2 .( مصحح ) رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم صالح خلف وأبي هزاع أحمد بن علي البلوشي وأبي ناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-‘——‘——–‘
كتاب بدء الوحي
تابع
قال البخاري رحمه الله تعالى:
2- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ ” قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ فِي اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
——-‘——-‘——-
فوائد الحديث :
1- حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
2- قوله ( عن عائشة أم المؤمنين) وعند مالك في الموطأ ” زوج النبي صلى الله عليه وسلم” كما قال تعالى ” النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم” [الأحزاب:6]
3- فيه ذِكْرُ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِمَا أَتَى بِهِ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ. قاله ابن مندة في كتاب الإيمان له.
4- فيه صِفَة نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبَيَانُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ يَسْمَعُ بِالْوَحْيِ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ، صَوْتًا كَصَلْصَلَةِ الْجَرَسِ. قاله ابن خزيمة في كتاب التوحيد له.
5- ذكر في هذا الحديث حالين من أحوال الوحي وهما مثل صلصلة الجرس، وتمثل الملك رجلا. وهناك أحوال أو أقسام أخرى منها، “قال تعالى {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51] فإبلاغ النبي صلى الله عليه وسلم يقع على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: الوحي المجرد وهو ما يقذفه الله في قلب الموحى إليه…. وألحق بعض أهل العلم بهذا القسم رؤى الأنبياء في المنام، المرتبة الثانية التكليم من وراء حجاب ، المرتبة الثالثة الوحي بواسطة الملك” انتهى من كتاب كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء.
6- فيه أنه صلى الله عليه وسلم كانَ يُؤْخَذُ عَنِ الدُّنْيَا عِنْدَ تَلَقِّي الْوَحْيِ وَهُوَ مُطَالَبٌ بِأَحْكَامِهَا عِنْدَ الْأَخْذِ عَنْهَا قاله البيهقي في السنن الكبرى.
7- قوله: (سأل) هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، قال الدارقطني في علله: 3491 ” يَرْوِيهِ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَاخْتُلِفَ عنه؛ فرواه عامر بن صالح الزبيري، وَابْنُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث، فأسنداه عن عائشة، عن الحارث. ورواه أيوب السختياني، عن هشام، عن أبيه، عن الحارث بن هشام، ولم يذكر عائشة. وأصحاب هشام الحفاظ عنه، يروونه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن الحارث بن هشام سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون مسندا عن عائشة، وهو الصحيح.” انتهى.
8- وقد أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد 437 من طريق علي بن مسهر فجعله صراحة من مسند عائشة ، مع أنه أورد نفس الطريق بنفس الإسناد في صحيحه بمثل إسناد الباب أي بقوله عن عائشة أن الحارث… ، وأيضا أورد هناك 436 عن شيخه إسماعيل عن مالك بسند الباب فجعله من مسند عائشة أيضا.
9- قوله: (سأل) وفي مسند أحمد 25890 – ومن طريقه الطبراني في الكبير 3343 والحاكم في المستدرك 5213- ومعجم البغوي وغيرهما من طريق عامر بن صالح الزبيري عن هشام عن أبيه عن عائشة عن الحارث بن هشام قال: سألت ، وقال الحاكم لَا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ الْحَارِثِ غَيْرَ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ ” وَقَدْ رَوَاهُ أَصْحَابُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ الْحَدِيثَ قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب عامر بن صالح متروك الحديث أفرط فيه ابن معين فكذبه، قلت وقد أورد الإمام أحمد هذا الإسناد عن عامر بن صالح به أيضا في مسند عائشة عقب الإسناد المشهور وفيه إشارة إلى تعليل الإمام أحمد لطريق عامر.
10- قوله (كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ ؟) ومن طريق سفيان بن عيينة عند البخاري في خلق أفعال العباد ومن طريق أنس بن عياض عند ابن مندة في الإيمان ومن طريق يونس كما سيرة ابن إسحق ” كيف ينزل عليك الوحي”. وعند البخاري في صحيحه من طريق علي بن مسهر ” قَالَ كُلُّ ذَاكَ ”
11- فيه جواز مثل هذا السؤال، وهذا لا ينافي اليقين.
12- فيه إثبات العلو لله تعالى فإن الملك ينزل بالوحي من الله سبحانه، والنزول إنما يكون من أعلى.
13- قوله (أَحْيَانًا يَأْتِينِي)ومن طريق علي بن مسهر عند البخاري “يأتيني الملك أحيانا” أي يتنوع جبريل عليه السلام في طريقة تبليغ الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد أحمد وعبد بن حميد من طريق معمر ” لَهُ صَلْصَلَةٌ”
14- قوله (مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ) ومن طريق علي بن مسهر ” فِي مِثْلِ صلصلة الجرس”.
