مختلف الحديث رقم: ((75))
كيف التوفيق بين حديث: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل))
أخرجه مسلم، برقم {2222}
وبين حديث {لا يورد ممرض على مصح}
أخرجه البخاري، برقم {5775}، ومسلم برقم {2221}
وكذلك حديث ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))
أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الجذام.
——–
جواب سيف بن دورة الكعبي: قلنا في الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم –
رقم 54 في شرح حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (لا عدوى ولا صفرَ ولا هامةَ)
* اختلف الأئمة هل نفي العدوى على الحقيقة أم نفيها بمعنى نفي ما يعتقده أهل الجاهلية؛ المرض يعدي بطبعه.
-رجح ابن حجر في هدي الساري وفي بذل الماعون أن النفي للحقيقة، وأن ما يتصور أنه تم بطريق العدوى إنما هو من خلق الله فيه ابتداءً غير منتقل من المصاب بالمرض، ومما استدل به؛ أن كثيراً من الناس خالطوا مرضى الطاعون وكانوا سالمين،
وممن قال بهذا القول الخطابي وابوعبيده، وابن حبان والطحاوي وابن خزيمة والبغوي، وعليه تأولوا حديث (لا يورد ممرض على مصح) وغيره من الأحاديث، قال أبو عبيده: ووجهه عندي؛ أن ينزل بهذه الصحاح من أمر الله ما ينزل بتلك، فيظن المصح، أن تلك أعدتها، فيأثم. نقله عنه البغوي في شرح السنة. وحمل بعضهم حديث (فر من المجذوم فرارك من الأسد) على البعد عن الرائحة الكريهة ثم بالمحاكَّة بالجرب والمجذوم أو القرب من المريض فتأخذ هواءه ينتقل وهذا من باب الطب، وليس العدوى.
ونقل بعضهم عن ابن القيم أنه اعتبر العدوى أوهام، يقصد: أن ابن القيم لا يقول بالعدوى.
– لكن من مجموع كلام ابن القيم، كأنه يرجح أن نفيها بمعنى نفي ما يعتقده أهل الجاهلية؛ بأن المرض يعدي بطبعه.
قال ابن القيم بعد أن ذكر الجذام، وسبب تسميته داء الأسد:
وهـذه العلة عند ا?طباء من العلل المعدية المتوارثة، ومقارب المجذوم، وصاحب السل يسقم برائحته، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – لكمال شفقته على ا?مة، ونصحه لهم، نهاهـم عن ا?سباب التي تعرضهم لوصول العيب والفساد إلى أجسامهم وقلوبهم، و? ريب أنه قد يكون في البدن تهيؤ واستعداد كامن لقبول هـذا الداء، وقد تكون الطبيعة سريعة ا?نفعال، قابلة للاكتساب من أبدان من تجاوره وتخالطه، فإنها نقالة، وقد يكون خوفها من ذلك ووهـمها من أكبر أسباب إصابة تلك العلة لها، فإن الوهـم فعال مستول على القوى والطبائع، وقد تصل رائحة العليل إلى الصحيح فتسقمه، وهـذا معاين في بعض ا?مراض، والرائحة أحد أسباب العدوى، ومع هـذا كله ف? بد من وجود استعداد البدن وقبوله لذلك الداء.
فابن القيم يذكر أن الأوهام في النفس: من أكبر، أسباب إصابة تلك العلة لها، فلم ينفي العدوى.
ويمكن أن يجاب عن استدلال ابن حجر: بما قال عبدالمحسن العباد: أن مخالطة المريض لا يلزم منها العدوى، لكن قد يجعلها الله عزوجل سبباً للعدوى، فالأمر يرجع لمشيئة الله وإرادته لكن الأخذ بالأسباب مطلوب، وقد يتخلف الضرر مع وجود الاتصال والاحتكاك. انتهى باختصار
وقال بعض الأئمة: وهذا نظير نفي الشفاعة في قوله تعالى (لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة) فالشفاعة المنفية هي شفاعة لأهل الشرك، وما ما ورد في النصوص من إثباتها فهي التي تكون بإذنه سبحانه كرامة لملائكته وأوليائه.
