الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم –
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
ألقاه الأخ: سيف الكعبي
بالتعاون مع الأخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
* عن جابر بن عبد الله أنه عاد المقنع ثم قال لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء
* عن عاصم بن عمر بن قتادة قال * جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا ورجل يشتكي خراجا به أو جراحا فقال ما تشتكي قال خراج بي قد شق علي فقال يا غلام ائتني بحجام فقال له ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله قال أريد أن أعلق فيه محجما قال والله إن الذباب ليصيبني أو يصيبني الثوب فيؤذيني ويشق علي فلما رأى تبرمه من ذلك قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أحب أن أكتوي قال فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجد
* عن جابر رضي الله عنه أن أم سلمة رضي الله عنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها قال حسبت أنه قال كان أخاها من الرضاعة أو غلاما لم يحتلم.
* عن جابر رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه
* عن جابر بن عبد الله قال: رمي أبي يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* عن جابر رضي الله عنه قال: رمي سعد بن معاذ في أكحله قال فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص ثم ورمت فحسمه الثانية
* عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعط الحجام أجره واستعط
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يظلم أحدا أجره
———————–
الفوائد:
– تحديد أيام ينهى عن الحجامة عنها؛ ضعفها الإمام أحمد (العلل للخلال)، وهو ظاهر صنيع البخاري (فتح الباري)، وأبو زرعة (سؤالات البرذعي)، والعقيلي (الضعفاء)، وابن الجوي الجوزي.
قال أبو زرعة: لا يثبت في كراهة الحجامة في يوم بعينة حديث ولا في استحبابه في يوم بعينه حديث قال: وأجود شئ موقوف أنس: أن الصحابة كانوا يحتجمون لسبع عشرة وتسع عشرة وأحدى وعشرين، وفي لفظ؛ كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحتجمون لوتر من الشهر. ونقل ابن القيم إجماع الإطباء على أن وقتها النصف الثاني من الشهر وما يليه … أنفع من أوله وآخره، وإذا استعملت عند الحاجه نفعت في أي وقت أول الشهر أو آخره …
وقال: وإختيار هذه الأوقات إذا كانت على سبيل الإحتياط وحفظ الصحة وأما المداواة فجائزة في أي وقت (زاد المعاد 4/ 59)
قلت: ورد في النهي مرسل الزهري، قال ابن المديني: ليس ينبغي لأحد أن يكذب بالحديث إذا جاءه ولو كان مرسلا فإني فإن جماعة كانوا يدفعون حديث الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ (من أحتجم يوم السبت أو يوم الأربعاء فأصابه الوضح فلا يلومن إلا نفسه)، فكانوا يفعلونه فبلوا، منهم عثمان البتي وعبدالوارث وأبو داود وعبدالرحمن.
وكذلك روى الخلال عن أحمد: أنه حكي له رجلا احتجم يوم الأربعاء واستخف بالحديث فأصابه وضح، فقال: لا ينبغي لأحد أن يستخف بالحديث.
فالإمام أحمد في باب التروك يكره الإتيان بما نهي عنه ولو كان الحديث ضعيفاً، ومنه كراهيته لقطع السدر مع أنه يضعف الحديث (راجع علل الخلال).
– بعض الباحثين قال: جربت الحجامة على خطوط الطاقة للأبر الصينية فكانت النتائج مذهله حتى قال: أحد خبراء العلاج الطبيعي الألماني: كانت نتائج الحجامة عشرة أضعاف الإبر الصينية.
قلت: وأنا كان عندي تجربة مع الإبر الصينية فلم انتفع بها، لا أدري بعض الناس يبالغون في مدحها أم الذي صنعها لي غير خبير خاصة أنه أصابني خدر في عيني عندما وضع بجوارها إبرة، والحمد لله احتجمت بجوار العين على مكان أثر الإبرة فذهب الخدر.
