تخريج سنن أبي داود
قام به سيف بن دوره الكعبي وصاحبه
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
1471 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ: مَرَّ بِنَا أَبُو لُبَابَةَ فَاتَّبَعْنَاهُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَهُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا رَجُلٌ رَثُّ الْبَيْتِ، رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرَأَيْتَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَسَنَ الصَّوْتِ؟ قَالَ: «يُحَسِّنُهُ مَا اسْتَطَاعَ».
__________
له شاهد قال البخاري (7527) – حَدَّثَنا إسْحاقُ، حَدَّثَنا أبُو عاصِمٍ، أخْبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أخْبَرَنا ابْنُ شِهابٍ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، وزادَ غَيْرُهُ: «يَجْهَرُ بِهِ»
أما حديث الباب عند أبي داود
* قال الدارقطني: وهم فيه عبد الجبار بن الورد” العلل 4/ 390 – 391
* قال أبو القاسم البغوي: “هكذا قال عبد الأعلى في حديثه: عن عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبي لبابة”.
* ورواه يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الدمشقي [ثقة]: نا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك، قال: دخلنا على أبي لبابة … ، فذكر الحديث.
أخرجه البغوي في معجم الصحابة (2/ 376/ 995)، والطحاوي في شرح المشكل (3/ 351/ 1309).
قال البغوي: “وأسنده هكذا، وهو الصواب، وقد قيل: عبيد الله بن أبي نهيك”.
وقال الطحاوي: “هكذا قال لنا فهد: عن عبد الله، وإنما هو: عبيد الله”.
قلت: و لا تعارض بروايته رواية كبار الحفاظ، أمثال: عمرو بن دينار، وابن جريج، والليث بن سعد [في المحفوظ عنه]، ومن تابعهم، مثل: سعيد بن حسان المخزومي المكي:
حيث اتفقوا على روايته عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن”.
* قال أبو بكر الخلال في العلل (46 – المنتخب) بعد أن ذكر حديث عبد الجبار بن الورد هذا: “أخبرنا المروذي؛ أنه سأل أبا عبد الله عن هذا الحديث؟ فقال: حديث سفيان عن عمرو هذا الذي ذكرناه، هو الصحيح. ورواه ابن جريج عن عمرو، كذا”.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل (433): “قرئ على العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين، يقول في حديث عبد الجبار بن الورد عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: دخلت على أبي لبابة بن عبد المنذر، فقلت ليحيى: سمع من أبي لبابة؟ فقال: لا أدري” [تاريخ ابن معين للدوري (3/ 126/ 523)].
وقال البزار في مسنده (6/ 148/ 2192): “وهذا الحديث اختلف فيه عن ابن أبي مليكة: فقال عمرو بن دينار، والليث: عن ابن أبي مليكة، عن ابن أبي نهيك، عن سعد، وقال عبد الجبار بن الورد: عن ابن أبي مليكة، عن ابن أبي يزيد، عن أبي لبابة، وقال عسل بن سفيان: عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، وقال عبيد الله بن الأخنس: عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس”.
والمحفوظ الأول: عن ابن أبي مليكة، عن ابن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، وهو حديث صحيح؛ كما تقدم بيانه.
وقال الدارقطني في العلل (4/ 390/ 649): “ورواه عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: كنت أنا وعبد الله بن السائب واقفين، فمر بنا أبو لبابة، فأسنده عن أبي لبابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولم يذكر سعدًا ووهم فيه”.
وقال ابن حجر في الإتحاف (5/ 98/ 5002): “ورواه عبيد الله بن الأخنس، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، وروايته شاذة. ورواه عسل بن سفيان، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس أيضًا، وقيل: عنه عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، وروايته شاذة أيضًا”.
* وانظر بقية الأوهام في علل الدارقطني (4/ 391/ 649) و (9/ 405 – 407).
1472 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ
__________
أثر صحيح، مقطوع على وكيع وابن عيينة قولهما
1473 – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مَالِكٍ، وَحَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ»
__________
أخرجه البخاري في “صحيحه” (6/ 191) برقم: (5023)، (6/ 191) برقم: (5024)، (9/ 141) برقم: (7482)، (9/ 158) برقم: (7544) ومسلم في “صحيحه” (2/ 192) برقم: (792)
بَابُ التَّشْدِيدِ فِيمَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ
1474 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ يَنْسَاهُ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ»
__________
[حكم الألباني]:ضعيف
حديث ضعيف مضطرب
أخرجه من طريق أبي داود: الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 110/ 85). [التحفة (3/ 234/ 3835)، المسند المصنف (8/ 466/ 4254)]
قال ابن حجر: عيسى بن فائد، بالفاء، أمير الرقة، مجهول، وروايته عن الصحابة مرسلة. «تقريب التهذيب» (5319).
