50 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى كما في كتاب الإيمان من صحيحه
(37) باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له ثم قال جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم فجعل ذلك كله دينا وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}
50 – حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم{إن الله عنده علم الساعة}الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان
———-‘———‘———-‘
فوائد الباب:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
2- وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وابن عمر وأنس وابن عباس وعامر أو أبي عامر الأشعري وبريدة بن الحصيب وجرير البجلي مختصرا ومطولا
3- إن الاختلاف في الحديث بين الإسلام والإيمان والإحسان “إنما هو اختلاف ترتيب وتفصيل لما يتضمنه اسم الإيمان من قول وفعل وإخلاص. ألا ترى أنه حين سأله عن الإحسان قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا إشارة إلى الإخلاص في العبادة، ولم يكن هذا المعنى خارجا عن الجوابين الأولين، فدل أن التفرقة في هذه الأسماء إنما وقعت بمعنى التفصيل، وعلى سبيل الزيادة في البيان والتوكيد قاله الإمام الخطابي في اعلام الحديث.
4- قال القرطبي :” يصلُحُ هذا الحديث أن يقالَ فيه: إنه أُمُّ السُّنَّة؛ لما تضمَّنه مِن جُمَلِ عِلمِ السُّنَّة، كما سُمِّيَتِ الفاتحةُ: أُمُّ الكتاب؛ لما تضمَّنته مِن جملِ معاني القرآن ” كما في المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ، وقال الطيبي لهذه النكتة استفتح به البغوي كتابيه المصابيح وشرح السنة اقتداء بالقرآن في افتتاحه بالفاتحة لأنها تضمنت علوم القرآن إجمالا ، وقال القاضي عياض اشتمل هذا الحديث على جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان ابتداء وحالا ومآلا ومن أعمال الجوارح ومن إخلاص السرائر والتحفظ من آفات الأعمال حتى أن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
5- كأن الإمام البخاري يريد أن يشير أيضا إلى تعدد شعب الإيمان ويمكن استخراج الكثير الطيب منها من خلال هذا الحديث.
6- فيه استحباب تحسين الثياب والهيئة
7- فيه ابتداء الداخل بالسلام.
8- أن فيه أن المَلَكَ يجوز أن يتمثل لغير النبي – صلى الله عليه وسلم -، فيراه، ويتكلم بحضرته، وهو يسمع.
9- جواز اختصاص العالم بموضع مرتفع من المسجد، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، لضرورة التعليم، أو غيره والأربعة الأخيرة استفدتها من الشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله في شرحه على صحيح مسلم.
10- قوله (بارزا يوما للناس) وعند مسلم من طريق عمارة بن القعقاع ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سلوني»، فهابوه أن يسألوه” وعند أبي داود والنسائي من طريق أبي فروة ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، قال: فبنينا له دكانا من طين، فجلس عليه، وكنا نجلس بجنبتيه”
11- قوله (فأتاه جبريل) وعند البخاري من طريق جرير ” إذ أتاه رجل يمشي” وعند النسائي من طريق أبي فروة ” إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا كأن ثيابه لم يمسها دنس”
12- قوله (أن تؤمن …وبلقائه) فيه إثبات رؤية الله عز وجل في الآخرة. قاله الخطابي في أعلام الحديث. وهذا من الأدلة القوية لأهل السنة في اثبات رؤية الله تعالى في الآخرة إذ جعلت من قواعد الإيمان قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
13- قوله ( متى الساعة) وعند مسلم من طريق عمارة ” مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟” ويوضحه حديث رجل من بني عامر قال فَقَالَ الرَّجُلُ: هل بَقِيَ مِنَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لَا تَعْلَمُهُ، فَقَالَ: ” قَدْ عَلِمَ اللَّهُ خَيْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ. . .} [لقمان: 34] ” إِلَى آخِرِ الْآيَةِ أخرجه الإمام أحمد في مسنده في الأدب المفرد 1084 وصححه الألباني كما في الصحيحة 2712
14- وقوله: (سأخبرك عن أشراطها)، يريد علاماتها. قال الله عز وجل: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها} قاله الخطابي في أعلام الحديث.
