الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم -الدرس34 –
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
ألقاه: للأخ سيف الكعبي
بالتعاون مع الأخوة في مجموعة السلام العلمية
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تابع / كتاب: السلام
تابع / بَاب تَحْرِيمِ الْخَلْوَةِ بِالْأَجْنَبِيَّةِ وَالدُّخُولِ عَلَيْهَا
***عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ فَرَأَىهُمْ فَكَرِهَ ذَلِكَ
فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ.
@المفردات:
المغيبة: هي الغائب عنها زوجها.
@الفوائد:
-فيه التعميم في النصيحة وعدم المواجهة بها إلا في بعض الحالات.
-فضيلة لأسماء بنت عميس؛ الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم ” أن الله برأها من ذلك”.
-الأمور التي يخشى من التساهل فيها؛ أن يؤدي ذلك لفساد؛ لا بد من ولي الأمر التحذير منها على المنابر وغيرها.
-قال القرطبي “الرجلان يكفيان في ذلك الزمان أما في زماننا فلا يكفي ” قلت: فماذا سيقول القرطبي لو رأى زماننا؟ وهذا مما يقوي القول بوجوب تغطية الوجه خاصة في هذا الزمان؛ ومنه قول عائشة-رضي الله عنها- ” لو رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- ما صنع النساء لمنعهن المساجد ”
-ربما أراد النفر من بني هاشم صلة أولاد جعفر؛ حيث كانت اسماء زوجة جعفر بن أبي طالب وهي أخت لميمونة بنت الحارث، ولبابة (أم الفضل) زوج العباس وهن أخوات لأم، فلها صلة ببني هاشم.
-المرأة يجب عليها أن تدفع الريبة عن نفسها وتفرح زوجها؛ ومنه حديث ” المرأة الصالحة إذا غاب عنها حفظته في ماله و عرضه ”
-ورع أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- حيث لا يتهم الناس بدون بينة؛ ومنه قول زينب في حادثة الإفك “أحمي سمعي وبصري” وقول صحابي آخر “أهلك يا رسول الله ولا أعلم إلا خيرا”
-فضل العلماء وأهل الصلاح وأنهم محل ثقة يعني النفر من بني هاشم.
-إذا كان أهل الصلاح منعوا من الإختلاط بالنساء؛ فمن باب أولى الذين ليس لديهم صلاح.
-القرطبي قال: لعل هذه الواقعة قبل الحجاب ولعل استنكار أبي بكر رضي الله عنه من باب الغيرة؛ مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شأن الحجاب وسبق، وتُعُقِّب القرطبي أن الحجاب في السنة 5هـ، واسماء ما تزوجها أبو بكر إلا بعد موت جعفر في موقعة مؤته فجزمًا أنها بعد الحجاب.
-ربما ظن النفر من بني هاشم أن خلوة الواحد هو المنهي عنه فدخلوا جماعة.
-المخالفات التي وقع فيها النفر الذين دخلوا على أسماء بنت عميس وهي السبب في الإنكار عليهم:
***حاجتهم غير ملحة.
***أبو بكر-رضي الله عنه- كان موجود بالمدينة ولم يكن على سفر، فكانوا يستطيعون الإنتظار.
***لم يأخذوا حاجتهم ويخرجون وإنما مكثوا.
قال علماء اللجنة الدائمة: هذا محمول يعني الإذن بالدخول على ما إذا وجدت الدواعي للدخول وأمنت الفتنة.
-بيان شفقة النبي –صلى الله عليه وسلم- بأمته ورحمته بهم بإبعادهم عن الأشياء التي تؤدي للفتن.
-إنزال الناس منازلهم وتبرئتهم مما يؤذيهم في أعراضهم.
بَاب بَيَانِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ رُئِيَ خَالِيًا بِامْرَأَةٍ وَكَانَتْ زَوْجَتَهُ أَوْ مَحْرَمًا لَهُ أَنْ يَقُولَ هَذِهِ فُلَانَةُ لِيَدْفَعَ ظَنَّ السُّوءِ بِهِ
** عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَدَعَاهُ فَجَاءَ فَقَالَ يَا فُلَانُ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ
** عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا أَوْ قَالَ شَيْئًا.
وفي رواية “أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ وَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْلِبُهَا ثُمَّ ذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَلَمْ يَقُلْ يَجْرِي”.
@المفردات:
يقلبني: يردها للمنزل.
@الفوائد:
بيان شفقته –صلى الله عليه وسلم- على أمته ومراعاة مصالحهم وصيانة قلوبهم من الإثم.
-سوء الظن بالأنبياء كفر.
-الأنبياء لا تقع منهم الفاحشة وكل ما يخل بتبليغ الرسالة.
-جواز زيارة المرأة لزوجها في معتكفه ليلًا ونهارا.
-يجوز للمعتكف الإستئناس مع الزوجة إنما الممنوع الجماع ومقدماته.
-التحرز من التعرض لسوء ظن الناس وطلب السلامة والإعتذار بالأعذار الصحيحة.
-الإستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان.
-اختلفوا في قول النبي-صلى الله عليه وسلم- ” إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” على أقوال:
***هذا على ظاهره وأنها تستطيع أن تتشكل وهو الراجح.
***بعضهم قالوا: معناه أنه ملازم الوسوسة كملازمة الدم.
– يجوز للمعتكف الخروج للأمور التي يضطر إليها.
-قوله “سبحان الله ” للتعجب والتعظيم.
-تغطية الوجه.
-الإنسان خلق خلقا ضعيفا.
-دخول الجني في بدن الإنسان خلافًا للمعتزلة.
-الجني يضعف في المؤمن الخير المستقيم فيكون خانس خصوصًا إذا كان محافظ على الأذكار وقراءة البقرة، وآية الكرسي وغيرها.
-دفع الظن السئ بالمسلمين (التمس لأخيك العذر).
-اضافة البيوت للمرأة في قوله (بيت أم مسلمة)
-لا يجوز اختلاط الرجال بالنساء.
-الإيمان بالغيب كما في قوله-صلى الله عليه وسلم- (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).
-خُلُقُ النبي -صلى الله عليه وسلم- وحسن عشرته بأهله فيجب أن نقتدي به.
-فضيلة الصيام حيث الصيام يضيق مجاري العروق ثم إذا جاعت النفس شبعت الجوارح وإذا شبعت النفس جاعت الجوارح.
-الخوف على الأهل والحرص عليهم.
-لا يجوز الإستعانة بالشياطين ومنه قوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) [الأعراف: 27] وانظر الصحيحة (2760)
-يجوز للمعتكف أن ينشغل بالأمور المباحة احيانًا.
-لا بأس بدروس العلم والموعظة القصيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإعتكاف.
-النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يشك في الصحابه ولا هم شكوا فيه؛ وإنما أراد قطع حبائل الشيطان ووسوسته عنهما؛ ومنه قول النبي-صلى الله عليه وسلم- لعائشة “أجاءك شيطانك” وقوله تعالى (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءهُمْ نَصْرُنَا) [يوسف: 110] يعني ظن اتباع الرسل أن رسلهم قد كذبوهم بما وعدوهم من النصر فكل هذا من وساوس الشيطان وبهذا يندفع قول من قال ” أن الحديث ضعيف لنكارة متنه ” وللشافعي توجيه آخر للحديث فقال: أراد النبي –صلى الله عليه وسلم- تعليم من بعده، يعني إذا كنتم هكذا فاصنعوا هكذا حتى لا يظن بكم أحد ظن السوء
-الإستعانة بالله لدفع كيد الشيطان.