– ويزيد بن أَبي زياد الكوفي ليس بثقة
قال ابن الجُنيد: قلتُ ليحيى بن مَعين: يزيد بن أَبي زياد، حُجَّة؟ قال: لا، ليس بحُجَّة، ضعيفُ الحديث. (929).
– وقال عبد الله بن أَحمد بن حنبل: قال أَبي: يزيد بن أبي زياد، حديثه ليس بذاك. «العلل ومعرفة الرجال» (3180).
– وقال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سأَلتُ أَبا زُرعَة، عن يزيد بن أَبي زياد، قال: كوفي لَيِّن، يُكتب حديثُه، ولا يُحتج به. «الجرح والتعديل» 9/ 265.
– وقال النَّسائي: يزيد بن أَبي زياد، كوفي، ليس بالقوي. «الضعفاء والمتروكين» (682).
– وقال البَرقاني: سأَلتُ الدَّارَقُطني، عن يزيد بن أَبي زياد، فقال: لا يُخرج عنه في الصحيح، ضعيفٌ، يُخطئ كثيرًا، ويتَلَقن إِذا لُقِّن. «سؤالاته» (561).
– وقال ابن عَدي: يزيد من شِيعة أَهل الكوفة، ومع ضعفه يُكتب حديثُه. «الكامل» 10/ 664
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 189): “هذا حديث غريب، والاضطراب فيه من يزيد؛ فإن في حفظه مقالًا”.
[انظر: التهذيب (9/ 344)، الميزان (4/ 423)].
وهو هنا مرة يجعله من مسند سعد بن عبادة، ومرة من مسند عبادة بن الصامت، ومرة يرويه عن عيسى بن فائد عن سعد بلا واسطة، ومرة يرويه بزيادة رجل مبهم في الإسناد بينهما، فالاضطراب فيه ظاهر.
وعيسى بن فائد: مجهول، قال البخاري: “مرسل”؛ يعني: أن روايته عن الصحابي مرسلة، بينهما رجل، لذا قال أبو حاتم: “روى عمن سمع سعد بن عبادة”، واعتمد ذلك ابن القطان في بيان الوهم في إثبات الانقطاع، مع جزمه بجهالة عيسى، وفي التهذيب:
“قال ابن عبد البر: هذا إسناد رديء في هذا المعنى، وعيسى بن فائد: لم يسمع من سعد بن عبادة، ولا أدركه” [التاريخ الكبير (6/ 386)، الجرح والتعديل (6/ 284)، بيان الوهم (2/ 415/ 423) و (4/ 290/ 1836)، إتحاف الخيرة (5/ 36/ 4186)، التهذيب (3/ 366)].
والواسطة بينهما: رجل مبهم، والله أعلم.
وقد قرر محقق تفسير سنن سعيد بن منصور هذه العلل
بَابُ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
1475 – حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَاتَنِيهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَا»، فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ»، ثُمَّ قَالَ لِيَ: «اقْرَا»، فَقَرَاتُ، فَقَالَ: «هَكَذَا [ص:76] أُنْزِلَتْ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ»،
__________
أخرجه البخاري في “صحيحه” (3/ 122) برقم: (2419)، (6/ 184) برقم: (4992)، (6/ 194) برقم: (5041)، (9/ 159) برقم: (7550) ومسلم في “صحيحه” (2/ 202) برقم: (818)
1476 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: «إِنَّمَا هَذِهِ الْأَحْرُفُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ، لَيْسَ تَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ»
__________
[حكم الألباني]:صحيح مقطوع
أخرجه مسلم
أخرجه من طريق أبي داود: ابن عبد البر في التمهيد (8/ 291).
وفي جامع معمر الذي رواه عبد الرزاق:
عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدُني؛ حتى انتهى إلى سبعة أحرف”.
قال الزهري: وإنما هذه الأحرف في الأمر الواحد الذي ليس فيه حلال ولا حرام.
وفي مسند أحمد: وإنما هذه الأحرف في الأمر الواحد، وليس يختلف في حلال ولا حرام.
