تخريج الفتح 6918 . 6919. 6920 . 6921 .6922 . 6923
قام به أحمد بن علي وسيف بن دورة
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
باب إثم من أشرك بالله، وعقوبته في الدنيا والآخرة
……………………………………
( وأخرج من طريق الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق مثله موقوفا عليه )
قال أحمد شاكر في تحقيق الطبري: و”الأسود بن هلال المحارب”، “أبو سلام”، له إدراك، هاجر زمن عمر، لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه.
وكذلك محقق كتاب مرويات التفسير فتح الباري قال : لم يدرك أبا بكر .
……………………………………..
(وعن عمر أنه قرأ هذه الآية ففزع فسأل أبي بن كعب فقال إنما هو ولم يلبسوا إيمانهم بشرك )
ضعفه أحد الباحثين وقال: – ضعيف.
– رواه ابن جرير من طريق علي بن زيد بن جُدعان عن يوسف ابن مهران، وعليٌّ وشيخه ضعيفان.
وله إسناد آخر من طريق أبي عثمان عمرو بن سالم أن عمر بن الخطاب قرأ. … وعمرو بن سالم أبو عثمان قاضي مرو مقبول ولم يدرك أبيا
…………………………..
( ومن وجه آخر عن علي أنه قال هذه الآية لإبراهيم خاصة ليست لهذه الأمة وسندهما ضعيف )
في مستدرك الحاكم
٣٢٣٢ – أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ الشّافِعِيُّ، ثنا إسْحاقُ بْنُ الحَسَنِ، ثنا أبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيانُ، عَنْ زِيادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ زِيادِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ، يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إيمانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام ٨٢] قالَ: «هَذِهِ فِي إبْراهِيمَ وأصْحابِهِ لَيْسَتْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ» هَذا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإسْنادِ ولَمْ يُخْرِجاهُ «إنَّما اتَّفَقا عَلى حَدِيثِ الأعْمَشِ، عَنْ إبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أنَّهُمْ قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وأيُّنا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ الحَدِيثُ بِطُولِهِ بِغَيْرِ هَذا التَّأْوِيلِ»
[التعليق – من تلخيص الذهبي]
٣٢٣٢ – سكت عنه الذهبي في التلخيص
وكذلك عند الطبري 13511
وابن أبي حاتم في التفسير 7544
وزياد بن حرملة الراوي عن علي لم أجد له ترجمه
وكذا قال مخرج الروايات التفسيرية فتح الباري في هذا الأثر : لم أجد له ذكر في شيء من الكتب يعني زياد بن حرملة
…………………………….
( باب حكم المرتد
وقد اختلف نقله عن إبراهيم ومقابل قول هؤلاء حديث بن عباس لا تقتل النساء إذا هن ارتددن رواه أبو حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن بن عباس أخرجه بن أبي شيبة والدارقطني )
موضوع مرفوعا وضعيف موقوفا، راجع أنيس الساري 4338
في خلافيات البيهقي :
ورُوِيَ عَن سُفْيان عَن أبي حنيفَة عَن عاصِم عَن أبي رزين عَن ابْن عَبّاس فِي المُرْتَدَّة قالَ:» تحبس ولا تقتل «.
رُوِيَ عَن ابْن المَدِينِيّ عَن ابْن سعيد سَألت سُفْيان عَن حَدِيث عاصِم قَول ابْن عَبّاس فِي المُرْتَدَّة فَأنكرهُ، وقالَ:» لَيْسَ من حَدِيثي «.
وعَن ابْن حَنْبَل عَن ابْن مهْدي سَألت سُفْيان عَن حَدِيث عاصِم فِي المُرْتَدَّة، فَقالَ:» قالَ ابْن معِين: كانَ الثَّوْريّ يعيب على أبي حنيفَة حَدِيثا كانَ يرويهِ عَن عاصِم عَن أبي رزين «.
قالَ البَيْهَقِيّ :» وقد حدث بِهِ سُفْيان بِاليمن، والحَدِيث كانَ يرويهِ أبُو حنيفَة عَن عاصِم عَن أبي رزين) عَن ابْن عَبّاس فِي المَرْأة إذا ارْتَدَّت، فَقالَ: «تحبس ولا تقتل».
وقد رَواهُ أبُو مالك النَّخعِيّ عَن عاصِم بن أبي النجُود مثل رِوايَة أبي حنيفَة عَنهُ إلّا أنه ضَعِيف الحَدِيث.
ورَواهُ عبد الله بن عِيسى عَن عَفّان عَن شُعْبَة عَن عاصِم مَرْفُوعا مَوْصُولا: «لا تقتل المَرْأة إذا ارْتَدَّت»، قالَ عَليّ: ” عبد الله كَذّاب
مختصر خلافيات البيهقي ٤/٤٠٨
ورُوِيَ عَن جلاس عَن عَليّ «: المُرْتَدَّة تستأنى ولا تقتل». قالَ لي شُعْبَة: «قالَ لي أيُّوب: لا ترو عَن خلاس شَيْئا». قالَ عَليّ بن عمر: «خلاس عَن عَليّ لا يحْتَج بِهِ لضَعْفه»، وقد رُوِيَ عَن عَليّ بِخِلافِهِ.
وروى ابْن عدي عَن عَليّ بن العَبّاس عَن عمر بن مُحَمَّد عَن أبِيه عَن حَفْص بن سُلَيْمان عَن مُوسى بن أبي كثير عَن ابْن المسيب عَن أبي هُرَيْرَة «أن امْرَأة ارْتَدَّت على عهد رَسُول الله – ﷺ – يَعْنِي: فَلم تقتل»، ثمَّ قالَ ابْن عدي: «هَذا حَدِيث مُنكر بِهَذا الإسْناد»، والله أعلم.
وروى البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٣٥٣): من طريق أبي بكر بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمَّد، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة، فقال: أما من ثقة فلا.
ثم نقل قول الشافعي وأن أحد من يذهب هذا المذهب كان يناظر الشافعي ذكر هذا الحديث في مجلس يضم العلماء فكل العلماء في المجلس قالوا خطأ .
وفي كتاب دبيان في المعاملات المعاصرة :
وقد رواه عبد الرزاق في المصنف (١٨٧٣١) عن الثوري، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس. وهذا لو ثبت لكان متابعًا لأبي حنيفة، ولكن العلماء قد ذكروا أن الثوري قد دلسه، وأنه لم يسمعه من عاصم، بل رواه عن أبي حنيفة، فقد رواه الدارقطني (٣/ ٢٠١) من طريق محمَّد بن أبي بكر العطار أبي يوسف الفقيه، نا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن أبي حنيفة، عن عاصم به.
