*مختارات من معاملة الحكام للشيخ عبد السلام بن برجس – رحمه الله – {(8)}
{من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا}
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
عمل مجموعة من الطلاب: سيف النعيمي، وعبدالله البلوشي، ومحمد رحيمي، وخلفان
الساعدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
?في النهي عن سب الأمراء?
الوقيعة في أعراض الأمراء، والاشتغال بسبهم، وذِكْرِ معايبهم خطيئةٌ كبيرة، وجريمة شنيعة، نهى عنها الشرعُ المُطَهَّرُ، وذمَّ فَاعِلَها.
وهي نواة الخروج على ولاة الأمر، الذي هو أصل فساد الدين والدنيا معاً.
وقد علم أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فكل نص في تحريم الخروج وذم أهله دليل على تحريم السب، وذم فاعله.
وقد ثبت في {الصحيحين} من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه -عن النبي-?? قال:
{من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت} متفق عليه.
وقد ساق الشيخ -رحمه الله -سبعة عشر دليلاً ما بين حديث وأثر في النهي عن سب الأمراء والوقيعة فيهم، أذكر طرفاً منها:
الدليل الأول: عن أبي بكرة – رضي الله عنه -قال: سمعت رسول الله -?- يقول:
{من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله}
أخرجه الترمذي في سننه (2225) -أبواب الفتن – وحسنه الألباني في الصحيحة (376/ 5)
الدليل الثاني: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه -قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله -?-،قال: {لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا؛ فإن الأمر قريب}
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (488/ 2)، وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات،
وفي هذا الأثر: اتفاق أكابر أصحاب رسول الله -?- على تحريم الوقيعة في الأمراء بالسب.
وهذا النهي ليس تعظيما لذوات الأمراء، وإنما هو لعظم المسؤولية التي وكلت إليهم في الشرع، والتي لا يمكن القيام بها على الوجه المطلوب مع سبهم والوقيعة فيهم؛ لأن سبهم يؤدي إلى عدم طاعتهم في المعروف، مما يفتح مجالا للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير؛ كما أن نهاية سبهم تكون بالخروج عليهم وقتالهم.
الدليل الثالث: عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -قال: {إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه}
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وابن عبد البر في التمهيد.
الدليل الرابع: قال بعض التابعين: {لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان}
فيقال له: يا أبا فلان أوأعنت على دمه؟! فيقول:
{إني أعد ذكر مساويه عونا على دمه}
أخرجه ابن سعد في الطبقات.
الدليل الخامس: عن أبي إسحاق السبيعي قال: {ما سب قوم أميرهم؛ إلا حرموا خيره}
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد وأبو عمرو الداني في الفتن.
الدليل السادس: عن أبي إدريس الخولاني أنه قال:
{إياكم والطعن على الأئمة؛ فإن الطعن عليهم هي الحالقة، حالقة الدين ليس الشعر، ألا إن الطعانين هم الخائبون، وشرار الأشرار}
أخرجه ابن زنجويه في “كتاب الأموال”
ففي هذه الآثار دليل قوي على النهي الأكيد عن سب الأمراء، وذكر معايبهم.
فمن خالف هذا المنهج السلفي، واتبع هواه، فلا ريب أن قلبه مليء بالغل، إذ أن السباب والشتام ينافي النصح للولاة، وقد ثبت عن النبي-?-أنه قال:
{ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين}
المسند للإمام أحمد من حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه –
ومن ظن أن الوقوع في ولاة الأمر بسبهم وانتقاصهم من شرع الله أو من إنكار المنكر؛ فقد ضل وقال على الله غير الحق.
سؤال: ماذا يجب على من وقف على هذه النصوص؟
الجواب:
يجب عليه أن يزجر كل من سمعه يقع في ولاة الأمر، حسبة لله تعالى ونصحا للعامة.
وهذا هو فعل أهل العلم يكفون ألسنتهم عن الولاة، ويأمرون الناس بالكف عن الوقوع فيهم؛ لأن العلم الذي حملوه أرشدهم إلى ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
?من بدأ بالطعن على أئمة المسلمين؟ ?
الطعن في الأمراء-تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – بدعة سبئية، ابتدأها عبد الله بن سبأ، لتفريق الأمة وإشعال الفتن بين أبنائها، وكان نتاج بدعته هذه: قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان –رضي الله عنه.
والله الموفق …