أخرجه معمر في الجامع (11/ 219/ 20370) (10/ 262/ 21442 – ط التأصيل)، ومن طريقه: مسلم (819)، وأبو عوانة (2/ 465/ 3845)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 414/ 1854 م)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 501/ 1225)، وراجع [التحفة (4/ 482/ 5844)، الإتحاف (7/ 390/ 8041)، المسند المصنف (13/ 238/ 6367)]
1477 – حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يَا أُبَيُّ، إِنِّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ، أَوْ حَرْفَيْنِ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي: قُلْ: عَلَى حَرْفَيْنِ، قُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةٍ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي: قُلْ: عَلَى ثَلَاثَةٍ، قُلْتُ: عَلَى ثَلَاثَةٍ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ “، ثُمَّ قَالَ: ” لَيْسَ مِنْهَا إِلَّا شَافٍ كَافٍ، إِنْ قُلْتَ: سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ ”
وبعضة أخرجه مسلم في “صحيحه (2/ 203) برقم: (821)) (بمعناه مطولا.) قال الإمام مسلم:
(274) – ((821)) وحَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وحَدَّثَناهُ ابْنُ المُثَنّى، وابْنُ بَشّارٍ، قالَ ابْنُ المُثَنّى: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أبِي لَيْلى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كانَ عِنْدَ أضاةِ بَنِي غِفارٍ، قالَ: فَأتاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقالَ: إنَّ اللهَ يَامُرُكَ أنْ تَقْرَأ أُمَّتُكَ القُرْآنَ عَلى حَرْفٍ، فَقالَ: «أسْألُ اللهَ مُعافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ أتاهُ الثّانِيَةَ، فَقالَ: «إنَّ اللهَ يَامُرُكَ أنْ تَقْرَأ أُمَّتُكَ القُرْآنَ عَلى حَرْفَيْنِ»، فَقالَ: «أسْألُ اللهَ مُعافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جاءَهُ الثّالِثَةَ، فَقالَ: إنَّ اللهَ يَامُرُكَ أنْ تَقْرَأ أُمَّتُكَ القُرْآنَ عَلى ثَلاثَةِ أحْرُفٍ، فَقالَ: «أسْألُ اللهَ مُعافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ جاءَهُ الرّابِعَةَ، فَقالَ: إنَّ اللهَ يَامُرُكَ أنْ تَقْرَأ أُمَّتُكَ القُرْآنَ عَلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فَأيُّما حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أصابُوا.
وانظر ما بعده
• أخرجه عبد الرزاق (20371) عن مَعمَر، عن قتادة، قال: قال لي أُبي بن كعب:
«اختلفت أنا ورجل من أصحابي في آية، فترافعنا فيها إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، فقال: اقرأ يا أبي، فقرأت، ثم قال للآخر: اقرأ، فقرأ، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: كلاكما محسن مجمل، فقلت: ما كلانا محسن مجمل؟ قال: فدفع النبي صَلى الله عَليه وسَلم في صدري، فقال لي: إن القرآن أنزل علي، فقيل لي: على حرف، أو على حرفين؟ قلت: بل على حرفين، ثم قيل لي: على حرفين، أو ثلاثة؟ فقلت: بل على ثلاثة، حتى انتهى إلى سبعة أحرف، كلها شاف كاف، ما لم تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، فإذا كانت {عزيز حكيم}، فقلت: {سميع عليم}، فإن الله سميع عليم».
ليس فيه: «يحيى بن يَعمَر، عن سليمان بن صُرَد».
كذا ورد من طريق معمر، وأشار إلى ذلك البيهقي، بعد أن أخرجه من طريق همام، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثني يحيى بن يَعمَر، عن سليمان بن صُرَد، عن أُبي بن كعب، قال البيهقي: ورواه معمر، عن قتادة، فأرسله. «السنن الكبرى» 2/ 384.
ـ قال الفضل بن زياد: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: لم يسمع قتادة من يحيى بن يَعمَر شيئا. «المعرفة والتاريخ» 2/ 141.
ـ وقال الدارقطني: معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش. «العلل» (2642).
وورد عند احمد عن ثابت البُنَاني، عن أَنس بن مالك؛ «أن رجلا كان يكتب لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فإذا أملى عليه: سميعا، يقول: كتبت سميعا بصيرا، قال: دعه، وإذا أملى عليه: عليما حكيما، كتب: عليما حليما (قال حماد: نحو ذا) قال: وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان من قرأهما قد قرأ قرآنا كثيرا، فذهب فتنصر، فقال: لقد كنت أكتب لمحمد ما شئت، فيقول: دعه، فمات فدفن، فنبذته الأرض، مرتين، أو ثلاثا، قال أَبو طلحة: فلقد رأيته منبوذا فوق الأرض».
