مختلف الحديث: رقـ ((16)) ـــــم.
-كيف التوفيق بين حديث أم سلمة قالت
جاءَتْ أمُّ سُلَيمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللهَ لا يَستَحِي منَ الحقِّ، فهل على المرأةِ غُسلٌ إذا احتَلَمَتْ؟ فقال: (نعمْ، إذا رأتِ الماءَ).
وبين حديث [الحياءُ خيرٌ كلُّهُ]
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جواب الأخ حسين البلوشي جديد:
اجاب النووي رحمه فقال:
وأما كون الحياء خيرا كله و? يأتي إ? بخير فقد يشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحى أن يواجه بالحق من يجله فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقد يحمله الحياء على ا?خ?ل ببعض الحقوق وغير ذلك مما هـو معروف في العادة وجواب هـذا ما أجاب به جماعة من ا?ئمة منهم الشيخ أبوعمرو بن الص?ح رحمه الله أن هـذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل هـو عجز وخور ومهانة وإنما تسميته حياء من إط?ق بعض أهـل العرف أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ونحو هـذا ويدل عليه ما ذكرناه عن الجنيد رضي الله عنه والله أعلم قوله صلى الله عليه وسلم (وأدناهـا إماطة ا?ذى عن الطريق) أي تنحيته وإبعاده والمراد با?ذى كل ما يؤذي من حجر أو مدر أو شوك أو غيره قوله (يعظ أخاه في الحياء) أي ينهاه عنه ويقبح له فعله ويزجره عن كثرته فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال دعه فإن الحياء من ا?يمان أي دعه على فعل الحياء وكف عن نهيه (انتهى المقصود من شرحه النووي على صحيح مسلم)
قال الامام العلامة ابن رجب في جامع العلوم:
فإن الحياء الممدوح في ك?م النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد به الخلق الذي يحث على فعل الجميل، وترك القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله أو حقوق عباده، فليس هـو من الحياء، إنما هـو ضعف وخور، وعجز ومهانة، والله أعلم.)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جواب الأخوة؛ علي أحمد النقبي وأبي صالح؛
عموم وخصوص ..
فالحياء خير كله نص عام يخصص و يستثنى منه الحياء الذي يفوت به الحق الشرعي من التفقه في الدين فهنا يقال إنه حياء ليس فيه خير و أنه حياء مذموم.
———————–
جواب الأخ: سعيد الجابري
(لا حياء في الدين)
فمعنى: لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع السؤال والتعلم والتفقه في الدين، الحياء لا يمنع، كما قالت المرآة للنبي صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟
وأما (الحياء كله خير) أو (الحياء من الإيمان) فالحياء الذي يردعه عن المعاصي من الإيمان: (الحياء من الإيمان)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم-: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، لكن إذا كان المراد لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع من التعلم والسؤال فهذا صحيح، الحياء لا يمنع من سؤالك عن دينك والتفقه في الدين، فالحياء حياءان: حياء يمنع من التفقه في الدين هذا ممنوع ليس بحياء، والحياء الثاني يمنعك من سيء الأخلاق من المعاصي هذا حياء مطلوب جاء به الدين كما في الحديث الصحيح: (الإيمان بضع وسبعون شعبة وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) فالحياء الذي يمنع من الشر شعبة من الإيمان، فإن الحياء خلق عظيم كريم يمنع من أعمال الشر ويحمل على الأفعال الطيبة
من فتاوي الامام عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
—————-
جواب أحمد بن علي:
[(19) / (9) (3): (10) م] احمد بن علي:
بوب البخاري باب الحياء في العلم
أراد البخاري رحمه الله بهذا الباب بيان أن الحياء المانع من تحصيل العلم مذموم، ولذلك بدأ بقول مجاهد وعائشة، والحياء الواقع على وجه التوقير والإجلال مطلوب حسن كما فعلت أم سلمة حين غطت وجهها، وقد أسلفنا في باب أمور الإيمان حقيقة الحياء، وأن المذموم منه ليس بحياء حقيقة، وإنما هو عجز وخور.
التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن
قال ابن رجب (قوله باب الحياء)
أي حكم الحياء وقد تقدم أن الحياء من الإيمان وهو الشرعي الذي يقع على وجه الاجلال والاحترام للأكابر وهو محمود وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي فهو مذموم وليس هو بحياء شرعي وإنما هو ضعف ومهانة وهو المراد بقول مجاهد لا يتعلم العلم مستحي وهو بإسكان الحاء ولا في كلامه نافية لا ناهية ولهذا كانت ميم يتعلم مضمومة وكأنه أراد تحريض المتعلمين على ترك العجز والتكبر لما يؤثر كل منهما من النقص في التعليم.
فتح الباري لابن رجب
قال الأخ سيف الكعبي: أثر مجاهد وعائشه لفظهما: قال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر، وقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.
