*مختلف الحديث رقم: ((69))
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
كيف التوفيق بين حديث:
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم)
رواه أبو داود.
……..
وبين ما جاء في حديث أبي سعيد مرفوعاً (ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال … ) الحديث.
رواه أحمد وغيره وصححه الحاكم والذهبي.
قال الألباني: وهو كما قال.
وجود الأرنؤوط إسناده في المسند (11149)
وأيضاً مع قوله تعالى {وَيَدعُ الإِنسانُ بِالشَّر دُعاءَه بِالخَيرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} ويقول عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم؟
——-‘——‘——-
جواب أحمد بن علي:
أظن هو من مشكل الحديث
قال القرطبي في التفسير:
قوله تعالى: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم) فيه ثلاث مسائل: الأولى- قوله تعالى: (ولو يعجل الله للناس الشر) قيل: معناه ولو عجل الله للناس العقوبة كما يستعجلون الثواب والخير لماتوا، لأنهم خلقوا في الدنيا خلقا ضعيفا، وليس هم كذا يوم القيامة، لأنهم يوم القيامة يخلقون للبقاء. وقيل: المعنى لو فعل الله مع الناس في إجابته إلى المكروه مثل ما يريدون فعله معهم في إجابته إلى الخير لأهلكهم، وهو معنى” لقضي إليهم أجلهم”. وقيل: إنه خاص بالكافر، أي ولو يجعل الله للكافر العذاب على كفره كما عجل له خير الدنيا من المال والولد لعجل له قضاء أجله ليتعجل عذاب الآخرة، قاله ابن إسحاق. مقاتل: هو قول النضر بن الحارث: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فلو عجل لهم هذا لهلكوا. وقال مجاهد: نزلت في الرجل يدعو على نفسه أو ماله أو ولده إذا غضب: اللهم أهلكه، اللهم لا تبارك له فيه والعنه، أو نحو هذا، فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب الخير لقضي إليهم أجلهم. فالآية نزلت ذامة لخلق ذميم هو في بعض الناس يدعون في الخير فيريدون تعجيل الإجابة ثم يحملهم أحيانا سوء الخلق على الدعاء في الشر، فلو عجل لهم لهلكوا. الثانية- واختلف في إجابة هذا الدعاء، فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني سألت الله عز وجل ألا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه). وقال شهر ابن حوشب: قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول للملائكة الموكلين بالعبد: لا تكتبوا على عبدي في حال ضجره شيئا، لطفا من الله تعالى عليه.
قال بعضهم: وقد يستجاب ذلك الدعاء، واحتج بحديث جابر الذي رواه مسلم في صحيحه آخر الكتاب، قال جابر: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركب، ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هذا اللاعن بعيره)؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: (انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم (. في غير [كتاب] مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فلعن رجل ناقته فقال:) أبن الذي لعن ناقته (؟ فقال الرجل: أنا هذا يا رسول الله، فقال:) أخرها عنك فقد أجبت فيها) ذكره الحليمي في منهاج الدين.” شأ” يروى بالسين والشين، وهو زجر للبعير بمعنى سر. الثالثة- قوله تعالى:” ولو يعجل الله” قال العلماء: التعجيل من الله، والاستعجال من العبد. وقال أبو علي: هما من الله، وفي الكلام حذف، أي ولو يعجل الله للناس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير، ثم حذف تعجيلا وأقام صفته مقامه، ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه، هذا مذهب الخليل وسيبويه. وعلى قول الأخفش والفراء كاستعجالهم، ثم حذف الكاف ونصب. قال الفراء: كما تقول ضربت زيدا ضربك، أي كضربك. وقرأ ابن عامر” لقضي إليهم أجلهم”. وهي قراءة حسنة، لأنه متصل بقوله:” ولو يعجل الله للناس الشر”. قوله تعالى: (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا) أي لا يعجل لهم الشر فربما يتوب منهم تائب، أو يخرج من أصلابهم مؤمن. (في طغيانهم يعمهون) أي يتحيرون. والطغيان: العلو والارتفاع، وقد تقدم في” البقرة”.
وقد قيل: إن المراد بهذه الآية أهل مكة، وإنها نزلت حين قالوا:” اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك” [الأنفال: 32] الآية، على ما تقدم «5» والله أعلم.