15- وفي قوله: (إذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان)، يريد العرب الذين هم أرباب الإبل ورعاتها. والمعنى: اتساع دين الإسلام، وافتتاح البلدان، حتى يسكنها رعاة الإبل. وأصحاب البوادي الذين كانوا لا تستقر بهم الدار، إنما ينتجعون مواقع الغيث.
16- قوله (فجعل ذلك كله دينا وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان) وسيأتي حديث وفد عبد القيس في الباب الذي يليه ، ” فجعل هذه الأعمال كلها إيمانا، وذلك مما يبين لك أن الإسلام من الإيمان، وأن العمل غير خارج عن هذا الاسم”. قاله الخطابي في أعلام الحديث.
17- قوله (وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس) الواو – في قوله وما بين- بمعنى مع أي جعل ذلك ديناً مع ما بين للوفد من أن الإيمان هو الإسلام حيث فسر الإيمان في قصتهم بما فسر الإسلام ههنا ومع الآية حيث دلت على أن الإسلام هو الدين فعلم أن الإيمان والإسلام والدين أمر واحد. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
18- قوله ( قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان) هو الإمام البخاري وكنيته أبو عبد الله وقد بين هنا سبب إيراد الحديث في كتاب الإيمان وأن الدين والإيمان عنده أمر واحد.
19 . قال ابن رجب في فتح الباري 1/207 :
وأما من فرق بين الإسلام والإيمان – وهم أكثر العلماء من السلف ومن بعدهم – حتى قيل: إنه لا يعلم عن السلف في ذلك خلاف فأظهر الأجوبة عما ذكره البخاري: أن الإسلام والإيمان تختلف دلالته بالإفراد والاقتران؛ فإن أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ولذلك فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان المسئول عنه مفردا في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام في حديث جبريل الذي قرن فيه الإسلام بالإيمان.
وإن اقترنا كان هذا له معنى وهذا له معنى.
وبكل حال: فالأعمال داخلة في مسمى الإيمان، لا يختلفون في ذلك. اهــ
20 – قال ابن الملقن في التوضيح ( بتصرف يسير) 3/171 :
هذا الحديث مشتمل على شرح جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان وأعمال الجوارح وإخلاص السرائر والتحفظ من آفات الأعمال، حتى إن علوم الشريعة راجعة إليه والأحكام منطبقة عليه.
فيه الإيمان (بالله): هو التصديق بوجوده تعالى وأنه لا يجوز عليه العدم، وأنه تعالى موصوف بصفات الجلال والكمال من العلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر والحياة ، وأنه تعالى منزه عن صفات النقص التي هي أضداد تلك.
يجب الإيمان بجميع ملائكة الله تعالى، فمن ثبت تعيينه كجبريل وميكائيل وإسرافيل وجب الإيمان به، ومن لم يثبت آمنا به إجمالا، وكذلك الأنبياء والرسل، وما ثبت من ذلك بالنص والتواتر كفر من يكفر به.
الإيمان برسل الله هو بأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى، وأن الله تعالى أيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، وأنهم بلغوا عن الله رسالته وبينوا للمكلفين ما أمرهم ببيانه، وأنه يجب احترامهم، وأن لا نفرق بين أحد منهم.
تقييد الزكاة بالمفروضة لتخرج صدقة التطوع؛ فإنها زكاة لغوية. وقيل: للاحتراز من الزكاة المعجلة قبل الحول، فإنها زكاة وليست مفروضة الآن.
إنما فرق بين الصلاة والزكاة في التقييد. فقال في الأولى: المكتوبة، وفي الثانية: المفروضة للبلاغة.
جواز قول القائل رمضان من غير إضافة لفظ الشهر إليه، وهو الصواب.
