*مختلف الحديث رقم: (61)
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
———–
كيف التوفيق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له”
رواه البخاري (6339) ومسلم (2679)
وبين حديث أنس وأنه حدثهم عن أهل بدر قال (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله …. ) أخرجه مسلم 2873
وحديث: “ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”؟
رواه أبو داود والنسائي حسنه الألباني في الإرواء (920).
وحديث: ” لا بأس طهور إن شاء الله ”
ففي هذه الأحاديث استعمل النبي صلى الله عليه وسلم لفظ (إن شاء الله)
———
جواب سيف بن غدير النعيمي:
سئل فضيلة الشيخ: عن الجمع بين قول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له» وقوله: «ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله»؟
فأجاب بقوله: الحديث الأول صحيح، وفي لفظ: «إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه». وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله: «اللهم اغفر لي إن شئت» تشعر بمعان فاسدة:
منها أن أحدا يكره الله، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك …
أما ما جاء في الحديث الثاني من قول «إن شاء الله» فهي أخف وقعا من قول إن شئت؛ لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق.
فوجه الجمع أن التعبير بإن شاء الله أهون من إن شئت.
ويرد على ذلك أن هذا يفيد أن قول إن شاء الله منهي عنه لكن دون قول إن شئت. فكيف يكون منهيا عنه ثم يقوله النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في الحديث الثاني الذي ذكره السائل؟ وإن كان فيه نظر من حيث الصحة، لكن ثبت في الحديث الصحيح «أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان إذا عاد مريضا يقول: ” لا بأس طهور إن شاء الله “.»
وهذه الجملة وإن كانت خبرية فمعناها طلبي. والجواب أن هذه الجملة مبنية على الرجاء لأن يكون المرض طهورا من الذنب وهذا كما في حديث: «وثبت الأجر إن شاء الله». فهو على الرجاء.)).
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (1/ 91)
سئل الشيخ العثيمين –رحمه الله- في برنامج نور على الدرب – (الشريط 330)
ما حكم الاستثناء في الدعاء؟
فأجاب رحمه الله: الاستثناء في الدعاء
أحدهما جائز والثاني ممنوع
أما الجائز:
فمثل دعاء الاستخارة اللهم إن كنت تعلم أن هذا خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي هذا دعاء معلق كذلك في آية اللعان في سورة النور إذا رمى الرجل زوجته بالزنا والعياذ بالله قيل له أقم البينة وإلا فحد في ظهرك أو ملاعنة فإذا اختار الملاعنة فسيشهد على زوجته بأنها زنت، أربع مرات ويقول في الخامسة (أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ) وتقول هي إنه كاذب وتشهد أربع شهادات بالله (إِنَّهُ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ) فهذا استثناء جائز لا بأس به ومن ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان يقدم إلى الناس جنائز من أهل البدع فيشكل عليه أهم كفار أم مسلمون يقول إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن هذه المسألة فقال له عليك بالشرط يا أحمد -وأحمد اسم شيخ الإسلام ابن تيميه – وعليك بالشرط يعني اشترط وكيفية الاشتراط أن يقول:
اللهم إن كان هذا الميت مسلما فاغفر له وارحمه والله يعلم إن كان مسلما فقد دعوت بحق وإن كان غير مسلم فقد فوضت الأمر إلى الله فهذا الاستثناء في الدعاء.
النوع الثاني استثناء لا يجوز لما يوهمه من معنى لا يليق بالله عز وجل مثل أن يقول القائل اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم أجرني من النار إن شئت اللهم أدخلني الجنة إن شئت هذا لا يجوز لأن هذا الاستثناء يوهم معنيين فاسدين ….
ثم إن فيه محظوراً آخر أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ((وليعزم المسألة)) وهو أنه إذا قال إن شئت فكأن هذا الداعي مستغني عن الله فكأنه يقول إن شئت فافعل وإن شئت فلا تفعل فأنا لا يهمني فلذلك ينهى عن الاستثناء على هذا الوجه أما قول إن شاء الله فهذا ينظر إن قصد الإنسان بقوله إن شاء الله أن هذا الأمر يقع بمشيئة الله فهذا لا ينهى عنه وأما إذا كان بمعني إن شئت فهذا ينهى عنه ولم نجزم بأنه بمعنى إن شئت لأن الإنسان لم يخاطب الله به بل قال إن شاء الله على سبيل تعظيم الله عز وجل لكن مع هذا نرى أن الأفضل ألا يقول غفر الله لك إن شاء الله ردك الله سالما إن شاء الله وما أشبه ذلك بل نقول اجزم.