فرجعت رواية سفيان إلى رواية أبي حنيفة، وقد روى الدارقطني بسند صحيح عن يحيى بن معين، أنه قال: كان الثوري يعيب على أبي حنيفة حديثًا كان يرويه، ولم يروه غير أبي حنيفة، عن عاصم، عن أبي رزين. ساقه الدارقطني بعد ذكره لرواية أبي حنيفة.
وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد كما في سنن الدارقطني (٣/ ٢٠١): نرى أن سفيان الثوري إنما دلسه عن أبي حنيفة.
قال أحمد بن حنبل: لم يروه الثقات من أصحاب عاصم كشعبة وابن عيينة وحماد بن زيد، وإنما رواه الثورى، عن أبي حنيفة، وقد قال أبو بكر بن عياش: قلت لأبي حنيفة: هذا الذي قاله ابن عباس إنما قاله فيمن أتى
بهيمة أنه لا قتل عليه، لا في المرتدة، فتشكك فيه وتلون لم يقم به، فدل أنه خطأ…
وأما ما رواه الدارقطني (٣/ ١١٨) من طريق أبي مالك النخعي، عن عاصم بن أبي النجود به، فهذه متابعة لا يفرح بها؛ لأن أبا مالك النخعي شديد الضعف. انتهى النقل عن دبيان
………………………………….
( وأخرج الدارقطني عن بن المنكدر عن جابر أن امرأة ارتدت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها )
وفي إسناده: معمر بن بكار السعدي، ترجم له الذهبي في الميزان (٤/ ١٥٣)، وقال: شيخ لمطين، صويلح، قال العقيلي: في حديثه وهم، ولا يتابع على أكثره.
وراجع المعاملات المالية المعاصرة للدبيان
…………………………………
( وقد أخرج النسائي وصححه بن حبان عن بن عباس كان رجل من الأنصار أسلم ثم ندم وأرسل إلى قومه فقالوا يا رسول الله هل له من توبة فنزلت كيف يهدى الله قوما إلى قوله الا الذين تابوا فأسلم )
الصحيحة 3066
والصحيح المسند 591
وقال صاحب مرويات التفسير فتح الباري :
خرجه الإمام أحمد ١/٢٤٧، والنسائي في التفسير رقم٨٥، وابن جرير رقم٧٣٦٢، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم٩١٤، ٩٢٤ وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم٤٤٧٧، والحاكم ٢/١٤٢ كلهم من طرق عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. والحديث إسناده حسن. وقد صححه الحاكم، وأقّره الذهبي.
وكذلك صاحب أنيس الساري ذكره متصلا ومرسلا ورجح المتصل وصححه
وكذلك صححه صاحبا الاستيعاب في بيان الأسباب ورجحوا المتصل على المرسل ونبهوا على وهم وقع للبزار :
قلنا: ورجال إسناده ثقات رجال الصحيح.
قلنا: لفظ البزار: «أن قومًا أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم».
قال الحافظ في «العجاب» (٢/ ٧٠٩): «والبزار كان يحدث من حفظه فَيَهِمُ، والمحفوظ ما رواه ابن جرير ومن وافقه».
وقال السيوطي في «الدر المنثور» (٢/ ٢٥٨): «هذا خطأ من البزار ) انتهى من الاستيعاب.
……………………..
( قوله : وقال : يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين قال عكرمة نزلت في شاس بن قيس اليهودي دس على الأنصار من ذكرهم بالحروب التي كانت بينهم فتمادوا يقتتلون فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم فعرفوا أنها من الشيطان فعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا سامعين مطيعين فنزلت )
مرسل. أنيس الساري 3861
ليس في مرسل عكرمة ذكر لشاس إنما فيه أن يهودي جلس بينهم
أخرجه عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وإسحاق بن راهويه في تفسيره كما نقل عنهم ابن حجر في العجاب ٢/٧٢٤ والواحدي في أسباب النزول ص٩٩ من طرق عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة. ولفظه قال: «كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم، فجلس ( يهودي) مجلسًا فيه نفر من الأوس والخزرج فأنشد شعرًا قاله أحد الحيّين في حروبهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الآخرون: قد قال شاعرنا يوم كذا كذا ….
وقال موقع المجمع في أسباب النزول ويشهد له ما ورد من مراسيل مجاهد
وورد اصل القصة عن ابن عباس بإسناد ضعيف
لكن قال صاحب أنيس الساري قيس بن الربيع ضعيف لكن تابعه الثوري ثم ذكر روايته عند البخاري في الكنى ص 76
قال البخاري في «الكنى» رقم (٧٢٥) (١): «أبو نصر. حدثنا إبراهيم بن نصر، قال: نا الأشجعي، عن سفيان، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس: كان بين الأوس والخزرج».
قال البخاري: لم يعرف سماعه من ابن عباس.
وقال أبو زرعة: أبو نصر الأسدي الذي يروي عن ابن عباس ثقة».
أخرج الطبراني في الكبير ج١٢/رقم١٢٦٦٦،١٢٦٦٧ من طريقين، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس. ولفظه «قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت ﴿وكَيْفَ تَكْفُرُونَ وأنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وفِيكُمْ رَسُولُهُ﴾ الآية كلها والآيتان بعدها إلى ﴿واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْداءً فَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾»
…………………………….
( واستدل بن القصار لقول الجمهور بالإجماع يعني السكوتي لأن عمر كتب في أمر المرتد هلا حبستموه ثلاثة أيام وأطعمتموه في كل يوم رغيفا لعله يتوب فيتوب الله عليه )
قال محقق فقه السنة 4/162: إسناده لين.
قلنا في تخريجنا سنن أبي داود :
4359 – حَدَّثَنَا ابْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِىُّ عَنِ الْقَاسِمِ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَلَمْ يَنْزِلْ حَتَّى ضُرِبَ عُنُقُهُ وَمَا اسْتَتَابَهُ.
* المسعودي اختلط لكن رواية معاذ بن معاذ عنه قبل الاختلاط.