قال أعضاء اللجنة الدائمة:
عن عائشة رضي الله عنها بلفظ «? عدوى وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من ا?سد» وأخرج معناه مسلم في الصحيح في آخر أبواب الطب من حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال: «كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إنا قد بايعناك فارجع». وأحسن ما قيل فيه قول البيهقي، وتبعه ابن الص?ح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهـم أن قوله “? عدوى” على الوجه الذي يعتقده أهـل الجاهـلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وأن هـذه ا?مور تعدي بطبعها، وإ? فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من ا?مراض سببا لحدوث ذلك؛ ولهذا قال: «فر من المجذوم كما تفر من ا?سد، وقال: «? يورد ممرض على مصح، وقال في الطاعون: «من سمع به في أرض ف? يقدم عليه، وكل ذلك بتقدير الله تعالى.
قال سليمان آل الشيخ فى تيسير العزيز الحميد:
يشير إلى أن ا?ول إنما جرب بقضاء الله وقدره، فكذلك الثاني وما بعده. وروى ا?مام أحمد والترمذي عن ابن مسعود مرفوعا: “? يعدي شيء قالها ث?ثا. فقال ا?عرابي: يا رسول الله، النقبة من الجرب تكون بمشفر البعير أو بذنبه في ا?بل العظيمة فتجرب كلها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أجرب ا?ول؟ ? عدوى، و? هـامة، و? صفر، خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصابها ورزقها” , فأخبر عليه الس?م أن ذلك كله بقضاء الله وقدره كما دل عليه قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في ا?رض و? في أنفسكم إ? في كتاب من قبل أن نبرأهـا} وأما أمره بالفرار من المجذوم، ونهيه عن إيراد الممرض على المصح، وعن الدخول إلى موضع الطاعون، فإنه من باب اجتناب ا?سباب التي خلقها الله تعالى، وجعلها أسبابا لله?ك وا?ذى، والعبد مأمور باتقاء أسباب الشر إذا كان في عافية، فكما أنه يؤمر أن ? يلقي نفسه في الماء أو في النار أو تحت الهدم أو نحو ذلك مما جرت العادة بأنه يهلك ويؤذي، فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم، وقدوم بلد الطاعون، فإن هـذه كلها أسباب للمرض والتلف، والله تعالى هـو خالق ا?سباب ومسبباتها ? خالق غيره و? مقدر غيره. وأما إذا قوي التوكل على الله، وا?يمان بقضائه وقدره فقويت النفس على مباشرة بعض هـذه ا?سباب اعتمادا على الله ورجاء منه أن ? يحصل به ضرر ففي هـذه الحال تجوز مباشرة ذلك ? سيما إذا كانت فيه مصلحة عامة أو خاصة وعلى هـذا يحمل الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: “أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال: كل باسم الله، ثقة بالله، وتوك? عليه”
انتهى.
قلت: الحديث ضعيف لكن ثبت عن عمر بن الخطاب، وسلمان.
وراجع تحقيق كتاب التوحيد دار العاصمة
وممن رجح هذا القول ابن عثيمين كذلك.
وانظر أجوبة الأخوة التالية للتوسع في النقولات
———
جواب فيصل الشامسي:
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز
باب ما جاء في التطير?84 – شرح حديت: ” لا عدوى ولا طيرة. . . وسأل عن معنى الحديث فقال:
ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل». والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم – صلى الله عليه وسلم – أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، «فقال بعض الحاضرين له – صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال – صلى الله عليه وسلم -: ” فمن أعد الأول “». والمعنى: أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم – صلى الله عليه وسلم – أن المخالطة تكون سببا لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله عز وجل؛ ولهذا قال – صلى الله عليه وسلم -: «لا يورد ممرض على مصح». والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض من المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله – صلى الله عليه وسلم -: «فر من المجذوم فرارك من الأسد»؛ وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئا لازما.
والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه، إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.?ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
__________
جواب احمد بن علي:
مختلف الحديث رقم: ((75))
قال العيني في عمدة القاري:
هذه الأمراض لا تعدي بطبعها ولكن الله تعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا لإعدائه مرضه ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في سائر الأسباب ففي الحديث الأول نفي ما كان يعتقده الجاهلية من أن ذلك يعدي بطبعه ولهذا قال فمن أعدى الأول وفي قوله فر من المجذوم أعلم أن الله تعالى جعل ذلك سببا فحذر من الضرر الذي يغلب وجوده عند وجوده بفعل الله عز وجل. أهـ باختصار
قال القسطلاني في إرشاد الساري: (لا عدوى) يعني أن المرض لا يتعدّى من صاحبه إلى من يقاربه من الأصحاء فيمرض لذلك ودخول النسخ في هذا كما تخيله بعضهم لا معنى له فإن قوله: لا عدوى خبر محض لا يمكن
نسخه إلا بأن يقال هو نهي عن اعتقاده العدوى لا نفي لها، والبعير الأول لم يجرب بالعدوى بل بقضاء الله وقدره فكذلك الثاني وما بعده … كما دل عليه قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب} [الحديد: 22] الآية. وأما النهي عن إيراد الممرض فمن باب اجتناب الأسباب التي خلقها الله تعالى وجعلها أسبابًا للهلاك أو الأذى والعبد مأمور باتقاء أسباب البلاء إذا كان في عافية منها،. أهـ باختصار
قال العباد في شرح سنن أبي داود:
ولا تعارض بين الأحاديث؛ لأن المنفي غير المثبت، فالمنفي هو اعتقاد أن الأمراض مؤثرة بطبعها، والمثبت هو الأخذ بالأسباب والوقاية، وعدم التعرض لشيء قد يحصل بسببه شيء من المضرة، وقد يتخلف الضرر مع وجود الاتصال والاحتكاك بالمريض؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟!) يعني: أول بعير حصل له الجرب من الذي أعداه؟! فهو ما كان أجرب، ولكن الجرب حصل بتقدير الله عز وجل. أهـ باختصار
قال المناوي في فيض القدير:
(اتقوا) احذروا ندبا وإرشادا (المجذوم) أي مخالطة الذي به جذام … فإنه يعدي المعاشر كما جزم به الشافعي في الأم في موضع وحكاه عن الأطباء والمجربين في آخر ونقله غيره عن أفاضل الأطباء فقالوا: مقاربة المجذوم معدية برائحته وقد تكون الطبيعة سريعة الانفعال قابلة للاكتساب من أبدان المجاورين والمخاطبين بل الوهم وحده من أكبر أسباب الإصابة والرائحة أشد أسباب العدوى لكن لا بد معها من كمال استعداد البدن ولا يناقضه خبر لا عدوى ولا طيرة لأنه نفي لاعتقاد الجاهلية نسبة الفعل لغير الله …. والحاصل أن الأمور التي يتوقع منها الضرر قد أباحت الحكم الربانية التحرز عنها فلا ينبغي للضعفاء أن يقربوها وأما أهل الصدق واليقين فبالخيار وعلى ذلك [ص:138] ينزل ما تعارض من الأخبار. اهـ
قال الحافظ في الفتح:
وفر من المجذوم كما تفر من الأسد لم أقف عليه من حديث أبي هريرة إلا من هذا الوجه ومن وجه آخر عند أبي نعيم في الطب لكنه معلول وأخرج بن خزيمة في كتاب التوكل له شاهدا من حديث عائشة ولفظه لا عدوي وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد وأخرج مسلم من حديث عمرو بن الشريد الثقفي عن أبيه قال كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا قد بايعناك فارجع قال عياض اختلفت الآثار في المجذوم فجاء ما تقدم عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل مع مجذوم وقال ثقة بالله وتوكلا عليه قال فذهب عمر وجماعة من السلف إلى الأكل معه ورأوا أن الأمر باجتنابه منسوخ وممن قال بذلك عيسى بن