*مختلف الحديث رقم (48)
كيف التوفيق بين حديث:
(مَن شفعَ لأخيهِ شفاعةً فأَهدَى لهُ هديَّةً عليها فقبِلَها فقد أتى بابًا عظيمًا من أبوابِ الربا)
-حسَّنه الألباني. سنن أبي داود (3541).
وبين حديث:
(مَنْ صنع إليكمْ معرُوفًا فكافِئوه)
-رواه أبو داود (1672) وصححه الألباني.
———————–
جواب حمد الكعبي:
الحديث أخرجه أبو داود 3541 من طريق القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا.
القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي الأموي الشامي
أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة صدوق يغرب كثيراً من الثالثة بخ ((4))
قال الشيخ (مقبل رحمه الله):صحته متوقفة على ثبوت سماع القاسم بن عبدالرحمن الدمشقي من عدي ابن حاتم وما أظنه سمع، على أن القاسم فيه كلام. الى الضعف أقرب. لا يحسن حديثه.
وإن كان القاسم قد وثق إلا أن الجرح فيه مفسر من الإمام أحمد وابن حبان .. اه إتحاف الخليل (1577)
—————-
جواب سيف بن دورة الكعبي:
وجدت في بحث لي حول سؤال عن أخذ المال من أجل التوسط للمال، وذكرنا تضعيف الشيخ مقبل للقاسم.
وقلنا: ولكن يكره أخذ المال من أجل الشفاعة؛ لأنها من الأعمال التي يراد بها وجه الله
—————-
جواب: أبوسيف علي النقبي:
*مختلف الحديث رقم (48)
(خاص و عام)
المكافأة مندوب إليها في كل المعروف عدا الشفاعة أي تستثنى حالة الشفاعة من جملة المعروف
————————-
جواب احمد بن علي مختلف الحديث 48:
الجمع بين حديث مكافأة صانع المعروف، وحديث عدم قبول الهدية مقابل الشفاعة
قال ابن عثيمين وسأل سؤال مشابه فأجاب:
أولاً: لا يوجد تعارض في القرآن بين آياته وأيضاً لا يوجد تعارض بين السنة الصحيحة، هذه قاعدة معروفة عند أهل العلم، وإذا قرأت آيتين ظننت أنهما متعارضتان فأعد النظر مرة بعد أخرى، فإن لم تصل إلى نتيجة فاسأل أهل العلم، وكذلك يقال في الحديثين الصحيحين كذلك أنه لا يمكن التعارض بينهما، فإن أشكل عليك شيء فأعد النظر مرة بعد أخرى، فإن لم يظهر لك الجمع فانظر أي الحديثين أقوى؛ لأن الأحاديث الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ليست كالقرآن، فهي منقولة بخبر الآحاد وبخبر التواتر، وخبر الآحاد من المعلوم أن بعض المخبرين أقوى من البعض، فانظر أيهما أقوى، فإذا كانا سواءً في القوة فاحمل أحدهما على محمل لا يتعارض مع الآخر.
فهذا الحديث وهو: هدية من شفع له أن يهدى إلى الشافع يراد بذلك الشفاعة التي يريد بها الإنسان وجه الله عز وجل فإنه لا يقبل؛ لأن ما أريد به الآخرة لا يكون سبباً لنيل الدنيا، ولأن الشافع الذي يشفع يريد بذلك وجه الله إذا أعطي هدية فإن نفسه قد تغلبه في المستقبل فينظر في شفاعته إلى ما في أيدي الناس، فلهذا حذر من قبول الهدية.
وأما: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه) فالمراد به ما سوى الشفاعة التي منحت، فيكون هذا عاماً وهذا مخصصاً.
الباب المفتوح للعثيمين
……
قال الألباني:
قد ترجم أبو داود للحديث بقوله:
«باب في الهدية لقضاء الحاجة».
و عليه أقول: إن هذه الحاجة هي التي يجب على الشفيع أن يقوم بها لأخيه، كمثل أن يشفع له عند القاضي أن يرفع عنه مظلمة، أو أن يوصل إليه حقه، و نحو ذلك مما بسط القول فيه ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في المكان المشار إليه آنفاً؛ فليرجع إليه من شاء.
و قد يتبادر لبعض الأذهان أن الحديث مخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم -: «من صنع إليكم
معروفاً؛ فكافئوه، فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه؛ فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه». رواه أبو داود و غيره، و تقدم تخريجه برقم (254).
فأقول: لا مخالفة، و ذلك بأن يحمل هذا على ما ليس فيه شفاعة، أو على ما ليس بواجب من الحاجة. و الله أعلم.
الصحيحة 3465
…….
قال العباد وسأل مثل هذا السؤال:
الجواب: يبدو -والله أعلم- أن ذاك في غير الشفاعة التي ينبغي أن تبذل بين الناس بدون مقابل، وقد دل هذا الحديث على منع أخذ شيء في مقابلها، وأما غيرها فيدل عليه هذا الحديث: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه).
شرح سنن أبي داود
عبدالمحسن العباد
—————–