77 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة –
————
مسند احمد 6238 – حدثنا بهز، حدثنا حماد، أخبرنا طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن ابن عمر، ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في البيت بين الساريتين ”
إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وحماد: هو ابن سلمة.
قلت سيف : على شرط الذيل على الصحيح المسند
فهنا من مسند ابن عمر حتى ابن حجر في الأطراف لم يعزه للشيخين إنما أخرجه البخاري ومسلم لكن من مسند بلال حيث ذكره الحميدي في مسنده في الجمع بين الصحيحين حيث سمعه ابن عمر منه
————-
[الصلاة بين السواري]
والسواري: جمع سارية، وهي الأسْطُوَانة، كجارية، وجَوارٍ
الحديث يبين جواز الصلاة بين السواري في البيوت ، و تجوز الصلاة بين السواري في المسجد سواء منفردا أو إماما، و تجوز للضرورة ، و المنع جاء لأن ذلك يقطع الصفوف .
حكم الصلاة بين السواري في جماعة :
حرام ، ودليله : عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا . [ صحيح لغيره ] .
وبوب البخاري ( قوله باب الصلاة بين السواري في غير جماعه ).
قال ابن حجر في الفتح ( 1/ 578):
إنما قيدها بغير الجماعة لأن ذلك يقطع الصفوف وتسوية الصفوف في الجماعة مطلوب وقال الرافعي في شرح المسند احتج البخاري بهذا الحديث أي حديث بن عمر عن بلال على أنه لا بأس بالصلاة بين الساريتين إذا لم يكن في جماعة وأشار إلى أن الأولى للمنفرد أن يصلي إلى الساريه ومع هذه الأولوية فلا كراهة في الوقوف بينهما أي للمنفرد وأما في الجماعة فالوقوف بين الساريتين كالصلاة إلى السارية انتهى كلامه وفيه نظر لورود النهى الخاص عن الصلاة بين السواري كما رواه الحاكم من حديث أنس بإسناد صحيح وهو في السنن الثلاثة وحسنه الترمذي قال المحب الطبري كره قوم الصف بين السواري للنهى الوارد عن ذلك ومحل الكراهة عند عدم الضيق والحكمة فيه إما لانقطاع الصف أو لأنه موضع النعال انتهى وقال القرطبي روى في سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجن المؤمنين.
قال ابن رجب في الفتح ( 4/ 58): ومقصود البخاري بهذا الباب: أن من صلى بين ساريتين منفردا، كمن يصلي تطوعا؛ فإنه لا يكره له ذلك كما فعله النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في الكعبة، وكان ابن عمر يفعله.
وكذا لو صلى جماعة، وكان إمامهم، ووقف بين الساريتين وحده، وقد فعل ذلك سعيد بن جبير وسويد بن غفلة.
ورخص فيه سفيان للإمام وكرهه للمأمومين.
وإنما يكره ذلك؛ لصف تقطعه السواري، فلو صلى اثنان أو ثلاثة جماعة بين ساريتين لم يكره – أيضا -، هذا قول أصحابنا وأصحاب الشافعي وغيرهم من العلماء.
وعلى مثل ذلك حملوا ما ورد من النهي عنه – مرفوعا، وموقوفا.
فالمرفوع؛ روي من حديث سفيان، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي، عن عبد الحميد بن محمود، قال: صلينا خلف أمير من الأمراء، فاضطرنا الناس فصلينا بين الساريتين، فلما صلينا قال انس بن مالك: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في ((صحيحيهما)) والحاكم، وقال: صحيح.
وقال الترمذي: حديث حسن. انتهى
قوله (وقد كره قوم من أهل العلم أن يصف بين السواري وبه يقول أحمد وإسحاق) وبه قال النخعي وروى سعيد بن منصور في سننه النهي عن ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وحذيفة
قال ابن سيد الناس ولا يعرف لهم مخالف في الصحابة
والعلة في الكراهة ما قاله أبو بكر بن العربي من أن ذلك إما لانقطاع الصف أو لأنه موضع جمع النعال قال ابن سيد الناس والأول أشبه لأن الثاني محدث . تحفة الأحوذي ( 2/ 19).
قال الشوكاني : ويدل على ذلك صلاته -صلى الله عليه وسلم- بين الساريتين، فيكون النهي على هذا مختصًا بصلاة المؤتمين بين السواري، دون الإمام والمنفرد، وهذا أحسن ما يقال، وما تقدم من قياس المؤتمين على الإمام والمنفرد فاسد الاعتبار، لمصادمته لأحاديث الباب .
قال الجامع ( محمد بن ادم ) عفا الله عنه: هذا الذي قال الشوكاني رحمه الله تعالى هو المتجه عندي. وهو أن النهي الوارد في الصلاة بين السواري محمول على المأمومين، لا على الإمام والمنفرد، جمعًا بين الأدلة؛ لأن حديث معاوية بن قرّة، عن أبيه: “كنا ننهى أن نصف بين السواري”. صريح في المأمومين، وأما الإمام، والمنفرد، فلا يدخلان في النهي، لصلاته -صلى الله عليه وسلم- في الكعبة بين السواري.
و سئل الألباني في سلسلة الهدى و النور
هل تجوز الصلاة بين السواري بالنسبة للفرد أو الجماعة.؟
السائل: أستاذي، ما حكم الصلاة بين السواري من غير ضرورة؟
الشيخ: إذا كان يصلي وحده فلا شيء فيه.
السائل: جماعة:
الشيخ: أما إذا كان يصلي جماعة فذلك مما نهى عنه الرسول عليه السلام، فقال: (لا تصفوا بين السواري)، فهو حرام لا يجوز أما، فالصلاة صحيحة، أما الضرورات: فالضرورات تبيح المحظورات.
سئل العباد حفظه الله :
ما حكم الصلاة بين السواري؟
الجواب
الصلاة بين السواري إذا احتيج إليها بأن امتلأت الصفوف التي قبل السواري وبعدها فإنه يجوز أن يصلى بينها، لكن لا يصلي مجموعة بين الساريتين، وإذا كان المسجد لم يمتلئ فليس للإنسان أن يصلي بين السواري، بل يأتي إلى الكاملة الممتدة المتصلة التي لا تفصلها سواري ولا تقطعها فيصلي فيها. شرح سنن أبي داود للعباد