دينار من المالكية قال والصحيح الذي عليه الأكثر ويتعين المصير إليه أن لا نسخ بل يجب الجمع بين الحديثين وحمل الأمر باجتنابه والفرار منه على الاستحباب والاحتياط والأكل معه على بيان الجواز اه هكذا اقتصر القاضي ومن تبعه على حكاية هذين القولين وحكى غيره قولا ثالثا وهو الترجيح وقد سلكه فريقان أحدهما سلك ترجيح الأخبار الدالة على نفي العدوي وتزييف الأخبار الدالة على عكس ذلك مثل حديث الباب فأعلوه بالشذوذ وبأن عائشة أنكرت ذلك فأخرج الطبري عنها أن امرأة سألتها عنه فقالت ما قال ذلك ولكنه قال لا عدوى وقال فمن أعدى الأول قالت وكان لي مولى به هذا الداء فكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي وبأن أبا هريرة تردد في هذا الحكم كما سيأتي بيانه فيؤخذ الحكم من رواية غيره وبأن الأخبار الواردة من رواية غيره في نفي العدوى كثيرة شهيرة بخلاف الأخبار المرخصة في ذلك ومثل حديث لا تديموا النظر إلى المجذومين وقد أخرجه بن ماجة وسنده ضعيف ومثل حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمحين أخرجه أبو نعيم في الطب بسند واه ومثل ما أخرجه الطبري من طريق معمر عن الزهري أن عمر قال لمعيقيب أجلس مني قيد
رمح ومن طريق خارجة بن زيد كان عمر يقول نحوه وهما أثران منقطعان وأما حديث الشريد الذي أخرجه مسلم فليس صريحا في أن ذلك بسبب الجذام والجواب عن ذلك أن طريق الترجيح لا يصار إليها إلا مع تعذر الجمع وهو ممكن فهو أولى الفريق الثاني سلكوا في الترجيح عكس هذا المسلك فردوا حديث لا عدوى بأن أبا هريرة رجع عنه إما لشكه فيه وإما لثبوت عكسه عنده كما سيأتي إيضاحه في باب لا عدوى قالوا والأخبار الدالة على الاجتناب أكثر مخارج وأكثر طرقا فالمصير إليها أولى قالوا وأما حديث جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال كل ثقة بالله وتوكلا عليه ففيه نظر وقد أخرجه الترمذي وبين الاختلاف فيه على راويه ورجح وقفه على عمر وعلى تقدير ثبوته فليس فيه أنه صلى الله عليه و سلم أكل معه وإنما فيه أنه وضع يده في القصعة قاله الكلاباذي في معاني الأخبار والجواب أن طريق الجمع أولى كما تقدم وأيضا فحديث لا عدوى ثبت من غير طريق أبي هريرة فصح عن عائشة وبن عمر وسعد بن أبي وقاص وجابر وغيرهم فلا معنى لدعوى كونه معلولا والله أعلم
وفي طريق الجمع مسالك أخرى أحدها نفى العدوى جملة وحمل الأمر بالفرار من المجذوم على رعاية خاطر المجذوم لأنه إذا رأى الصحيح البدن السليم من الآفة تعظم مصيبته وتزداد حسرته ونحوه حديث لا تديموا النظر إلى المجذومين فإنه محمول على هذا المعنى
ثانيها حمل الخطاب بالنفي والإثبات على حالتين مختلفتين فحيث جاء لا عدوى كان المخاطب بذلك من قوي يقينه وصح توكله بحيث يستطيع أن يدفع عن نفسه اعتقاد العدوى كما يستطيع أن يدفع التطير الذي يقع في نفس كل أحد لكن القوي اليقين لا يتأثر به وهذا مثل ما تدفع قوة الطبيعة العلة فتبطلها وعلى هذا يحمل حديث جابر في أكل المجذوم من القصعة وسائر ما ورد من جنسه وحيث جاء فر من المجذوم كان المخاطب بذلك من ضعف يقينه.
ثالث المسالك قال القاضي أبو بكر الباقلاني إثبات العدوى في الجذام ونحوه مخصوص من عموم نفي العدوى قال فيكون معنى قوله لا عدوى أي الا من الجذام والبرص والجرب مثلا قال فكأنه قال لا يعدي شيء شيئا إلا ما تقدم تبييني له أن فيه العدوى وقد حكى ذلك بن بطال أيضا.
رابعها أن الأمر بالفرار من المجذوم ليس من باب العدوى في شيء بل هو لأمر طبيعي وهو انتقال الداء من جسد لجسد بواسطة الملامسة والمخالطة وشم الرائحة أهـ باختصار
———–