ولما نقل البيهقي هذه الأحاديث وكلام أبي داود ،قال: وروينا عن أبي بكر أنه أمر خالد بن الوليد حين بعثه إلى من ارتد من العرب أن يدعوهم بدعاية الإسلام فمن أجابه قبل ذلك منه…
ونقل عن ابن مسعود أنه قال لابن النواحة وادعى في مسيلمة ما ادعى : تب ،فأبى فقتله. ثم اشار عليه جرير والأشعث أن يستتيب أتباعه…
ومما ذكر أثر عمر في معاتبته بعض نوابه في قتله رجل قد ارتد ، وقال : لو حبستموه ثلاثة أيام… ونقل عن الشافعي أنه ضعف بعض طرق أثر عمر بالإنقطاع ،لكن قال البيهقي بأنه روي بإسناد متصل. ( السنن الكبرى 8/358)
……………………………..
ومن وجه آخر عند بن أبي شيبة كان أناس يعبدون الأصنام في السر
«مصنف ابن أبي شيبة» (5/ 564):
29003 – حدثنا أبو بكر قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، قال: كان أناس يأخذون العطاء والرزق ويصلون مع الناس كانوا يعبدون الأصنام في السر، فأتي بهم علي بن أبي طالب فوضعهم في المسجد، أو قال في السجن ثم قال: «يا أيها الناس ما ترون في قوم كانوا يأخذون العطاء والرزق ويعبدون هذه الأصنام؟»، قال الناس: اقتلهم، قال: «لا، ولكني أصنع بهم كما صنع بأبينا إبراهيم صلوات الله عليه، فحرقهم بالنار»
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا 33414 ونسب عبدالرحمن بن عبيد فقال العامري ولم أجد له ترجمه
وقال الحافظ بن حجر في «النكت الظراف» (٥/ ١٠٨) أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه قال: «كان الناس يأخذون العطاء والرزق مع الناس ويعبدون الأصنام في السر …» فذكر القصة، وأخرجها الحاكم في «تاريخ نيسابور» في ترجمة علي بن إبراهيم في وجه آخر، وعقب الحافظ على قول النسائي في محمد بن بكر أحد الرواة بأنه ليس بالقوي قال الحافظ قد تابعه أبو قرة موسى بن طارق عن ابن جريج، وصححه ابن حبان من طريقه
هل يصح أن هناك قوم ادعوا أن عليا هو الله قتلهم لذلك ؟
هذه مناظرة في الشبكة بين باحثين مع إضافات مني:
هناك اتجاهان لكشف هذا الغموض الأول من خلال الروايات نفسها, فقد ذكرت الروايات أن القوم زنادقة كما في رواية البخاري أو أنهم قوم من الزط يعبدون وثنا كما عند البيهقي والطبراني أو ناسا ارتدوا عن الإسلام كما عند أحمد أو أناس يأخذون العطاء والزرق ويصلون مع الناس كانوا يعبدون الأصنام في السر كما في مصنف أبي شيبة أو أهل بيت لهم وثن في دارهم يعبدونه.
الإتجاه الآخر هي الروايات التاريخية أو الأدبية أو رواية أصحاب كتب الملل والنحل التي تذكر أن هؤلاء القوم من الغلاة الذين ادعوا الألوهية لعلي والمشكلة في القضية هي اشتهار الإتجاه الثاني حتى طمس الإتجاه الأول وأظن أن السبب في اشتهاره مع وضوح الروايات هي غرابة حادثة التحريق في الرواية الموافقة لغرابة ادعاء الألوهية.
والسؤال المطروح لماذا أغفلت الروايات الحديثية ذكر حادثة ادعاء الألوهية مع غرابته
وهناك أسانيد فيها ضعف ذكرت أن القتل بسبب التأليه :
قال العلامة الإمام الآجري في (الشريعة):
(حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا فضل بن سهل الأعرج قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا خارجة بن مصعب، عن سلام بن أبي القاسم، عن عثمان بن أبي عثمان قال: جاء ناس من الشيعة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت هو؟. قال: من هو؟. قالوا: هو، قال: ويلكم من أنا؟. قالوا: أنت ربنا؛ قال: ارجعوا وتوبوا، فأبوا، فضرب أعناقهم ثم خد لهم في الأرض أخدودا، ثم قال: يا قنبر ائتني بحزم الحطب، فأتاه بحزم فأحرقهم بالنار، ثم قال:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا** أوقدت ناري ودعوت قنبرا.
حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي قال: حدثنا أبو يحيى الضرير قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا خارجة بن مصعب، عن سلام بن أبي القاسم، عن عثمان بن أبي عثمان قال: جاء ناس من الشيعة إلى علي رضي الله عنه، فذكر الحديث مثله إلى آخره) اهـ.
وقال أبو الشيخ الأصبهاني في (طبقات أصبهان):
(حدثنا أبو العباس البزار، قال: ثنا إبراهيم بن عيسى، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا خارجة بن مصعب، عن سلام، عن الشعبي، عن عيسى بن أبي عثمان قال: «جاء نفر من الشيعة إلى علي، فقالوا: أنت هو؟ قال: من أنا؟، قالوا: أنت هو، قال:» ويلكم، من أنا؟ «قالوا: أنت ربنا، قال:» ارجعوا وتوبوا «، فأبوا ،» فضرب أعناقهم، ثم خد لهم في الأرض أخدودا، فقال: «يا قنبر إيتني بحزم الحطب»، فأتاه بحزم الحطب، فأحرقهم بالنار، ثم قال:
إني لما رأيت أمرا منكرا** أوقدت نارا ودعوت قنبرا) اهـ.
قال محقق كتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني :
وإسناده ضعيف.
خارجة بن مصعب «ضعيف؛ يدلّس عن المجهولين الكذابين».
وعثمان بن أبي عثمان: «منكر الحديث مجهول» كما في «الميزان».
لكن للحديث طرق أخرى، ذكر بعضها الحافظ في «الفتح» (١٢/٢٨٢) وحسّنها.
والخبر ذكره: الملطي في «التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع» (ص١٨) والجوزجاني في «أحوال الرجال» (ص ٣٨) وابن القيم في «الطرق الحكمية» (ص ١٥) والذهبي في «ميزان الاعتدال» (٢/٤٢٦- ط. الحجاوي) أو (٢/ ٤٠٤- ط. العلمية) وغيرهم.
