رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبوعيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه:
باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى {فاعلم أنه لا إله إلا الله} فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وقال جل ذكره {إنما يخشى الله من عباده العلماء} وقال {وما يعقلها إلا العالمون} {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} وقال {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفهمه
وإنما العلم بالتعلم وقال أبو ذر لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها وقال ابن عباس {كونوا ربانيين} حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره
——
فوائد الباب:
1- قوله (باب العلم قبل القول والعمل) قال المهلب: العمل لا يكون إلا مقصودا لله معنى متقدما، وذلك المعنى هو علم ما وعد الله عليه من الثواب وإخلاص العمل لله تعالى، فحينئذ يكون العمل مرجو النفع إذ تقدمه العلم، ومتى خلا العمل من النية، ورجاء الثواب عليه، وإخلاص العمل لله تعالى، فليس بعمل، وإنما هو كفعل المجنون الذي رفع عنه القلم. وقد بين ذلك (صلى الله عليه وسلم)، بقوله: الأعمال بالنيات. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
2- قوله (لقول الله تعالى {فاعلم أنه لا إله إلا الله} وتكملة الآية (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)) من سورة محمد
3- سئل سفيان بن عيينة، عن فضل العلم، فقال: ” ألم تسمع إلى قوله حين بدأ به فقال: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: 19] ثم أمره بالعمل فقال: {واستغفر لذنبك} [غافر: 55] وهو شهادة أن لا إله إلا الله لا يغفر إلا بها من قالها غفر له، وقال {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} [الأنفال: 38] وقال {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 33] يوحدون وقال {استغفروا ربكم إنه كان غفارا} [نوح: 10] يقول وحدوه والعلم قبل العمل ألا تراه قال {اعلموا أنما الحياة الدنيا} [الحديد: 20] إلى قوله: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها} [آل عمران: 133] الآية، ثم قال {واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة} [الأنفال: 28] ثم قال {فاحذروهم} [التغابن: 14] بعد، وقال {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} [الأنفال: 41] ثم أمر بالعمل به ” أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وفيه مبهم.
4- وعَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتَلا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} [مُحَمَّد: 19] {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [مُحَمَّد: 19]، قَالَ: كُنْتُ رَجُلا ذَرِبَ اللِّسَانِ عَلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَخْشَى أَنْ يُدْخِلَنِي لِسَانِي النَّارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّة أخرجه الحاكم في المستدرك 3763 والواحدي في التفسير الوسيط وقال الحاكم صحيح الإسناد. وأصله عند ابن ماجه في سننه والنسائي في السنن الكبرى ولم يذكرا الآية. إسناده ضعيف فيه أبو المغيرة لم يرو عنه غير أبي إسحق قال الذهبي لا يعرف وقال الحافظ ابن حجر مجهول والحديث ضعفه الألباني.
5- “تعبد عَبْد اللَّه بْن مطرف فَقَالَ لَهُ مطرف: يَا عبد اللَّه الْعلم أفضل من الْعَمَل والحسنة بَين السيئتين وَخير الْأُمُور أوساطها وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. وأما قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين فَأَرَادَ أَن الغلو فِي (العمل) سَيِّئَة وَالتَّقْصِير عَنْهُ سَيِّئَة والحسنة بَينهمَا وَهُوَ الْقَصْد أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان 3888 إسناده حسن ، قال أبو عبيد وَقَوله: شَرّ السّير الحَقْحَقَة وَهُوَ أَن يُّلحَّ فِي شدَّة السّير حَتَّى تقوم عَلَيْهِ رَاحِلَته أَو تعطب فَيبقى مُنْقَطِعًا بِهِ. وَهَذَا مثل ضربه للمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر.
6- قوله (فبدأ بالعلم) بل بأشرف العلوم ، وهي كلمة التوحيد، قال الإمام الطبري في تفسيره :”يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهة، ويجوز لك وللخلق عبادته، إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كل شيء، يدين له بالربوبية كل ما دونه”
7 – [اقتران التوحيد والاستغفار]
-ولهذا قرن سبحانه وتعالى بين التوحيد والاستغفار في غير آية، كما قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} …وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن ذي النون أنه نادى في الظلمات: {أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} ….