– وقد أحتجم النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات على ظهر قدمه ووسط رأسه واحتجم من شقيقة، واحتجم من الوجع الذي كان يتكرر عليه من أثر السم، واحتجم في حال السفر وفي حال الحضر، واحتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم، وسنتكلم إن شاء الله على أحكام الحجامة للمحرم وللصائم في كتاب الحج والصيام (وراجع لهذه الأنواع فتح الباري، والحجامة من السم سبق أن ذكرناها في باب سم النبي صلى الله عليه وسلم).
– الحجامة تنفع أكثر لأهل البلاد الحارة كبلاد الجزيرة، وكذلك للأطفال، لأن الفصد فيه خطورة عليهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن أمثل ما تداويتم به الحجامة) أخرجه البخاري 5696 من حديث أنس وفي لفظ (إن أفضل ما تداويتم به الحجامة) أخرجه مسلم 1577
ولكل من الحجامة والفصد أمراض تعالجه.
– طب الحجامة ثبت بالسنة النبوية وكذلك الأنواع الأخرى من الطب التي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تتلقى بالتصديق واليقين خلافا لمن عكس الأمر فجعل طب أهل الدنيا يقيني ولا يصدق بالطب النبوي، وهم ما بين مقل ممن ضعف إيمانه ومستكثر، ومنهم ذاك الملحد الذي ذكره النووي ورد عليه في أنكاره؛ نفع العسل للذي عنده إسهال وكذلك ردَّ عليه في إرتفاع صاحب الحمى بالماء ونقل عن أسماء كما في صحيح مسلم؛ أنها كانت تأتى بالمرأة الموعوكة فتصب الماء في جيبها.
قلت: وقد شاهدنا الأطباء يفعلون ذلك لتخفيض درجة الحرارة المريض، خاصة الذي يخشى عليه من كثرة الأدوية الخافضه للحرارة لأن لها أضرار جانبية، وليس للماء أي ضرر جانبي وفصل ابن القيم وابن كثير في كيفية انتفاع صاحب الإسهال من العسل، وسبق نقل كلام ابن القيم في الدرس الماضي. وردّ عليه النووي كذلك في تكذيبه نفع القسط لذات الجنب التي تحدث من البلغم، ونقل عن جالينوس وغيره: أنه ينفع من وجع الصدر، وقال بعض قدماء الأطباء: أنه يستعمل حيث يحتاج إلى إسخان العضو، وحيث يحتاج إلى جذب الخلط من باطن البدن إلى ظاهره …
قلت: وظهر كذلك في هذا العصر ممن ليس عنده يقين بالسنة بل بعضهم يكذب بها صراحةً ممن يدعي الإسلام وتتنوع أساليبهم في ردها، والحمدلله علماء السنة لهم بالمرصاد.
قال النووي: ولسنا نقصد الاستظهار لتصديق الحديث بقول الأطباء، بل لو كذبوه كذبناهم وكفرناهم، فلو أوجدوا المشاهدة بصحة دعواهم تأولنا كلامه صلى الله عليه وسلم، حينئذ وخرجناه على ما يصح.
– الحجامة تطهر الدم من الشوائب كما تطهر النار الحديد من الخبث فهي مصفية خاصة عند وجود إصابة أو بعد سن العشرين فقد تتكدس الخلايا الهرمة في الدم خاصة في المناطق القليلة الحركة مثل الظهر فبإخراج هذه الخلايا تعود الخلايا الحمراء النشطة إلى حركتها الطبيعة، فتحمل الغذاء والأكسجين وغيره إلى الأعضاء.
وبأهمال تجديد الدورة الدموية يتأثر القلب والكبد والمعدة وغيرها من الأعضاء، ويصاب بأمراض الصداع وضعف البصر وضعف الذاكرة وأوجاع في الأطراف وغيرها من الأمراض.
– الحجامة أكثر أمنا من الفصد خاصة للعروق التي لا يمكن فصدها، وكل منهما يعالج أمراض وفيه فوائد.