غاية الأماني في الرد على النبهاني ١/٥٤
قال ابن حجر :
وزعم أبو المظفر الإسفرايني في ” الملل والنحل ” أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبائية وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديا ثم أظهر الإسلام وابتدع هذه المقالة، وهذا يمكن أن يكون أصله ما رويناه في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: قيل لعلي إن هنا قوما على باب المسجد يدعون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا. فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت أن يعذبني، فاتقوا الله وارجعوا، فأبوا، فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، فقال أدخلهم فقالوا كذلك، فلما كان الثالث قال لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة، فأبوا إلا ذلك، فقال يا قنبر ائتني بفعلة معهم مرروهم فخذ لهم أخدودا بين باب المسجد والقصر وقال: احفروا فأبعدوا في الأرض، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال:
إني إذا رأيت أمرا منكرا** أوقدت ناري ودعوت قنبرا
وهذا سند حسن، وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق قتادة ” أن عليا أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فأحرقهم ” فسنده منقطع، فإن ثبت حمل على قصة أخرى، فقد أخرج ابن أبي شيبة أيضا من طريق أيوب بن النعمان ” شهدت عليا في الرحبة، فجاءه رجل فقال إن هنا أهل بيت لهم وثن في دار يعبدونه فقام يمشي إلى الدار فأخرجوا إليه بمثال رجل قال فألهب عليهم علي الدار “) اهـ.
فدعوى الرافضة أن القصة لا أصل لها من كذبهم العريض الذي لا يستحيون منه، كدعواهم أن ابن سبأ لا أصل له.
الحديث الأول الذي ذكرته عن عثمان بن أبي عثمان لايصح قال الأزدي في عثمان (منكر الحديث مجهول لاأحفظ له إلا حديث خارجة بن مصعب عن سلام عنه) لسان الميزان.
وفي متن الحديث مايدل على بطلانه فإنه ذكر أن عليا قتلهم ثم بعد ذلك حرقهم ولو حدث ذلك لما أنكر عليه ابن عباس ولما استدل بحديث لايعذب إنما تكون القضية لوم على التمثيل في الجثث بعد موتها وهذا لم يحدث ويكون فتنة التعذيب بالنار كانت سببا في فتنة هؤلاء الناس بتيقنهم أن عليا هو ربهم كما يزعمون.
2_ أما رواية أبي طاهر المخلص التي رواها ابن حجر وهي وإن كان حسنها ابن حجر تحتاج إلى تحقيق هي تخالف الروايات الأخرى الأقوى منها.
قلت سيف : في سندها عبدالله بن شريك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
قال جامع كتاب فتنة مقتل عثمان :
قال ابن حجر : عبد الله بن شريك العامري، الكوفي، صدوق يتشيع، أفرط الجوزجاني فكذبه، من الثالثة، س (ابن حجر، التقريب، ٣٣٨٤)
وابوه لم أجد له ترجمة.
ثم ذكر رواية البخاري كشاهد خاصة أنه جاء بلفظ الزنادقة :
وقد روى البخاري في صحيحه٣ شاهدًا لبعض هذه الرواية فقال: «حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال:»أتي عليّ بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله ﷺ: «لا تعذبوا بعذاب الله»، ولقتلتهم، لقول رسول الله ﷺ: «من بدل دينه فاقتلوه».
ثم ذكر عن ابن عساكر بسنده من طريق
عن سلمة بن كهيل عن حُجَيَّة بن عدي الكندي قال: رأيت عليًا وهو على المنبر، وهو يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود، الذي يكذب على الله وعلى رسوله؟ -يعني: ابن الأسود- لولا أن لا يزال يخرج علي عصابة تنعى علي دمه، كما ادُّعِيت عليَّ دماء أهل
النهر لجعلت منهم ركامًا
وعن ابن عساكر بسنده من طريق محمد بن عبّاد١ نا سفيان٢ عن عمار الدُّهْني٣ قال: سمعت أبا الطفيل٤ يقول: رأيت المسيب بن نَجَبَة٥أتى به مُلَبِّبَه٦يعني: ابن السوداء، وعليُّ على المنبر، فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله»
وبسند ابن عساكر
عن مغيرة٥ عن سماك٦ قال: بلغ عليًا أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر، فدعا به، ودعا بالسيف – أو قال: فهَمَّ بقتله – فكُلِّم فيه، فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه. قال: فسيره إلى المدائن.
وكل إسناد لابن عساكر من هذه الأسانيد ذكر راو أو أكثر لم يجد له ترجمة
وذكر من المصادر : ابن سبأ حقيقة لا خيال للدكتور/ سعدي الهاشمي /ط١/ ١٤٠٦هـ/ مكتبة الدار بالمدينة النبوية.
ولم أجد فيه غير ما ذكرنا بقي تعريف الزنديق الواردة في صحيح البخاري
الزنادقة
جمع زنديق، وهو فارسي معرب، وفي معناه أقوال كثيرة، كما في «الفتح» (١٢/ ٢٧٠ – ٢٧١)، وفي «المعجم الوسيط»: «الزندقة: القول بأزلية العالم، وأطلق على الزردشتية، والمانوية، وغيرهم من الثنوية، وتُوسع فيه فأطلق على كل شاكٍّ، أو ضالٍّ، أو ملحدٍ».
ممن ذكر عبدالله بن سبأ أو السبئية العقيلي وابن حبان و ابن الجوزي في الموضوعات :
ابن حبان :
محمد بن السائب بن بشير بن عمرو بن عبد الحارث بن عبد العزى الكلبي أبو النضر الكولا النسابة المفسر، ت ١٤٦هـ، قال ابن حبان في المجروحين ج٢/ ٢٥٢-٢٥٣ «كان الكلبي سبائيًا من أصحاب عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون أن عليًا لم يمت وأنه راجع إلى الدنيا ويملأها عدلًا كما ملئت جورًا وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها» وقال عنه «الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه». وانظر: تهذيب التهذيب ج ٩/١٧٩- ١٨١، ميزان الاعتدال ج ٣/ ٥٥٦- ٥٥٩.