معنى: “تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” أن تعبد عبادة من يرى الله تعالى ويراه الله تعالى، فإنك لا تستبقي شيئا من الخضوع والخشوع والإخلاص وحفظ القلب والجوارح، ومراعاة الآداب الظاهرة والباطنة مادمت في عبادته، وإن عرض عارض فنادر وإنما تراعي الآداب المذكورة إذا رأيته ورآك؛ لكونه يراك لا لكونك تراه، وهذا المعنى موجود وإن لم تره لأنه يراك.
وحاصله الحث على كمال الإخلاص في العبادة ومراقبة الله تعالى في جميع أنواعها مع قيام الخشوع والخضوع والحضور.
فيه أن الأدب للمفتي والعالم إذا سئل عن ما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
المراد هنا بيان علامات من علامات الساعة وهي غير منحصرة في هذا المذكور، فإن من جملتها: رفع العلم، وظهور الجهل، وظهور الزنا، وقلة الرجال، وكثرة النساء، وكثرة الهرج، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، وغير ذلك مما تظاهرت عليه الأحاديث الصحيحة، وهذه العلامات قد وقع أكثرها وتزايدت. ونسأل الله حسن الخاتمة.
فيه دلالة على تشكل الملائكة في صور بني آدم كقوله تعالى: {فتمثل لها بشرا سويا} [مريم: 17] وقد كان جبريل يتمثل بصورة دحية، ولم يره النبي – صلى الله عليه وسلم – على خلقته التي خلق عليها غير مرتين كما تقدم في بدء الوحي.
لا أدري من العلم، ولا يعبر بعبارات مترددة بين الجواب والاعتراف بعدم العلم، وأن ذلك لا ينقصه ولا يزيل ما عرف من جلالته، بل ذلك دليل على ورعه وتقواه ووفور علمه وعدم تكثره وتبجحه بما ليس عنده. اهــ
21 – روى الإمام أحمد رحمه الله : عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فرغ الله إلى كل عبد من خمس من أجله ورزقه وأثره وشقي أم سعيد .
قال الوادعي رحمه الله تعالى : هذا حديث صحيح . الصحيح المسند 1040-
انقسم الناس في الإيمان بالقضاء والقدر إلى ثلاثة أقسام:
قسم سلبوا العبد قدرته واختياره،( وهم الجبرية) .
وقسم نفوا القدر،( وهم القدرية)
وقسم توسطوا فأثبتوا القدر وأثبتوا للعبد قدرة واختيارا، (وهم أهل السنة والجماعة)
وسيأتي النقل عن ابن حجر حول هذا المعنى
– فوائد من فتح الباري لابن حجر:
22 – في رواية لسليمان التيمي ( ليس عليه سحناء السفر وليس من البلد فتخطى حتى برك بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ) وكذا في حديث بن عباس وأبي عامر الأشعري ( ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ) فأفادت هذه الرواية أن الضمير في قوله ( على فخذيه يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ) وبه جزم البغوي وإسماعيل التيمي لهذه الرواية ورجحه الطيبي بحثا لأنه نسق الكلام خلافا لما جزم به النووي.
23 – وفيه إشارة لما ينبغي للمسئول من التواضع والصفح عما يبدو من جفاء السائل.
24 – وهذا من الأدلة القوية لأهل السنة في إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة إذ جعلت من قواعد الإيمان.
25 – ومن أعظم رحمته أن أنزل كتبه إلى عباده والمتلقي لذلك منهم الأنبياء والواسطة بين الله وبينهم الملائكة.
26 – وأما اليوم الآخر فقيل له ذلك لأنه آخر أيام الدنيا أو آخر الأزمنة المحدودة.
27 – الحكمة في إعادة لفظ وتؤمن عند ذكر القدر كأنها إشارة إلى ما يقع فيه من الاختلاف فحصل الاهتمام بشأنه بإعادة تؤمن ثم قرره بالإبدال بقوله ( خيره وشره وحلوه ومره ) ثم زاده تأكيدا بقوله في الرواية الأخيرة ( من الله) .
والمراد أن الله تعالى علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ثم أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته هذا هو المعلوم من الدين بالبراهين القطعية وعليه كان السلف من الصحابة وخيار التابعين إلى أن حدثت بدعة القدر في أواخر زمن الصحابة.