قلت: (أحمد)
ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني سألت الله عز وجل ألا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه).هو حديث موضوع أورده ابن الجوزي كتابه الموضوعات، والعجلوني في كشف الخفاء، والسيوطي في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة
قال السعدي في التفسير:
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
وهذا من لطفه وإحسانه بعباده، أنه لو عجل لهم الشر إذا أتوا بأسبابه، وبادرهم بالعقوبة على ذلك، كما يعجل لهم الخير إذا أتوا بأسبابه {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي: لمحقتهم العقوبة، ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم، ويعفو عن كثير من حقوقه، فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة.
ويدخل في هذا، أن العبد إذا غضب على أولاده أو أهله أو ماله، ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا، ولأضره ذلك غاية الضرر، ولكنه تعالى حليم حكيم. اهـ
قال القاسمي في محاسن التأويل:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة يونس (10): آية 11]
وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)
وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ وهم الذين لا يرجون لقاءه تعالى لكفرهم الشَّرَّ أي الذي كانوا يستعجلون به، فإنهم كانوا يقولون: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ [الأنفال: 32] ونحو ذلك اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ أي تعجيلا مثل استعجالهم الدعاء بالخير لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ أي لأميتوا وأهلكوا فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ أي في ضلالهم وشركهم يترددون. اهـ
فحمل الآية على الكفار كما هو سياق الآية.
———————-
نورس الهاشمي:
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله و عليه وسلم، أما بعد:
فالجواب: يدور على مسألتين:
المسألة الأولى: أن الله يستجيب للعبد إذا خلا من موانع الإجابة.
المسألة الثانية: لا منافاة بين الحديث و الآية
وذكر صاحبنا نورس المسألة الأولى في بحث قيم، ثم ذكر أن هناك شروط للدعاء
-شروط في الداعي
-وفي الدعاء
-وفي الشيء المدعو به.
ثم ذكر فوائد في آداب الدعاء فليراجع البحث، ثم ذكر:
-المسألة الثانية: لا
[(4) / (9) (5): (04) ص] نورس الهاشمي: منافاة بين الآية و الحديث
و مع قوله تعالى {وَيَدعُ الإِنسانُ بِالشَّر دُعاءَه بِالخَيرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} ويقول عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}.
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه أبو داود.
قال ابن القيم: انتهض الغضب مانعا من انعقاد سبب الدعاء الذي تاثيره في الإجابة أسرع من تأثير الأسباب في أحكامها فان الله سبحانه يجيب دعاء الصبي والسفيه والمبرسم ومن لا يصح طلاقه ولا عقوده فإذا كان الغضب قد منع كون الدعاء سببا لان الغضبان لم يقصده بقلبه فان عاقلا لا يختار أهلاك نفسه وأهله وذهاب ماله وقطع يده ورجله وغير ذلك بما يدعو به فاقتضت رحمة العزيز العليم أن لا يؤاخذه بذلك ولا يجيب دعاءه لأنه عن غير قصد منه بل الحامل له عليه الغضب الذي هو من الشيطان.
“فإن قيل” إن هذا ينتقض عليكم بالحديث الذي رواه ابو داود عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: “لا تدعوا على أولادكم ولا على أموالكم ولا تدعوا على خدمكم لا توافقوا من الله ساعة لا يسال فيها شيئا إلا أعطاه”.
“قيل”: لا تنافي بين الآية والحديث.
-فإن الآية اقتضت الفرق بين دعاء المختار ودعاء الغضبان الذي لا يختار ما دعا به
والحديث دل على: أن لله سبحانه أوقاتا لا يرد فيها داعيا ولا يسال فيها شيئا إلا اعطاه. فنهى الأمة إن يدعوا احدهم على نفسه أو أهله أو ماله خشية أن يوافق تلك الساعة فيجاب له.
ولا ريب أن الدعاء بالشر كثيرا ما يجلب الدعاء بالخير والإنسان دعو على غيره ظلما وعدوانا مع ذلك فقد يستجاب له لكن اجابة دعاء الخير من صفة الرحمة وإجابة ضده من صفة الغضب والرحمة تغلب الغضب والمقصود ان الغضب مؤثر في عدم انعقاد السبب في الجملة ومن هذا قوله تعالى: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا} وهو الرجل يدعو على نفسه واهله بالشر في حال الغضب.
[اغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان، ج (1) / ص (32) – (34)].