والعقيلي :
١٦٣٢ – مُحَمَّدُ بْنُ السّائِبِ الكَلْبِيُّ أبُو النَّضْرِ كُوفِيٌّ
حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّارُ، حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ يَعْلى قالَ: سَمِعْتُ زائِدَةَ، يَقُولُ: اطْرَحُوا حَدِيثَ الأرْبَعَةِ -[٧٧]-: الحَجّاجُ وجابِرٌ وحُمَيْدٌ صاحِبُ مُجاهِدٍ والكَلْبِيُّ، فَأمّا الكَلْبِيُّ، ورَفَعَ إصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، صُمَّتا إنْ لَمْ أكُنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَسِيتُ عِلْمِي فَأتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ فَسَقَوْنِي عَسَلًا فامْتَلَأتُ عِلْمًا، أفَتَأْمُرُوِني أنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى، حَدَّثَنا العَبّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ يَعْلى المُحارِبِيُّ قالَ: قِيلَ لِزائِدَةَ: ثَلاثَةٌ لا يُرْوى عَنْهُمُ ابْنُ أبِي لَيْلى، وجابِرٌ الجُعْفِيُّ والكَلْبِيُّ، قالَ: فَأمّا ابْنُ أبِي لَيْلى فَبَيْنِي وبَيْنَ آلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ حَسَنٌ فَلَسْتُ أذْكُرُهُ، وأمّا جابِرٌ الجُعْفِيُّ كانَ – واللَّهِ – كَذّابًا يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، وأمّا الكَلْبِيُّ
فَكُنْتُ أخْتَلِفُ إلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمًا: مَرِضْتُ مَرْضَةً فَنَسِيتُ ما كُنْتُ أحْفَظُ، فَأتَيْتُ إلى آلِ مُحَمَّدٍ فَتَفَلُوا فِي فِي، فَحَفِظْتُ ما كُنْتُ نَسِيتُ، فَقُلْتُ: واللَّهِ، لا أرْوِي عَنْكَ شَيْئًا، فَتَرَكْتُهُ. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى، حَدَّثَنا أبُو حاتِمٍ السِّجِسْتانِيُّ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنا الأصْمَعِيُّ، حَدَّثَنا أبُو عَوانَةَ قالَ: سَمِعْتُ الكَلْبِيَّ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مَن تَكَلَّمَ بِهِ كَفَرَ، وقالَ مَرَّةً: لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ثانِيَةً كَفَرَ، فَسَألْتُهُ عَنْهُ فَجَحَدَهُ. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى، حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ غِياثٍ، حَدَّثَنا ابْنُ مَهْدِيٍّ قالَ: جَلَسَ إلَيْنا أبُو جُرَيٍّ عَلى بابِ أبِي عَمْرِو بْنِ العَلاءِ، فَقالَ: أشْهَدُ أنَّ الكَلْبِيَّ كافِرٌ، قالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، فَقالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أشْهَدُ أنَّهُ كافِرٌ، قالَ: فَماذا زَعَمَ؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كانَ جَبْرائِيلُ ، جاءَ يُوحِي إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقامَ النَّبِيُّ ﷺ، أنا لَمْ أسْمَعْهُ يَقُولُ هَذا، ولَكِنِّي رَأيْتُهُ يَضْرِبُ عَلى صَدْرِهِ، ويَقُولُ لَنا: سَبَئِيٌّ، أنا سَبَئِيٌّ، قالَ أبُو جَعْفَرٍ: هُمْ صِنْفٌ
مِنَ الرّافِضَةِ، أصْحابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أيُّوبَ بْنِ يَحْيى بْنِ الضُّرَيْسِ، حَدَّثَنا أبُو سَلَمَةَ قالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قالَ: سَمِعْتُ الكَلْبِيَّ: أنا سَبَئِيٌّ -[٧٨]-. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أيُّوبَ، حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ الحُصَيْنِ، حَدَّثَنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمانَ، عَنْ لَيْثٍ قالَ: بِالكُوفَةِ كَذّابانِ: الكَلْبِيُّ والسُّدِّيُّ. حَدَّثَنا زَكَرِيّا بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنّى قالَ: ما سَمِعْتُ يَحْيى، ولا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثانِ عَنْ سُفْيانَ، عَنِ الكَلْبِيِّ. حَدَّثَنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنا عَبّاسٌ قالَ: سَمِعْتُ يَحْيى قالَ: الكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيّا، حَدَّثَنا واصِلُ بْنُ عَبْدِ الأعْلى، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إبْراهِيمَ أنَّهُ قالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ السّائِبِ: ما دُمْتَ عَلى هَذا الرَّأْي لا تَقْرَبْنا، وكانَ مُرْجِئًا. حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْماعِيلَ، حَدَّثَنا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، حَدَّثَنا عاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قالَ: قالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: هَلْ تَدْرِي ما الحَفَدَةُ يا زِرُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هُمْ حَفَدَةُ الرَّجُلِ مِن ولَدِهِ، ووَلَدِ ولَدِهِ، قالَ: لا
ولَكِنَّهُمُ الأصْهارُ، قالَ: عاصِمٌ: فَقالَ لِيَ الكَلْبِيُّ: أصابَ زِرٌّ وكَذَبَ، لَعَمْرُ اللَّهِ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ، حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ قالَ: سَمِعْتُ يَحْيى قالَ: مُحَمَّدُ بْنُ السّائِبِ الكَلْبِيُّ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنِي آدَمُ قالَ: سَمِعْتُ البُخارِيَّ، يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ السّائِبِ الكَلْبِيُّ كُوفِيٌّ، تَرَكَهُ يَحْيى بْنُ سَعِيدٍ، وابْنُ مَهْدِيٍّ
قال ابن الجوزي في الموضوعات :
والصنف الثّالِث: عوام جهلة يَقُولُونَ: ما يُرِيدُونَ مِمّا يسوغ فِي العقل ومِمّا لا يسوغ.
ولَقَد وضعت الرافضة كتابا فِي الفِقْه وسموه مَذْهَب الإمامية، وذكروا فِيهِ ما يخرق إجْماع المُسلمين بِلا دَلِيل أصلا.
أنْبَأنا عَبْدُ الوَهّابِ بْنُ المُبارَكِ ومُحَمَّدُ بن ناصِر الحافظان قالَ أنْبَأنا أحْمَدُ بْنُ المُظَفَّرِ بْنِ سَوْسَنٍ قالَ أنبأنا عبد الرحمن بن عبيد الله الخرقِيّ قالَ أنْبَأنا أبُو أحْمد حَمْزَة بن مُحَمَّد الدهْقان قالَ حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى بْنِ حبان المدايني قالَ حَدَّثَنا عِيسى ابْن مُحَمَّد المكتب قالَ أنْبَأنا وهب بن بَقِيَّة قالَ حَدَّثَنا مُحَمَّد بن حجر الباهلى عَن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عَن أبِيه قالَ قالَ الشّعبِيّ: يا مالك لَو أردْت أن يعطوني رقابهم عبيدا أو أن يملئوا [يملاوا] بَيْتِي ذَهَبا على أن أكذب لَهُم على
عَليّ لفعلوا، ولَكِن والله لا كذبت أبدا.
