تخريج الفتح 7108، 7109، 7110، 7111، 7112،7113،7114،7115، 7116،7116،7117
قام به أحمد بن علي و سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
بَابُ: إِذَا أَنْزَلَ اللهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا
وفي صحيح بن حبان عن عائشة مرفوعا إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم وأخرجه البيهقي في الشعب
قال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره
وقال في الحاشية:
وأخرجه مسلم بنحوه، والبخاري مختصرًا، وتقدم لفظه ((1) – الإخلاص/ (1)). وقد خرجته في «الصحيحة» ((2693)).
وفي موارد الظمآن:
صحيح لغيره – «الصحيحة» ((1622)).
في الصحيحة:
(1622) – «إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون، فيصابون معهم، ثم
يبعثون على نياتهم».
وهذا إسناد ضعيف من أجل الرقي هذا، فإنه ضعيف كما قال الحافظ وأورده
الذهبي في «الضعفاء» وقال: «قال النسائي وغيره: متروك».
قلت: لكن الحديث في «صحيح مسلم» ((8) / (168)) و «المسند» ((6) / (259)) من
طرق أخرى عن عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر، ولفظ مسلم: «العجب! إن ناسا من
أمتي يؤمون بالبيت، برجل من قريش، قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف
بهم، فقلنا: يا رسول الله: إن الطريق قد يجمع الناس، قال: نعم، فيهم
المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكا واحدا، ويصدرون مصادر شتى،
يبعثهم الله على نياتهم». وأخرجه البخاري ((4) / (271))
للحديث شاهد من حديث
عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ: «إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان
فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم».
أخرجه البخاري ((13) / (50) – (51) – فتح) ومسلم
((8) / (165)) وأحمد ((2) / (40)).
وكذلك في الصحيحة (2693) ذكر حديث عائشة وذكر قريب من هذا التخريج
قال في أنيس الساري:
قال ابن عدي: قال لنا الشرقي: سمعت صالح جزرة يقول: ليس عند محمد بن يحيى لهشام بن عروة حديث أغرب من هذا «
قال ابن عدي: وعمرو بن عثمان الرقي له أحاديث صالحة عن زهير وغيره وقد روى عنه ناس من الثقات وهو ممن يكتب حديثه»
قلت: هو ضعيف، قال النسائي: متروك الحديث (الضعفاء)، وذكره العقيلي في «الضعفاء»، وتكلم فيه أبو حاتم (الجرح)، وأساء أبو زرعة الثناء عليه (سؤالات البرذعي (2) / (759)).
والباقون كلهم ثقات.
وذكر الحديث المقدسي في ذخيرة الحفاظ وقال:
وعَمْرو مَتْرُوك الحَدِيث.
ثم ذكر صاحب أنيس الساري له متابع من حديث الحسن بن محمد بن علي بن ابي طالب عن عائشة مرفوعا وهو الحديث التالي
وله شواهد من حديث أم سلمة وحديث ابن عمر والأخير هو الذي أورده البخارى في هذا الباب باب إذا أنزل الله بقوم عذاباً
راجع أنيس الساري 1150
…………………..
وله من طريق الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم قيل يا رسول الله وفيهم أهل طاعته قال نعم ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى
أنظر الحديث السابق
قال في أنيس الساري
أخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» ((1733)) والحميدي ((1)) ((264)) وابن أبي شيبة ((15) / (42) – (43)) وأحمد ((6) / (41)) عن سفيان بن عُيينة ثنا جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن الحسن بن محمد به.
وأخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (ص (318)) من طريق صدقة بن الفضل المروزي ثنا ابن عيينة به.
وأخرجه الكلاباذي في «معاني الأخبار» (ص (316)) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني أنا ابن عيينة به.
واختلف فيه على ابن عيينة، فرواه غير واحد عنه فلم يذكروا فيه عن امرأته، منهم:
(1) – إسحاق في «مسند عائشة» ((1108))
(2) – محمود بن آدم المروزي.