وجماع ذلك أنه لا بدّ له في الأمر من أصلين، ولا بدّ له في القدر من أصلين، ففي الأمر عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا، فلا يزال يجتهد في العلم بما أمر الله به، والعمل بذلك، ثم عليه أن يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور، وتعديه الحدود.
قاله شيخ الاسلام في التدمرية: تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع
8 – فأمره مع الاستعاذة من الشرك المعلوم بالاستغفار فإن الاستغفار والتوحيد بهما يكمل الدين كما قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وقال تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ. وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}
قاله شيخ الإسلام في قاعدة في المحبة
9 – أولى الناس بالاستغفار لهم والدعاء هم الصحابة :
-ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في الصارم المسلول أوجه تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم فمن ضمن ما قال: فعلم أن الاستغفار لهم و طهارة القلب من الغل لهم أمر يحبه الله و يرضاه و يثنى على فاعله كما أنه قد أمر بذلك رسوله في قوله تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا الله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات } [ محمد : 19 ]
قاله في الصارم المسلول على شاتم الرسول.
10 -قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} فبالتوحيد يقوى العبد ويستغني ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله وبالاستغفار يغفر له ويدفع عنه عذابه {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} فلا يزول فقر العبد وفاقته إلا بالتوحيد؛ فإنه لا بد له منه وإذا لم يحصل له لم يزل فقيرا محتاجا معذبا في طلب ما لم يحصل له. والله تعالى: {لا يغفر أن يشرك به} . إذا حصل مع التوحيد الاستغفار حصل له غناه وسعادته وزال عنه ما يعذبه ولا حول ولا قوة إلا بالله. والعبد مفتقر دائما إلى التوكل على الله والاستعانة به كما هو مفتقر إلى عبادته؛ فلا بد أن يشهد دائما فقره إلى الله وحاجته في أن يكون معبودا له وأن يكون معينا له؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله إلا إليه.
قاله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
11 -والقرآن مملوء من توحيد الله لنفسه فقد وحد نفسه بنفسه كقوله: {وإلهكم إله واحد} وقوله: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد} وقوله: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} وأمثال ذلك.
قاله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
12 -وقال أيضا:ولهذا كان الدين مجموعا في التوحيد والاستغفار قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} . وقال تعالى: {فاستقيموا إليه واستغفروه} . وقال تعالى: {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه} ففعل جميع المأمورات وترك جميع المحظورات يدخل في التوحيد في قول: لا إله إلا الله؛ فإنه من لم يفعل الطاعات لله ويترك المعاصي لله: لم يقبل الله عمله قال تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين} قال طلق بن حبيب: التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله؛ وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله. ولا بد لكل عبد من التوبة والاستغفار بحسب حاله. والعبد إذا أنعم الله عليه بالتوحيد فشهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه – والإله هو المعبود الذي يستحق غاية الحب والعبودية بالإجلال والإكرام والخوف والرجاء يفنى القلب بحب الله تعالى عن حب ما سواه ودعائه والتوكل عليه وسؤاله عما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه – حلاه الله بالأمن والسرور والحبور والرحمة للخلق؛ والجهاد في سبيل الله؛ فهو يجاهد ويرحم. له الصبر والرحمة قال الله تعالى: {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} وكلما قوي التوحيد في قلب العبد قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه.