فإن قال قائل أليس من دعاء عيادة المريض أن يقول العائد للمريض (لا بأس طهور إن شاء الله) فالجواب بلى لكن هذا من باب الخبر ليس من باب الدعاء.
جواب أحمد بن علي: (مختلف الحديث 61)
قال العثيمين في شرح رياض الصالحين في شرح حديث رقم 907 – وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده وكان إذا دخل على من يعوده قال: لا بأس طهور إن شاء الله رواه البخاري
الشَّرْحُ ….
أما قول إن شاء الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس طهور إن شاء الله فهذا لأنه خبر وتفاؤل فيقول لا بأس كأنه ينفي أن يكون به بأس ثم يقول إن شاء الله لأن الأمر كله بمشيئة الله عز وجل فيؤخذ من هذا الحديث أنه ينبغي لمن عاد المريض إذا دخل عليه أن يقول لا بأس طهور عن شاء الله. اهـ
قال الشيخ عبدالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود:
قوله: [(لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة)] أي يقول: (اللهم اغفر لي) ولا يضيف إلى ذلك شيئاً من التقييد الذي هو (إن شئت).
قوله: [(فإن الله لا مكره له)] أي: فإن الله تعالى يعطي ويتفضل ويجود على عباده دون إكراه من أحد، أما العباد فمنهم من يعطي رغبة ورهبة، …
وهذا الحديث عقد له شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد باباً خاصاً، وهو (باب قول اللهم اغفر لي إن شئت).
أما قوله صلى الله عليه وسلم: (طهور إن شاء الله) وقوله: (وإنا بكم إن شاء الله لاحقون) فهذا ليس من التعليق، بل هو من التحقيق؛ لأنه لابد من أن يلحق بهم، ولا يوجد احتمال أنه لا يلحق بهم، وكذلك قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [الفتح:27] يعني: تحقيقاً لا تعليقاً.
فقوله: (طهور إن شاء الله) من هذا القبيل، وليس شكاً. اهـ
أجاب الشيخ الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرح الطحاوية عن السؤال التالي:
– الحديثان المذكوران كلاهما في الصحيح، والعلماء جمعوا بينهما بأوجهٍ من الجمع:
(من أحسنها أنَّ قوله (طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله) هذا من باب الخبر لا من باب الدعاء، فهو قال للأعرابي هذه الحمى طهور لك؛ طهور لك في دينك وطهور لك أيضا في بدنك فتصبح بعدها سالما، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
لأنَّ قوله (طهورٌ) مرفوع، والرافع له مبتدأ محذوف أو الابتداء المحذوف بقوله (هي طهور إن شاء الله) وليس المراد الدعاء لأنه لو كان دعاءً لصارت منصوبة اللهم اجعلها طهوراً.
لو قال: طهوراً إن شاء الله؛ يعني: اجعلها اللهم طهوراً، فيكون دعاء.
فالظاهر من السياق من اللغة ومن القصة أنَّ المراد الخبر.
فإذا كان المراد الخبر فلا يعارض الدعاء بقول القائل اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّقَ الخبر بالمشيئة فقال ” طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله”، كما قال تعالى (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) [الفتح:27]، وكقوله (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) [يوسف:99]، فقوله اغفر لي إن شئت، هذا تعليق للدعاء بالمشيئة، والله (لا مُسْتَكْرِهَ له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد في خلقه).
(الوجه الثاني وهو وجه حسن أيضاً أنَّ قول الداعي: اللهم اغفر لي إن شئت هذا على جهة المخاطبة، اغفر لي إن شئت.
وأما إذا كان على جهة الغَيْبَةْ فإنه لا بأس به، فلو قال غَفَرَ الله له إن شاء الله، هذا أخف من التعليق بالمواجهة اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت.