يا مالك إنِّي قد درست الأهْواء كلها فَلم أر قوما أحمَق من الخشية (١)، لَو كانُوا من الدَّوابّ كانُوا حمرا أو من الطير كانُوا رخما.
أحذركم الآراء المضلة وشرها الرافضة، أحرقهم على النّار ونفاهم من البلدانِ، نفى عبد الله بن سبأ إلى ساباط، ونفى غَيره.
ومحنة الرافضة محنة اليَهُود قالَت اليَهُود لا يصلح الملك إلّا فِي آل داوُد.
وقالَت الرافضة لا تصلح الإمارَة إلّا فِي آل عَليّ، وقالَت اليَهُود لا جِهاد فِي سَبِيل الله حَتّى يخرج المَسِيح الدَّجّال ……
=============
==============
………………………….
وعند الطبراني في الأوسط من طريق سويد بن غفلة أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال صدق الله ورسوله
«الرد على الجهمية للدارمي ت البدر» (ص208):
384 – حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، أن أبا بكر بن عياش، حدثهم عن أبي حصين، عن سويد بن غفلة، أن عليا، رضي الله عنه قتل زنادقة ثم أحرقهم، ثم قال: صدق الله ورسوله
ذكره ابْن حجر فِي الفَتْح ١٢/ ٢٧٠ وعَزاهُ الطَّبَرانِيّ فِي الأوْسَط من طَرِيق سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ «أنَّ عَلِيًّا بلغه أن قوما ارْتَدُّوا عَن الإسْلام فَبعث إلَيْهِم فأطعمهم، ثمَّ دعاهم إلى الإسْلام فَأبَوا، فحفر حفيرة، ثمَّ أتى بهم فَضرب أعْناقهم ورَماهُمْ فِيها، ثمَّ ألْقى عَلَيْهِم الحَطب فأحرقهم، ثُمَّ قالَ: صَدَقَ اللَّهُ ورَسُولُهُ». وأخرجه عبد الله بن الإمام أحْمد فِي السّنة ص«١٨٨» ١٢٥٢ من طَرِيق آخر، عَن أبي جُحَيْفَة قالَ: لما أحرق عَليّ الزط قالَ: صدق الله ورَسُوله، فَلَمّا انْصَرف قلت لَهُ: فَهَل عهد إلَيْك فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عهدا؟ فَقالَ: إذا قلت: صدق الله ورَسُوله عرف مثلك ومن يعقل أنه كَذَلِك، فَإذا قلت: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فهنالك فسلني. وفيه مجالد .
…………………………..
وهذا يمكن أن يكون أصله ما رويناه في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال قيل لعلي إن هنا قوما على باب المسجد يدعون أنك ربهم فدعاهم فقال لهم ويلكم ما تقولون قالوا أنت ربنا وخالقنا ورازقنا …
سبق أن عبدالله بن شريك لم يوثقه معتبر
………………………………….
وأما ما أخرجه بن أبي شيبة من طريق قتادة أن عليا أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فأحرقهم فسنده منقطع
على شرط الشيخين. الإرواء 2471، وكذلك قال محققو المسند 2966 وسنده إنما هو من طريق قتادة عن أنس أن عليا أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فأحرقهم فقال ابن عباس: إنما قال صلى الله عليه وسلّم من بدل دينه فاقتلوه .
وورد عن قتادة عن عكرمه عن ابن عباس وعن قتادة عن الحسن مرسلا راجع تحفة الأشراف ٥٣٦٢
……………………………
فقد أخرج بن أبي شيبة أيضا من طريق أيوب بن النعمان شهدت عليا في الرحبة فجاءه رجل فقال إن هنا أهل بيت لهم وثن في دار يعبدونه فقام يمشي إلى الدار فأخرجوا إليه بمثال رجل قال فألهب عليهم علي الدار
«مصنف ابن أبي شيبة» (5/ 564):
29004 – حدثنا أبو بكر قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن أيوب بن نعمان، قال: شهدت عليا في الرحبة وجاء رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إن هاهنا أهل بيت لهم وثن في دارهم يعبدونه، فقام علي يمشي حتى انتهى إلى الدار فأمرهم فدخلوا، فأخرجوا له تمثال رخام فألهب علي الدار ”
مروان بن معاويه ثقة كان يدلس أسماء الشيوخ
٦٢٠ – أيوب بن النعمان، عن زيد بن أرقم.
• قال الذهبي: قال الدّارَقُطْنِيّ: ليس بالقوي. «الميزان» ١ (١١٠٨).
موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله وراجع لسان الميزان
وهناك في كتب نزهة الالقاب لإبن حجر
٩٩٠ – خُنَيْس
هُوَ أيُّوب بن النُّعْمان الأنْصارِيّ ابْن عَم أبي يُوسُف
………………………………
وعند أبي داود عن بن مسعود في قصة أخرى أنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار
الصحيحة 487 وهو عند أبي داود ٥٢٧٠ وهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
………………………………..
في رواية إسماعيل بن علية عند أبي داود في الموضعين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوله من بدل دينه فاقتلوه زاد إسماعيل بن علية في روايته فبلغ ذلك عليا فقال ويح أم بن عباس كذا عند أبي داود وعند الدارقطني بحذف أم
صحيح . سنن أبي داود .
قال شعيب الأرنؤوط: كذا في النسخة التي شرح عليها الخطابي: ويح ابن عباس، وهي كذلك في نسخة أبي الطيب العظيم آبادي ونسخة السهارنفوري، وكذلك جاء في “جامع الأصول” لابن الأثير الجزري (1801).
وجاء في (أ) و (هـ): ويح أم ابن عباس وهي كذلك في “مختصر المنذري”، وفي (ب) و (ج): ابن أم عباس.
قال أبو الطيب: بزيادة لفظ “أم” بين لفظ “ابن” و”عباس”، والظاهر أنه سهوٌ من الكاتب.
……………………………….