– وفي رواية: «أن رجلا كان يكتب لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم القرآن، فإذا أملى عليه سميعا عليما، كتب سميعا بصيرا، أو نحو هذا، فيقول النبي صَلى الله عَليه وسَلم: ما كتبت؟ فيقول: كذا وكذا، قال: فيقول: دعه، قال: وكان قرأ البقرة وآل عمران، وكان من قرأهما قد قرأ قرآنا كثيرا، فذهب بعد فقال: أنا أعلم الناس بمحمد، قد كان يملي علي، فأكتب غير ما يقول، فيقول لي: ما كتبت؟ فأقول: كذا وكذا، فيقول: دعه. فمات، فنبذته الأرض، ثم دفن، فنبذته الأرض، قال أَبو طلحة: فذهبت حتى رأيته منبوذا».
أخرجه أحمد (13608) قال: حدثنا عفان. و «عَبد بن حُميد» (1355)
1478 – حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَزَّ وَجَلَّ يَامُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ: «أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَامُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ، فَقَدْ أَصَابُوا»
__________
وأخرجه مسلم (821)،
وانظر ما سلف قبله
وله شواهد من حديث عمر بن الخطاب، وحديث عبد الله بن عباس،
فأما حديث عمر بن الخطاب، أخرجه البخاري في “صحيحه” (3/ 122) برقم: (2419)، ومسلم في “صحيحه” (2/ 202) برقم: (818)
…… إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ.
وأما حديث عبد الله بن عباس، أخرجه البخاري في “صحيحه” (4/ 113) برقم: (3219) ومسلم في “صحيحه” (2/ 202) برقم: (819)
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ.
بَابُ الدُّعَاءِ
1479 – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” [ص:77] الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ، {قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ”
__________
[حكم الألباني]:صحيح وهو في الصحيح المسند (1159)
حديث صحيح، أخرجه البخاري في الأدب المفرد (714)
– قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد بن حنبل (18576): يسيع الكندي: يسيع بن معدان.
– وقال أيضا (18628): أخبرت أن أسيعا هو يسيع بن معدان الحضرمي.
– قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
– وقال أيضا: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رواه منصور، والأعمش، عن ذر، ولا نعرفه إلا من حديث ذر
وقال الحاكم: “هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه”.
وجود إسناده ابن حجر في الفتح (1/ 49)
قلنا: وهذا حديث صحيح، صححه الترمذي وابن حبان والحاكم،
قال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 426): “يسيع الحضرمي: يعد في الكوفيين، عن النعمان بن بشير، روى عنه ذر الهمداني، وسمع عليًا، يقال: عن سلمة بن صالح، عن علقمة بن مرثد، عن يسيع بن معدان، قال: سمعت النعمان، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بطوله، يتكلمون في سلمة”.
وما وقع هنا في التاريخ الكبير، وفيه إثبات سماع يسيع من النعمان، فإنما هو من رواية سلمة بن صالح، وعقبه البخاري بقوله: “يتكلمون في سلمة”،
[الكامل (3/ 330)، تاريخ بغداد (10/ 188 – ط الغرب)، اللسان (4/ 118)]
1480 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي، وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَنَعِيمَهَا، وَبَهْجَتَهَا، وَكَذَا، وَكَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَسَلَاسِلِهَا، وَأَغْلَالِهَا، وَكَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، إِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ الْجَنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنَ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ الشَّرِّ»
__________
[حكم الألباني]:حسن صحيح
حديث معلول، صوابه من حديث عبد الله بن مغفل
وقد نسب الإِمام أحمد هذا الاضطراب إلى زياد بن مخراق
وقال أبو بكر الأثرم: سألت أحمد ابن حنبل عن زياد بن مخراق، فقال: ما أدري. قلت له: … وروى حديث سعد -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء ” فقال: نعم، لم يقم إسناده. “تهذيب الكمال” 9/ 509، “تهذيب التهذيب” 2/ 224.
وزياد بن مخراق ثقة كما قال ابن معين وغيره لكن خالفه سعيد بن إياس الجُرَيري فرواه عن أبي نعامة -وهو قيس بن عباية- أنّ عبد الله بن مغفل سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض من الجنة إذا دخلتها عن يميني، فقال له: يا بني سل الله الجنة وتعوذه من النار فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول “سيكون بعدي قوم من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور”.