– أفضل وقت للحجامة هو عند انتهاء الشتاء حيث بدأت كريات الدم النشطة بالحركة أما الهرمة فتكون في حالة ركود.
– نقل ابن حجر أن الطبري نقل بسند صحيح عن ابن سيرين؛ أنه لا تستحب الحجامة بعد سن الأربعين. وعلله الطبري بأن الدم عصب للحياة، وتجدده بعد هذه السن ضعيف.
قلت: ويقصدون الحجامة التنشيطية أما للحاجة فلا بأس بها لكن لا يبالغ في إخراج الدم.
تنبيه: حديث (ما مررت بملإ من الملائكة إلا قالوا أوصي أمتك بالحجامة له طريقان إحداهما: عن ابن عباس فيها ضعف وأنكره أبوحاتم (العلل)، والثانية: فيها كثير بن سليم، وقد أنكر عليه هذا الحديث.
– الحجامة تستفرغ الدم لتنشيط الدورة الدموية كما قلنا فهو أنجح العلاجات خاصة عند هيجان الدم، والعسل مسهل للأخلاط البلغمية، ويدخل في المعجونات ليحفظ على تلك الأدوية قواها، ويخرجها من البدن أما الكوي فيستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به، وإنما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من الألم الشديد والخطر لأن المرض قد يندفع بشئ آخر فيتعجل الناس في استعماله، ومنه قول عمران بن حصين رضي الله عنه (نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا فما أنجحنا ولا أفلحنا) وفي ضبط (فما أفلحن ولا أنجحن) أخرجه أبوداود 3859 وهو في الصحيح المسند1022 ورجح الضبط الأخير الشوكاني أي مواضع الكي لم تشف مرض ويحمل على أنه كان يمكن دفع المرض بعلاج آخر (نيل الأوطار).
وذكر ابن حجر علل أخرى للكراهة. (راجع الفتح).
وذكر أنه كانت به بواسير في مكان لا يناسبها الكي.
لكن إن علم أن هذا المرض علاجه بالكي فلا بأس فقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن زرارة وسعد بن معاذ، وأكتوى أنس بن مالك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
– وقد تكلم ابن حجر وابن القيم على الفصد، وذكر ابن حجر أماكن العروق، ومنافع فصدها. ونحن ننقل أماكنها من كتاب الثعالبي حيث توسع فيها؛ قال:
الفصل السادس والأربعون “في تفصيل العروق والفروق فيها”.
في الرأس الشأنان وهما عرقان ينحدران منه إلى الحاجبين ثم إلى العينين. في اللسان الصردان. في الذقن الذاقن. في العنق الوريد والأخدع إلا أن الأخدع شعبة من الوريد وفيها الودجان. في القلب الوتين والنياط والأبهران. في النحر الناحر. في أسفل البطن الحالب. في العضد الأبجل. في اليد الباسليق وهو عند المرفق في الجانب الأنسي مما يلي الآباط والقيفال في الجانب الوحشي. والأكحل بينهما وهو عربي فأما الباسليق والقيفال فمعربان. (فقه اللغة وسر العربية، عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي) (المتوفى: 429هـ)
تنبيه:
الودج: عرق في العنق (القاموس)
الجانب الأنسي الأيسر. الجانب الوحشي: الأيمن.
ونقل ابن ابن القيم عن المازري: أن الأمراض الإمتلائية إما أن تكون دموية أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية فإن كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم، وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية فشفاؤها بالإسهال الذي يليق بكل خلط منها، وكأنه صلى الله عليه وسلم نبه بالعسل على المسهلات، وبالحجامة على الفصد.
ثم نقل ابن القيم؛ أن الأمراض المزاجية إما أن تكون بمادة، أو بغير مادة، والمادة إما حارة أو باردة أو رطبة أو يابسة أو ما تركب منها.