قاله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
13 – رد ابن القيم على من يدعي أن الدلالة اللفظية لا تفيد يقينا : فقال :
-إن القائل بأن الدلالة اللفظية لا تفيد اليقين إما أن يقول إنها تفيد ظنا أو لا تفيد علما ولا ظنا فإن قال لا تفيد علما ولا ظنا فهو مع مكابرته للعقل والسمع والفطرة الإنسانية من أعظم الناس كفرا وإلحادا وإن قال بل تفيد ظنا غالبا وإن لم تفد يقينا قيل له فالله سبحانه قد ذم الظن المجرد وأهله فقال تعالى : ( إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) النجم28
فأخبر أنه ظن لا يوافق الحق ولا يطابقه وقال تعالى : ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) النجم23
وقال أهل النار ( إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ) الجاثية32
ولَكَان قوله تعالى عنهم ( وبالآخرة هم يوقنون) البقرة4
خبرا غير مطابق فإن علمهم بالآخرة إنما استفادوه من الأدلة اللفظية لا سيما وجمهور المتكلمين يصرحون بأن المعاد إنما علم بالنقل
فإذا كان النقل لا يفيد يقينا لم يكن في الأمة من يوقن بالآخرة إذ الأدلة العقلية لا مدخل لها فيها وكفى بهذا بطلانا وفسادا فإنه سبحانه لم يكتف من عباده بالظن بل أمرهم بالعلم كقوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله محمد19
الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
14 – المعلمي عقد الباب الرابع لبيان أمور يستند إليها بعض الناس، ويستدلُّون بها على إثبات هذه الأمور المحدثة في العقيدة، وهي غير صالحة للاستناد إليها.
ومنها: التقليد، وقد بيَّن الشيخ عدم كفايته في بناء أصول الاعتقاد عليه، بدلالة الأدلَّة التي اشترطت العلم بمعنى لا إله إلا الله، كقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] ……( كتاب العبادة )
15 – العلم بلا إله إلا الله :
-وقد دلَّ الكتاب والسنة والإجماع والمعقول على أنَّه لا يكفي النطق بها بدون معرفة معناها. وإيضاح ذلك أن الاعتداد بالنطق بها له شروطٌ:
منها: أن يكون على سبيل الاعتراف؛ للقطع بأن المشرك إذا نطق بها حكايةً عن غيره لا يُعْتَدُّ بذلك .
، ومنها: العلم بمضمونها، والعلم هو الذي يُعَبِّرُ عنه أهل الكلام بالتصديق، وقيل: التصديق أخصُّ، قال الله تبارك وتعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19].
وقال عزَّ وجلَّ: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86]. فقيَّد نفع الشهادة، قيَّده بالعلم بالمشهود به.
قاله المعلمي في رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله.
16 – قوله (وأن العلماء هم ورثة الأنبياء..) يشير إلى حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه لم يصرح بذلك فلا يدخل في المعلقات كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح فعن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء، في مسجد دمشق فجاءه رجل، فقال: يا أبا الدرداء: إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني، أنك تحدثه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة، قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات، ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا، ولا درهما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» أخرجه أبو داود في سننه 3641 ومنه نقلت والترمذي 2682 وابن ماجه 223 وصححه الألباني ، وأخرجه البزار في مسنده 4145 بلفظ ” العلماء خلفاء الأنبياء”. قال الهيثمي رجاله موثقون.
17 – قال البغوي في شرح السنة:” وفضل العلم على العبادة من حيث إن نفع العلم يتعدى إلى كافة الخلق، وفيه إحياء الدين، وهو تلو النبوة.”
18- فيه الحث على طلب العلم.
19- فيه الجزاء من جنس العمل ” من سلك طريقا…. سهل الله له به طريقا إلى الجنة.
20- فيه حرص الإمام البخاري أن يتجنب إدخال كلام نفسه في هذا الصحيح ما استطاع، وإنما يتبع الأحاديث والآثار فإن لم تكن على شرطه وتصلح للاستدلال أو تفيد المعني الذي يستدل له البخاري يضعها في الترجمة.
—-
21- قوله (وقال جل ذكره {إنما يخشى الله من عباده العلماء}) هذا من أعظم مناقب العلماء بأن حصر الله تبارك وتعالى من يخشاه على الحقيقة بأنهم العلماء دون غيرهم. قال البيهقي كما في شعب الإيمان ” فأبان أن خشيته إنما تكون بالعلم”.
22- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قوله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير. أخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور لابن المنذر وابن أبي حاتم أيضا.
23 – عن قتادة قوله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) قال: كان يقال: كفى بالرهبة علمًا. أخرجه الطبري في تفسيره وإسناده صحيح إلى قتادة.
24 – وقد ورد في الصحيح الربط بين العلم والخشية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” «ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه، فكرهوه وتنزهوا عنه، فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية» متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
25 – وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا”. متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة وأنس بن مالك رضي الله عنهما.