-قال ابن كثير في تفسيره [ج (4) / (220)]: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب له إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والنماء ولهذا قال: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم
الآية، أي لو استجاب لهم كلما دعوه به في ذلك لأهلكهم ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا محمد بن معمر حدثنا يعقوب بن محمد حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد حدثنا جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم لا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم» «(1)» ورواه أبو داود من حديث حاتم بن إسماعيل به.
وقال البزار وتفرد به عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري لم يشاركه أحد فيه وهذا كقوله تعالى: ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير [الإسراء: (11)] الآية، وقال مجاهد في تفسير هذه الآية، ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير الآية، هو قول الإنسان لولده أو ماله إذا غضب عليه: اللهم لا تبارك فيه والعنه. فلو يعجللهم بالاستجابة في ذلك ما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم «(2)».
-قال الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا.
في هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير للعلماء، وأحدهما يشهد له قرآن.
وهو أن معنى الآية: ويدع الإنسان بالشر [(17) \ (11)]، كأن يدعو على نفسه أو ولده بالهلاك عند الضجر من أمر، فيقول اللهم أهلكني، أو أهلك ولدي، فيدعو بالشر دعاء لا يحب أن يستجاب له، وقوله دعاءه بالخير أي يدعو بالشر كما يدعو بالخير فيقول عند الضجر: اللهم أهلك ولدي، كما يقول في غير وقت الضجر: اللهم عافه، ونحو ذلك من الدعاء.
ولو استجاب الله دعاءه بالشر لهلك، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم [(10) \ (11)] أي: لو عجل لهم الإجابة بالشر كما يعجل لهم الإجابة بالخير لقضي إليهم أجلهم ; أي لهلكوا ماتوا، فالاستعجال بمعنى التعجيل.
ويدخل في دعاء الإنسان بالشر قول النضر بن الحارث العبدري: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [(8) \ (32)] (اضواء البيان، ج (3) / (54) – (55))
أعده: أخوكم: نورس الهاشمي
—————–
جواب سيف بن دورة الكعبي:
وكذلك الدعاء، فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره، إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًّا فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والظلم، ورَين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها. (الداء والدواء)
وكذلك قرر في الفوائد أن ما كان وسيلة لمحرم فهو محرم.
وقد يستجيب رب العزة لشخص دعا بالشر لحكمة أرادها سبحانه ومنه حديث الذي لعن بعيره قال الحليمي وذكر هذا لعن البعير وحديث جابر ( … لا تواقعوا ساعة عطاء فيستجاب لكم): ومعنى هذا، النهي عن أن يدعو الرجل على نفسه أو على ماله بالهلاك، فيعطى ما سأل عقوبة له على دعائه لا إكراما بالإجابة، والنهي عن أن يلعن البهيمة فتهلك أو يبيد غيرها، أو أن تقع بيد الأعداء فيقاتلوا عليها، وكل ذلك عقوبة له بدعائه لا إكرام له بالإجابة والله أعلم. أ ه
وفي جواب للجنة الدائمة في موانع إجابة الدعاء قالوا: وقد يكون المانع من الإجابة من ذات الداعي نفسه من كونه أتى في دعائه بإثم أو قطيعة رحم أو اعتداء في السؤال.
هذا ما استطعت أجمعه وبما أن الأصحاب جمعوا كلام طيب لأهل العلم سنبحث في صحة الأحاديث أولا:
حديث أبي سعيد مرفوعاً (ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال … ) الحديث. وهو في الصحيح المسند 413 والعزو إليه يريحنا بأن الحديث سالم من العلة إلا بعض الأحاديث التي جمعها بعض طلاب العلم أرسله لي بعض أصحابنا، وجمعنا نحن أيضاً تعقبات قرابة خمسين حديث ولم أجد فرصة للمقارنة بين عملي وعمل الباحث.
بل أعلى منه حديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل) … الحديث
أما حديث جابر ( … لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم) قال أبوداود: هذا الحديث متصل، عبادة بن الوليد بن عبادة لقي جابر.
ويشهد له حديث أخرجه مسلم مطولاً 3009 وفيه قصة الرجل الذي لعن بعيره، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم … )
تنبيه: حديث يا جبريل اقض لعبدي حاجته وأخِّرها فإني أحب اسمع صوته) أخرجه الطبراني في الأوسط وفيه إسحاق بن أبي فروة متروك
تنبيه: في معنى هذا المبحث قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم … ) وقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا … )
وحديث (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم … ) أخرجه مسلم 1337