مختلف الحديث: رقـ ((19)) ـــــم.
اختصره الأخ سيف الكعبي
باشراف سيف النعيمي
-كيف التوفيق بين:
ما جاء من أن آية الحجاب نزلت في قصة سودةُ بنتُ زمعة-زوج النبي-صلى الله عليه وسلم-
وبين ما جاء أنها نزلت في قصة زينب لما تزوج النبي-صلى الله عليه وسلم-دعى الناس فتأخر منهم رجلان …….. فنزلت آية الحجاب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جواب الأخ: حسين البلوشي:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به
تارة انه سبب النزول
ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن السبب …
*واذا ذكر احدهم لها سببا نزلت لاجله وذكر الاخر سببا
1 – فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الاسباب.
2 – أو تكون نزلت مرتين (شرح مقدمة التفسير:154 – 155)
الارقام من عندي للترتيب والتنسيق
————————-
جواب الأخ أبي صالح:
نزلت آية الحجاب بعد زواج زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها مباشرة، وتراخى النزول عن قصة سودة بنت زمعة أم المؤمنين رضي الله عنها، ويقال في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثل ذلك أنه تراخى نزول ا?ية بعد قوله فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب
وكأن عمر رضي الله عنه أراد من قوله بعدما نزلت آية الحجاب أ? تظهر شخوصهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن
——————-
جواب الأخ سيف بن دورة الكعبي
قال ابن حجر في الفتح:
(قوله باب خروج النساء إلى البراز)
قوله: احجب أي امنعهن من الخروج من بيوتهن؛ بدليل أن عمر بعد نزول آية الحجاب قال لسودة ما قال كما سيأتي قريبا، ويحتمل أن يكون أراد أو لا الأمر بستر وجوههن فلما وقع الأمر بوفق ما أراد أحب أيضا أن يحجب اشخاصهن مبالغة في التستر فلم يجب لأجل الضرورة وهذا أظهر الاحتمالين وقد كان عمر يعد نزول آية الحجاب من موافقاته كما سيأتي في تفسير سورة الأحزاب.
وسيأتي في تفسير الأحزاب أن سبب نزولها قصة زينب بنت جحش لما أولم عليها وتأخر النفر الثلاثه في البيت واستحيا النبي صلى الله عليه و سلم أن يأمرهم بالخروج فنزلت آية الحجاب، وسيأتي أيضا حديث عمر قلت يا رسول الله أن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو امرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب، وروى بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال بينا النبي صلى الله عليه و سلم يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشه تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها فكره النبي صلى الله عليه و سلم ذلك فنزلت آية الحجاب وطريق الجمع بينها أن أسباب نزول الحجاب تعددت وكانت قصة زينب آخرها للنص على قصتها في الآية والمراد باية الحجاب في بعضها قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن)
وقال ابن حجر في باب قوله لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام): الحديث الثالث حديث عائشة خرجت سودة أي بنت زمعة أم المؤمنين بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وقد تقدم في كتاب الطهارة من طريق هشام بن عروة عن أبيه ما يخالف ظاهره رواية الزهري هذه عن عروة. قال الكرماني: فإن قلت وقع هنا أنه كان بعد ما ضرب الحجاب وتقدم في الوضوء أنه كان قبل الحجاب؛ فالجواب لعله وقع مرتين. قلت: بل المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني.
والحاصل أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نفرة من اطلاع الأجانب على الحريم النبوي حتى صرح بقوله له عليه الصلاة و السلام: احجب نساءك وأكد ذلك إلى أن نزلت آية الحجاب، ثم قصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولو كن مستترات فبالغ في ذلك فمنع منه وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج.