26 – ويشهد لهذا قولُه تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9)). سورة الزمر
27 -وقوله (إنما يخشى الله من عباده العلماء)يقتضي الحصر من الطرفين أن لا يخشاه إلا العلماء ولا يكون عالما إلا من يخشاه ….
قاله ابن القيم في شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل
28 -الْوَجْه الْحَادِي وَالْعشْرُونَ انه سُبْحَانَهُ اخبر انهم اهل خَشيته بل خصهم من بَين النَّاس بذلك فَقَالَ تَعَالَى إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء …. وَقَالَ ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ كفى بخشية الله علما وَكفى بالاغترار بِاللَّه جهلا.
قاله ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.
قلت: ذكره وهو يعدد وجوه فضائل العلم
30 – وَ ((الْخَشْيَةُ)) أَخَصُّ مِنَ الْخَوْفِ، فَإِنَّ الْخَشْيَةَ لِلْعُلَمَاءِ بِاللَّهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] فَهِيَ خَوْفٌ مَقْرُونٌ بِمَعْرِفَةٍ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَشَدُّكُمْ لَهُ خَشْيَةً» .
قاله ابن القيم في مدارج السالكين
31 – الخشية من أسباب الصبر عن المعصية : قال ابن القيم :
قاعدة: الصبر عن المعصية ينشأُ من أسباب عديدة:
أحدها: علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءَتها، وأن الله إنما حرَّمها .
السبب الثانى: الحياءُ من الله سبحانه .
السبب الثالث: مراعاة نعمه عليك وإحسانه إليك، فإن الذنوب تزيل النعم ولا بد
السبب الرابع: خوف الله وخشية عقابه. وهذا إنما يثبت بتصديقه فى وعده ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله. وهذا السبب يقوى بالعلم واليقين ويضعف بضعفهما. قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] ،
السبب الخامس: محبة الله [سبحانه] وهى أقوى الأسباب فى الصبر عن مخالفته ومعاصيه.
قاله ابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين
32 -قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } .
وهذا يدل على أن كل من خشى الله فهو عالم، وهو حق ولا يدل على أن كل عالم يخشاه، لكن لما كان العلم به موجبًا للخشية عند عدم المعارض كان عدمه دليلاً على ضعف الأصل، إذ لو قوى لدفع المعارض .
كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية رحمه الله
—
33 – قوله (وما يعقلها إلا العالمون) وبداية الآية (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43)، فالعالم من عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه” وروي مرفوعا ولا يصح.
34 – عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني، لأني سمعت الله تعالى يقول: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}. رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
35 – وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: عَقَلْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَلْفَ مَثَلٍ». رَوَاهُ الإمام أحمد في مسنده 17806 قال الهيثمي في المجمع َإِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، قلت فيه ابن لهيعة وهو ضعيف بعد احتراق كتبه. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ.
36- قوله ({وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}) قال أبو المظفر السمعاني ( ت 489 ه) في تفسيره ” أي : نسمع سماع من يميز ويتفكر ، ونعقل عقل من يتدبر وينظر ( ما كنا في أصحاب السعير ) والمعنى : أنا لم نسمع الحق ولم نعقله أي : لم ننتفع بأسماعنا وعقولنا” .
37 – العقل والسمع :
-فالعقل يدل على صِحَة السّمع والسمع يبين صِحَة الْعقل وَأَن من سلك أَحدهمَا أفْضى بِهِ إِلَى الآخر. وَأَن الَّذين يسْتَحقُّونَ الْعَذَاب هم الَّذين لَا يسمعُونَ وَلَا يعْقلُونَ.
كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {أم تحسب أَن أَكْثَرهم يسمعُونَ أَو يعْقلُونَ إِن هم إِلَّا كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا} .
وَقَالَ تَعَالَى: {أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فَتكون لَهُم قُلُوب يعْقلُونَ بهَا أَو آذان يسمعُونَ بهَا فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور} .
وَقَالَ تَعَالَى: {إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب أَو ألْقى السّمع وَهُوَ شَهِيد} .