28 – ويستنبط منه جواز سؤال العالم ما لا يجهله السائل ليعلمه السامع.
29 – استدل به على قول رمضان من غير إضافة شهر إليه.
30 – دل سياق الحديث على أن رؤية الله في الدنيا بالأبصار غير واقعة.
31 – قال النووي يستنبط منه أن العالم إذا سئل عما لا يعلم يصرح بأنه لا يعلمه ولا يكون في ذلك نقص من مرتبته بل يكون ذلك دليلا على مزيد ورعه.
32 -ويستفاد من اختلاف الروايات أن التحديث والإخبار والإنباء بمعنى واحد وإنما غاير بينها أهل الحديث اصطلاحا.
33 -تضمن الجواب زيادة على السؤال للاهتمام بذلك إرشادا للأمة لما يترتب على معرفة ذلك من المصلحة.
34 – فيه أن الملك يجوز أن يتمثل لغير النبي صلى الله عليه وسلم فيراه ويتكلم بحضرته وهو يسمع.
35 – قال بن المنير في قوله (يعلمكم دينكم ) دلالة على أن السؤال الحسن يسمى علما وتعليما لأن جبريل لم يصدر منه سوى السؤال ومع ذلك فقد سماه معلما … لأن الفائدة فيه انبنت على السؤال والجواب معا. انتهى النقل من الفتح
36 – قال ابن العثيمين في تعليقه على البخاري:
هذا يخالف السياق الذي في صحيح مسلم من حيث الترتيب ، ومن حيث بعض الكلمات : ( أن تؤمن بالله وملائكته ولقائه ورسله وتؤمن بالعبث ) سقط من هنا ركنان : وهما الإيمان بالكتب ، والإيمان بالقدر , وزيد واحد وهو الإيمان باللقاء ، والمراد باللقاء هنا لقاء المحاسبة لقوله تعالى : (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه إلخ )) وليس المراد اللقاء بالبعث ، لأن البعث صرح به ، قال : ( وتؤمن بالبعث )، والبعث هو الإخراج ، إخراج الناس من قبورهم .
قال : ما الإسلام ؟. قال : ( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ) وسقط منها شهادة أن محمدا رسول الله ، أما شهادة أن لا إله إلا الله فتضمنها قوله : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، ( ولا تشرك به ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) وسقط أيضا الحج ، وهذا يدل على أن هذا السياق … ، والسياق التام المنضبط ، سياق رواية مسلم رحمه الله .
قال : ما الإحسان ؟. قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، يعني أن تعبد الله عبادة كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك , ومعلوم أننا لا نراه ، فقوله : ( فإن لم تكن تراه ) يعني : فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك , وهاتان المرتبتان في الإحسان :
المرتبة الأولى : أن تعبد الله عبادة طلب يتضمنها قوله : ( كأنك تراه )، لأن من رأى المحبوب طلبه .
والثاني : عبادة هرب , لقوله : ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ولن تفوته ، فيكون الإحسان على هذا مرتبتين . اهــ
37 – قوله (حدثنا مسدد) تابعه أبو بكر بن أبي شيبة كما عند مسلم 9 وابن ماجه 64 وزهير بن حرب كما عند مسلم 9 تابعه الإمام أحمد في مسنده 9501 تابعه يعقوب بن إبراهيم الدورقي كما عند ابن خزيمة في صحيحه 2244
38 – قوله (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم) هو ابن عليه كما صرح به مسلم في صحيحه 9 تابعه جرير كما عند البخاري 4777 تابعه محمد بن بشر كما عند مسلم 9 تابعه أبو أسامة كما عند ابن خزيمة في صحيحه 2244
39 – قوله (أخبرنا أبو حيان التيمي) قال ابن خزيمة عقبه أبو حيان هذا اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي تيم الرباب، تابعه عمارة وهو ابن القعقاع كما عند مسلم 10 تابعه أبو فروة الهمداني كما عند أبي داود في سننه 4698 والنسائي في سننه 4991
40 – قوله (عن أبي زرعة) وعند مسلم في رواية عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير