: مختلف الحديث رقم 30
بإشراف سيف غدير النعيمي
واختصار سيف بن دورة الكعبي
كيف التوفيق؟
جاء في حديث حذيفة أيضاً رواية أوردها الألباني في مختصر البخاري [فقمت عند عقبه حتى فرغ]، وكذلك أنه أتى سباطة قوم فبال … ) وهو في البخاري 225 ومسلم 273،
وبين حديث عبدالرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه [كان النبي_صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الحاجة أبعد] أخرجه أحمد وهو في الصحيح المسند 898
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
جواب سيف غدير النعيمي:
شرح سنن النسائي كتاب الطهارة [2]- للشيخ: (عبد العزيز بن عبد الله الراجحي)
شرح حديث: ( … وكان إذا أراد الحاجة أبعد)
قال المؤلف رحمه الله: [الإبعاد عند إرادة الحاجة. أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا أبو جعفر الخطمي عمير بن يزيد قال: حدثني الحارث بن فضيل وعمارة بن خزيمة بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال: (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء وكان إذا أراد الحاجة أبعد)].
هذا الحديث فيه مشروعية الإبعاد عند قضاء الحاجة من البول أو الغائط، اقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه: (كان إذا أراد قضاء حاجته أبعد)،
وفي لفظ آخر: (حتى يتوارى)؛
وذلك لأنه يكون بعيداً عن الأعين؛ حتى لا ترى له عورة، ولا يسمع له صوت، هذه هي السنة، وهو الغالب من فعله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء: (أنه صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائماً)، وهذا في بعض الأحيان لحاجة دعت إلى ذلك.
شرح حديث حذيفة: (كنت أمشي مع رسول الله فانتهى إلى سباطة قوم … )
قال المؤلف رحمه الله: [الرخصة في ترك ذلك عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائماً، فتنحيت عنه فدعاني، وكنت عند عقبيه حتى فرغ، ثم توضأ ومسح على خفيه)].
وهذا قد استدل به المؤلف رحمه الله على ترك الإبعاد عند إرادة قضاء الحاجة، وهذا في بعض الأحيان عند الحاجة التي تدعو إلى ذلك، وإلا فالأغلب من فعله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد قضاء الحاجة أبعد، كما ورد في بعض الأحاديث: (حتى يتوارى عن الأعين) أي: حتى لا ترى عورته، ولا يسمع له صوت، وقد بوب المؤلف رحمه الله هنا على الرخصة في ترك الإبعاد، وهذا لعارض، وقد استدل بهذا الحديث: (أن النبي أتى سباطة قوم فبال قائماً)، وهذا ثابت في الصحيحين وغيرهما.
بال النبي صلى الله عليه وسلم قائماً، فدل على الجواز، لكن بشرط أن يكون هناك من يستره، وكان قد دعا حذيفة وقال: (ادنو ادنو)، فدنا منه حتى صار عند عقبيه، وظاهره أنه ولاه ظهره، فجعل يستره، فدل ذلك على جواز البول قائماً إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وأمن من أن ترى له عورة، وكان عنده ساتر، فلا بأس بذلك.
وفي الباب عن ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب بحاجته إلى المغنَّس.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
جواب سيف بن دورة الكعبي:
ورد في رواية (كان إذا تبرز تباعد) راجع الصحيحة 1159، حتى قال بعض المشايخ: يجوز البول بقرب الأصحاب خاصة إذا دعت الحاجة، أما الغائط، فلم يرد إلا التباعد.
وذكر ابن خزيمة: يستحب ذلك في الغائط، أما في البول فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم بال في سباطة قوم.
وإليه ذهب ابن المنذر فقال في الأوسط: قال ثابت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه كان اذا اراد حاجته ابعد في المذهب وثبت عنه انه اراد البول فلم يتباعد عنهم والذي يستحب ان يتباعد من اراد الغائط عن الناس وله ان يبول بالقرب منهم … ثم ذكر حديث المغيرة وحديث حذيفة.
بينما ذكر النووي أن ذلك لعلة الشغل، فقال: “وأما بوله – صلى الله عليه وسلم – في السباطة التي بقرب الدور مع أن المعروف من عادته – صلى الله عليه وسلم – التباعد في المذهب، فقد ذكر القاضي عياض – صلى الله عليه وسلم – أن سببه أنه – صلى الله عليه وسلم – كان من الشغل بأمور المسلمين، والنظر في مصالحهم بالمحل المعروف، فلعله طال عليه مجلس حتى حفزه البول، فلم يمكنه التباعد، ولو أبعد لتضرر، وارتاد السباطة لِدَمثِها، وأقام حذيفة بقربه؛ ليستره عن الناس”. قال: “وهذا الذي قاله القاضي حسنٌ ظاهر، والله أعلم”. قلت: وكلامه في “إكمال المعلم” (2/ 83).
ونقل ابن حجر القولين: أن عادته التباعد لكن خالف عادته خشيت الضرر أو فعله لبيان الجواز وهو في البول وهو أخف من الغائط لاحتياجه إلى زيادة تكشف، ولما يقترن به من الرائحة … (في باب البول عند صاحبه من الصحيح، ونقله عنه صاحب تحفة الأحوذي)
وقال ابن الجوزي في مشكله: فإن قيل: كيف قال لحذيفة (ادن) وكان إذا أراد الخلاء أبعد؟ فالجواب أن السباطة تكون في الأفنية، فأراد أن يستتر به الناس. انتهى
(25) ديسمبر، (2014) (4): (13) م – سيف الكعبي: سورة غافر تفسير آيات غافر 59 – 57 مختصر تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام، والمدارسة، والاستفادة) اختصار سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{لَخَلْقُ السَّموَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)}
يَقُولُ تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى أَنَّهُ يُعِيدُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سَهْلٌ عَلَيْهِ، يَسِيرٌ لَدَيْهِ -بِأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَخَلْقُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ بَدْأَةً وَإِعَادَةً، فَمَنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى مَا دُونَهُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الْأَحْقَافِ: 33]. وَقَالَ هَاهُنَا: {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}؛ فَلِهَذَا لَا يَتَدَبَّرُونَ هَذِهِ الْحُجَّةَ وَلَا يَتَأَمَّلُونَهَا، كَمَا كَانَ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَيُنْكِرُونَ الْمَعَادَ، اسْتِبْعَادًا وَكُفْرًا وَعِنَادًا، وَقَدِ اعْتَرَفُوا بِمَا هُوَ أَوْلَى مِمَّا أَنْكَرُوا.
ثُمَّ قَالَ: {وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ} أَيْ كَمَا لَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى الَّذِي لَا يُبْصِرُ شَيْئًا، وَالْبَصِيرُ الَّذِي يَرَى مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ، بَلْ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ عَظِيمٌ، كَذَلِكَ لَا يَسْتَوِي الْمُؤْمِنُونَ الْأَبْرَارُ وَالْكَفَرَةُ الْفُجَّارُ، {قَلِيلا مَا تَتَذَكَّرُونَ} أَيْ: مَا أَقَلَّ مَا يَتَذَكَّرُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.
ثُمَّ قَالَ: {إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ} أَيْ لَكَائِنَةٌ وَوَاقِعَةٌ {لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} أَيْ: لَا يُصَدِّقُونَ بِهَا، بل يكذبون بوجودها.