وتمسكوا بحديث النهي عن قتل النساء وحمل الجمهور النهي على الكافرة الأصلية إذا لم تباشر القتال ولا القتل لقوله في بعض طرق حديث النهي عن قتل النساء لما رأى المرأة مقتولة ما كانت هذه لتقاتل
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
الصحيحة 701 ، وصححه محققو المسند
أخرجه ابوداود٢٦٦٩
ذكر صاحب المفاريد ضعفه وقال له شواهد في الصحيح .
وربما يقصد حديث ابن عمر أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتوله فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان . أخرجه البخاري ومسلم
والالباني عن حديث المرقع حسن صحيح وكذلك محققو المسند ١٥٩٩٢
وحديث المرقع الزم الدارقطني الشيخين به فهذا توثيق. قال : رباح بن الربيع اخو حنظلة بن الربيع رواه أبو الزناد عن مرقع بن صيفي عنه
أما الإمام أحمد لما سأل عن حديثه عن أبي ذر قال إنما هو شاعر .
فالجمع بين الأقوال نجعله في مرتبة الحسن فيكون على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
…………………………………..
وقد وقع في حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى اليمن قال له أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فإن عاد وإلا فاضرب عنقه وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها وسنده حسن.
ضعيف جدا. أنيس الساري 1659 بسبب محمد بن عبيد العرزمي متروك
………………………………….
فقد أخرجه الطبراني من وجه آخر عن عكرمة عن بن عباس رفعه من خالف دينه دين الإسلام فاضربوا عنقه
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10582:
رواه الطبراني، وفيه الحكم بن أبان وهو ضعيف.
قلت سيف بن دورة:
أخرجه الطبراني (١١٦١٧) وليس البلاء من الحكم بن أبان فقد وثقه ابن معين والنسائي وغيرهم وقال ابن المبارك وذكره مع إثنين: ارم بهؤلاء
راجع تهذيب الكمال مع الحاشية
لكن البلاء من ابنه إبراهيم
………………………………..
وقال للذي ساره في قتل رجل أليس يصلي قال نعم قال أولئك الذين نهيت عن قتلهم
الصحيح المسند 711 ، وصححه محققو المسند 23670
قلت سيف بن دورة : تكلمنا على الحديث في تعليقنا على الصحيح المسند نقلنا ترجيح أبي حاتم وابي زرعة لرواية من رواه من مسند عبدالله بن عدي بن حمراء خلافا لمن قال انه عن أبي هريرة العلل ٨٣٠ بينما الدارقطني رجح حديث أبي هريرة لكن المحقق جعل إحتمال وجود سقط العلل ١٧٤٣
وراجع علل ابن أبي حاتم ٩٠٧ حيث وهموا عبدالرزاق في وصل الحديث
وكذلك القاضي إسماعيل قال اجودها حديث معمر ان كان ضبط عبدالرازق عن معمر
ويشهد له حديث أبي سعيد في الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أعدل قال خالد دعني اضرب عنقه قال : لعله يصلي ….. ذكره ابن رجب تحت شرح الحديث الثامن من الأربعين .
وقد ذكره ابن حجر في شرحه هنا
……………………………………
ولأحمد والنسائي من وجه آخر عن أبي بردة فتشهد أحدهما فقال جئناك لتستعين بنا على عملك فقال الآخر مثله
واخرجه ابوداود وفيه ان أخونكم عندنا من طلبه
إسناده ضعيف ومتنه منكر. والمحفوظ ما قي الصحيحين انا والله لا نولي على هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا حرص عليه. ضعيف أبي داود 558 وسيأتي
………………………………….
وعندهما من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه أتاني ناس من الأشعريين فقالوا انطلق معنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لنا حاجة فقمت معهم فقالوا أتستعين بنا في عملك
الحديث في البخاري ٦٩٢٤ ومسلم باب النهي عن طلب الأمارة بنحوه
وصححهالألباني في سنن النسائي 5382 ، وقال محققو المسند 19741 : إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن علي بن مُقدَّم: هو عمر ابن علي بن عطاء بن مُقَدَّم، وإن كان موصوفًا بالتدليس- قد صرح بالتحديث من أبي عُميس، وهو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه النسائي في «المجتبى» ٨/٢٢٤، و«الكبرى» (٥٩٣٥)، وأبو عوانة ٤/٤١٠ من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
………………………………..
وفي أخرى فقال إن أخونكم عندنا من يطلبه فلم يستعن بهما في شيء حتى مات أخرجه أحمد
سبق:
إسناده ضعيف ومتنه منكر. ضعيف أبي داود 558 ، وضعفه الأرنؤوط في تحقيق أبي داود
…………………………………………..
ولأحمد من طريق أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال قدم معاذ بن جبل على أبي موسى فإذا رجل عنده فقال ما هذا فذكر مثله وزاد ونحن نريده على الإسلام منذ أحسبه شهرين
على شرط الشيخين. الإرواء 2471 ، وصححه محققو المسند
قلت سيف بن دورة: في تخريجنا لمسند أحمد
22015 – حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرَنَا مَعمَرٌ، عَن أَيُّوبَ، عَن حُمَيدِ بنِ هِلَالٍ العَدَوِيِّ، عَن أَبِي بُردَةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى أَبِي مُوسَى مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، بِاليَمَنِ، فَإِذَا رَجُلٌ عِندَهُ، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا، فَأَسلَمَ، ثُمَّ تَهَوَّدَ، وَنَحنُ نُرِيدُهُ عَلَى الإِسلَامِ مُنذُ، قَالَ: أَحسَبُهُ، شَهرَينِ. فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَقعُدُ حَتَّى تَضرِبُوا عُنُقَهُ. فَضُرِبَت عُنُقُهُ، فَقَالَ: قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ: ” أَنَّ مَن رَجَعَ عَن دَينِهِ فَاقتُلُوهُ ” أَو قَالَ: ” مَن بَدَّلَ دَينَهُ فَاقتُلُوهُ ”
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين،
الجواب: على شرط المتمم على الذيل
الحديث أخرجه البخاري 6923، ومسلم 1733 وعندهما مطولا
وظاهر سند أحمد الإرسال لكن لا بأس بقبوله لأن أبا بردة مكثر عن أبيه، وعند أحمد زيادة على الصحيحين وهي (ونحن نريده على الإسلام، قال أحسبه، شهرين)
…………………………………..