فقد بَين الْقُرْآن أَن من كَانَ يعقل أَو كَانَ يسمع: فَإِنَّهُ يكون ناجيا وسعيدا وَيكون مُؤمنا بِمَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل وَقد بسطت هَذِه الْأُمُور فِي غير مَوضِع وَالله أعلم.
قاله شيخ الإسلام كما في جامع الرسائل
38 – قال ابن القيم وهي يعدد فضائل العلم :
-الوجه الاربعون ان الله تعالى وصف اهل النار بالجهل واخبر انه سد عليهم طرق العلم فقال تعالى حكاية عنهم ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير ) …. وذكر اوصافهم في القرآن .
قاله ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.
39 – قوله (وقال {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}) أي لا يستوون.
40 – قوله (وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفهمه
وإنما العلم بالتعلم.) “عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ”أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه وحسنه الألباني كما في الصحيحة 342 ويشهد له الحديث الذي أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 929 من طريق عتبة بن أبي حكيم، عمن حدثه، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء» قال الحافظ ابن حجر في الفتح إسناده حسن إلا أن فيه مبهما اعتضد بمجيئه من وجه آخر. والشطر الأول متفق عليه من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. بلفظ “يفقهه في الدين” وهكذا وردت في بعض النسخ وأما بلفظ “يفهمه” فقد وردت من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب العلم- كما قال ابن حجر في تغليق التعليق، والطحاوي في شرح مشكل الآثار وفيه عبد الله بن سالم قال الألباني لم أجد له ترجمة كما في الصحيحة 1194 ، ونقل تحسين الحافظ ابن حجر للحديث كما في الفتح .
41- وقال ابن القيم وهي يعدد فضل العلم :
-الوجه الحادي والاربعون ما في الصحيحين من حديث معاوية رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذا يدل على أن من لم يفقهه في دينه لم يرد به خيرا كما أن من اراد به خير افقهه في دينه ومن فقهه في دينه فقد أراد به خيرا إذا أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل وأما أن أريد به مجرد العلم فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيرا فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لارادة الخير وعلى الاول يكون موجبا والله اعلم
قاله ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.
42 – قوله (وقال أبو ذر لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها). وصله الدارمي في سننه 562 من طريق أبي كَثِير حَدَّثَني أَبِي قَالَ أتيت أبا ذر رضي الله عنه، وهو جالس عند الجمرة الوسطى، وقد اجتمع الناس عليه يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال: ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه فقال: «أرقيب أنت علي؟ لو وضعتم الصمصامة على هذه – وأشار إلى قفاه – ثم ظننت أني أنفذ، كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي، لأنفذتها» قلت ولعل المنازع لأبي ذر رضي الله عنه كان فظا ولم يكن أبو ذر ممنوعا من ذلك سوى رأيه في كنز الذهب والفضة فأدبه أبو ذر رضي الله عنه. وترجم عليه الدارمي فقال ” البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعليم السنن”. قلت الصمصامة أي السيف.
43 – قول أبي ذر ( لو وضعتم الصمصامة …) :
-يؤخذ منه: أنه يجوز للعالم أن يأخذ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشدة ويحتمل الأذى ويحتسبه رجاء ثواب الله، ويباح له أن يسكت إذا خاف الأذى كما قال أبو هريرة: لو حدثتكم بكل ما سمعت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقطع (مني)هذا البلعوم .
قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح
44 -وفي الحديث دليل على وجوب تبليغ ما صح عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
قاله البغوي في شرح السنة .
—
45 – قوله (وقال ابن عباس {كونوا ربانيين} حلماء فقهاء ) وفي بعض النسخ “حكماء فقهاء” أخرجه بن أبي عاصم في كتاب العلم – كما قال الحافظ في تغليق التعليق والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب البغدادي في تاريخه، وعزاه الحافظ لإبراهيم الحربي في غريب الحديث من قول ابن مسعود رضي الله عنه. وقال إسناده صحيح، وهذه من صفات العالم الحلم والحكمة والفهم والرفق.