أخرجه البيهقي في «الشعب» ((7194))
(3) و (4) – إسحاق بن إسماعيل الطالقاني والحسن بن الصباح البزار.
أخرجه ابن أبي الدنيا في «العقوبات» ((257))
……………………..
قلت الذي يناسب كلامه الأخير حديث أبي بكر الصديق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب أخرجه الأربعة وصححه بن حبان
الصحيح المسند 707، الصحيحة 1564
……………………………
بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّ ابْنِي هَذَا لَسَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي بَعْثِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ فَذَكَرَ أَخْبَارًا كَثِيرَةً مِنَ التَّارِيخِ إِلَى أَنْ قَالَ وَكَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَلَى مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ سِجِلًّا قَدْ خُتِمَ فِي أَسْفَلِهِ فَقَالَ اكْتُبْ فِيهِ مَا تُرِيدُ فَهُوَ لَكَ فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بَلْ نُقَاتِلُهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا تَخْلُصْ إِلَى قَتْلِ هَؤُلَاءِ حَتَّى يُقْتَلَ عَدَدُهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَمَا خَيْرُ الْحَيَاةِ بَعْدَ ذَلِكَ …
عبدالرزاق 10636
مرسل للزهري
………………………………..
وقع في رواية علي بن زيد عن الحسن في الدلائل للبيهقي يخطب أصحابه يوما إذ جاء الحسن بن علي فصعد إليه المنبر
محققو المسند 20499 حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف مؤمل وابن جدعان ضعيفان لكنهما توبعا.
وفي الثمر المستطاب صححه الألباني 2/ 759
…………………………
باب إذا قال عند قوم شيئا، ثم خرج فقال بخلافه
قال ابن حجر في الفتح:
وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند صحيح عن بن عباس قال جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على أهل المدينة في وقعة الحرة قال يعقوب وكانت وقعة الحرة في ذي القعدة سنة ثلاث وستين
في المعرفة والتاريخ
وقد قال يعقوب بن سفيان: قال وهب بن جرير قال جويرية حدثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ من أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها 33: 14. قال: لأعطوها. يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على أهل المدينة.
قال ابن كثير وذكره عند يعقوب: وهَذا إسْنادٌ صَحِيحٌ إلى ابْنِ عَبّاسٍ، وتَفْسِيرُ الصَّحابِيِّ فِي حُكْمِ المَرْفُوعِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ العُلَماءِ.
وأخرجه من طريق يعقوب أيضا البيهقي في دلائل النبوة
…………………………
قوله (حشمه) قال ابن التين: الحشمة العصبة والمراد هنا من خدمه ومن يغضب له. وفي رواية صخر بن جويرية عن نافع عند أحمد لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع بن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ثم قال أما بعد
في مسند أحمد
(5088) – حَدَّثَنا إسْماعِيلُ، حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نافِعٍ قالَ -[(105)]-: لَمّا خَلَعَ النّاسُ يَزِيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ بَنِيهِ وأهْلَهُ
المسند 5088 قال محققوه: على شرط الشيخين
قال ابن كثير في البداية والنهاية بعد أن ذكره من مسند أحمد:
وقَدْ رَواهُ مُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ، مِن حَدِيثِ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، وقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. وقَدْ رَواهُ أبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي سَيْفٍ المَدائِنِيُّ، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ.
حديث جويرية في صحيح مسلم:
(9) – ((1735)) حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وأبُو أُسامَةَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي أبا قُدامَةَ السَّرَخْسِيَّ، قالا: حَدَّثَنا يَحْيى وهُوَ القَطّانُ، كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، ح وحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، واللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنا أبِي، حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ?: «إذا جَمَعَ اللهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ يَوْمَ القِيامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ»،
((1735)) – حَدَّثَنا أبُو الرَّبِيعِ العَتَكِيُّ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، حَدَّثَنا أيُّوبُ، ح وحَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدّارِمِيُّ، حَدَّثَنا عَفّانُ، حَدَّثَنا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، كِلاهُما عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ? بِهَذا الحَدِيثِ
………………………….