15- فَإِنْ قِيلَ الْمَحْمُودُ لَا يُشَبَّهُ بِالْمَذْمُومِ إِذْ حَقِيقَةُ التَّشْبِيهِ إِلْحَاقُ نَاقِصٍ بِكَامِلٍ وَالْمُشَبَّهُ الْوَحْيُ وَهُوَ مَحْمُودٌ وَالْمُشَبَّهُ بِهِ صَوْتُ الْجَرَسِ وَهُوَ مَذْمُومٌ لِصِحَّةِ النَّهْيِ عَنْهُ … فَكَيْفَ يُشَبَّهُ مَا فَعَلَهُ الْمَلَكُ بِأَمْرٍ تَنْفِرُ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ وَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ فِي التَّشْبِيهِ تَسَاوِي الْمُشَبَّهِ بِالْمُشَبَّهِ بِهِ فِي الصِّفَاتِ كُلِّهَا بَلْ وَلَا فِي أَخَصِّ وَصْفٍ لَهُ بَلْ يَكْفِي اشْتِرَاكُهُمَا فِي صِفَةٍ مَا فَالْمَقْصُودُ هُنَا بَيَانُ الْجِنْسِ فَذَكَرَ مَا أَلِفَ السَّامِعُونَ سَمَاعَهُ تَقْرِيبًا لِأَفْهَامِهِمْ. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
16- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” نَعَمْ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ” رواه الإمام أحمد في مسنده 7071 ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/519 والطبراني في الكبير وعزاه بعضهم لأبي نعيم أيضا وقال الحافظ ابن كثير تفرد به أحمد أي عن أصحاب الكتب الستة. قلت أورده العلامة الألباني في الضعيفة 2778 من أجل أن فيه ابن لهيعة وفيه ضعف لكن رواية أحمد عن قتيبة بن سعيد عنه وقد مشاها بعض أهل العلم وألحقها برواية العبادلة عنه منهم العلام الألباني أخيرا ، وفيه عمرو بن الوليد ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن يونس كما في تاريخه “وكان من أهل الفضل والفقه” ، وقال الحاقظ ابن حجر وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات في المصريين وقال صدوق. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد إسناده حسن، فلا أقل من أن يصلح في الشواهد وحديث الباب يشهد له فيكون الإسناد حسنا والله أعلم.
” لكن لفظة ( إلا ظننت أن نفسي تفيض) لا شاهد لها. وتفرد ابن لهيعة من بين الرواة يوقع في النفس عدم قبولها” قاله الشيخ سيف الكعبي
17- قوله (وهو أشده عليَّ) أي أشقه ،” يفهم منه أن الوحي كله شديد، ولكن هذه الصفة أشدها ” قاله القرطبي في اختصار صحيح البخاري له.
18- ” قيل: سبب تلك الشدة: أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به. وقيل: إنما كان شديدًا عليه؛ ليستجمع قلبه، فيكون أوعى لما سمع، والظاهر أن هذه الشدة لا تختص بالقرآن، وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات”. قاله القرطبي في اختصار صحيح البخاري له.
19- قوله ( فيفصم عني) “وَالْفَصْمُ: الْفَكُّ وَالْفَصْلُ مِنَ الْأُمُورِ اللَّيِّنَةِ، كَمَا قَالَ تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] .وَبِالْقَافِ: هُوَ الْكَسْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْأُمُورِ الصَّلْبَةِ”.قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح. وقال البيهقي في الأسماء والصفات وَقَوْلُهُ (فَيَفْصِمُ عَنِّي) مَعْنَاهُ يقْلِع عَنِّي وَيَنْجَلِي مَا يَتَغَشَّانِي مِنْهُ”
20- قوله (وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ) وعند الآجري من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي “وَقَدْ فَهِمْتُ وَوَعَيْتُ عنه “.
21- وثبت في (الصحيحين) من حديث عائشة لما نزل الحجاب وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى (المناصع) ليلا فقال عمر: قد عرفناك يا سودة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته وهو جالس يتعشى والعرق في يده فأوحى الله إليه [ثم رفع عنه] والعرق في يده [ما وضعه] ثم رفع رأسه فقال: (إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن)، فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يغيب عنه إحساسه بالكلية بدليل أنه جالس ولم يسقط العرق أيضا من يده صلوات الله وسلامه دائما عليه قال العلامة الألباني كما في صحيح السيرة له.