وأخرج الطبراني من وجه آخر عن معاذ وأبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهما أن يعلما الناس فزار معاذ أبا موسى فإذا عنده رجل موثق بالحديد فقال يا أخي أو بعثت تعذب الناس إنما بعثنا نعلمهم دينهم ونأمرهم بما ينفعهم فقال إنه أسلم ثم كفر فقال والذي بعث محمدا بالحق لا أبرح حتى أحرقه بالنار
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10576: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
قلت سيف بن دورة: نقلنا في بعض شروحنا شذوذ التحريق:
استدلوا على عدم حرمة التحريق بما نسب إلى بعض الصحابة من التحريق، ومن ذلك ما نسب إلى علي رضي الله عنه وخالد وأبي بكر الصديق.
قلت: وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم لا يقوى على معارضة النصوص الناهية عن التحريق، لا من جهة صحة الأسناد، ولا من جهة الرفع، بل لم يحدث شيء من ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.
وأما ما رواه الطبراني في المعجم الكبير من حديث عبد الله بن نمير، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذ بن جبل إلى اليمن وفيه قصة الرجل الذي ارتد، “لا أبرح حتى أحرقه بالنار، فقال أبو موسى: إن لنا عنده بقية، قال معاذ: والله لا أبرح أبدا، قال: فأتي بحطب فألهبت فيه النار، وطرحه).
فهذا حديث شاذ لمخالفته ما رواه الثقات.
فقد روى هذه القصة حميد بن هلال، وعبد الملك بن عمير، و طلحة بن يحيى، وسعيد بن أبي بردة، وبريد بن عبد الله بن أبى بردة، كلهم عن أبي بردة رضي الله عنه عن أبي موسى ..
وكلهم (ما عدى رواية عبد الله بن نمير عن طلحة بن يحيى) ذكروا في القصة القتل ولم يذكروا التحريق.
بل ورد التصريح بضرب العنق عند البخاري من طريق شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه، ولفظه: “فقال معاذ لأضربن عنقه”.
بل وردت رواية عن طلحة موافقة للجماعة
فبان أن رواية عبد الله بن نمير عن طلحة بن يحيى رواية شاذة، وأن المحفوظ هو رواية الحماني عن طلحة، الموافقة لروايات كل من روى عن أبي بردة في ذكر القتل بدل التحريق.
…………………………….
وأخرج أبو داود من طريق طلحة بن يحيى ويزيد بن عبد الله كلاهما عن أبي بردة عن أبي موسى قال قدم على معاذ فذكر قصة اليهودي وفيه فقال لا أنزل عن دابتي حتى يقتل فقتل قال أحدهما وكان قد استتيب قبل ذلك
صحيح. سنن أبي داود 4355 ، والإرواء 8/125
قلت سيف بن دورة: في تخريجنا لسنن أبي داود قلنا :
4357 – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا الْحِمَّانِىُّ – يَعْنِى عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ – عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى وَبُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَدِمَ عَلَىَّ مُعَاذٌ وَأَنَا بِالْيَمَنِ وَرَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ فَارْتَدَّ عَنِ الإِسْلاَمِ فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ قَالَ لاَ أَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِى حَتَّى يُقْتَلَ. فَقُتِلَ. قَالَ أَحَدُهُمَا وَكَانَ قَدِ اسْتُتِيبَ قَبْلَ ذَلِكَ.
——————–
* أعله أبوداود كما سيأتي كلامه في الحديث التالي
عبدالحميد بن عبدالرحمن، قال البيهقي هو الحماني، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ
4358 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا حَفْصٌ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِىُّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَأُتِىَ أَبُو مُوسَى بِرَجُلٍ قَدِ ارْتَدَّ عَنِ الإِسْلاَمِ فَدَعَاهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا فَجَاءَ مُعَاذٌ فَدَعَاهُ فَأَبَى فَضُرِبَ عُنُقُهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ لَمْ يَذْكُرْ الاِسْتِتَابَةَ وَرَوَاهُ ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى مُوسَى وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الاِسْتِتَابَةَ.
———————-
* انظر الحديث التالي، والحديث في البخاري 2262، ومسلم 1732 من طرق، وليس فيه قصة الإستتابة.
4359 – حَدَّثَنَا ابْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِىُّ عَنِ الْقَاسِمِ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَلَمْ يَنْزِلْ حَتَّى ضُرِبَ عُنُقُهُ وَمَا اسْتَتَابَهُ.
——————–
* المسعودي اختلط لكن رواية معاذ بن معاذ عنه قبل الاختلاط.
ولما نقل البيهقي هذه الأحاديث وكلام أبي داود، قال: وروينا عن أبي بكر أنه أمر خالد بن الوليد حين بعثه إلى من ارتد من العرب أن يدعوهم بدعاية الإسلام فمن أجابه قبل ذلك منه …
ونقل عن ابن مسعود أنه قال لابن النواحة وادعى في مسيلمة ما ادعى: تب، فأبى فقتله. ثم اشار عليه جرير والأشعث أن يستتيب أتباعه …
ومما ذكر أثر عمر في معاتبته بعض نوابه في قتله رجل قد ارتد، وقال: لو حبستموه ثلاثة أيام … ونقل عن الشافعي أنه ضعف بعض طرق أثر عمر بالإنقطاع، لكن قال البيهقي بأنه روي بإسناد متصل.
(السنن الكبرى 8/ 358)
…………………………………
وله من طريق أبي إسحاق الشيباني عن أبي بردة أتي أبو موسى برجل قد ارتد عن الإسلام فدعاه فأبى عشرين ليلة أو قريبا منها وجاء معاذ فدعاه فأبى فضرب عنقه
وله من طريق أبي إسحاق الشيباني عن أبي بردة أتي أبو موسى برجل قد ارتد عن الإسلام فدعاه فأبى عشرين ليلة أو قريبا منها وجاء معاذ فدعاه فأبى فضرب عنقه
«السنن الكبرى للبيهقي» (8/ 358):
16883 – وأخبرنا أبو علي، أنبأ أبو بكر، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص، ثنا الشيباني، عن أبي بردة بهذه القصة، قال: ” فأتى أبو موسى برجل قد ارتد عن الإسلام، فدعاه عشرين ليلة أو قريبا منها، فجاء معاذ فدعاه فأبى فضرب عنقه ” قال أبو داود: رواه عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، لم يذكر الاستتابة ورواه ابن فضيل، عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى، لم يذكر فيه الاستتابة .
وسبق الكلام عليه في الحديث السابق