تعليق على الصحيح المسند
(بإشراف مجموعة السلام العلمية)
هذا بعد إضافة فوائد من الأخ؛ عبدالله الديني وأخوه آخرين
821 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل عن أبي موسى الأشعري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل يعني على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم. هذا حديث حسن على شرط البخاري.
وراجع الصحيحة 1682
التعليق؛
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن؛ وذكر أنها كقطع الليل المظلم؛ لشدتها وعدم تبين أمرها؛ ولعظم الفتنه يتقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الإنقلاب؛ ومن استشرف للفتنه أخذته أو أصابه منها شئ
وورد في حديث أبي ذر في الفتن ( … أدخل بيتك، قال: أرأيت إن دخل علي، قال: تأتي من أنت منه، قلت: وأحمل السلاح؟ قال: إذن تشاركهم، قلت: فكيف أصنع؟ قال: إن خفت أن يبهرك شعاع السيف فألق طائفة من ردائك على وجهك)
وفي حديث آخر (فكن عبدالله المقتول، ولا تكن تكن عبدالله القاتل). وفي حديث آخر ( … فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، فقال رجل أرأيت إن لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال: يعمد إلى سيفه فيدق على حجر ثم لينج إن استطاع النجاء … فقال رجل: أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين فضربني رجل بسيف … قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار).
وكذلك ورد حديث أبي سعيد؛ قيل يا رسول الله؛ أي الناس أفضل قال: مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، قالوا ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره.
خلاصة؛ موقف المسلم من الفتن:
-الإنشغال بالدعاء والعبادة وفي الحديث (العبادة في الهرج كهجرة إلي).
-النأي بالنفس عن الفتن والفرار منها.
– عدم الخوض بالقتال فيها أو الإعانة، وكسر السلاح.
-المبادره بالأعمال الصالحة.
-التفقه في الدين خاصه أحاديث الفتن لحديث حذيفة (كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، وحديث أبي بكرة نفعني الله بحديث (ما أفلح قوم ولوا أمرهم أمرأة).
– لزوم أكابر أهل العلم.
فوائد؛
-فيه الإيمان بعلامات الساعة.
-التخلص من المباحات إذا خشي الفتنه.
-عدم جواز بيع السلاح في الفتن.
-الموت أهون من المشاركة في الفتنه؛ ومنه موقف عثمان بن عفان رضي الله عنه. – القدوة الحسنة.
-فيه عدم السعي في الفتنه والتثبت.
-عدم القتال في الفتنه؛ بل يترك قتال الفئه الباغيه؛ خوفا خوفا من أن يكون قتالا في الفرقه؛ وعليه بوب البيهقي
– قطع الأوتار؛ زيادة في إتلاف أداة الفتنه، أو لأجل لا ينتفع أحد منها في الفتنه.
– لا تعارض هذه الأحاديث قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا … ) وحديث (من مات دون نفسه فهو شهيد … ) لأن أحاديث الكف عن القتال مختصه بوقت الفتن التي لا يتميز فيها المحق.
822 – قال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله: حدثنا إسمعيل بن أسد حدثنا أبو بدر حدثنا زياد بن خيثمة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة أترونها للمتقين لا ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين.
هذا حديث رجاله رجال الصحيح إلا أسماعيل بن أسد وثد قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة صدوق وسئل عنه أبي فقل: صدوق. وقال الدارقطني: ثقة صدوق ورع فاضل، وقال البزار: ثقة مأمون. اهـ مختصرا من تهذيب التهذيب.
* قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة أخبرنا عاصم عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرسه أصحابه فقمت ذات ليلة فلم أره في منامه فأخذني ما قدم وما حدث فذهبت أنظر فإذا أنا بمعاذ قد لقي الذي لقيت فسمعنا صوتا مثل هزيز الرحا فوقفا على مكانهما فجاء النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الصوت فقال هل تدرون أين كنت وفيم كنت أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فقالا يا رسول الله ادع الله عز وجل أن يجعلنا في شفاعتك فقال أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي.
قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا روح ثنا حماد يعنى بن سلمة ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي بردة عن أبي موسى صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحرسه أصحابه فذكر نحوه. اهـ أي نحو حديث أبي موسى ومعاذ في الشفاعة.
التعليق:
حديث زياد بن خيثمة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش عن أبي موسى الأشعري؛ أعله الدارقطني كما في العلل (7/ 227) وأنه لم يصح شئ يعني من الطرق التي ذكرها، ونقل ابن الجوزي تضعيف الدارقطني كما في العلل المتناهية. وممن ضعفه أيضا الشيخ الألباني في الضعيفة 3585.
لكن بقي لنا السند الثاني عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري؛ وذكر الشيخ الألباني صحته.
– وفي الحديث الرد على الذين لم يثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر، وفي معناه حديث (لكل نبي دعوه مستجابة؛ فتعجل كل نبي دعوته، واختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة؛ فهي نائله إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة والبخاري معلقا من حديث أنس وأخرجه مسلم من حديث جابر.
وورد كذلك في معناه حديث (يحمل الناس على الصراط فتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش … ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا … )
بل ورد حديث صريح (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)
فوائد؛
-فضل الصحابيين.
-الشفاعة المثبتة؛ لا تكون إلا لله ومنه قوله تعالى (ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤن الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض … ). فالشفاعه من أدلة قدرة الله عزوجل.
ومن شروط الشفاعة؛ إسلام المشفوع له (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) و (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق) أي الأصنام لا تنفع ولا تشفع (إلا) إستثناء منقطع؛ من شهد بالحق فإنه تنفع شفاعته عند الله بإذنه له.