22- قوله (وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا) وعند أحمد من طريق محمد بن بشر ” وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ”. وعند النسائي من طريق ابن عيينة “في مثل صورة الفتى”.
23- قوله (فيكلمني) وفي رواية من طريق يحيى بن بكير عن مالك” فيعلمني” كما عند البيهقي في الأسماء والصفات ، وعند أحمد من طريق معمر ” فَيُخْبِرُنِي”. وعند النسائي من طريق سفيان بن عيينة ” فَيَنْبِذُهُ إِلَيَّ”.
24- قوله (فأعي ما يقول) زاد الحميدي “وَهُوَ أَهْوَنُه علي” كما في مسنده 258 ومن طريقه أبو عوانة في مستخرجه 10304 وابن مندة كما في الإيمان له 680 عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ به، إسناده صحيح على شرط الشيخين ، تابعه أيوب عن هشام به أخرجه الطبراني في الكبير 3344 لكنه أسقط عائشة من الإسناد وجعله من مسند الحارث وفيه عاصم بن هلال فيه لين كما قال الحافظ في التقريب، وقوله ( وهو أهونه علي ) بالنسبة إلى غيره كما أشرنا قبل.
25- وعن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كَانَ يَقُولُ: كَانَ الْوَحْيُ يَأْتِينِي عَلَى نَحْوَيْنِ: يَأْتِينِي بِهِ جِبْرِيلُ فَيُلْقِيهِ عَلَيَّ كَمَا يُلْقِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ فَذَلِكَ يَتَفَلَّتُ مِنِّي. وَيَأْتِينِي فِي شَيْءٍ مِثْلِ صَوْتِ الْجَرَسِ حَتَّى يُخَالِطَ قَلْبِي فَذَاكَ الَّذِي لا يَتَفَلَّتُ مِنِّي .رواه ابن سعد كما في الطبقات الكبرى . قال الحافظ في الفتح وهذا مرسل مع ثقة رجاله قلت رجاله على شرط مسلم. وقوله ” فذلك يتفلت مني ” إن حملناها أي يكاد يتفلت مني قبل أن أعيه
وإلا فما في الصحيح هو المعتمد وهو قوله ( فأعي ما يقول).
26- قولها (في اليوم الشديد البرد) ومن طريق أبي أسامة عند مسلم ” في الغداة الباردة”.
27- قول ( وإن جبينه ليتفصد عرقا) من الفصد، وهو قطع العِرْق لإسالة الدم، شبه جبينه بالعِرْق المفصود للاستدلال على كثرة العَرَق، وقد ورد من طريق أبي أسامة عند مسلم (تفيض جبهته عرقا).
28- وقالت عائشة رضي الله عنهاكما في قصة الإفك : “حتى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَك” وفي رواية ” وهو يمسح جبينه” رواه البخاري 2661 ومسلم 2770 .
29- فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كُرِبَ لِذَلِكَ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ» رواه مسلم 2334، وفي رواية لمسلم أيضا 2335 ” نكس رأسه ونكس أصحابه رؤوسهم فلما أتلي عنه رفع رأسه”.
30- فيه بشرية النبي صلى الله عليه وسلم – النبي صلى الله عليه وسلم فهو يعرق كما يعرقون، ويغط كما يغطون، قال تعالى( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك ) )
31- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَجَدَ مَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}. رواه أبو يعلى في مسنده 4778 من طريق محمد بن عمرو عن أبيه عنها ، تابعه معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها * أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فلم تستطع أن تتحرك وتلت قول الله عز وجل إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا أخرجه الإمام أحمد في مسنده 24868 والحاكم في المستدرك 3865 واللفظ له والبيهقي في دلائل النبوة 7/53 وقال الحاكم صحيح الإسناد ، وأخرجه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل من طريق عبد الرزاق- وهذا في تفسيره 3365- والطبري في تفسيره من طريق محمد بن ثور كلاهما عن معمر مرسلا لم يذكرا عائشة في الإسناد وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده 756 عن عبد الرزاق به موصولا . وذكر الآية عند بعضهم فقط.
” الجران ” : باطن العنق
32- وعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجِبْرِيلُ [ص:118] يُوحِي، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ قَائظةٍ وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ نَزَلَتْ عَلَيْهِ ثَقْلَةٌ، يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 3758 وقال لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ ثُمَامَةَ، إِلَّا حَمَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ»
33- فيه أن السؤال عن الكيفية لطلب الطمأنينة لا يقدح في اليقين قاله الحافظ في الفتح.
34- فيه جواز السؤال عن أحوال الأنبياء من الوحي وغيره. قاله الحافظ في الفتح.