زاد في رواية مؤمل بقدر غدرته
سبق وعزاه ابن حجر للاسماعيلي
ويشهد لها حديث أبي سعيد كما في صحيح الترغيب 2751
صحيح لغيره.
…………………………….
وقد وقع في نسخة شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه في قصة الرجل الذي سأله عن قول الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا الآية ان بن عمر قال ما وجدت في نفسي في شيء من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمر الله
قال الحاكم في المستدرك 4598: هَذَا بَابٌ كَبِيرٌ قَدْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُ حَدِيثَ شُعَيْبَ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَاقْتَصَرْتُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ”
«المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية» (3/ 125)
وفي اتحاف الجماعة:
وعن ابن عمر ?؛ قال:» لم أجدني آسى على شيء؛ إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي «.
رواه الطبراني بأسانيد. قال الهيثمي:» وأحدها رجاله رجال الصحيح «.
وقد رواه الحاكم في» مستدركه «مطولا من حديث الزهري:» أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر؛ إذ جاءه رجل من أهل العراق، فقال: يا أبا عبد الرحمن! إني والله لقد حرصت أن أتسمت بسمتك وأقتدي بك في أمر فرقة الناس وأعتزل الشر ما استطعت، وإني أقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي، فأخبرني عنها، أرأيت قول الله ?: {وإنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإنْ بَغَتْ إحْداهُما عَلى الأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيءَ إلى أمْرِ اللَّهِ فَإنْ فاءَتْ فَأصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالعَدْلِ وأقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ}؟ أخبرني عن هذه الآية. فقال عبد الله ?: ما لك ولذلك؟! انصرف عني. فانطلق حتى توارى عنا سواده، وأقبل علينا عبد الله بن عمر ?، فقال: ما وجدت في نفسي من شيء في أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله ? «.
قال الحاكم:» صحيح على شرط الشيخين «، ووافقه الذهبي في» تلخيصه «.
قال ابن بطال في شرحه على البخاري:
فالواجب على المسلمين معونة المحقّة من الفئتين، وقتال المخطئة حتى ترجع إلى حكم الله، فلا وجه لكسر السيوف والاختفاء فى البيوت عند هيج الفتنة، روى ذلك عن على بن أبى طالب وعمار بن ياسر وعائشة وطلحة، ورواية عن ابن عمر، روى الزهرى، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه أنه قال: ما وجدت فى نفسى من شاء ما وجدت أنى لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرنى الله. وروى سفيان عن يحيى بن هانئ أنه قال لعبد الله بن عمرو: (علي كان أولى أو معاوية؟ قال: علي. قال: فما أخرجك؟ قال: إنى لم أضرب بسيفٍ ولم أطعن برمح، ولكن رسول الله قال: أطع أباك فأطعته).
وساق طرقه البيهقي (16784)
شُعَيبِ بنِ أبى حَمزَةَ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أبى (ح)
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ
الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حَدَّثَنا
يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حَدَّثَنا الحَجّاجُ بنُ أبى مَنيعٍ، حَدَّثَنا جَدِّى. وحَدَّثَنا
يَعقوبُ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ يَحيى بنِ إسماعيلَ، عن ابنِ وهبٍ، عن يونُسَ،
جَميعًا عن الزُّهرِيِّ، وهَذا لَفظُ حَديثِ شُعَيبِ بنِ أبى حَمزَةَ به
وفيه زادَ القَطّانُ فى رِوايَتِه: قال حَمزَةُ: فقُلنا له: ومَن تَرى الفِئَةَ الباغيَةَ؟ قال ابنُ عُمَرَ: ابنُ الزُّبَيرِ بَغى على هَؤُلاءِ القَومِ؛ فأخرَجَهُم
مِن ديارِهِم ونَكَثَ عَهدَهُم ((1)).
ففِى قَولِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ هذا دِلالَةٌ على جَوازِ استِعمالِ الآيَةِ فى قِتالِ
الفِئَةِ الباغيَةِ.