لأنَّ المخاطبة تقتضي الذل والتقرب إلى الله، بما يحبه من نعوت جلاله وصفاته ومدحه سبحانه والثناء عليه.
والتعليق بالمشيئة فيه نوع استغناء، فلهذا قال في آخره ” إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ ” وقال “إن الله لا مستكره له”.
وهذا الوجه الثاني قال به بعض أهل العلم ولكنه ليس في القوة كالأول فالأول ظاهر، والثاني قيل به وليس هو المختار. اهـ
وقال الشيخ صالح آل الشيخ أيضا في [التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
أما الدعاء الذي ليس فيه خطاب فيكون التعليق بالمشيئة ليس تعليقا؛ لأجل عدم الحاجة، أو منبئا عن عدم الحاجة كهذا الدعاء، بل هو للتبرك … ولكن الأدب يقتضي ألا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقا؛ لأنها وإن كانت ليست بمواجهة فإنها داخلة في تعليق الدعاء بالمشيئة، والله- جل وعلا- لا مكره له … اهـ
———–
جواب سيف بن دورة الكعبي:
قال باحث: قول بعض العلماء المعاصرين:
أن قوله في الحديث (لا باس طهور إن شاء الله) خبر وليس دعاء يختلف مع رأي الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 119) حيث قال (وقوله إن شاء الله يدل على أن قوله طهور دعاء لا خبر) انتهى كلام الحافظ
وقد يؤيد كلام الحافظ أنه قال في آخر الحديث (فنعم اذاً) فلو كان خبراً لشفى الرجل ولكن دعا له فلم يقبل الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم اذاً
وعلى هذا قد يحمل ذكر إن شاء الله في هذا الحديث على التبرك بذكر الله وليس على الاستثناء والتعليق
والله تعالى أعلم
قال باحث آخر متعقباً:
بل قول الرجل: بل هي حمى تفور … يدل على أنه فهم الإخبار، والنبي صلى الله عليه وسلم قالها فألاً، والرجل قال مقالته طيرة، وأوقع الله بالمتطير ما قاله.
واستدلال ابن حجر بذكر إن شاء الله على الدعاء لم أفهم وجهه، والله أعلم.
قال الباحث الأول منتصراً لقوله:
ولكن ألا ترى أن من مذهب أهل السنة والجماعة أن الخبر لا ينسخ، فكيف يخبره بأنه يشفى ثم يقول له بعد ذلك فلا إذاً.
والأمر الآخر أن العلماء جعلوا هذا الحديث في باب الدعاء للمريض، ولو كان من باب الخبر لما جاز قوله للمريض من غير الرسول صلى الله عليه وسلم
فالذي يعود المريض ويقول له (لا بأس طهور ان شاء الله) يقصد به الدعاء ولا يقصد به الخبر.
وكلام الحافظ ابن حجر في قوله (ان شاء الله) تدل على أنه خبر واضح جدا
فالخبر (من الله ورسول) يجزم به تحقيقاً ولا يقال فيه إن شاء الله إلا تحقيقا مثل قوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله) فهذه تحقيقا لا تعليقا
وأما الدعاء فقد يقال فيه إن شاء الله للتبرك بذكر الله وليس للتعليق. والله تعالى أعلم انتهى
قال باحث ثالث:
يظهر أن كلام الشيخ، أقرب للصواب، وإليك البيان:
قوله طهور إن شاء الله ظاهره الخبر لا الطلب، لما يلي:
أولاً: لكون الأصل في الدعاء ألا يعلق بمشيئة، فمّا قرنه بالمشيئة دل ذلك على أنه أراد الخبر.
ثانياً: أن هذا الخبر (طهور) جاء معناه بنصوص خبرية أخرى فقد ثبت من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حَزَن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه”. وهذا خبر بمعنى قولك (طهور) ولا وصب … إلاّ كفر.
ثالثاً: ظاهر الجملة أنها خبرية، ولا يصح حملها على الدعاء إلاّ بتقدير، والأصل البقاء على الظاهر، إلاّ إذا دلت قرينة على أن المراد غيره.