46 -أي: علماء حكماء حلماء معلمين للناس ومربيهم، بصغار العلم قبل كباره، عاملين بذلك، فهم يأمرون بالعلم والعمل والتعليم التي هي مدار السعادة، وبفوات شيء منها يحصل النقص والخلل.
قاله ابن سعدي في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. وراجع لأقوال أخرى في معناها زاد المسير في علم التفسير.
47 – والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله وبكباره مادق منها وقيل يعلمهم جزئياته قبل كلياته أو فروعه قبل أصوله أو مقدماته قبل مقاصده .
وقال بن الأعرابي لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالما معلما عاملا. ( فتح الباري )
—-
48 – العلم بلا عمل عاطل والعمل بغير علم باطل :
بعض أقوال أهل العلم عن العمل بالعلم ، اليكم أقوال أهل العلم:
قالَ مُعاذُ بْنُ جَبَلٍ: «اعْلَمُوا ما شِئْتُمْ أنْ تَعْلَمُوها؛ فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللَّهُ بِعِلْمٍ حَتّى تَعْمَلُوا». الزهد لابن مبارك ( ٢١)].
وفائدة العلم إنما هي العمل به لأن العلم بلا عمل عاطل والعمل بغير علم باطل إذ لا يصح العمل إلا بمعرفة كيفيته ولا تظهر فائدة العلم إلا بالعمل به على مقتضى السنة قال بعض العارفين: بالعلم يصح العمل وبالعمل تنال الحكمة وبالحكمة توفق للزهد وبالزهد تترك الدنيا وبترك الدنيا ترغب في الآخرة وبالرغبة فيها تنال رضا الله تعالى. [ فيض القدير ٤/٣٨٩ — المناوي (ت ١٠٣١)].
وقال الراغب الأصبهاني في كتاب-تفصيل النشأتين-: (العبادة ضربان: علم وعمل. وحقهما أن يتلازما، لأن العلم كالأسِّ والعمل كالبناء، وكما لن يغنى أسّ ما لم يكن بناء ولا يثبت بناء ما لم يكن أسّ، كذلك لا يغني علم بغير عمل ولا عمل بغير علم. ولذلك قال – تعالى -: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر ١٠]. والعلم أشرفهما ولكن لا يغني بغير عمل…).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
في زاد المعاد (٣/ ١٠): فَإنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُونَ عَلى أنَّ العالِمَ لا يَسْتَحِقُّ أنْ يُسَمّى رَبّانِيًّا حَتّى يَعْرِفَ الحَقَّ ويَعْمَلَ بِهِ ويُعَلِّمَهُ، فَمَن عَلِمَ وعَمِلَ وعَلَّمَ فَذاكَ يُدْعى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ.
و قال : بل لم يكن السَّلفُ يطلقون اسمَ الفقه إلا على العلم الذي يصحبُه العمل؛ كما سئل سعدُ بن إبراهيم عن أفقه أهل المدينة فقال: أتقاهم (٣).
وسأل فرقدُ السَّبَخي الحسنَ البصريَّ عن شيءٍ، فأجابه، فقال: إنّ الفقهاءَ يخالفونك، فقال الحسن: ثكلتك أمُّك فُرَيْقِد!، وهل رأيتَ بعينيك فقيهًا؟ ! إنما الفقيهُ الزاهدُ الراغبُ في الآخرة، البصيرُ بدينه، المداومُ على عبادة ربِّه، الذي لا يهمِزُ مَن فوقه، ولا يسخرُ ممَّن دونه، ولا يبتغي على علمٍ علَّمه الله تعالى أجرًا (٤). [ مفتاح دار السعادة ( ١/ ٢٤٧)].
و قال العلامة ابن باز رحمه الله : العمل بالعلم
ثانيًا: العمل والحرص والجد والاجتهاد على التطبيق، لا نقول: نتسمى بأننا طلبة علم، ثم يتخلف كثير منا عن العمل، فلا يليق من طالب العلم هذا
وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
فيجب علينا أن نحرص على التطبيق، وعلى العمل بالعلم؛ حتى نكون قدوة حسنة، وحتى نقود الناس بأفعالنا قبل أقوالنا.
[ دروس للشيخ عبد العزيز بن باز ٩/٢٧ — ابن باز]
( بحث لنورس الهاشمي )