وفي الدر المنثور:
وأخرج سعيد بن مَنصُور وابْن المُنْذر عَن حبان السّلمِيّ قالَ: سَألت ابْن عمر عَن قَوْله {وإن طائِفَتانِ من المُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا} وذَلِكَ حِين دخل الحجّاج الحرم فَقالَ لي: عرفت الباغية من المبغي عَلَيْها فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَو عرفت المبغية ما سبقتني أنْت ولا غَيْرك إلى نصرها أفَرَأيْت إن كانَت كلتاهما باغيتين فدع القَوْم يقتتلون على دنياهم وارجع إلى أهلك فَإذا استمرت الجَماعَة فادْخُلْ فِيها
و في أسد الغابة وأورده من طريق:
أبي نعيم، حدثنا عبد الله بن حبيب، أخبرني أبي قال: قال ابن عمر حين حضره الموت: ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية.
وقال أبو عمر: روي من وجوه عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر أنه قال: ما آسي على شيء إلا أني لم أقاتل مع علي بن أبي طالب الفئة الباغية.
وفي الأرشيف وصحح باحث رواية شعيب أن ابن عمر يقصد ابن الزبير
واعترض باحث آخر:
فهذا الأثر إن صح فيعارضه مارواه ابن سعد وغيره عن سعيد بن جبير قال لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث ’ ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت علينا يعني الحجاج. ابن سعد (4) / (184)) وإسناده صحيح
قال الأسود بن شيبان حدثنا خالد بن سمير قال خطب الحجاج الفاسق! فقال: إن ابن الزبير حّرف كتاب الله. فقال ابن عمركذبت كذبت ما يستطيع ذلك ولا أنت معه قال: اسكت فقد خرفت وذهب عقلك يوشك شيخ أن يؤخذ فتُضرب عنقه فيخر قد انتفخت خصيتاه يطوف به الصبيان في البقيع. الطبقات لابن سعد ((4) / (184)) وإسناده صحيح
ويخلط من ظن كلام ابن عمر المقصود منه حادثة ابن الزبير مع المبير! وهذا غلط ومراد ابن عمر هو أحداث الحرة ولايعني هذا أن ابن عمر يرى صحة عمل مسلم بن عقبة! في أهل المدينة أو أهل مكة وإنما يرى أن ابن الزبير ماكان له أن يخالف بيعة يزيد (فقط) والمسألة تحتاج إلى تحرير ليس هذا مجاله.
وأما أحداث ابن الزبير مع المبير! فلا يعنيها ابن عمر في رواية ابنه حمزة وإنما عناها في رواية سعيد بن جبير وبذلك يمكن التوفيق بين الروايتين
ثم إن الناظر في تلك الأحداث يرى صحة هذا الأمر لأن أكثر الأقاليم في الشام مصر والعراق والحجازقد بايعت لابن الزبير حتى الضحاك بن قيس مندوب الشام قد بايع ابن الزبير وكاد مروان أن يبايع لابن الزبير بعد مقتل يزيد بن معاوية
والذهبي لم يجزم بشيء في السير قال:
الزُّهْرِيُّ: عَنْ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، قالَ:
أقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَيْنا، فَقالَ: ما وجَدْتُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مِن أمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ، ما وجَدْتُ فِي نَفْسِي مِن أنْ أُقاتِلَ هَذِهِ الفِئَةَ الباغِيَةَ كَما أمَرنِي اللهُ.
قُلْنا: ومَن تَرى الفِئَةَ الباغِيَةَ؟
قالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ، بَغى عَلى هَؤُلاَءِ القَوْمِ، فَأخرَجَهُم مِن دِيارِهِم، ونَكَثَ عَهدَهُم
وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه: قال ابن عمر حين احتضر: ما أجد في نفسي شيئًا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب (1).