بعد ذلك، صرفها عن معنى الخبر بدعوى أن (فنعم إذاً) ناسخ. لا يسلم به، فمن قال أنها خبر
فتحققه عنده مرتبط بانتفاء موانع من نحو ترك الجزع وتسخط الأقدار.
ومثل هذا كثير في الأخبار النبوية ولعل أقرب مثال له (من قال لا إله إلاّ الله دخل الجنة).
ثم يقال: النبي صلى الله عليه وسلم علق الخبر بالمشيئة، وقد تتخلف المشيئة فلا يتحقق ويصدق القائل لتعليقه الأمر بالمشيئة، وقد توافق فيتحقق ويصدق كذلك القائل. فلا إشكال ولا نسخ والحمد لله رب العالمين.
ولهذا قال ابن دقيق كما نقل ذلك عنه ابن حجر: ” (يرحمك الله) قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يكون دعاء بالرحمة، ويحتمل أن يكون إخبارا على طريق البشارة كما قال في الحديث الآخر ” طهور إن شاء الله ” أي هي طهر لك”. أهـ
بل زعم القرافي -كما يقول ابن حجر-” أنه لا يجوز لأحد أن يقول للمصاب: جعل الله هذه المصيبة كفارة لذنبك، لأن الشارع قد جعلها كفارة، فسؤال التكفير طلب لتحصيل الحاصل، وهو إساءة أدب على الشارع”. فانظر كيف منع السؤال.
قال باحث رابع:
الاظهر أن الحديث من باب الخبر و هو الظاهر، لكن من قال بأنه دعاء لا يعني أن لفظه لفظ الدعاء، لا فالخبرية ظاهرة بينة منه، لكن يريد أن معناه معنى الدعاء، مثل قول العلماء في قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يبيعُ) بالرفع على أنه مضارع و لا نافية، فالمراد لا يبع كما في روايات أخرى، فالصيغة صيغة الخبر و المراد النهي أو الأمر، و كما في قوله تعالى (و المطلقات يتربصن بأنفسهن) الآية فالصيغة خبرية و المراد الأمر أي: ليتربصن، و كذلك قوله (والوالدات يرضعن أولادهن … ) الآية، و هذا أبلغ من الأمر. فهذا وجه من قال فيها أنها دعاء للمريض، و التعليق بالمشيئة من باب التبريك كما قاله غير واحد.
و من قال بأنها خبر لفظا و معنى، فهذا أظهر و أحسن في الجمع بينه و بين حديث النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة.
و هو ما قاله ابن عثيمين في الفتاوى (ج1 / رقم المسألة 33)، و في المسألة رقم 34
و قد شمل الأمرين الذين ذكرناهما، و الحمد لله.
و بهذا يظهر لك أن الحديثين لا تعارض بينهما، و أن الجمع بينهما بأن يقال الحديث: من باب الخبر و المراد الطلب، أو الخبر لفظا و معنى،
كله لو وجهه، لكن الأظهر الأقرب الثاني، و الله تعالى أعلم
قلت (سيف): سبق في جواب الأخوة نقل لجواب العثيمين.
ثم تبويب محمد بن عبدالوهاب باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت وذكر حديث (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت … )
حمله السعدي في القول السديد: المطالب الدنيوية فقال: الأمور كلها وإن كانت بمشيئة الله وإرادته، فالمطالب الدينية: كسؤال الرحمة والمغفرة، والمطالب الدنيوية المعينة على الدين: كسؤال العافية والرزق وتوابع ذلك، قد أُمِر العبد أن يسألها من ربه طالبا ملحاً جازما، وهذا الطلب عين العبودية ومخها … والله لا يتعاظمه شئ.
وبهذا يظهر الفرق بين هذا وبين سؤال بعض المطالب المعينة التي لا يتحقق مصلحتها ومنفعتها، ولا يجزم أن حصولها خير للعبد. فالعبد يسأل ربه، ويعلقه على اختيار ربه له أصلح الأمرين، كالدعاء المأثور (اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي … ) وكدعاء الاستخارة. انتهى
ولم يذكر الشيخ توجيه حديث (طهور إن شاء الله)