ثم ذكر البخاري حديث أم سلمة، جاءت أم سلين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق …
– قال صاحب المنتقى: قولها يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق يحتمل أن تريد بذلك لا يأمر أن يستحيا من الحق ويحتمل أن تريد به لا يمتنع من ذكره امتناع المستحي وإنما قدمت ذلك بين يدي قولها لما احتاجت إليه من السؤال عن أمر يستحي النساء من ذكره ولم يكن لها بد منه لأنه من أهم أمر دينها فقدمت هذا من قولها بمعنى أنه وإن كان أمرا يستحيا منه إلا أنه حق واجب يلزم النساء السؤال عنه والتوصل إلى علمه
المنتقى شرح الموطأ
………..
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه متفق عليه
الشَّرْح: ُ قال ابن عثيمين:
وهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حييا لا يتخبط ولا يفعل ما يخجل ولا يفعل ما ينتقد عليه ولكن إذا سمع ما يكره أو رأى ما يكره فإنه يتأثر وليس من الرجولة أن لا تتأثر بشيء لأن الذي لا يتأثر بشيء هو البليد الذي لا يحس لكن تتأثر ويمنعك الحياء أن تفعل ما ينكر أو أن تقول ما ينكر ثم إن الحياء لا يجوز أن يمنع الإنسان من السؤال عن دينه فيما يجب عليه لأن ترك السؤال عن الدين فيما يجب ليس حياء ولكنه خور فالله سبحانه وتعالى لا يستحي من الحق قالت عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين فكانت المرأة تأتي تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي يستحي من ذكره الرجال فلابد أن يسال الإنسان عن دينه ولا يستحي ولهذا لما جاء ماعز بن مالك رضي الله عنه إلى النبي عليه الصلاة والسلام جاء يقر بالزنى يقول إنه زنى فأعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام ثم جاء ثانية وقال إنه زنى فأعرض عنه ثم جاء ثالثة وقال إنه زنى فاعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يتوب فيتوب الله عليه فلما جاء الرابعة ناقشة النبي عليه الصلاة والسلام قال: أبك جنون قال لا يا رسول الله قال أتدرى ما الزنى؟ قال: نعم الزنا أن يأتي الرجل من
المرأة حراما ما يأتي الرجل من زوجته حلالا فقال له: أنكتها لا يكني بل صرح هنا مع أن هذا مما يستحي منه لكن الحق لا يستحي منه قال له: أنكتها قال: نعم قال حتى غاب ذاك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟ قال نعم فهذا شيء يستحي منه لكن في باب الحق لا تستحي …
وعلى هذا فالحياء الذي يمنع من السؤال عما يجب السؤال عنه حياء مذموم ولا ينبغي أن نسميه حياء بل نقول إن هذا خور وجبن وهو من الشيطان فاسأل عن دينك ولا تستحي أما الأشياء التي لا تتعلق بالأمور الواجبة فالحياء خير من عدم الحياء إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ومما يجانب الحياء ما يفعله بعض الناس الآن في الأسواق من الكلام البذيء السيئ أو الأفعال السيئة أو ما أشبه ذلك فلذلك يجب على الإنسان أن يكون حييا إلا في أمر يجب عليه معرفته فلا يستحي من الحق.
شرح رياض الصالحين للعثيمين
………
79 – (باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين)
أي: هذا باب في بيان ما لا يستحي وهو على صيغة المجهول حاصل معنى هذه الترجمة أن الحياء لا يجوز في السؤال عن أمر الدين، وجميع الحقائق التي تعبد الله عباده بها وإن الحياء في ذلك مذموم، وأشار بهذه الترجمة إلى أن قوله صلى الله عليه وسلم: الحياء خير كله، عام مخصوص.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني
………….
تنبيه:
أثناء البحث رأيت كثيرا من الفقهاء يؤل صفة الحياء لله عز وجل وهنا أنقل لكم كلام الشيخ العثيمين في معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الحياء:
وفي هذا الحديث إثبات الحياء لله عز وجل ولكنه ليس كحياء المخلوقين بل هو حياء الكمال يليق بالله عز وجل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله حيي كريم وقال الله تعالى والله لا يستحي من الحق والله سبحانه وتعالى يوصف بهذه الصفة لكن ليس مثل المخلوقين لأن الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ….
شرح رياض الصالحين في حديث الثلاثة الذين أقبلوا على المجلس فاقبل اثنان وذهب الثالث
———————
جواب سيف النعيمي؛
قال الإمام المناوى رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) لأن من استحيا من الناس أن يروه يفعل قبحاً دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه أشد فلا يهمل فرضاً ولا يعمل ذنباً،
قال بعضهم: الحياء دليل الدين الصحيح وشاهد الفضل الصريح وسمة الصلاح الشامل وعنوان الفلاح الكامل من كان فيه نظم قلائد المحامد ونسق وجمع من خلال الكمال ما افترق وهو اسم جامع يدخل فيه الحياء من الله لان ذمه فوق كل ذم ومدحه فوق كل مدح.
(التيسير بشرح الجامع الصغير: جـ1صـ1035)