيا.
7 – أنَّ السلطانَ أعظمُ الناسِ أجراً إذا عدل.
أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي-?، قال: (سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ بظلِّه يومَ ? ظلَّ إلا ظِلُّهُ: ا?مامُ العادلُ … ) الحديث.
*قال الحافظ:
{المراد به صاحبُ الو?ية العُظمى، ويلتحقُ به كُلُّ من وَلِيَ شيئاً من أمور المسلمين؛ فعدل فيه … ) انتهى ..
8 – إجماعُ المسلمينَ على أن الو?يات من أفضل الطاعات، حكاهُ العِزُّ ابنُ عبد الس?م في (القواعد).
وأنها من أعظم واجبات الدين، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.