وقد وقع في رواية مجاهد عن عائشة لنزول آية الحجاب سبب آخر أخرجه النسائي بلفظ كنت آكل مع النبي صلى الله عليه و سلم حيسا في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصاب إصبعه إصبعي فقال حس أو أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزل الحجاب، ويمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب فلقربه منها أطلقت نزول الحجاب بهذا السبب ولا مانع من تعدد الأسباب، وقد أخرج بن مردويه من حديث بن عباس قال دخل رجل على النبي صلى الله عليه و سلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه فقال للرجل لعلك آذيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل فقال له عمر يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء وذلك أطهر لقلوبهن فنزلت آية الحجاب
وقال ابن حجر في باب آية الحجاب:
قوله كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم أحجب نساءك تقدم شرحه مستوفى في كتاب الطهارة وقوله في آخره قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله عز و جل الحجاب ويجمع بينه وبين حديث أنس في نزول الحجاب بسبب قصة زينب أن عمر حرص على ذلك حتى قال لسودة ما قال فاتفقت القصة للذين قعدوا في البيت في زواج زينب فنزلت الآية فكان كل من الأمرين سببا لنزولها وقد تقدم تقرير ذلك بزيادة فيه في تفسير سورة الأحزاب وقد سبق إلى الجمع بذلك القرطبي فقال يحمل على أن عمر تكرر منه هذا القول قبل الحجاب وبعده، ويحتمل أن بعض الرواة ضم قصة إلى أخرى قال: والأول أولى؛ فإن عمر قامت عنده أنفة من أن يطلع أحد على حرم النبي صلى الله عليه و سلم فسأله أن يحجبهن فلما نزل الحجاب كان قصده أن لا يخرجن أصلا فكان في ذلك مشقة فأذن لهن أن يخرجن لحاجتهن التي لا بد منها
قلت: قال القرطبي في تفسيره: السادسة عشرة قد بينا سبب نزول الحجاب في حديث أنس وقول عمر وكان يقول لسودة إذا خرجت وكانت امرأة طويلة: قد رأيناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله آية الحجاب ولا بعد في نزول الآية عند هذه الأسباب كلها والله أعلم وكذلك ذكر الطبري والسمعاني والماوردي والشوكاني هذه الاسباب وكأنهم يرون انها نزلت على جميعها
تنبيه: سبب النزول في حديث مجاهد عن عائشة ضعيف، فإن مجاهدا لم يسمع عائشة فيما أذكر.
قال الشيخ الألباني في الصحيحة3148 في تخريج حديث
– (إنَّه قد أُذِن لَكُنَّ أن تَخْرجْنَ لحاجتكنَّ، وفي رواية: لحوائجكُنَّ).
أخرجه البخاري (147 و4795 و 5237)، ومسلم (7/ 6)، وابن جرير في “التفسير” (28/ 39)، والبيهقي (7/ 88)، وأحمد (6/ 56) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
خرجت سودة بعد ما ضُرِبَ الحجاب لحاجتها- وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها-، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة! أما والله! ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين؟! فانكفأت راجعة، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيتي، وإنه
ليتعشى وفي يده عَرَق، فدخلت فقالت: يا رسول الله! إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رُفع عنه- وإن العرَقَ في يده ما وضعه-، فقال … فذكره؛ والسياق للبخاري، والرواية الأخرى للبيهقي، وهي رواية للبخاري.
هذه رواية هشام بن عروة- رحمه الله-، وقد خالفه ابن شهاب الزهري- رحمه الله- في قوله: ” .. بعدما ضرب الحجاب “، فقال الزهري: عن عروة عن عائشة:
أن أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – كن يخرجن بالليل إذا تبرَّزن إلى المناصع- وهو صعيد أفيح- فكان عمر يقول للنبي – صلى الله عليه وسلم -: احجُبْ نساءك. فلم يكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – ليلة من الليالي عِشاءً- وكانت امرأة طويلة-، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة! حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب [(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي …. ) الآية] [الأحزاب/53].
أخرجه البخاري (146)، ومسلم أيضاً، والطحاوي في “شرح المعاني ” (2/ 392)، وابن جرير (28/ 29)، والبيهقي أيضاً، وأحمد (6/ 223)، والزيادة لابن جرير، وسندها جيد، وعزاها الحافظ (1/ 249) لأبي عوانة في “صحيحه “.
ولها شاهد من حديث أنس في قصة تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم – زينب المعروفة في “الصحيحين ” وغيرهما، وسيأتي قريباً إن شاء الله تعالى هنا.
ويرى القارئ الاختلاف بين الروايتين ظاهراً، ففي رواية هشام أن القصة وقعت بعد نزول آية الحجاب، وفي رواية الزهري أنها نزلت قبلها، قال الحافظ ابن كثير في “تفسيره ” (3/ 505):
“والمشهور الأول “.
وبالغ ابن العربي في “أحكام القرآن ” (3/ 1574 – 1575)، فصرح بضعف رواية الزهري
وأما الحافظ فجمع بين الروايتين …. إلى آخر كلامه رحمه الله
قلت: ذكر ابن العربي في الاحكام ستة اسباب لنزول الآية وضعفها كلها إلا حديث أنس وأن سبب النزول قصة زينب وحديث أنس أن عمر قال: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب
أما صاحب فيض الباري على صحيح البخاري فتعقب ابن حجر في توجيه قصة سودة ثم ذكر: احتمال أن قوله في قصة سودة (فأنزل الله الحجاب) مقدم في الأصل وإنما أخره الراوي فأوهم ركة. وأن الإذن لهن بالخروج لا يلزم أن يكون من وحي متلو بل يمكن أن يكون من وحي غير متلو.