ثم فصل أن الحارة والباردة هما الفاعلتان وأن الرطبة واليابسة منفعلة عنها، فإن كان المرض حارا عالجناه بإخراج الدم، وإن كان باردا عالجناه بالتسخين وذلك موجود في العسل بل العسل فيه إنضاج وتقطيع وتليين فيحصل إستفراغ المادة برفق وأمن من نكاية المسهلات القوية.
وإن كان المرض المادي مزمن أفضل علاج له الاستفراغ بالكي (زاد المعاد 4/ 52)
ونقل محققوا زاد المعاد في الحاشية؛ أن الحجامة أنواع جافة ورطبة، واستعمال كل نوع، وأن الفصد يستعمل في حالات هبوط القلب الشديد المصحوب بزرقة في الشفتين وعسر شديد في التنفس.
– نصائح وتوجيهات في الحجامة:
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
*تجنب الحجامة بأكثر من كأس لمن يعاني من أنيميا أو انخفاض ضغط الدم، وعدم حجامته على الفقرات القطنية لأنها تسبب في انخفاض ضغط الدم.
* يعطى المحتجم شيئا من السكريات.
*تجنب الحجامة لمن تبرع بالدم قريبا.
* تجنب حجامة الصغار دون سن البلوغ وكبار السن إلا أن يكون الشفط قليلاً.
* توقف الدم أو خروج البلازما – المادة الصفراء – يستفاد منه نهاية الحجامة.
* إذا كان الخارج دم أحمر فهذا يدل على سلامة العضو أما إذا كان دم أسود فيدل على أن العضو فيه أخلاط رديئة أما إذا كان الخارج أسود متخثر فيدل على أخلاط كثيرة ضارة.
* الدم لا يتوقف إذا كان التشريط عميقا ويكتفى بإخراج (200) مل، وحسب موضع الحجامة.
* المحتجم لا يجامع ولا يأكل بهارات ولا طعاما مالحا ولا يشرب بارد ولا يعرض الجرح لهواء بارد.
* ارتفاع الحرارة بعد يوم والشعور بالغثيان طبيعي أحياناً.
* لا تحجم المريض واقفا أو على كرسي بغير جوانب لكي لا يسقط.
* لا تحجم الجلد الذي يحتوي على أمراض جلدية معدية أو التهاب جلدي شديد.
* لا تحجم في مكان ليس فيه عضلات مرنة.
* لا تحجم المرأة الحامل أسفل البطن وعلى الثديين ومنطقة الصدر خصوصا في الثلاثة أشهر الأولى.
* تجنب الحجامة في الأيام الشديدة البرودة.
تجنب الحجامة في أربطة المفاصل الممزقة.
– تجنب الحجامة على الركبة المصابة بالماء، لكن بجوارها وكذلك الدوالي.
* تجنب الحجامة بعد الأكل مباشرة.
* الأخدعين في طرفي الرقبة، المنكب هو مقابل الترقوة، الناغض خلف اليد، النقرة (فوق القفا بأربع أصابع)
* تجنب الحجامة في العروق البارزة خاصة لضعيفي البنية.
* تجنب حجامة من كان مصاب ببرد ودرجة حرارته عالية.
* تجنب الحجامة لمن بدأ بالغسيل الكلوي * ارتفاع درجة الحرارة ثاني يوم من الحجامة أو غثيان أو إسهال لبعض الناس أمر طبيعي.
إلى غير ذلك من التوجيهات
– وقد توسع الباحثون في ذكر الأمراض التي تعالجها الحجامة منها؛ حالات الصداع المزمن، وحالات آلالام الروماتيزم، بعض حالات تيبس المفاصل، آلام الظهر والمفاصل … إلى غير ذلك من الأمراض بل هناك بحوث أجنبية. وراجع زاد المعاد 4/ 55 فقد ذكر بعض مواضع الفصد والحجامة والأمراض التي تعالجها.