35- فيه مشروعية تعليم المرأة الرجال , وكذا أخذ الرجال العلم عن المرأة عند أمن الفتنة.
36- فيه ذكر الملائكة قاله البخاري في صحيحه. وقدرتهم على التشكل في هيئة آدمي ، وقد ورد مثله في القرآن الكريم كضيف إبراهيم.
37- قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى :”وَالصَّلْصَلَةُ ” الصَّوْتُ يُقَالُ صَلْصَلَةُ الطَّسْتِ وَصَلْصَلَةُ الْجَرَسِ وَصَلْصَلَةُ الْفَخَّارِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ “فَيَفْصِمُ عَنِّي” فَمَعْنَاهُ يَنْفَرِجُ عَنِّي وَيَذْهَبُ عَنِّي . كما في الاستذكار 2/493.
38- قال البيهقي في الأسماء والصفات وَالصَّلْصَلَةُ: صَوْتُ الْحَدِيدِ إِذَا حُرِّكَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: يُرِيدُ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – أَنَّهُ صَوْتٌ مُتَدَارَكٌ يَسْمَعُهُ وَلَا يَتَبَيَّنهُ عِنْدَ أَوَّلِ مَا يَقْرَعُ سَمْعَهُ , حَتَّى يَتَفَهَّمَ وَيَسْتَثْبِتَ فَيَتَلَقَّنَهُ حِينَئِذٍ وَيَعِيَهُ , وَلِذَلِكَ قَالَ: «وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ» , وَقَوْلُهُ فَيَفْصِمُ عَنِّي: مَعْنَاهُ يَقْلِعُ عَنِّي وَيَنْجَلِي مَا يَتَغَشَّانِي مِنْهُ وَقَوْلُهُ: فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ , أَيْ ذَهَبَ الْفَزَعُ عَنْ قُلُوبِهِمْ.
39- تنبيه : هناك رسالة بعنوان( تنبيه النبلاء من العلماء إلى قول حامد الفقيه إن الملائكة غير عقلاء ) يقصد أنهم كالشمس والقمر، وأن سجودهم لله سجود ذل وقهر وليس سجود عبادة، فلا يلزم منه وضع الجبين على الأرض، وقال بعض المشايخ : لو سكت الشيخ حامد الفقيه لكان أسلم له من اللوم.
40- وتنبيه آخر: من المزاعم التي يدعيها المكذبون بالرسل أن ما كان يصيب الرسول صلى الله عليه وسلم إنّما هو نوع من الصرع، أو اتصال من الشياطين به، وكذبوا في دعواهم، فالأمران مختلفان، فالذي يصيبه الصرع يصفرُّ لونه، ويخفُّ وزنه، ويفقد اتزانه، وكذلك الذي يصيبه الشيطان، وقد يتكلم الشيطان على لسانه، ويخاطب الحاضرين، وعندما يفيق من غيبوبته لا يدري ولا يذكر شيئاً ممّا خاطب به الشيطان الحاضرين على لسانه،
41- قوله (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ) تابعه معن بن عيسى كما عند الترمذي في سننه 3634، تابعه ابنِ القَاسِمِ كما عند النسائي في الصغرى 946، تابعه عبد الرحمن بن مهدي كما عند الإمام أحمد في مسنده 26198 ، تابعه إِسْمَاعِيلُ كما عند البخاري في خلق أفعال العباد.تابعه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ كما عند ابن خزيمة في التوحيد، تابعه أحمد بن أبي بكر كما عند ابن حبان في صحيحه 38 تابعه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ كما عند ابن مندة في الإيمان 679 والبيهقي في السنن الكبرى 13342، تابعه يَحْيَى بْنُ بُكَيْر كما عند البيهقي في السنن الكبرى 13342
42- قوله ( أخبرنا مالك) وهو عند أحمد في مسنده 26198، تابعه سفيان بن عيينة كما عند مسلم 6129 والنسائي في الصغرى 945 والبخاري في خلق أفعال العباد 438 و439 والحميدي في مسنده 258 وأبي عوانة في مستخرجه 10304وابن مندة في الإيمان 680، وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة كما عند مسلم 6129، وتابعه محمد بن بشر كما عند مسلم 6129، والإمام أحمد في مسنده 25252، وتابعه معمر كما عند أحمد 25303وعبد بن حميد 1490 في مسنديهما وعلي بن مسهر كما عند البخاري 3215
، وتابعه عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ كما عند الطبراني في الكبير 3346 ،وتابعه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ كما عند الآجري في الشريعة 985 ، وتابعه أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، كما عند ابن مندة في الإيمان 678