ووهو منقطع
ورَوى: أبُو أحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا عَبْدُ الجَبّارِ بنُ العَبّاسِ، عَنْ أبِي العَنْبَسِ، عَنْ أبِي بَكْرٍ بنِ أبِي الجَهْمِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ … ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قال الذهبي: وله قول ثالث في الفئة الباغية، فقال روح بن عبادة: حدثنا العوام بن حوشب، عن عياش العامري، عن سعيد بن جبير، قال: لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا؛ يعني: الحجاج (2).
قال محقق السير عن كون الفئة الباغية هو الحجاج:
وأخرجه ابن سعد (4) / (185)، من طريق يزيد بن هارون وإسناده صحيح.
لكن في تاريخ الإسلام قال الذهبي لما ذكر أن الفئة الباغية هو الحجاج:
قُلْتُ: هَذا ظَنٌّ مِن بَعْضِ الرُّواةِ، وإلا فَهُوَ قَدْ قالَ الفِئَةُ الباغِيَةُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَما تَقَدَّمَ، واللَّهُ أعْلَمُ.
وإليك النقولات كاملة من تاريخ دمشق:
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق:
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نبأ أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي المخرمي ببغداد نا يونس وهو ابن محمد المؤدب نا أبو شهاب نا يونس بن عبيد عن نافع قال كان ابن عمر يسلم على الخشبية والخوارج وهم يقتتلون فقال من قال حي على الصلاة أجبته ومن قال حي على الفلاح أجبته ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت لا أنبأنا أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم نا إبراهيم بن عبد الله نا محمد بن إسحاق نا قتيبة بن سعيد نا محمد بن يزيد الخنيسي نا عبد العزيز بن أبي رواد نا نافع قال دخل ابن عمر الكعبة فسمعته وهو ساجد يقول قد تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو نعيم نا أشرس بن صهيب مولى سعيد بن العاص قال سألت سالم بن عبد الله عن عبد الله بن الزبير فقال كتب عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن الزبير إنك أمرت على رقاب الناس من غير شورى فدع ما أنت فيه فإنك لست في شئ قال ونا يعقوب نا أبو نعيم نبأ عبد الجليل بن عطية القيسي عن أبي محجن الحنفي قال كنت قاعدا مع ابن عمر أنا وعطية بن الأسود فجاءه رجل فقال إني أتيت ابن الزبير فقلت أبايعك على سنة الله ورسوله فأبى قال صدق ولو أعطاكها لم يقر لك بها ثم جاءه آخر فقال قد جاءت خيلنا قال أيت خيل قال خيل أهل الشام قال ما هي لنا بخيل ثم جاءه آخر فقال ما تأمرني قال أمر الله بالطاعة ونهى عن المعصية وأمر بالجماعة ونهى عن الفرقة قال ثم ماذا قال إن كانت لك ضيعة فألحق بضيعتك قال وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة نا حرملة بن يحيى
أنا عبد الله بن وهب أنا حيوة بن شريح أخبرني بكر بن عمرو أن بكير بن الأشج حدثه عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رجلا أتاه فقال يا أبا عبد الرحمن ما الذي حملك على أن تحج عاما وتعتمر عاما وتترك الجهاد في سبيل الله وقد علمت ما أعد الله فيه فقال يا ابن أخي بني الإسلام على خمس إيمان بالله ورسوله وصلاة الخمس وصيام شهر رمضان وأداء الزكاة وحج البيت فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه ” وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ” فما يمنعك أن تقاتل الفئة الباغية كما أمر الله عز وجل في كتابه فقال يا ابن أخي لأن أعتبر بهذه الآية فلا أقاتل أحب إلي من أن أعتبر بالآية التي يقول الله عز وجل فيها ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ” فقال ألا ترى أن الله يقول ” وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ” قال ابن عمر وقد فعلنا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذ كان أهل الإسلام قليلا
وكان الرجل يفتن في دينه إما أن يقتلوه وإما أن يسترقوه فلما كثر أهل الإسلام فلم يكن فتنة فلما رآني أني لا اوافقه فيما يريد ولا فيما بعث له قال فما قولك في علي وعثمان قال ابن عمر قولي في علي وعثمان أما عثمان فكان الله عفا عنه وكرهتم أن يعفو وأما علي فابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحبيبه ومن أهل بيته وزوج ابنته قال فسكت قال ونا يعقوب نا الحجاج بن أبي منيع نا جدي ح قال ونا يعقوب قال ونا أبو صالح حدثني الهقل عن الصدفي قال ونا يعقوب حدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل عن ابن وهب عن يونس جميعا عن الزهري قال أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال له يا أبا عبد الرحمن إني والله لو حرصت على أن أسمت سمتك وأقتدي بك في أمر فرقة الناس فأعتزل الشر ما استطعت وإني أقرأ آية من كتاب الله محكمة فقد أخذت بقلبي فأخبرني عنها أرأيت قول الله عز وجل ” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ” الآية اخبرني عن هذه الآية فقال له عبد الله بن عمر ما لك ولذلك انصرف عني فقام الرجل وانطلق حتى توارى منا سواده أقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي شئ من أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله فقال حمزة فقلنا له ومن ترى الفئة الباغية قال ابن عمر ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم
……………………………..
زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَمْزَةُ فَقُلْنَا لَهُ وَمن ترى الفئة الباغية قَالَ بن الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَنَكَثَ عَهْدَهُمْ
الكبرى للبيهقي 16706
راجع التخريج السابق
قال الذهبي في مهذب السنن الكبرى
(12970) – يونس بن يزيد وجد حجاج بن أبي منيع وشعيب -وهذا لفظه- عن الزهري، أخبرني حمزة بن عبد اللَّه «أنه بينما هو جالس مع ابن عمر إذ جاءه رجل عراقي فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني واللَّه لقد حرصت أن اتسمت بسمتك وأقتدي بك
…………………………….
ما أخرجه البزار من طريق عاصم عن أبي وائل قلت لحذيفة النفاق اليوم شر أم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضرب بيده على جبهته وقال أوه هو اليوم ظاهر إنهم كانوا يستخفون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
2900 – حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، النِّفَاقُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ أَمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: «فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ»، وَقَالَ: «أَوَّهْ، وَهُوَ الْيَوْمَ ظَاهَرٌ إِنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَخْفُونَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَلَا نَعْلَمُ أَسْنَدَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ
«مسند البزار = البحر الزخار» (7/ 303)
………………………..
بَاب: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُغبط أَهْلُ القبور
وقد أخرج الحاكم من طريق أبي سلمة قال عدت أبا هريرة فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها. إن استطعت يا أبا سلمة فمت والذي نفسي بيده ليأتين على العلماء زمان الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر وليأتين أحدهم قبر أخيه فيقول ليتني مكانه
(الحاكم (8581)، هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يُخرِّجاه، تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم).
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
موقوف لكن له حكم الرفع.
………………………….
وفي كتاب الفتن من رواية عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال يوشك أن تمر الجنازة في السوق على الجماعة فيراها الرجل فيهز رأسه فيقول يا ليتني مكان هذا قلت يا أبا ذر إن ذلك لمن أمر عظيم قال اجل
مستدرك الحاكم 8449 وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ”
[التعليق – من تلخيص الذهبي] 8382 – على شرط البخاري ومسلم
(8382) – أخْبَرَنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفّارُ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إبْراهِيمَ الأصْفَهانِيُّ، ثَنا الحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصّامِتِ، قالَ: ودِدْتُ أنَّ أهْلِي حِينَ تَعَشَّوْا عَشاءَهُمْ، واغْتَبَقُوا غَبُوقَهُمْ أصْبَحُوا مَوْتى عَلى فُرُشِهِمْ. قِيلَ: يا أبا فُلانٍ، ألَسْتَ عَلى غِنًى؟ قالَ: بَلى، ولَكِنِّي سَمِعْتُ أبا ذَرٍّ، يَقُولُ: «يُوشِكُ يا ابْنَ أخِي إنْ عِشْتَ إلى قَرِيبٍ أنْ تَرى الرَّجُلَ يُغْبَطَ بِخِفَّةِ الحالِ كَما يُغْبَطُ اليَوْمَ أبُو العَشَرَةِ الرِّجالِ، ويُوشِكُ إنْ عِشْتَ إلى قَرِيبٍ أنْ تَرى الرَّجُلَ الَّذِي لا يَعْرِفُهُ السُّلْطانُ، ولا يُدْنِيهُ، ولا يُكْرِمُهُ يُغْبَطُ كَما يُغْبَطُ اليَوْمَ الَّذِي يَعْرِفُهُ السُّلْطانُ ويُدْنِيهِ ويُكْرِمُهُ، ويُوشِكُ يا ابْنَ أخِي إنْ عِشْتَ إلى قَرِيبٍ أنْ يَمُرَّ بِالجَنازَةِ فِي السُّوقِ فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَاسَهُ فَيَقُولُ: يا لَيْتَنِي عَلى أعْوادِها». قالَ: قُلْتُ: تَدْرِي ما بِهِمْ؟ قالَ: «عَلى ما كانَ»، قُلْتُ: إنَّ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أمْرٍ عَظِيمٍ، قالَ: «أجَلْ عَظِيمٌ عَظِيمٌ عَظِيمٌ» هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، ولَمْ يُخْرِجاهُ ” K(8382) – على شرط البخاري ومسلم
وفي الثامن من أجزاء ابي علي شاذان:
– نا هَيْذامُ بْنُ قُتَيْبَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالِحٍ العِجْلِيُّ، نا أبُو الأحْوَصِ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصّامِتِ، قالَ: قالَ أبُو ذَرٍّ: «يُوشِكُ أنْ يَاتِيَ زَمانٌ عَلى النّاسِ يُغْبَطُ فِيهِ خَفِيفُ الحادِّ كَما يُغْبَطُ اليَوْمَ أبُو عُسْرَةٍ، ويُغْبَطُ الرَّجُلُ بِاجْتِنابِهِ الشَّيْطانِ وخَفاتِهِ عَنْهُ كَما يُغْبَطُ الرَّجُلُ لِمَعْرِفَتِهِ إيّاهُ وكَرامَتِهِ عَلَيْهِ، حَتّى تَمُرَّ الجَنازَةُ فِي السُّوقِ ……
ووقع باجتنابه الشيطان … والصواب السلطان
واسناديهما صحيح
كما يغبط ابو عسرة … تصحيف والصواب ابو عشرة
وقع هنا خفيف الحاد … والصواب … الحاذ
……………………….
باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان
حديث البخاري حتى تضرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة وذكر ابن حجر أن المقصود أنهن يركبن الدواب يقصدن الصنم وهو المراد باضطراب الياتهن ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن بحيث تضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول الصنم المذكور
وفي معنى هذا الحديث ما أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمر قال لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة. وابن عدي من رواية أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة رفعه لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى
حديث تدافع مناكب نساء بني عامر:
قال ابن حجر:
قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْن قتادة وأبي الأسود، ورجاله ثقات
«المطالب العالية محققا» (17/ 596)
حديث حتى تعبد اللات والعزى:
قال محقق تاريخ الإسلام:
ذكره ابن عديّ في الكامل في الضعفاء 7/ 2517
«تاريخ الإسلام – ت تدمري» (10/ 557)
لا أدري لماذا لم يذكر ابن حجر رواية مسلم مع أنها ذكرها في الشرح قريبا
أخرجه مسلم ((2907)) كتاب (الفتن وأشراط الساعة) باب (لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي واللفظ لأبي معن، قالا: حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله ? يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى» فقلت: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ} أن ذلك تاما، قال: «انه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من في قلبه مثقال حبه خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم».
…………………………
وقد ثبت أن الآيات العظام مثل السلك إذا انقطع تناثر الخرز بسرعة وهو عند أحمد (7040) وفي مرسل أبي العالية الآيات كلها في ستة أشهر
وعن أبي هريرة في ثمانية أشهر
حديث كأنها خرز:
ضعفه محققو المسند 7040
ومرسل أبي العالية:
في الشواهد. الصحيحة 3210
قال الألباني: بعد أن ذكر حديث
خروج الآيات بعضها على إثر بعض؛ يتتابعن كما تتابع الخَرَزُ في النظام).
أخرجه ابن حبان في «صحيحه» ((1883))، والطبراني في «الأوسط» ((1) / (258) / (4431)) من طريق أبي الربيع الزهراني قال: ناأبي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي – ? -قال: … فذكره.
«قال الدارقطني: وهم أبو الربيع، وإنما رواه هشام عن حفصة بنت سيرين عن
أبي العالية من قوله».
قال لا ادري إن كان دقيقا لأنه في الفتح قال مرسل لأبي العالية
وله شاهد موقوف من حديث حذيفة قال:
«إذا رأيتم أول الآيات؛ تتابعت».
أخرجه ابن أبي شيبة ((15) / (63)) من طريق مجالد عن الشعبي عن صلة عنه.
وهذا إسناد جيد في الشواهد، وهو في حكم المرفوع، ولا سيما وهو من
حديث حذيفة صاحب سر رسول الله – ? -.
وله عنده شاهد آخر من حديث ابن عمرو، وقد مضى تخريجه برقم
((1762)). وذكرت له هناك شاهدًا من حديث أنس أيضًا.
وبالجملة؛ فالحديث بهذه الشواهد صحيح بلا ريب، وكأنه لذلك ثبته الحافظ
في «الفتح» ((13) / (77)).
قلت سيف: الأدق أنه من قول أبي العالية: قال ابن الملقن:
وقد روى حماد بن سلمة عن أبي المهزم يزيد بن سفيان -وهو ضعيف- عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: خروج الآيات كلها في ثمانية أشهر ((1)). وقال أبو العالية: الآيات كلها في ستة أشهر.
ومثل ذلك في شرح ابن بطال سواء والدر المنثور
ثم وجدته من قول أبي العالية عند الفاكهي
(2361) – وحَدَّثَنا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قالَ: ثنا أبُو شِبْلٍ، عَنْ حَمّادٍ، عَنْ هِشامِ بْنِ حَسّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: «الآياتُ كُلُّها فِي سِتَّةِ أشْهُرٍ»
أخبار مكة للفاكهي
فربما ابن حجر عبر بلفظ المرسل لأن أبا العالية تكلم عن أمر غيبي.
أما قول حذيفة: فعند ابن أبي شيبة
(37276) – أبُو خالِدٍ الأحْمَرُ، عَنْ مُجالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إذا رَأيْتُمْ أوَّلَ الآياتِ تَتابَعَتْ»
وأصحابه منه ما ورد عند ابن أبي شيبة
(37275) – أبُو مُعاوِيَةَ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قالَ: «لَوْ أنَّ رَجُلًا ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأنْتَجَتْ مُهْرًا عِنْدَ أوَّلِ الآياتِ ما رَكِبَ المُهْرَ حَتّى يَرى آخِرَها»
ويمكن أن يكون على شرط الذيل على الصحيح المسند
…………………………….
ويؤيده حديث عمران بن حصين رفعه لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال أخرجه أبو داود والحاكم
الصحيح المسند 1025، الصحيحة 1958، وهو في مسلم من حديث جابر
صحيح مسلم
156 (247) سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة “. قال: ” فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة “.
…………………………….
ووجدت في هذا مناظرة لعقبة بن عامر ومحمد بن مسلمة فأخرج الحاكم من رواية عبد الرحمن بن شماسة أن عبد الله بن عمرو قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية فقال عقبة بن عامر عبد الله أعلم ما يقول وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي …
مسلم 1924: 1924 (176) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ؛ هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ، اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ. فَقَالَ عُقْبَةُ: هُوَ أَعْلَمُ، وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَاتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ “. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَجَلْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ، فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
فقصَّر ابن حجر في عزوه للحاكم
ووهم الحاكم في استدراكه
…………………………………